برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Friday, August 8, 2008

ماذا وراء الاتحاد المتوسطي الجديد‏؟



مجلة الأهرام الاقتصادي
أثارت مبادرة الرئيس الفرنسي لإقامة‏ "الاتحاد من أجل المتوسط‏" الكثير من الجدل حول ملابساته والظروف التي ولدت بها هذه الفكرة، والخوف من أن يكون هذا الاتحاد بمثابة إقحام لإسرائيل في معادلة المتوسط، ومنحها عضوية كاملة الحقوق، مما سيسهل لها مهمة التطبيع مع الدول المغاربية‏، خاصة وأن موقف صاحب المبادرة نفسه من إسرائيل ليس خافيًا على أحد.
مجلة "الأهرام الاقتصادي" أثارت العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام التي تتعلق بالغرض الرئيسي من وراء الفكرة، وما إذا كانت تخدم التعاون المتوسطي على أساس من الندية والمصالح المشتركة‏؟ أم أنها تدفع فقط عجلة التطبيع وإقامة تعاون بين إسرائيل والدول العربية ؟ خاصة دول شمال أفريقيا، التي لا ترتبط بعلاقات مع الدولة العبرية، والأخرى المتشاطئة على حوض المتوسط، وما زالت حالة الحرب قائمة معها‏. وتمتد التساؤلات إلى جدوى إقامة ونشأة هذا الإطار، وما يمكن أن يقدمه‏ "الوليد الجديد‏" لهذا التعاون، كما وتثار الشكوك بجدية حول المشروعات التي ينص عليها‏.
لكن الأخطر، وما يطعن بجدية في هذا المشروع الشمالي الذي يدعو للتعاون، أنه ـ وكما يرى كثيرون ـ يتناقض مع الممارسات الأوربية، من خلال غلق الأبواب وفرض القيود بمواجهة حركات التنقل للأفراد المتجهين شمالا قاصدين أوربا، حتى لو كانت زيارتهم لمهام رسمية.‏
كما تأتي تلك المبادرة الجديدة في الوقت الذي تحتدم فيه حدة حملات الكراهية والتمييز ضد العرب والمسلمين ودينهم ونبيهم، ومس معتقداتهم والطعن بثقافتهم وحضارتهم‏، فضلا عن مساعي الطرد والإبعاد للمهاجرين الجدد، وحتى القدامى المقيمين منذ عقود طويلة، والذين استقروا بين جنبات هذه المجتمعات وانصهروا بها‏. وعدم تحمل الغرب - الداعي إلى الديمقراطية والحرية، وعلى رأسه فرنسا‏ - "قطعة قماش‏"‏ بمثابة غطاء رأس لفتاة مسلمة‏.
يالها من ممارسات تنم عن العنصرية، وتتناقض مع كل الدعوات للتعاون والحوار‏.‏
إنه إذًا "مولود مجهول الهوية"‏، مازالت مسائل عديدة لم تحسم بشأنه بعد، منها الأمانة العامة والسكرتارية الدائمة ومن يتولاها ومكانها‏، وهو الأمر المقرر أن يتم التوصل إليه من خلال اجتماع لوزراء الخارجية للدول الأعضاء نوفمبر القادم بباريس‏. إلى جانب تمويل المشروعات التي سيتم تنفيذها، وإن كانت لا ترقى إلى طموحات وحاجات دول الجنوب‏ "من الغذاء والتكنولوجيا‏".
أيضا هناك من يرى استحالة إغفال التفاوت الاقتصادي والتنموي بين شعوب حوض البحر المتوسط‏، ويتساءل عن كيفية إحداث تكامل اقتصادي بين الشمال والجنوب والشرق‏، في الوقت الذي تغلق فيه أوروبا حدودها وموانيها وأسواقها أمام العمالة والمنتجات التي تصدرها دول جنوب وشرق المتوسط؛ بحجة الالتزام بسياسات وقوانين الاتحاد الأوربي‏.
لما سبق ولغيره الكثير يُعتقد بأن دوافع هذا الاتحاد وظروف نشأته ليست بريئة، وأنها تُخفي أغراضا وراءها‏. لكن في كل الأحوال كان شبه الإجماع ممثلا في كلمتين‏: "دعنا ننتظر"‏.‏
ولقد تباينت نظرات الدول الأوربية تجاه هذا الاتحاد بين الشك والترحيب‏،‏ كما تحمست له دول عربية؛ باعتباره بديلا لعملية برشلونة‏،‏ بل إن دولا أوربية غير متوسطية، مثل ألمانيا، شككت به في بادئ الأمر؛ باعتباره يضر بالاتحاد الأوربي، كما أنه سيدمر التعاون الأورومتوسطي‏.‏
أما الموقف الإسرائيلي فكان واضحًا منذ الوهلة الأولى لإعلان مبادرة ساركوزي، وأبدى رئيس الدولة العبرية‏ "عراب الشرق أوسطية‏"‏ شيمون بيريز، حماسته الشديدة للاتحاد الجديد، إذ رحب به على الفور‏، ووعد بأن تكون إسرائيل عضوًا فاعلا فيه، مشبهًا إياه بمشروع الشرق الأوسط الكبير‏ "الأمريكي‏".

أكذوبة الاضطهاد الديني

مجلة "المصور"، 25 يوليو
اضطهاد الأقباط في مصر أكذوبة كبرى، تروجها الآن بعض منظمات أقباط المهجر التي يتم تمويلها من الخارج لتمثل ورقة ضغط سياسية.مجلة "المصور" أعدت ملفًا خاصًّا حول هذا الموضوع، نقلت فيه رفض المسيحيين قبل المسلمين، لمثل هذه الادعاءات. يقول الدكتور ميلاد حنا: إن القول بوجود اضطهاد للأقباط في مصر منافٍ تمامًا للحقيقة؛ لأنهم جزء رئيسي من شعبها، وهم سعداء بالعيش في مصر، مهما قال بعض أقباط المهجر خلاف ذلك.أما الكاتب الصحفي صلاح عيسى، فوصف ما يردده الأقباط في المهجر من مزاعم بأنه مبالغة لا تجوز، وقفز على الحقائق.ما يقوم به أقباط المهجر من التظاهر، والاستقواء بالخارج سيؤدي فقط إلى تفاقم الأمور. والحل يكمن في مناقشة هذه القضايا في إطار من الهدوء والعقلانية، بعيدًا عن روح التعصب والاتهامات الكاذبة.بالطبع لا أحد يستطيع أن ينكر وجود بعض المشكلات التي تواجه الأقباط في مصر، لكنها مشكلات يواجه المسلمون أضعافها، لذلك ينبغي النظر إلى مشاكل الأقباط كجزء من مشاكل المجتمع المصري، وإلا سيحدث الصدع الذي يخشاه الجميع.وتؤكد الدكتورة أمنة نصير، أستاذ الفلسفة والعقيدة الإسلامية، أننا لا بد وأن ننظر لهذه القضية بعين واعية، وأن ندرك خطورة الاستقواء بالخارج.وفي نفس الاتجاه تقول الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقة بجامعة الأزهر: إن ما يحدث الآن من تظاهرات في الخارج، وترديد مزاعم اضطاد الأقباط يعد فتنة تقودها أيادٍ خارجية تهدف إلى تقسيم الوطن، كما هو الحال في العراق ولبنان.ومواجهة هذه المزاعم يكون عن طريق المصارحة والشفافية، وعدم الاكتفاء باللقاءات الشكلية بين رموز الدين.

