برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Tuesday, September 29, 2009

قناة البحرين.. قناة المهالك


البيادر السياسي، 25 سبتمبر 2009

مشروع قناة البحرين هو مشروع قديم – جديد، ظهر ومازال يظهر بأشكال مختلفة ومقترحات متفاوتة. مجلة البيادر السياسي رصدت توجهات إسرائيلية وأردنية لتسريع مراحل المشروع، وهنالك اجتماعات دائمة ومتواصلة ضمن ما يسمى المنتدى الاقتصادي، ولكن رغم بساطة المشروع للوهلة الأولى إلا أن هنالك الكثير من الغموض والضبابية التي لا تشير إلى الدوافع الحقيقية لكل جانب من دخول هذا المشروع
مجلة البيادر السياسي أعدت تقريرًا مطولا حول هذه القضية الشائكة

بعض العلماء والخبراء والمهندسين والسياسيين متحمسون جدًا للمشروع بإعتقادهم أنه فعلاً سيؤدي إلى تغييرات حثيثة لتطوير اقتصاديات الدول المشاركة، ولتنمية السلام على أسس أفضل، والبعض الآخر يعتقد بأن المشروع ما هو إلا مغامرة غير محمودة العواقب، وآخرون يعتقدون بأن وراء الأكمة ما وراءها، وهنالك أهداف خفية دفينة لبعض الجهات. وما يوحي بأن هنالك بعض الغموض والنوايا غير المفهومة أن شمعون بيرس – رئيس دولة اسرائيل - هو أكثر المتحمسين لتطبيق المشروع، وهو يعمل بكل كد لإقناع الرؤساء الآخرين بأن المشروع سوف يحقق الرخاء للكثيرين، وسيمنع الصراع القادم على المصادر المائية التي تجف بخطى متسارعة بينما عدد سكان المنطقة في تزايد مستمر، وإسرائيل ما زالت تسعى لجلب المزيد من المستوطنين لقضم الأرض العربية، بالمقابل ترفض التعاون لحل مشكلة اللاجئين التي تتفاقم سنة بعد أخرى.
وبموجب هذا المشروع ستحصل إسرائيل مجانًا على مياه لتبريد مفاعلاتها النووية الجديدة التي تنوي إقامتها في النقب، وبناء على مصادر خارجية هنالك توجهات جادة في إسرائيل لبناء مفاعلات نووية جديدة بعضها مفاعلات نووية لإنتاج الكهرباء، وهنالك مصادر خارجية تشير أن المفروض قيام إسرائيل بإقامة مفاعل جديد في المنطقة الجنوبية بعد أن أصبح مفاعل ديمونة قديماً وأنهى عمره الافتراضي.
أما ما تزعمه إسرائيل من أن إنقاذ البحر الميت ليكون مصدرا للسياحة، فإن الخبراء ينفون ذلك لأنه في حالة نقل مياه البحر الأحمر الأكثر ملوحة إليه سيتحول لون مياه البحر الميت إلى اللون الأبيض بسبب ظهور طبقة من الجص الناتج عن فوارق الملوحة بين مياه البحر الأحمر ومياه البحر الميت، وتبلور كتل بلورية من الجص الذي قد يتبقى على السطح لفترة ما ثم يهبط إلى القاع ولاحقا يتحول لون الماء إلى اللون الأحمر نتيجة تفاعل بكتيريا الحديد، ثم أن هبوط نسبة الأملاح في الماء بسبب اختلاط المياه سوف يؤدي إلى نشوء بيئة مناسبة لحياة أنواع من البكتيريا والطحالب، وحدوث مثل هذا الأمر لا يشجع تطوير السياحة في المنطقة، وبشكل خاص لأن منطقة البحر الميت بيئة شديدة القسوة، مرتفعة الحرارة معظم شهور السنة، ولا توجد أحياء مائية تُذكَر في البحر الميت.

