برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Friday, October 23, 2009

للحرم القدسي الشريف رجال يحمونه


البيادر السياسي، 17 أكتوبر 2009
عندما يحتفل اليهود بأي عيد ديني يزداد التوتر حول الحرم القدسي الشريف، لأن المتطرفين المتشددين يستغلون هذا العيد لاقتحام ساحات الحرم القدسي، وأداء الشعائر الدينية فيه، لكن هذه المحاولات تبوء بالفشل مع تصدي المرابطين من أبناء القدس وإخوانهم في العديد من المناطق الفلسطينية لهذه القطعان الهائجة.
مجلة "البيادر السياسي" الفلسطينية خصصت موضوع غلافها الأخير للتحذير من خطوة الوضع الراهن، وللإشادة بالمرابطين الأبطال من أبناء القدس الذين تصدوا بصدروهم العارية للصهاينة المعتدين.

الغريب أن اليهود المتطرفين لا يخفون أطماعهم في الحرم، بل يقولونها وبكل "بجاحة" إنه تحت السيادة اليهودية، ومكان مقدس لليهود، ويحق لهم الصلاة فيه كما هو حق للمسلمين.. بل ويعلنون عن برامجهم لزيارة الحرم سواء بالتنسيق مع الشرطة الاسرائيلية أو من دونه، وما إن يعلن هؤلاء عن تلك البرامج والنوايا حتى تسرع الشرطة الاسرائيلية إلى محاصرة الحرم ومحيطه، وتضع قيودًا على الدخول إليه.
وتبدأ الشرطة في محاصرة الحرم، وبدلا من حماية المصلين المسلمين، توفر الحماية لليهود المتطرفين، ومن هنا ترتفع درجة الغليان في المدينة، ويزداد التوتر، وتقع المواجهات، وخاصة عندما تقرر الشرطة الاسرائيلية إغلاق الحرم كاملا أمام جميع المصلين، وهذا بحد ذاته انتهاك لحرمة الحرم القدسي الشريف، وانتهاك للحريات الدينية، ويعتبر خطوة أولى نحو إحكام السيطرة على الحرم لتنفيذ مخططات خبيثة.

ومما يزيد درجة الغليان في مدينة القدس العربية ما أشارت إليه "البيادر السياسي" من سيطرة الشرطة الاسرائيلية على أبواب الحرم القدسي الشريف، وتحكمها في دخول المواطنين أو عدم دخولهم، فتواجدها هو بحد ذاته سبب للاستفزاز وإثارة مشاعر المؤمنين، وخاصة عندما تتخذ قرارًا بمنع الصلاة في الحرم وخاصة في فترة الفجر، أو تسجل مخالفات لسيارات جميع المصلين الذين أتوا لتأدية صلاة الفجر.
أضِف إلى ذلك تواصل الحفريات تحت الحرم، بما قد يؤدي إلى إنهياره في أحد الأيام لا قدَّر الله.

الحرم القدسي الشريف هو خط "أحمر"، وها هم المتطرفون يحاولون إشعال فتيل نار حرب دينية طويلة الأمد، والشرطة الاسرائيلية تساعدهم في أحيان كثيرة في محاولة لجس النبض، وقد جست النبض وعرفت أن هناك من هو مستعد ليفدي حياته دفاعا عن قدسية هذا المكان.
القدس في خطر لأن الحرم في خطر... والقدس تناشد العالم لإنقاذها من براثن الاحتلال وكذلك المسجد الأقصى.. ولذلك نقول أن الحرم القدسي الشريف هو الفتيل الذي قد يُشعِل نار حرب دينية، ويُدخِل المنطقة في أتون نارها، فهل يعي اليهود مدى خطورة مواقفهم واعتداءاتهم على الحرم، وبالتالي يوقفوا استفزازاتهم ضده؟.
نشك في ذلك، لأن مسلسل الاعتداء عليه مستمر، ولأن المستوطنين والمتطرفين المتدينين لا يريدون السلام، ويرقصون على أنغام أصوات المواجهات، ويفرحون عندما تسيل الدماء الزكية البريئة.
الحرم القدسي الشريف له من يدافع عنه وهم كُثر، رغم أن اسرائيل تضع القيود وتفرض إجراءات قمعية لمنع حرية دخوله وأداء الصلوات فيه.
ما جرى عبر أسبوع كامل يؤكد أن إسرائيل غير معنية بالسلام، وغير معنية بالهدوء والاستقرار، وغير معنية بتوفير أجواء حرية العبادة لجميع الأديان، لكنها معنية فقط ببسط نفوذها وسيطرتها على القدس وأماكنها المقدسة، وهذه السياسة لها ثمنها الباهظ، وعواقبها الوخيمة، إن استمرت اسرائيل في اتباعها وممارستها.