إنهم يعتقلون الشعب السوداني



مجلة "المشاهد السياسي"

الأيام القليلة الماضية كانت سودانيةً بامتياز، على المستوى العربي كما على المستوى الدولي، بعدما تحركت محكمة الجنايات الدولية في لاهاي لتوجيه التهمة إلى الرئيس السوداني عمر البشير بارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية في دارفور تندرج تحت بند الإبادة الجماعية، الأمر الذي قاد أوكامبو إلى إصدار مذكرة لتوقيف البشير، هي الأولى من نوعها بحق رئيس دولة لا يزال يمارس مهامه.
مجلة "المشاهد السياسي" التقت في القاهرة مستشار الرئيس السوداني عبد الله مسار، وحاورته حول المذكرة الاتهامية وأحوال دارفور وأحوال السودان.


سألناه كيف تنظر إلى التهديدات التي أطلقها لوريس مورينو أوكامبو، المدعي العام الدولي، حول احتمال اعتقال ووقْف عدد من المسؤولين السودانيين، بينهم الرئيس البشير؟
فقال: لا بد من التأكيد أولاً على أن هناك دوافع سياسيةً تقف وراء تحركات المحكمة الجنائية الدولية منذ البداية. ولأن السودان لم يصادق على اتفاقية روما التي تم بموجبها تأسيس محكمة الجنايات الدولية، فليس هناك أي نوع من الولاية للمحكمة على أي مواطن سوداني. لذلك قرر السودان منذ اليوم الأول لتشكيل هذه المحكمة، أنه لن يسلّم أي مواطن سوداني إليها، سواء كان موظفا حكوميًّا أو من المعارضة، بل إن الرئيس البشير أكد أكثر من مرة أنه لن يسلّم أي مواطن سوداني حتى لو كان من المتمردين.
وأعتقد أن هذا التحرك يقضي على كل الآمال السياسية في المرحلة الأخيرة لحل أزمة دارفور، خصوصًا قبول السودان العمل مع قوات الهجين، وتعيين وسيط مشترك للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في السودان. ومن هنا فإن مثل هذا السلوك غير المسؤول من جانب المحكمة الجنائية الدولية، سوف يعطي إشارات مشجعة للمتمردين، ويدفع بهم الى مزيد من التشدد وعدم الدخول في مفاوضات. ونحن في الحكومة السودانية نجدد التأكيد على أن حل أزمة دارفور يحتاج الى توافق سياسي، وليس إلى ضغط خارجي، ولن نخضع للضغوط أو الابتزاز السياسي من الخارج.

كما أعرب المستشار السوداني عن اعتقاده بأن إسرائيل تقف وراء التحركات ضد السودان من جانب المحكمة الجنائية الدولية؛ نظرًا لوجود نشاط إسرائيلي مكثف في شأن الأوضاع في دارفور خلال المرحلة الماضية، واكتشاف كمية كبيرة من الأسلحة الإسرائيلية في حوزة المتمردين، بالإضافة إلى افتتاح مكتب لعبد الواحد محمد نور في إسرائيل.
كما أكد في الوقت نفسه على أن القوى السياسية المشاركة في الحكومة والمعارضة ترفض تماما تسليم أي مواطن للقضاء الخارجي، وأن هناك اتفاقًا على أن القضاء السوداني هو وحده المخول بمحاكمة السودانيين. مشيرًا إلى أن رئيس الجمهورية هو رمز لسيادة السودان وشعبه، وأن السودانيين يعتبرون إصدار مذكرة باعتقال الرئيس بمثابة إصدار مذكرة باعتقال الشعب السوداني بأكمله.
سألته المجلة، لماذا هذا التوقيت الذي تتحرك فيه المحكمة بهذا الشكل المتسارع ضد الرموز السودانية؟
فأجاب: إذا صحت هذه التسريبات الإعلامية، فإنني أعتقد أن التدخل الدولي في السودان بدأ يأخذ مرحلة جديدة، بعد التدخل الدولي المؤكد من خلال العملية الانتحارية التي قامت بها حركة العدل والمساواة، وفشلت على أبواب الخرطوم، وكان قبلها الضغط على السودان حتى قبلت قوات الهجين الدولية والأفريقية. وأنا أقول: إن العالم لا يريد الحكومة السودانية التي ينظر إليها على أنها حكومة إسلامية، ويريد إزاحتها بأي شكل، لكني أعتقد بأن الشعب السوداني لن يسمح بتمرير هذه المخططات؛ لأن السودان من الدول العربية التي ترفض تمامًا التطبيع مع إسرائيل، مهما كان الثمن.

لا نية لفك ارتباط الريال السعودي بالدولار الأمريكي



مجلة "عالم الاقتصاد"، يوليو 2008
"ألم يأن لنا أن نفك ارتباط عملاتنا بالدولار".. نداء لم يتوقف الكثيرون من أبناء عالمنا العربي والإسلامي عن إطلاقه، وقد وجد صداه بالفعل لدى البعض، إلا أن آخرين ما زالوا يقولون: إن الدولار الأمريكي هو العملة التي يتم بها تسعير الكثير من المواد الأولية الاستراتيجية، وفي مقدمتها البترول، ومن الطبيعي أن ترتبط عملاتنا به.
مجلة "عالم الاقتصاد" نقلت عن الدكتور محمد سليمان الجاسر - نائب محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي - تأكيده على استمرار ربط الريال السعودي بالدولار الأمريكي، مشيرًا إلى أن هذا القرار يخدم الاقتصاد السعودي ولا يخضع لأية اعتبارات عاطفية أو سياسية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يدافع فيها مسئول رفيع المستوى في مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما» عن ربط العملة السعودية بالدولار الأمريكي، إذ سبق لمحافظ المؤسسة، حمد سعود السياري، أن أكد على استمرار ربط الريال السعودي بالدولار الأمريكي، موضحًا أن المملكة العربية السعودية ستبقي سياستها في مجالي النقد وسعر الصرف دون تغيير في الوقت الحالي.
هذا الموقف الرسمي يختلف عن الآراء التي يطرحها عدد من الأكاديميين والمختصين السعوديين، الذين يطالبون بفك ارتباط الريال السعودي بالدولار الأمريكي، أو إعادة تقويم أحدهما في مقابل الآخر، بما يسهم في علاج التضخم الذي يضرب اقتصاد بلادهم.
ويرى أصحاب هذه المطالبة، أن ضعف الدولار الأمريكي، وأثر ذلك بالضرورة على الريال السعودي، هو أحد أسباب موجات ارتفاع الأسعار التي أصبحت تطارد السعوديين أينما حلُّوا وارتحلوا.
وربما تكون فكرة، آلن جرينسبان، محافظ بنك الاحتياط الفيدرالي الأمريكي السابق، بتعويم الريال السعودي، إحدى المقترحات لمعالجة الآثار المترتبة على ارتباطه بالدولار الأمريكي، وكان ذلك في منتدى جدة الاقتصادي التاسع الذي عقد في شهر فبراير 2008 الماضي.
ويبدو أن هذا الجدل سيظل قائمًا في ظل استمرار الجهات الرسمية السعودية في موقفها دون إبداء أسباب موضوعية تطمئن إليها الأطراف الأخرى. ولعل هذا أيضًا هو ما دعا عبد الله بن ربيعان - الاقتصادي السعودي - إلى تأييد المطالبة بمناظرة بين المسئولين من جهة والأكاديميين من جهة أخرى؛ ليقنع أحد الطرفين الآخر بوجهة نظره. وقد تكون قناعة المختصين - مسئولين أو أكاديميين - خطوة للوصول إلى كلمة سواء، تضع الاقتصاد السعودي على جادة الصواب.