وخلُصَت مجلة البيادر السياسي إلى أن الإصرار الإسرائيلي على تنفيذ مشروع شق القناة من البحر الأحمر إلى البحر الميت رغم الصعوبات السابق ذكرها مقارنة بشق القناة من البحر المتوسط إلى الميت، يؤكد أن هنالك أهدافاً أخرى لمثل هذا المشروع، بل إن هذا المشروع بشكله الحالي قد يرتبط بمشروعات استراتيجية إسرائيلية أخرى. أضف إلى ذلك المنافسة الشديدة التي سيشكلها المشروع لقناة السويس ومن ثم للاقتصاد المصري بأكمله، والمخاطر الجمة التي سيتعرض لها البحر الأحمر وبالتالي السياحة في منطقة شمال سيناء، والأخطر من ذلك هو تسليم الإسرائيليين ورقة ضغط خطيرة في مواجهة الأردنيين والفلسطينيين وبالطبع المصريين.

إذا تم تدشين قناة تربط البحر الأحمر بالميت، مع قناة توصل البحر الميت بالبحر المتوسط، فإن ذلك سيشكل منافسة شديدة لقناة السويس التي تعتبر من أسس الاقتصاد المصري ومورِد أساسي للعملة الصعبة بالنسبة للاقتصاد المصري، ولتقنيات. ثم أن اعتماد الأردن والفلسطينيين على مياه ناتجة عن تحلية مياه البحر التي ستبيعها لهم إسرائيل بأسعار غير منخفضة، سيمكن إسرائيل من أن تسيطر على مصدر رئيسي للحياة وهي المياه العذبة الصالحة للشرب والزراعة، والتحكم في هذا المصدر الحيوي، سوف يصبح أداة ضغط سياسية ذات وزن ضخم وعامل ضغط على الأردنيين والفلسطينيين. بينما ستكون مسألة قناة السويس والبحر الأحمر والسياحة أوراق ضغط على مصر لتوافق على إعادة النظر في طلب إسرائيلي قديم بمد أنبوب ضخم من نهر النيل للنقب لنقل المياه العذبة لإسرائيل بأسعار رخيصة جدًا كما حدث بشأن صفقات الغاز.أما بالنسبة للأخطار التي سيتعرض لها البحر الأحمر فالواضح أن تدفق 2 مليار متر مكعب سنويا من مياه البحر الأحمر إلى البحر الميت كما تشير المصادر الإسرائيلية معناه إحداث تأثيرات بالغة الخطورة على الثروات المائية والبحرية في البحر الأحمر في المنطقة المصرية، وبالتالي ضرب السياحة في سيناء ضربة قاصمة، ومناطق الشعب المرجانية سوف تتأثر وتتضرر بشكل غير قابل للتصحيح ، والأسماك الملونة والنادرة التي تزدهر وتزخر بها جنوب سيناء على الصعيد السياحي سوف تصبح خلال فترة قصيرة مدمرة، والخصائص البيئية للبحر الأحمر وتياراته المائية سوف تتضرر بشكل شديد، والبيئة السمكية ستتاثر كثيرا وستعاني لسنوات وقد لا تتعافى أبدا، ومعروف أن أي تغيير في خصائص مياه البحار والأنهار يحدث تغييرا في حياة الأحياء المائية الموجودة به، مما سيؤدي إلى تدمير الشواطىء والأحياء المائية والشعب المرجانية التي تعتاش في بيئتها منذ آلاف السنين.
وثمة مشكلة خطيرة هي التشققات في القشرة الأرضية في منطقة البحر الأحمر حيث ان القشرة هناك غير متماسكة بشكل عام ودقيقة نسبياً، الأمر الذي عرضها في فترات ماضية لعدد من الزلازل والهزات الأرضية الخطيرة. وبناء على ذلك فعملية نقل 2 مليار متر مكعب من مياه البحر الأحمر سنويا إلى البحر عبر القناة من العقبة، وهبوط المياه من ارتفاع يزيد على 200 متر سيزيد من اهتزازات وإضطرابات القشرة الأرضية ويزيد من حالات تشققها وإمكانية حدوث مزيد من الزلازل والهزات التي قد تؤثر على البيئة بشكل عام وتتأثر بها المنطقة برمتها.