من يطلق "الإينرغا" في طرابلس؟


الأفكار، 19 أكتوبر 2009
من يطلق قذائف "الإينرغا" على منطقتي "جبل محسن" و"باب التبانة" في "طرابلس"؛ مُحاولا إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وجرّ أبناء المنطقتين إلى الاقتتال مجددًا، والدخول في معارك ومواجهات، يسقط فيها الأبرياء عند خط تماس وهمي وضعه صنَّاع الفتن للتفرقة بين سكان المدينة الواحدة؟
إجابات كثيرة رصدتها مجلة "الأفكار" اللبنانية على ألسنة القيادات والمواطنين، تُجمِع كلها على أن "جهة مجهولة" تقف وراء الأحداث الأخيرة، وفي ذلك مؤشر واضح على رغبة أهل "التبانة" و "الجبل" في طيّ صفحة الماضي البغيض، واعتماد لغة الحوار والتلاقي، بدلا من اللجوء إلى السلاح وإطلاق العنان للرصاص والقذائف عند وقوع أي حادث.

تساقطت قذائف "الإينرغا" على أكثر من منطقة داخل "جبل محسن" و"باب التبانة"، وكادت اثنتان منها أن تتسببا في مجزرة لولا لطف الله؛ حيث أصابتا مقهيين شعبيين في "الجبل"، فيما سقطت القذيفة التي أُطلِقت مساء يوم السبت الماضي قرب محطة وقود عند مستديرة الملولة بين "باب التبانة" و "المنكوبين" واقتصرت أضرارها على الماديات.
مسلسل "الإينرغا" هذا استدعى استنفارًا في صفوف الأجهزة الأمنية، وفي مقدمتها مخابرات الجيش لمعرفة هذه الجهة المجهولة والمشبوهة التي تتربص شرًا بطرابلس، عازفة على وتر الفتنة. ويُعبِّر مصدر أمني متابع للتحقيقات الجارية في هذا الموضوع عن ارتياحه لردود الفعل الصادرة في كل من "التبانة" و"جبل محسن" الرافضة لاتهام أي طرف أو فريق من هذه المنطقة أو تلك بالمشاركة في إطلاق "الإينرغا"، وفي ذلك دليل على أن أبناء المنطقتين عقدوا العزم على العيش معًا بسلام، لافتًا إلى أن حادثًا أقل بكثير من انفجار قذيفة كان يؤدي في السابق إلى اشتعال المعارك بين الطرفين.
وأمام هذا الواقع يبقى الأمل معقودًا على وعي أبناء "التبانة" و"جبل محسن" لإحباط ما يُخَطط ضدهم، وقد نجحوا حتى الساعة في تعطيل مفعول "الإينرغا" التي تحمل في شظاياها فتنة يريد أبناء المنطقتين أن تبقى نائمة إلى الأبد.

معنى أن تكون حوثيًا


المجلة، أكتوبر 2009
تواجه الحكومة اليمنية حاليًا معارضة حقيقية من جماعة التمرد الحوثية، والتي طفت على السطح في وقت تشتد فيه الأزمات الاجتماعية والاقتصادية في اليمن.
مجلة "المجلة" سلطت الضوء على أبعاد الصراع بما يعطي صورة واضحة للنزاع الدائر اليوم في اليمن بين الحكومة وقوات المتمردين، المعروفين باسم "الحوثيين".