المكاسب التي سجلها الرئيس سليمان في قصر الإليزيه

مجلة "الأفكار"، 21 يوليو 2008
"سليمان يخرج لبنان من الشرنقة ليغزل حريرا في العلاقات اللبنانية – السورية"، هكذا رأت مجلة الأفكار اللبنانية المكاسب التي تمخضت عنها زيارة الرئيس اللبناني "العماد ميشيل سليمان" إلى قصر الإليزيه، معتبرة افتتاح السفارة السورية في بيروت أول إنجاز تاريخي للعهد الجديد.
وبهذا تكون ساعة بناء الجسور السياسية بين لبنان وسوريا قد دقت، بتحقق الحلم الذي يراود أصحابه منذ الخمسينيات، وهو أن يكون للبنان سفير في دمشق، ولسوريا سفير في لبنان.
والآن حانت ساعة التبادل الدبلوماسي، بعدما أعلن الرئيس السوري بشار الأسد موافقته عليه أمام ممثلي ثلاث وأربعين دولة أوروبية ومتوسطية في قمة باريس الأخيرة، وقال: إن سوريا أبدت استعدادها لهذا التبادل منذ العام 2005. كما أدخل الرئيس اللبناني بند التبادل الدبلوماسي مع سوريا في خطاب القسم الدستوري. ومثل هذا الإجراء ينظم العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين على نحو معترف به دوليًّا. وهذا يعني اعتراف سوريا بسيادة لبنان، واعتراف لبنان بسيادة سوريا، ولا مجال لخلط السيادتين.
وتبقى مسألة المحكمة الدولية التي ستنظر في جريمة اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، تحتاج لتوحد اللبنانيين، كما توحدوا منذ أيام، أثناء استقبالهم أسراهم العائدين من السجون الإسرائيلية، وكما توحدوا أيضًا ضد العدوان الإسرائيلي صيف 2006، وقبله عند تحرير الشريط الحدودي ربيع عام 2000.
وبانتظار هذه المحكمة أيضًا لا بد من استرجاع الثقة في العلاقات اللبنانية – السورية، وإعادة بنائها على أساس متكافئ، انطلاقا من الحصص المتفق عليها في نهر العاصي، ومن إعادة ترسيم الحدود بين البلدين، فلا تتداخل الأراضي اللبنانية بالأراضي السورية عند حدود البقاع الغربي وميلسون، ولا تختلط الحدود بين البلدين في منطقة البقيعة وسط أراضي عكار في الشمال، وتتحدد ملكية مزارع شبعا، التي أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم على أنها لبنانية.

المكاسب التي سجلها الرئيس سليمان في قصر الإليزيه

مجلة "الأفكار"، 21 يوليو 2008
"سليمان يخرج لبنان من الشرنقة ليغزل حريرا في العلاقات اللبنانية – السورية"، هكذا رأت مجلة الأفكار اللبنانية المكاسب التي تمخضت عنها زيارة الرئيس اللبناني "العماد ميشيل سليمان" إلى قصر الإليزيه، معتبرة افتتاح السفارة السورية في بيروت أول إنجاز تاريخي للعهد الجديد.
وبهذا تكون ساعة بناء الجسور السياسية بين لبنان وسوريا قد دقت، بتحقق الحلم الذي يراود أصحابه منذ الخمسينيات، وهو أن يكون للبنان سفير في دمشق، ولسوريا سفير في لبنان.
والآن حانت ساعة التبادل الدبلوماسي، بعدما أعلن الرئيس السوري بشار الأسد موافقته عليه أمام ممثلي ثلاث وأربعين دولة أوروبية ومتوسطية في قمة باريس الأخيرة، وقال: إن سوريا أبدت استعدادها لهذا التبادل منذ العام 2005. كما أدخل الرئيس اللبناني بند التبادل الدبلوماسي مع سوريا في خطاب القسم الدستوري. ومثل هذا الإجراء ينظم العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين على نحو معترف به دوليًّا. وهذا يعني اعتراف سوريا بسيادة لبنان، واعتراف لبنان بسيادة سوريا، ولا مجال لخلط السيادتين.
وتبقى مسألة المحكمة الدولية التي ستنظر في جريمة اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، تحتاج لتوحد اللبنانيين، كما توحدوا منذ أيام، أثناء استقبالهم أسراهم العائدين من السجون الإسرائيلية، وكما توحدوا أيضًا ضد العدوان الإسرائيلي صيف 2006، وقبله عند تحرير الشريط الحدودي ربيع عام 2000.
وبانتظار هذه المحكمة أيضًا لا بد من استرجاع الثقة في العلاقات اللبنانية – السورية، وإعادة بنائها على أساس متكافئ، انطلاقا من الحصص المتفق عليها في نهر العاصي، ومن إعادة ترسيم الحدود بين البلدين، فلا تتداخل الأراضي اللبنانية بالأراضي السورية عند حدود البقاع الغربي وميلسون، ولا تختلط الحدود بين البلدين في منطقة البقيعة وسط أراضي عكار في الشمال، وتتحدد ملكية مزارع شبعا، التي أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم على أنها لبنانية.