استنفار عراقي على أبواب الخريف


الأسبوعية، 20 سبتمبر 2009

الإصابات المسجلة في العراق 172 إصابة حتى الآن، وحالة وفاة واحدة في النجف، ووزارة الصحة تبدو مطمئنة إلى قدرتها على احتواء الوباء. لكن اقتراب موعد العام الدراسي، وخشية الأهالي من اختلاط أبنائهم بمصابين محتملين، وتحذيرات منظمة الصحة العالمية المتكررة من موجة جديدة واسعة الانتشار، كلها عوامل مقلقة في هذه المرحلة. كيف «يتعايش» العراق مع أنفلونزا الخنازير، وكيف يستعد لمواجهة هجمة الوباء المحتملة؟ هذا ما تعرضه مجلة الأسبوعية في موضوع غلافها الأخير.

آخر بيان لوزارة الصحة حول حالات الإصابة بفيروس (H1N1) المسبب لمرض أنفلونزا الخنازير في العراق أحصى 172 حالة منذ انتشار المرض حتى لحظة إعداد هذا التقرير. وتقارير الصحة العراقية توضح أيضا أن الحصيلة الأخيرة هي إصابة 30 شخصا، بينهم 24 عراقيا وست إصابات لوافدين أجانب إلى العراق، مع حالة وفاة واحدة في محافظة النجف حتى الآن، فضلا عما هو مثبت لعدد الإصابات في صفوف القوات المتعددة الجنسيات والبالغة 142 حالة.
ورغم حالة الاستنفار الشديدة التي تجتاح العالم، وتصاعد عدد المصابين بين العراقيين، إلا أن وزارة الصحة تبدو مطمئنة إلى الإجراءات التي اتخذتها. ويقول مدير عام دائرة الصحة العامة رئيس اللجنة الفنية للإنفلونزا الوبائية الدكتور إحسان جعفر في حديث إلى «الأسبوعية»: إن مرض أنفلونزا الخنازير لم يزل تحت السيطرة حتى الآن في العراق، وعدد الإصابات في مساره الطبيعي العالمي وسجلنا حالة وفاة واحدة بسبب المرض في محافظة النجف. ويلفت جعفر إلى أن موسمي الخريف والشتاء يعدان من الفصول الخطرة التي تساعد على انتشار فيروس « أتش1 أن1» المسبب لمرض انفلونزا الخنازير بشكل كبير» مشيرا إلى أن المضادات المتوفرة حاليا تكفي لعلاج 240 ألف حالة فقط، إلا أن وزارة الصحة تعاقدت مع شركات عالمية لشراء علاجات قبل موسم الشتاء تكفي لعلاج أكثر من سبعة ملايين إصابة.
ويشدد جعفر على أن حالة الخوف التي يعيشها العراق من المرض هي جزء من حالة توجس وخوف عالمية بسبب قدوم فصل الشتاء وعدم وجود لقاحات للمرض حتى اليوم ، لافتا إلى أن وزارة الصحة العراقية على اتصال دائم بمنظمة الصحة العالمية لمتابعة المرض وآخر وسائل الوقاية والعلاج.
ويزداد توجس العائلات العراقية من انتشار مرض «انفلونزا الخنازير» سيما مع اقتراب موعد بدء العام الدراسي؛ إذ يطالب بعض العائلات بتأجيله حتى انحسار المرض على غرار إجراءات اعتمدت في دول مجاورة، فيما تؤكد وزارة التربية أنها تعمل مع وزارة الصحة لاتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية في كل المدارس العراقية.
وزارة التربية من جهتها تقلل من خطورة انتشار المرض، ويقول الناطق باسم الوزارة وليد حسين في حديث إلى «الأسبوعية»: إن مرض انفلونزا الخنازير لا يشكل قلقاً في الوزارة لأن الإصابات به محدودة جداً في العراق، وغالبيتها في صفوف القوات الأميركية. موضحًا أن وزارته تنسق مع وزارة الصحة من أجل اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة من المرض مع بداية العام الدراسي.