منذ عام 2004، تسببت الجولات الخمس من القتال الدائر بين الحكومة والحوثيين في وجود ما يزيد على 160,000 شخص من المطرودين من ديارهم داخل الدولة. وأعداد بهذه الضخامة لا يمكن أن تعبر عن الآثار الإنسانية التي تمثلها بالنسبة لبلد يعيش 15 % من سكانه في ظل دخل يقدر بدولار واحد يوميا. وبطبيعة الحال، فإن أولئك الذين يقعون بين شقي رحى القتال الدائر يسألون أنفسهم: ما السبيل إلى وضع حد لتلك المأساة؟ وقد أعطت الحكومة التي يقودها الرئيس صالح إجابة شافية: عملية الأرض المحروقة.
ويصوِّر العنوان المشئوم للحملة الأخيرة بين الثوار والحكومة إلى أي مدى أفسد النزاع الدائر استقرار بلد عرف تاريخيا بانتشار الأمن بين ربوعه، وبقدرته على الجمع بين المتناقضات، والتجانس عبر طوائفه المختلفة، في منطقة أنهكتها مثل هذه التفاوتات الديموجرافية. وهذه السمات هي التي أكسبت هذا الوطن اسمه الشهير: (اليمن السعيد).
واليوم، فإن التوترات الاجتماعية والسياسية والدينية قد قوضت هذا الاسم الذي يتباهى اليمنيون به فخرًا. ولا يعكس هذا النزاع التوترات الداخلية التي ظلت تتراكم داخل اليمن حول بؤر التوتر الدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية فحسب، بل إنه بالأحرى يمثل السياق التاريخي والجيوسياسي الأكبر الذي أخذ في التطور حول اليمن وداخله.

وبناء على ماسبق توصلت المجلة إلى أن "فهْم ماهية الحوثيين وكيف ظهروا إلى حيز الوجود والقضية التي يقاتلون دفاعا عنها هو أمر جوهري لفهم كيف أن اليمن يسير تدريجيا في الطريق الموصل إلى "اليمن غير السعيد". لذلك تطرقت المجلة إلى التركيبة الدينية في اليمن، والتركيبة السياسية التي تحيط به، لتتضح الصورة أكثر.

يشتمل اليمن على تنوع ديني قديم الأزل يضم مسلمين ومسيحيين ويهودا. ومع ذلك، يشكل المسلمون غالبية سكان اليمن وينتمون إلى اثنين من المذاهب، وهما الإسلام السني أو الشيعة الزيدية. ورغم أن المسلمين السنة في اليمن هم الأغلبية، ويشكلون حوالي 60 % من سكان اليمن البالغ عددهم 22 مليون نسمة، فإنهم لا ينفردون بالسلطة في اليمن.
وينتمى علي عبد الله صالح، رئيس الجمهورية اليمنية منذ عام 1978، إلى أصل زيدي. ومع ذلك، فإن الأزمة الحالية بين الحوثيين والحكومة اليمنية تجعل التساؤل حول تركيبة اليمن الدينية أمرًا مثيرًا للاهتمام، خاصة وأن الحوثيين زيديون من حيث المنشأ. ولكي نفرق بين الحوثيين والزيديين فمن المهم التأكيد على أنه ليس كل الزيديين حوثيين. وتعد الزيدية طائفة دينية شيعية، وهى مختلفة عن التيار الشيعي الإثنى عشري معتنق فكر الإمامة، والذي يتركز في إيران بشكل أساسي. غير أن الظروف السياسية المعاصرة في اليمن خلقت انقسامات داخل المجتمع الزيدي وقرَّبت بعض الحوثيين أكثر إلى إيران مما كان عليه الزيديون في الأصل. كما أن الحوثيين لا يتمتعون بالتأييد الكامل من جانب المجتمع الزيدي الذي ينتمون إليه، وإنما يستلهمون العون من قوى خارجية غير مجاورة لهم جغرافيًا، وهذا يضع الحوثيين في مأزق كبير. وإلى حد بعيد، لا يمثل الحوثيون المشكلة الوحيدة التي تواجهها الحكومة اليمنية اليوم، إلا أنهم يشكلون قائمة عريضة من التذمرات التي منشؤها التوترات التحتية الكامنة داخل المجتمع اليمني. وهكذا، فإن فهم ماهية الحوثيين وسبب قتالهم للحكومة يُلقي الضوء على أهمية التنمية الاقتصادية والمجتمعية التي يحتاج إليها اليمن من أجل إقامة سلام دائم.