براءات الاختراع العالمية.. العرب أدنى السلم


مجلة "المجلة"، 13 – 19
يشهد العالم يوميا آلاف الطلبات التي تقدم للحصول على براءات اختراع في شتى الميادين، لكن الوضع ربما يختلف نسبيا في الدول العربية إذا ما قورنت بمثيلاتها في معظم دول العالم، سواء المتقدم أو النامي.
مجلة "المجلة" بدأت ملفها الخاص حول هذا الموضوع، بحقيقة مخجلة تقول: "إن إسرائيل تقدم 1917 تطبيقًا للمنظمة العالمية مقابل 40 لمصر و 34 للسعودية"، فهل إلى خروج من سبيل؟!
تعد براءات الاختراع العالمية الكبرى جزءًا لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي والاستقلال السياسي والاقتصادي للدول، وبها تتعزز مكانتها وتتقلص الفجوة مع العالم، وتصبح في مصاف الدول ذات الأهمية، غير أن هذا الطموح مازال بعيد المنال في الدول العربية، لاسيما أن الباحثين يشكون في أن سبب ذلك يرجع إلى عدم توافر المختبرات اللازمة والبحوث الجادة والتعليم التطبيقي والنوعي؛ فقد أكد التقرير ربع السنوي للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو) (مارس- يونيو 2008) أن عدد الطلبات التي تم التقدم بها للمنظمة للحصول على براءات اختراع لتطبيقات جديدة في الثلث الأول من هذا العام بلغت 41031 ، فيما بلغ معدل النمو في زيادة هذه الأرقام 3,8 في شهر يناير و7,2 في فبراير و%4 في مارس الماضي.
وعلى مدار أربع سنوات متتالية كانت معدلات النمو في هذه النسب من نصيب دول شمال شرق آسيا، التي احتلت %25,4 من عدد الطلبات التي قدمت إلى المنظمة.وقد حافظت دول هذا الإقليم على مراكزها المتقدمة. واستطاعت كوريا الجنوبية أن تزيح فرنسا من المركز الرابع بنمو قدر بـ %18.9 مقارنة بعام 2006، فيما أطاحت الصين بهولندا عن المركز السابع بنمو قدر بـ %38.5 في عدد الطلبات المقدمة. وحافظت بعض الدول على مراكزها؛ فالولايات المتحدة لازالت في المركز الأول واليابان في المركز الثاني، بينما حلت ألمانيا ثالثا، وجاءت فرنسا في المركز الخامس. وتستمر القائمة لتضم المملكة المتحدة في المركز السادس وهولندا في الثامن وسويسرا في التاسع ثم السويد في المركز العاشر.أما إسرائيل فقد احتلت المركز الخامس عشر بين أعلى الدول التي تقدمت بتطبيقات لنيل براءات اختراع دولية بعدد 1719 طلبًا، بنمو قدره %7.9 عن العام السابق.
ويعرض التقرير أداء بعض الدول العربية، ومنها مصر التي تقدمت بـ 40 تطبيقا فقط، لتتراجع بذلك عن العام السابق الذي قدمت فيه 41 تطبيقا، والسعودية التي تقدمت بـ35 تطبيقًا، والجزائر بنصيب 12، مقابل 3 في العام السابق.وشهد أداء العام الماضي أيضا تغييرا ملحوظا في قائمة الشركات التي تقدمت بطلبات الحصول على براءة اختراع، فيما احتلت شركة ماتسوشيتا اليابانية المركز الأول، بعد أن تقدمت بأكثر من 2100 تطبيق خلال العام الماضي، واحتلت بذلك المكان الذي كانت تشغله شركة فيليبس إلكترونيكس الهولندية متعددة الجنسيات بحوالي 2041 تطبيقا. وفي المركز الثالث كانت شركة سيمنس الألمانية بـ1644 تطبيقا تبحث عن تسجيل براءاتها. ثم جاءت الشركة الصينية هواوي للتكنولوجيا في المركز الرابع، بعد أن ارتفعت تسعة مراكز.وجاءت شركة مايكروسوفت الأمريكية في المركز الثامن، بعد أن قفزت 38 مركزاً دفعة واحدة، حيث قدمت 845 تطبيقاً. أما نوكيا الفنلندية فقد احتلت المركز العاشر، بتقديمها 822 طلبا لتسجيل براءات اختراع للتطبيقات التي قدمتها. ومن بين العشرين شركة الأولى كان هناك ست شركات أمريكية وست يابانية وثلاث شركات ألمانية.

صيف التسويات



مجلة «المشاهد السياسي» 12 – 22 يوليو 2008
إنه حقًا «صيف التسويات».. مصطلح أطلقته مجلة المشاهد السياسي على الأيام التي نعيشها، في ظل صفقة تمت بالفعل في لبنان بين حزب الله وإسرائيل، وأخرى جاهزة في غزة بين دولة الاحتلال وحماس، وثالثة في الطريق مع سوريا.
لكن ما سر التبريد الجاري حاليًا بين سوريا وإسرائيل؟ وبين الأولى والعواصم الأوروبية، وما الذي يُحضَّر للمنطقة في المطبخ الإقليمي والمطابخ الدولية؟
مطلع الأسبوع الجاري شهد تطوّرين مثيرين: الأول كان البدء باستخراج جثث شهداء لبنانيين وفلسطينيين وعرب، من مقابر مستوطنة «عميعاد» الإسرائيلية؛ من أجل تسليمها إلى «حزب الله»، والثاني التحضير لتطبيق الشق الآخر من اتفاق التهدئة بين إسرائيل و«حماس»، وهو تبادل الأسرى في مقابل جلعاد شاليط، الأسير الإسرائيلي.
وقد أمَّنت العملية الأولى الإفراج عن سمير القنطار وخمسة من أسرى «حزب الله» الأحياء، ومئات الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه استعادة رفات كل الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين الذين تحتفظ بهم إسرائيل. والانطباع الأول الذي يفرض نفسه في هذه المناسبة هو أن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة، أما المفاوضات والمجاملات والتمنيات فلا تسمن ولا تغني من جوع. وأفضل دليل على ذلك هو أن سلطة أبي مازن - التي توصف بالاعتدال - تلتزم كل نقطة وفاصلة وردت في «خارطة الطريق»، من دون اشتراط أي مقابل من الجانب الإسرائيلي، كما ترتبط بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة والعواصم الأوروبية، وسائر أصدقاء إسرائيل، لكنها لا تحظى باحترام أكبر من الاحترام الذي فرضته «حماس» في اتفاق التهدئة، و«حزب الله» في صفقة التبادل. وهذا يعني أن إسرائيل لا تتراجع إلا أمام منطق القوة، وأن «الاعتدال»، أو ما يسمى كذلك، لا ينتج إلا الوعود الكاذبة.
أما اتفاق التهدئة فيعتبر في حدّ ذاته اعترافا إسرائيليا بسلطة «حماس»، وتوجها إلى التعامل معها كحكومة أمر واقع، بعدما رُفعت لاءات كثيرة في وجه هذا التعامل. وانطلاقا من هذا الاعتراف تدفع القاهرة في اتجاه صفقة من نوع أكبر، وتبدي استعدادا لرعاية حوار فلسطيني ـ فلسطيني، يمكن أن يقود إلى مصالحة وطنية محتملة بين غزة ورام الله، وهي مصالحة بدأت بشائرها تلوح في الأفق بعدما فقد الرئيس الفلسطيني كل رهاناته على «المفاوضات»، واكتشف أن القوة هي التي تعطي «حماس» مصداقية في التفاوض لا يملكها المفاوضون.
وليس سرا أن «حماس» هي المنتصر الأول في التطورات الأخيرة؛ فبعد عام كامل من الحصار الذي عاشه أهالي القطاع، عاد الأمل إلى غزة، وانخفضت أسعار السلع الاستهلاكية التي ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في الأشهر الأخيرة.
وقد اعترفت الأوساط السياسية الإسرائيلية بالانتصار «الحمساوي»، واعتبرت أنه تعبير واضح عن «تآكل الردع الإسرائيلي». وقد تكون الأشهر الستة المقبلة التي يشملها اتفاق التهدئة، فرصة لإعادة ترتيب أوضاع القطاع والبيت الفلسطيني من الداخل، بعدما أثبتت التطورات أن الصمود هو أساس كل تفاوض مع قوة الردع الإسرائيلية.
أما المسار التفاوضي السوري ـ الإسرائيلي ، فما زال الغموض يلف جوانب كثيرة منه، رغم أن الصحف العبرية تدّعي أن الطرفين يخططان لعقد المزيد من اللقاءات غير المباشرة في أنقرة. وليس هناك ما يدل على أن جلسات العمل استقرت على جدولة زمنية للانسحاب الإسرائيلي من الجولان. ومع أن المسئولين الإسرائيليين مقتنعون بأن التسوية مع سوريا تخدم المصالح الإسرائيلية الاستراتيجية على مستوى المنطقة، فإن الأوساط الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية تؤكد أن التسوية ليست قريبة حتى الآن.
الصفقة الثالثة بين - سوريا وإسرائيل - إذًا واردة، لكن ظروفها لم تنضج بعد، وربما كان المطلوب في الوقت الحاضر تحييد سوريا في التعامل مع ملفات إقليمية أساسية، في انتظار أن يحين موعد إنجاز الاتفاق بالمقاييس السياسية والاستراتيجية معًا.