ورغم هذه التطمينات أشارت المجلة إلى سلسلة من الإجراءات اتخذها مجلس الوزراء للحد من الإصابة بالمرض بينها تأجيل مناسك العمرة وتقليص عدد الحجاج العراقيين الذين ينوون أداء المناسك للموسم الحالي، وعدم السماح لفئات كبار السن ممن تتجاوز أعمارهم 65 عاما والأطفال والحوامل والمصابين بالأمراض المزمنة، فضلا عن المصابين بالسمنة المفرطة من المشاركة في موسم الحج المقبل.

يبقى أن النجف وكربلاء من أكثر المدن العراقية المرشحة للتعرض لأنفلونزا الخنازير بالنظر إلى إمكانية انتشار المرض بسرعة، فالمدينتان تستقبلان يوميا العديد من الزوار من داخل العراق وخارجه، وبشكل يصعب معه إخضاع الجميع لفحوص طبية، مع ملاحظة أنه لا إمكانات تقنية لإجراء الفحوصات المخبرية، في المدينتين اللتين تحتضنان ملايين الزوار في المناسبات الدينية من مختلف أنحاء دول العالم سيما المجاورة.
ورغم الإجراءات التي اتخذت إلا أن لجنة الصحة البرلمانية لا تبدو راضية حتى الآن. عضو لجنة الصحة في البرلمان لقاء آل ياسين تحمّل وزارة الصحة والحكومة مسؤولية تفشي الوباء وتقول: إن الجهات المعنية في وزارة الصحة والحكومة تتحمل الجانب الأكبر لتفشي مرض أنفلونزا الخنازير في بعض المدن، نتيجة تقصيرها في وضع معالجات وقائية واحترازية للحيلولة دون انتشار الوباء، إضافة إلى التعتيم الإعلامي بشأن الإصابات والمناطق التي حدثت فيها بحجة عدم نشر الهلع بين المواطنين. ونحن نطالب الحكومة ومنظمات المجتمع المدني بنشر الوعي الصحي بين المواطنين من خلال عقد الندوات والمحاضرات لتوضيح معالم المرض وأخطاره.
آل ياسين تعزو أسباب انتشار أنفلونزا الخنازير إلى وجود القوات المتعددة الجنسية وقضاء أفرادها أجازاتهم الدورية في الولايات المتحدة ونقلهم المرض أثناء عودتهم إلى البلاد، إلى جانب فتح المنافذ الحدودية أمام الزائرين من شتى الدول وسفر العراقيين إلى العديد من البلدان، وتدعو الجهات المختصة إلى تشديد إجراءات فحص الزائرين والحصول على شهادة السلامة الصحية من بلدانهم قبل دخولهم الأراضي العراقية.

لا للتطبيع المجاني - لا لتدويل خلافات العرب


أبيض وأسود، 13 – 26 سبتمبر 2009

خلافاً لأجواء التشاؤم التي سادت قبل انعقاد الدورة العادية (132) لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، رصدت مجلة أبيض وأسود بعض القرارات المهمة التي خرج بها الوزراء بالرغم من بعض التصريحات العربية المتجاوبة مع الضغوط الأمريكية بشأن شروط إحياء العملية التفاوضية، ومحاولات إقحام العلاقات العربية ـ العربية في الخلافات المفتعلة التي فجرتها حكومة المالكي خدمة لأجندة أجنبية.