Thursday, October 15, 2009

عصرٌ جديد بين موسكو وواشنطن

المشاهد السياسي، 4-10 أكتوبر 2009

عصرٌ جديد بين موسكو وواشنطن، وموجة تفاؤل كبيرة في العلاقات الأميركية ـ الروسية، أحدثها تخلّي واشنطن عن نشر الدرع الصاروخية في أوروبا الشرقية. فكيف يمكن قراءة التقاطعات الاستراتيجية الأميركية ـ الروسية في المرحلة المقبلة؟
تساؤل حاولت مجلة المشاهد السياسي الإجابة عنه من خلال موضوع غلافها الأخير.

رياح الحرب الباردة الجديدة التي كَـثُر الحديث عنها بعد حرب جورجيا الأخيرة، بدأت تتبدّد لمصلحة حدّ أدنى من التوازن في العلاقات الدولية تعود معه روسيا لاعبا أساسيا على المسرح. وقد هدأ التوتّر الذي ساد السنوات الأخيرة نتيجة الخلافات الروسية ـ الأميركية حول حرب العراق، والقلق الروسي من التوجّهات البوشيّة الى ضرب كلّ من سورية وإيران تراجع بصورة واضحة، والغضب الروسي من الدرع الصاروخية في بولندا وتشيكيا، وكلّ شيء يدل على أن موسكو وواشنطن تدشّنان بداية جديدة على مستوى التعاون، ستكون لها انعكاساتها في الشرق الأوسط كما في أوروبا.
فهل يمكن للثنائية القطبية أن تشكّل، في المدى المنظور، هيمنة جديدة على القرار الدولي؟
من المبكر جدا الإجابة عن هذا السؤال، إلا أن التعاون الأميركي ـ الروسي يعني أن النزاع بين الولايات المتحدة وروسيا حول المناطق الحسّاسة في أوروبا الشرقية، قد اهتدى إلى حوار جديد، وأن أشكال الحرب الباردة الثانية التي تمظهرت في أزمة برلين الثانية ( عام ١٩٦١) والأزمة الكوبيّة ( عام ١٩٦٢) وربيع براغ ( عام ١٩٦٨) وحرب فيتنام (بين عامي ١٩٥٤ و ١٩٧٥) والسباق إلى التسلّح الاستراتيجي، والصراعات الأيديولوجية في العالم الثالث، وتمدّدت بعد سقوط جدار برلين وتفكّك الاتحاد السوفياتي إلى أوروبا الشرقية... قد انتهت، مرة أخرى، لمصلحة البحث عن نقاط تلاقٍ وتقاطعٍ على امتداد آسيا وأوروبا، والمنطقة العربية لن تكون معزولة عن هذه الديناميكية الجديدة.
من أجل فهم طبيعة العلاقات الأميركية ـ الروسية في القرن الحادي والعشرين، عادت المجلة بالأذهان سريعًا إلى القمم الروسية ـ الأميركية التي بدأت في أواخر خمسينيات القرن الفائت، بأول زيارة رسمية في تاريخ العلاقات السوفياتية الأميركية، قام بها "نيكيتا خروشوف"، زعيم الحزب الشيوعي السوفياتي ورئيس الحكومة السوفياتية، إلى الولايات المتحدة في الفترة بين ١٥ و ٢٧ سبتمبر من العام ١٩٥٩، بالتزامن مع انعقاد دورة الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة. وانتهت –هذه القمم- بلقاء أوباما ـ مدفيديف الأخير في نيويورك، على هامش اجتماعات الدورة الـ٦٢ للجمعية العامة للأمم المتحدة.
في غرة أبريل من العام ٢٠٠٩، عُقِد لقاء بين الرئيس ديمتري مدفيديف والرئيس باراك أوباما، رسم نهجا نحو إعادة إطلاق العلاقات الروسية ـ الأميركية. اللقاء انتهى إلى إبرام ثمانية اتفاقات على رأسها اتفاق خفض الرؤوس النووية بين البلدين، واستئناف التعاون العسكري الذي جُمِّد عقب الحرب الروسية ـ الجورجية، وقبول روسيا استخدام الولايات المتحدة مجالها الجوّي لنقل الجنود والعتاد إلى أفغانستان، وظلّ الخلاف قائما حول جورجيا والدرع الصاروخية الأميركية.
إعلان باراك أوباما يوم ١٧ سبتمبر ٢٠٠٩، قرار واشنطن التخلّي عن خططها في شأن الدرع الصاروخية في شرق أوروبا، أطلق مرحلة جديدة من التعاون العسكري الأميركي ـ الروسي، لحماية أوروبا من الصواريخ القصيرة والمتوسطة الأمد، إلى جانب الصواريخ البالستية العابرة للقارّات، من شأنها أن تستتبع اتفاقات جديدة بين البلدين. والمبرّر الرئيسي لتجميد هذا البرنامج، هو أن برنامج إيران للصواريخ الطويلة المدى لم يتطوّر بالسرعة التي جرى تقديرها في السابق، لأن إيران تعتمد على صواريخ بالستية، على رأسها "شهاب ـ ٣" الذي يصل مدى النسخة المطوّرة منه إلى ١١٠٠ كيلومتر، الأمر الذي لا يهدّد القارّة الأوروبية في المدى المنظور، ثم إن من شأن مبادرة دفاع صاروخي مشترك بين الولايات المتحدة وروسيا، تقوم على تفعيل التنسيق بين روسيا والناتو، أن تُدخِل روسيا في منظومة الأمن الأوروبي على المديَـيْن المتوسط والبعيد، وتطوي صفحة الحرب الباردة الأولى كما بوادر الحرب الباردة الثانية إلى أمد طويل.