دليل الاستثمار.. صناديق الاستثمار المشتركة


مجلة "فوربس"، يوليو 2008
(علاوة على استثمارات الإسكان، فإن النفط والدولار يتحركان بما يشبه الجنون.. إنها أيام مخيفة للاستثمار، ولكنها قد تكون مربحة أيضا) بهذا التحليل بدأت مجلة "فوربس" موضوع غلافها لهذا الشهر، والذي عرضت فيه أساليب حماية الأصول، والاستفادة من التقلبات الأخيرة في الأسعار، لتنمية هذه الأصول وتقليص الآثار السلبية لضعف الدولار.
وفوربس إذ تقدم لك الصورة الكاملة حول صناديق الاستثمار المشتركة، فإنها تنصحك بألا تسمح للبدع والمخاوف والمنتجات الرائجة، أن تصرف نظرك عن أهم قضيتين تتعلقان بتكوين المحفظة، وهما: التوزيع المعقول للأصول، والنفقات الأقل تكلفة، خاصة في ظل هذه الأحداث شديدة التقلب.
ينحدر الدولار إلى أدنى مستوياته على الإطلاق مقابل اليورو، فيما تتخطى أسعار النفط كل الأرقام القياسية السابقة.
المصريون يتظاهرون احتجاجا على نقص إمدادات الغذاء، في حين تحتكر "سامز كلوب" الأرز.
في الجانب الآخر من الصورة، لا تزال الأمور على حالها في عالم الأعمال في (وول ستريت): يكرر صغار المستثمرين الأخطاء القديمة ذاتها، حينما يركزون على صعوبات السوق قصيرة الأمد، بدلا من التركيز على أهدافهم بعيدة الأمد.
هل تعلم لماذا يتهافت صغار المستثمرين على شراء سندات الخزينة المحمية من التضخم؟ ببساطة لأنهم مذعورون!
فأسعار البنزين تواصل ارتفاعها، ولسندات الخزينة المحمية من التضخم بريقها الوهمي؛ من حيث تغلبها على نفقات المعيشة. لكن المشكلة أنهم لا يرون الصورة بأكملها!
ومهما يحدث للسندات والسلع، اعتبارا من الآن، فإن الاندفاع من قطاع رائج إلى آخر، يدر أرباحا للسماسرة، الذين يتقاضون العمولات عن كل عملية بيع وشراء، أكبر بكثير مما يدره من يسعون إلى دفع نفقات دراستهم أو تقاعدهم.
يجب ألا يلتفت المستثمرون عندما يسود الذعر إلى صغائر الأمور اليومية في السوق، بل عليهم التركيز على الأهداف بعيدة الأمد.

حرائق الكتب



مجلة "الأهرام العربي"، 12 يوليو 2008
"من مكتبة الإسكندرية، مرورا بتصريحات الوزير ووصولا إلى الناشر الشهير في القاهرة".. هكذا بدأت مجلة "الأهرام العربي" موضوع غلافها الأخير، والذي خصصته لـ "حرائق الكتب".
منذ أكلت النيران مكتبة الإسكندرية القديمة، ولا تزال الكتب تحترق حتى الآن. ألم يتخذها المغول جسرا لعبور نهر دجلة، وبالتالي سهلت هذه الكتب لجحافل المغول السيطرة على بغداد؟!
ألا يتيح لنا هذا الموقف فهم أسرار الصمت والتعامي عن تدمير المخطوطات والمكتبات بالجامعات العراقية، بعد أن استولى مغول العصر الحديث على بغداد في 9 مارس عام 2003.
ورغم أهمية الموضوع، إلا أن المجلة لم تفرق بين حرق الكتب بهدف تدميري، ومصادرتها إذا تطاولت على المقدسات، أو تعدت حدود المعقول.
فنجدها تستنكر إعلان وزير الثقافة المصري عن استعداده لحرق الكتب الإسرائيلية، وتنتقد موقف الناشر الشهير في القاهرة بوقف توزيع روايتين للكاتبة نوال السعداوي؛ بسبب احتوائهما على تطاولات.
وإذا ذكرنا أن الحملة الماكارثية في ستينيات القرن الماضي في أمريكا، كانت تطارد الكتب والكتاب، بمصادرة سنوات عمرهم، فهذا لا يعني أن نعزي أنفسنا بأن ما يحدث الآن هنا، حدث هناك في أمريكا المتحضرة.

هل تعطل القمة المتوسطية العدوان الجوي الإسرائيلي على إيران؟



مجلة "الأفكار"، 14 يوليو 2008
هل تلفح سخونة الملف النووي الإيراني قمة باريس؟ وهل تصرف الانتخابات حكومة السنيورة عن المشاكل المعيشية في حياة اللبنانيين؟ سؤالان طرحتهما مجلة الأفكار اللبنانية، التي رأت أن لبنان يقف الآن في مهب الريح، مطالبة كل اللبنانيين بالتكاتف.
ولبنان الآن في مهب أزمات تتطلب تكاتف كل أبنائه، ولعل أشرس ما في هذا المهب هو التهديد الإسرائيلي بضرب المفاعل النووي الإيراني "بوشهر" وملحقاته. وها هو "شاؤول موفاز" - نائب رئيس وزراء إسرائيل الحالي، ورئيس الأركان ووزير الدفاع السابق - يصرح في شهر يونيو الماضي بأن "إيران إذا واصلت برنامجها النووي فسوف نهاجمها، فالعقوبات حتى الآن تبدو عديمة الجدوى، ولم نعد نملك خيارا آخر".
وهذا الجنرال في سلاح الجو الإسرائيلي "إيزاك بن إسرائيل"، يقول لمجلة "دير شبيجل" الألمانية: "صحيح أن قصف المنشآت النووية الإيرانية أصعب بكثير من ذي قبل، ولكن كل شيء ممكن، ونستطيع أن نقوم بالعملية".
أما إيران فتمارس اللعبة الذكية بالقول: إنها مستعدة للتفاوض، فيما تمارس أعلى درجات التأهب العسكري لمواجهة كل الاحتمالات. وربما كانت قمة المتوسط في باريس فرصة للرؤساء العرب ليعطلوا خطة الهجوم الإسرائيلي على إيران.
هذا هو التحدي الأول، أما التحدي الثاني فيتمثل في ملف مزارع شبعا، الذي سيخضع للحسم في مجلس الأمن عاجلا أم آجلا. والبت في أمره يحتاج إلى صوت لبناني موحد، مثله مثل المحكمة الدولية التي ستنظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