خرج الوزراء من أعمال دورتهم بقرارات مهمة، تمسكوا فيها بالحدود الدنيا من الإجماع العربي، حيث أكدوا في بيانهم الختامي على وحدة وترابط عملية السلام الشامل وعدم قابليتها للتجزئة، ورفض دعوات الإدارة الأمريكية للتطبيع المجاني مع (إسرائيل)، والمحاولات الإسرائيلية الرامية لتفتيت وحدة الأراضي الفلسطينية في الضفة وغزة والقدس الشرقية، وكل الإجراءات الأحادية الجانب التي تتخذها (إسرائيل)، وعلى رأسها ممارسات الاستيطان ومحاولات تهويد القدس. ولوَّحوا بسحب (مبادرة السلام العربية) من التداول، إذا ما استمر التجاهل الإسرائيلي والأمريكي لها. وتصدى الوزراء العرب في جلسات العمل لمحاولات حكومة المالكي تدويل الخلافات التي افتعلتها مع سوريا، وشددوا على ضرورة حل الخلاف في الإطار العربي. ووجهوا نقداً صريحاً ولاذعاً لسياساتها، بإجماعهم في البيان الختامي على (أن تحقيق استقرار العراق، وتجاوز الأزمة الراهنة، يتطلب حلاً أمنياً وسياسياً متوازياً، يعالج أسباب الأزمة، ويقتلع جذور الفتنة الطائفية والإرهاب، وتحقيق العملية السياسية بما يضمن مشاركة كاملة لمكونات الشعب العراقي المختلفة). ولم تغب باقي القضايا العربية الملحة والعاجلة عن جدول أعمال الدورة، فقد تضمن الجدول (28) بنداً، تناولت مختلف قضايا العمل العربي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية، من بينها التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي، وتفعيل العمل العربي المشترك، والوضع في الجولان العربي السوري المحتل، والتضامن مع لبنان، وحوار المصالحة الفلسطينية، والتطورات في اليمن، ودعم السلام والتنمية في السودان، والأوضاع الإنسانية في دارفور والصومال وجزر القمر، والوضع المتوتر على الحدود بين جيبوتي وأريتريا، ومخاطر انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، وتهديد الترسانة النووية الإسرائيلية للأمن القومي العربي، والعقوبات الأمريكية أحادية الجانب المفروضة على سوريا والسودان.

ربما تكون هذه القرارات في مجملها خطوة على الطريق الصحيح، لكن العقبة الكبرى تكمن في تحويلها من عالم التنظير إلى عالم الواقع، وهو الأمر الذي اعتبرته المجلة ينطوي على صعوبة كبيرة، ستضع هذه القرارات محل اختبار، ما يستلزم – بحسب المجلة- تدقيقًا في أي سياسات خاصة قبل الشروع فيها.

في الملف العراقي سبق انعقاد الدورة تطور داخلي عراقي مهم، بطلب الرئاسة العراقية من حكومة المالكي حل القضايا الخلافية مع سوريا بالوسائل الدبلوماسية، وعدم قانونية الدعوة لتدويل الخلاف مع سوريا. وكشف هذا الطلب عن أن الاتهامات التي وجهتها حكومة المالكي جزافاً إلى سوريا هي موضع خلاف في أعلى المستويات السياسية العراقية، وأن استمرار حكومة المالكي بالتصعيد سيحدث أزمة داخلية عراقية شديدة، حظوظ المالكي في تجاوزها شبه معدومة، فضلاً عن أنه لم يحقق غاياته من وراء إطلاق حملة الاتهامات، فردود الفعل الجماهيرية العراقية صبت في الاتجاه المعاكس، رافضة التهويش المذهبي والطائفي، الذي عاد ليطل برأسه على أبواب الانتخابات التشريعية مطلع العام القادم، ومن جانبها نأت الإدارة الأمريكية بنفسها عن تبني أو دعم حملة المالكي، بل وشككت في صدق الاتهامات.
ويبقى القول: إنه ورغم الإيجابية الكبيرة التي اتسمت بها قرارات الدورة، ستكون القرارات محل اختبار، فما تعودنا عليه سابقاً هو تفلت الدول العربية من القرارات في اليوم التالي لصدورها، وارتداد البعض لممارسة سياساته الخاصة بالتعارض مع قرارات الإجماع، لكن يمكن القول أيضاً: إن خطورة المرحلة ستلزم كل الدول العربية بالتدقيق في أي سياسات خاصة قبل الشروع فيها، وهذا ما نأمل، فالأوضاع في المناطق الفلسطينية المحتلة والعراق واليمن والسودان والصومال وجيبوتي لا تحتمل الهزل.