أثرياء اليهود يجتاحون المدينة



مجلة "المشاهد السياسي"، 6-12 يوليو 2008
"أثرياء اليهود يجتاحون المدينة".. تحذير أطلقه مفتى القدس، في معرض حوار أجرته معه مجلة "المشاهد السياسي"، سلط من خلاله الضوء على الهجمة الاستيطانية الشرسة على المدينة المقدسة، والتي تسارعت بصورة مفزعة في شهر يونيو الماضي، والحفريات والاستثمارات اليهودية، والغياب العربي عن المدينة المهدّدة بالتهويد الكامل.
الوضع في المدينة المقدسة صعب جدا، والقدس في ظل المعطيات الحالية في خطر؛ بسبب الإجراءات الإسرائيلية، وتوغل الاستعمار الاستيطاني في محيط القدس لإيجاد أغلبية سكانية يهودية في المدينة، ومضايقة سكانها الأصليين لإجبارهم على هجرتها بشتى الوسائل، كالضرائب وهدم البيوت وعدم الترخيص للمحالّ التجارية وغير ذلك، من أجل تفريغ القدس وتهويدها، والحفاظ على أدنى نسبة من سكانها الأصليين، بحيث لا تزيد عن ٢٠%. أضف إلى ذلك الإجراءات الإسرائيلية التي تهدف إلى طمس معالم المدينة الحضارية، من خلال الحفريات والهدم.
ويضيف مفتي القدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى الشيخ "محمد أحمد حسين"، قائلا: "نحن لا نريد أن يصل أبناء الشعب الفلسطيني، وأبناء المدينة المقدّسة، إلى يأس وقنوط من الموقف العربي والإسلامي، ونريد من أبناء شعبنا أن يقتنعوا بأنهم عندما يقدمون التضحيات، فإن هناك من يقف معهم عربيا وإسلاميا، يدعم صمودهم وتضحياتهم.
كما دعا الشيخ "حسين" إلى مقاومة عربية سياسية في غياب المقاومة العسكرية، مشيرا إلى أن المقدسيين وحدهم عاجزون عن الصمود إذا لم يتم دعمهم، في حين أن أغنياء اليهود مندفعون إلى تهويد الأرض والتاريخ.
ندعو الأمتين العربية والإسلامية إلى تطوير مواقفها إزاء القدس، فإذا تراجعت الجيوش عن الساحة، فلا أقل من موقف سياسي قوي ومتقدم يضغط على الاحتلال الإسرائيلي؛ كي يتوقف عن هذه الجريمة. نعم.. طرح العرب مبادرة للحل السلمي، ولكن أين هذه المبادرة؟
نريد أيضا تفعيل القمة العربية والإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ولجنة القدس والمنابر كافة، بشكل يجعل من الحركة السياسية حركة حماية للقدس ومواطنيها الفلسطينيين، ولفلسطين بشكل عام، وإلا فإن الأمور ستسير في الاتجاه المعاكس لطموحات الشعب الفلسطيني وأهدافه، في ظل التهويد الزاحف والأسرلة المتسارعة لكل مرافق القدس، وعلى كل المستويات والقطاعات؛ بقصد تهويدها.

!القمة الروحية في قصر بعبدا.. مجموعة دروع ضد الفتنة

مجلة "الأفكار"، 30 يونيو 2008
كل شئ غير متوقع يمكن أن يحصل في أية لحظة؛ ولذلك فمن مصلحتك أن تتحضر له"، مقولة لمارجريت تاتشر، رئيسة وزراء انجلتراالسابقة، بدأت بها مجلة "الأفكار" موضوع غلافها الأخير، لتلخص الوضع الذي يجري في لبنان الآن، مشيرة إلى أن "المنطقة تغلي بالأحداث ودور لبنان الآن تحديد الخسائر".
غير متوقع ما يحدث الآن في لبنان. فالفتنة تتنزه سعيدة بين البقاع وطرابلس، ومرشحة للانتقال إلى عكار ثم البقاع مرة أخرى.
غير متوقع أن يُصلِي المرء جاره - الذي عاش وإياه أيام الأفراح والأتراح – نارا ذات لهب، تحصد أرواح كثيرين بين باب التبانة وجبل محسن، دون أن يعرف السكان المحليين مالذي يحدث، ومن الذي أضرم النار في الأرض الآمنة.
وعندما يعود أهل التحليل السياسي إلى تصريح ديفيد وولش الذي سبق مؤتمر الدوحة عن الصيف الساخن الذي ينتظر لبنان، لا بد أن تُجَمَّع الكلمات المتقاطعة في تصريح الرجل لنصل إلى كلمة السر، ألا وهي "الفتنة".
والفتنة، لعن الله من أيقظها، أرض بور لكل من يريد أن يوظف العنف لمصالحه. والإدارة الأمريكية، من خلال كلام وولش، تتاجر بالفتنة هنا وفي العراق وفي أرض فلسطين والصومال واليمن.
المنطقة حبلى بالإحداث، والكشف الإشعاعي يكشف لها عدة مواليد، ولبنان هو المرآة التي تنعكس عليها كل التعقيدات والمشاكل والمواجهات.
كل ما يستطيع لبنان أن يسوس به أموره هو الاستعداد للمتغيرات بتحديد القدر الأكبر من الخسائر. وقد كانت القمة الروحية التي انعقدت في الحادية عشرة من يوم الثلاثاء الماضي داخل القصر الجمهوري بمثابة نزع لفتيل الفتنة، وتعطيل لصاعق التفجير.
توصيات القمة الروحية، الذي رعاها الرئيس ميشال سليمان، ستنعكس على محيط كل طائفة، وستوحد النظرة الوطنية إلى المستقبل، وتلم شمل الفرقاء حول الدولة التي هي الملاذ الوحيد لصد الأزمات وخنق الفتنة، والاستعاضة عن حمل السلاح بالدخول في السلم كافة، شريطة ألا يجد الطابور الخامس ممرا له في رواق أي طائفة.
وقد كان مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني كامل الصراحة حين تحدث عن الخطأ الجسيم باقتحام بيروت في السابع من أيار (مايو) الماضي.

بزنس تجارة البشر

الأهرام الاقتصادي، يونيو 2008.
لعبت الرأسمالية الجديدة وقيمها دورا رئيسيا في اتساع نطاق تجارة غير مشروعة وغير انسانية، هي تجارة البشر التي أصبحت تمثل ثالث أكبر تجارة غير مشروعة في العالم بعد تجارتي السلاح والمخدرات‏.‏
حول هذه القضية كان موضوع غلاف مجلة "الأهرام الاقتصادي".
هذا ما توصلت اليه ورشة عمل، نظمها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية مؤخرا حول هذه القضية الخطيرة، مشيرة إلى أن الأرقام الرسمية المعلنة من الهيئات الدولية تؤكد أن هذه الكارثة البشرية استشرت في السنوات الاخيرة وأن منظمة اليونيسيف العالمية أوضحت في تقرير لها أنه تم بيع ‏20‏ مليون طفل خلال السنوات العشر الأخيرة، وأن أكثر من مليون طفل وامرأة يتعرضون للبيع والشراء كل عام عبر تجارة الرقيق المعاصرة والمتسارعة في النمو‏. فالدول الصناعية وحدها تستورد سنويا خمسة ملايين طفل للتبني يأتي معظمهم من دول أفريقيا وشرق أوروبا وأمريكا اللاتينية‏.
الملفت للنظر أنه كلما تقدم الإنسان علي الصعيد الاقتصادي والتكنولوجي، كلما ازداد قلبه بعدا عن الإنسانية‏.‏ وكلما ازداد الفقر المدقع في المجتمعات، كلما ازدادت نسبة هذه الجريمة ضد الإنسانية.
وتشير التقارير الدولية إلي أنه قد اتسع في السنوات الأخيرة نطاق الإتجار بالأفراد دوليا، وهو ما ارتبط بعولمة الاقتصاد والتجارة وانفتاح الحدود وتحرير الأسواق وتزايد أنشطة الشركات العملاقة.
واذا ما انتقلنا إلي المجتمع العربي فسنجد أن هذه المأساة تنتشر في أغلب الدول العربية، حيث كشف التقرير الأمريكي الصادر في عام‏2006‏ عن انتشار الإتجار بالبشر في‏139‏ دولة على مستوى العالم، بينها‏17‏ دولة عربية‏.‏
وتبنت الأمم المتحدة بروتوكولا لمنع وقمع ومعاقبة الإتجار بالأشخاص، وخاصة النساء والأطفال، ليكون مكملا لاتفاقيتها الخاصة بمكافحة الجريمة المنظمة. ويعتبر البرتوكول صكا عالميا يهدف إلي منع ومكافحة جميع جوانب الإتجار بالأفراد، ويلقي التزاما علي الدول باتخاذ تدابير تشريعية لتجريم الإتجار بالأفراد أو المساهمة فيه، واتخاذ تدابير توفر للضحايا المعلومات والمساعدات القانونية، وإيجاد وسائل لتخفيف وطأة الظروف التي تفرز الظاهرة كالفقر وانعدام تكافؤ الفرص‏.‏

تسونامي الجوع يتواصل

مجلة "مينا بزنس"، عدد يونيو २००८

"موجة الغلاء الحالية ليست ظاهرة وقتية، وستستمر حتى العام 2015"، تحذير أطلقه البنك الدولي، وسلطت عليه الضوء مجلة "مينا بزنس"، التي تهتم بشئون الاقتصاد والأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. مشيرة إلى الاحتجاجات جماهيرية التي اندلعت من القاهرة إلى نواكشوط، على ارتفاع تكلفة الخبز، والنزاعات حول ترشيد حصص المواد الغذائية التي شهدتها هايتي. ولم تكن السنغال وأجزاء أخرى من أفريقيا بمنأى عن ذلك، حيث شهدت أعمال شغب نتيجة لارتفاع أسعار الحبوب.
منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أعلنت مؤخرا أن 37 بلدا من بلدان العالم تواجه أزمات حادة نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وأن هناك أكثر من 850 مليونا من البشر مهددون بالموت جوعا. بالإضافة إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العديد من تلك البلدان نتيجة للصراعات والفيضانات أو الظروف المناخية البالغة الشدة.
ودعت المنظمة كافة الجهات المانحة والمؤسسات المالية الدولية إلى زيادة مساعداتها أو النظر في إعادة برمجة جزء من مساعدتها الحالية في البلدان التي تأثرت سلبا جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وربما توضح الأرقام حجم الكارثة، فهناك ملياري شخص يعانون من الجوع الخفي أو نقص المغذيات الدقيقة، كما يوجد 90% من الجوعى حول العالم يعانون من جوع مزمن لا يفارقهم أبدًا، أضف إلى ذلك 178 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من وقف النمو، فيما ارتفعت الأسعار العالمية للقمح بواقع 181% على مدى الـ36 شهرا الأخيرة.
وفي الوقت التي أعادت فيه الأزمة مطالب عودة تدخل الحكومات لدعم أسعار المواد الغذائية الأساسية، برزت على الجانب الآخر تحذيرات تقول إن العودة إلى سياسة دعم السلع انتكاسة كبرى بالنسبة للدول النامية.
من المرجح إذن أن تستمر الأسباب الجذرية لظاهرة ارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب ارتفاع منتجات الطاقة والأسمدة، واستخدام المحاصيل الغذائية في إنتاج الوقود الحيوي، وانخفاض المخزون العاملي من الغذاء في الأمد المتوسط. ومن المتوقع كذلك أن تبقَ أسعار منتجات الطاقة والأسمدة مرتفعة دون انخفاض.
هذا الارتفاع حذر منه البنك الدولي باعتباره يشكل خطرا على المكاسب التي تحققت في مجال القضاء على الفقر وسوء التغذية.

عولمة الأديان

مجلة "الأهرام العربي"، 12 يونيو، 2008
(العولمة والكاثوليكية والتبشير والمخابرات وواشنطن)، خمس كلمات تبدوا للوهلة الأولى متنافرة، لكن في الواقع ما يربط بينهم ربما يكون أقوى من روابط الدم.
مجلة الأهرام العربي فسرت هذا اللغز، بتسليطها الضوء على الوثائق السنوية التي يتم توثيقها سنويًا في تقرير الخارجية الأمريكية عن الحريات الدينية في العالم، وهو تقرير يستند إلى فكر المحافظين الجدد فيما ينبغي أن يكون عليه (الدين) في هذا الكوكب.. ليس بوصفه صلة بين العبد وربه، بل بين العبد ودولارات الغرب.
يظهر ذلك جليًا في الإلحاح الروتيني الممل لهذا التقرير سنويًا على ضرورة تسامح كل بلدان منطقة الشرق الأوسط- باستثناء إسرائيل- مع الذين يتحولون إلى المسيحية، وتعطيل أية نصوص في الشريعة الإسلامية تميز بين الرجل والمرأة في الميراث أو الشهادة أمام القضاء، والتغاضي عن اعتناق المواطنين للشذوذ الجنسي والبهائية.
كل ذلك في سياق عولمة غريبة ترى أن العالم لا بد وأن ينصاع للقيم الغربية، مسيحية الجذور، كاثوليكية المذهب.
هذه الخلطة الجهنمية بين العولمة والدين والسياسة كانت تنضج عبر سنوات طوال على نار تسري تحت جلد العالم، فهي ليست وليدة فكرة صامويل هنتنجتون عن صراع الحضارات، وإنما ترجع حقوق الملكية الفكرية فيها إلى الثلاثي: جيمي كارتر، ورونالد ريجان، ومدير مخابراته المركزية ويليام كايسى؛ فقد كان الأول يضخ الأسلحة والدولارات لأكثر أجنحة الحرب الأهلية في أفغانستان تطرفًا بعد أن استولى الشيوعيون عن السلطة.
أما ريجان فكان يغدق بغزارة على طالبان بعد الغزو السوفييتي، وقد كان كايسي وقتها هو المسئول عن خلق وتدريب وتجنيد عناصر تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن.
ونحن هنا في الصورة ذاتها.. عولمة القيم كمقدمة للهيمنة والتوسع دون غزو. وأهم هذه القيم بالطبع هو الدين الذي يحكم الأخلاق.
والمعنى، أن العولمة الجديدة تنزع لتكرار أخطاء الماضي، وهي هنا تعيد سيناريو الحقبة الصليبية التي كانت أوروبا القوية لا ترى فيها أي حقيقة سوى تخليص بيت المقدس ممن كانت تعتبرهم (الكفار العرب المسلمين)، وقد فعلت ذلك تحت وطأة غطرسة القوة التي تتشح بالدين.
فهل يختلف الوضع في عام 2008 وأكبر قوة في العالم رازحة بعقلها وقوتها العسكرية تحت وطأة المسيحية الصهيونية والسياسات التوراتية، وجشع المستثمرين؟.

الإنترنت.. خير أم شر؟

مجلة "لغة العصر"، عدد يونيو 2008.
ما إن اقتربت الانترنت من قضايا السياسة، وخرجت من رحمها أفكار من قبيل إضراب 6 يونيو و4 مايو في مصر، حتى راح المتربصون بها وبالحرية يهيلون عليها التراب.
لذلك رأت مجلة "لغة العصر" أن الوقت قد حان للإجابة عن السؤال القائل: هل الشبكة العنكبوتية حقًا رجس من عمل الشيطان، يجب التضييق والقضاء عليه؟ أم هي نعمة يجب أن نحسن استغلالها، لنلحق بالركب الذي طالما تقدم علينا؟.
وحتى لا تصبح الانترنت ضحية للسياسة ودهاليزها حاولت المجلة إبراز الخيط الرفيع بين شرور الانترنت وخيراتها، بعيدًا عن الفرز المسبق، والمواقف المتحيزة والمتربصة.
يتركز خير الانترنت على المستوى الأسري في آلاف القصص حول عائلات كانت مشتتة متباعدة ربطت الانترنت فيما بينها، وأسهمت في إعادة تجميعها؛ فأسر العصر الرقمي تتجاوز حواجز المكان دومًا.
أما شرها فيتمثل في آلاف القصص الأخرى التي تحكي وقائع عديدة لعبت فيها الانترنت دورًا في تفكيك أسر كانت مترابطة، وكان ذلك غالبا بفعل الإدمان على الشبكة العنكبوتية، مما جعل الأطفال في العصرالرقمي غرباء بعد انشغال الآباء بمغامرات الانترنت.
أما على الساحة السياسية، فترى الأنظمة الحاكمة والجهات الرسمية الموالية لها، أن شرور الانترنت أكبر من خيراتها، بينما يرى عامة الجمهور فيها واحة الديمقراطية الوارفة، الحافلة بالخيرات.
لكن هؤلاء الحالمين بالحرية عليهم أن يحذروا؛ فبأمر الحكومات قد تتحول الانترنت إلى شرك خفي للمعارضين!
ولأن الانترنت وعاء صالح لملئه بكل شئ، استطاعت أن تلعب دورا بارزا في القطاع الاقتصادي عالميا، لكنها في المقابل جعلته يدفع ثمنا غاليا في العديد من المجالات، وعبر الكثير من الصور المباشرة وغير المباشرة.
كان ذلك عرض للمحاور التي تشكل إيجابيات وسلبيات الانترنت، وبلا شك فإن كل محور منها يمكن أن يتسع ليشكل كتابا أو بحثا منفصلا. وعند الإجابة عن السؤال البسيط شكلا، المعقد موضوعا، حول خير الانترنت وشرها آثرنا أن تكون الإجابة مبنية على الخبرات الميدانية والواقعية، التي تبرز الخيط الرفيع بين جانبي الخير والشر، بعيدا عن التعقيدات النظرية والشروحات الأكاديمية والحد المبالغ فيه للأرقام والإحصاءات.
الخلاصة إذن أن الانترنت ليس خيرا عميما، ولا شرا مستطيرا.. بل بؤرة ضوء على مسرح كبير.

الصناديق السيادية .. فقاعة اقتصادية أم فرصة استثمارية استثنائية؟

مجلة "عالم الاقتصاد"، عدد مايو، 2008
أثار إعلان الحكومة السعودية القاطع رفضها تأسيس صندوق سيادي للاستثمار الخارجي، موجة تساؤلات محلية عن هذه الصناديق وأهميتها، ولماذا رفضتها المملكة في هذا التوقيت رغم الاشارات السابقة عن إمكانية تأسيسها.
مجلة عالم الاقتصاد حاولت إلقاء المزيد من الضوء على هذه القضية، التي جاء الرفض السعودي فيها قطعيا على لسان وزير المالية، الدكتور إبراهيم عبدالعزيز العساف.
قال الدكتور العساف؛ إن الحكومة السعودية غير مطمئنة حتى الآن للدخول في استثمارات ذات آجال طويلة ومخاطر عالية في الخارج، فضلاً عن وجود فرص استثمارية كبيرة داخل المملكة العربية السعودية تحقق عوائد مجزية.
وأوضح الدكتور العساف مبررات الرفض قائلاً: نفضل الاستثمار في أصول ذات عوائد مناسبة ودرجة مخاطر منخفضة، خاصة وأن الأمر يتعلق باستثمار موارد لنا شركاء فيها، وهم الأجيال القادمة.
اكتسبت صناديق الثروة السيادية أهمية متزايدة في النظام النقدي والمالي الدولي، لا سيما بعد نجاحها في ضخ رؤوس أموال تجاوزت 40 مليار دولار أمريكي منذ شهر نوفمبر 2007 في المصارف الأوروبية والأمريكية، التي تكبدت خسائر فادحة نتيجة أزمة القروض العقارية الأمريكية.
وتُعرف صناديق الثروة السيادية بأنها عبارة عن صناديق مُكلفة بإدارة الاحتياطيات الدولية لحكومات الدول التي لديها مدخرات تفوق استثماراتها بشكل متواصل، مما وفر ثروات تطلبت سياسة استثمارية مدروسة نتج عنها حيازة هذه الحكومات لأصول مالية أجنبية (مقومة بعملة بلد آخر).
إدراكاً للأهمية المتنامية التي اكتسبتها صناديق الثروة السيادية، وجهت اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية في شهر أكتوبر 2007، الدعوة لإقامة حوار مع الدول الأعضاء في الصندوق الدولي للتوصل إلى أفضل الممارسات الطوعية في مجال إدارة هذه الصناديق. واستجاب الصندوق لهذه الدعوة بل وأحرز تقدماً في عدد من المناحي منها؛ تعميق التحليل، وتيسير التواصل، ومتابعة الحوار مع صناديق الثروة السيادية، والتنسيق مع المؤسسات الدولية الأخرى.
ومن المتوقع أيضاً أن تساعد هذه الممارسات على تهدئة بعض المخاوف المحيطة بصناديق الثروة السيادية، والحد من القيود الحمائية، والحفاظ على انفتاح النظام المالي الدولي.