أطفالنا


أبيض وأسود، 4 – 13 أكتوبر 2009
بعيدًا عن هدير الطائرات وطلقات المدافع، وصداع السياسة تحدثت مجلة أبيض وأسود السورية عن
"أطفالنا.. الذين يتعرض معظمهم للعنف، والإساءة المعنوية والإهمال" على حد وصفها.
صحيح أن المجلة استشهدت بدراسة ميدانية نشرتها مؤخرا الهيئة السورية لشؤون الأسرة تحت عنوان (سوء معاملة الأطفال في سوريا)، لكن نتائج الدراسة لا تخاطب الوضع السوري وحده بل تتعداه لتخاطب المشهد العربي كله.

شملت الدراسة (4000) طفل وطفلة، بين سن الخامسة عشرة والثامنة عشرة، منهم (83.2 %) تعرضوا لشكل أو لآخر من أشكال التعنيف الجسدي بغض النظر عن شدته أو قسوته أو شكله أو نوعه. أما الـمُعـنِّفون من المقربين والمدرسين يرون بأن الضرب بشكله المقبول ضرورة، وهو أسلوب مهم لتصحيح اعوجاج الطفل وتعليمه أساليب الأدب والذوق، فمحمد والد لثلاثة أولاد يعتقد بأن الضرب مهم لإخافة الصغير من ارتكاب الخطأ نفسه في المرات القادمة، ويستشهد بأن الأعراف والتقاليد لا تمنع الضرب بل تؤكد أهميته. وربما يكون من الحلول الممكنة للحد من ظاهرة العنف ضد الأطفال بكل أشكاله الجسدية والجنسية والمعنوية تأسيس مراكز بحثية متخصصة في دراسة ظاهرة العنف ضد الأطفال، إضافة إلى إجراء تدريب وتأهيل دوري للكوادر المتخصصة ونشر الوعي بأهمية دورهم في التعامل مع مشكلات الأطفال المُعَنفين، وتأسيس وحدات اجتماعية ونفسية مختصة داخل المؤسسات المعنية بالطفل، لاسيما التربوية أو الصحية أو الإصلاحية أو الإيوائية، ليتم التعامل مع الطفل وتشخيص مشكلاته بشكل علمي دقيق. مع إفراد فصول أو إعداد مقررات دراسية تتناول مفهوم حماية الطفل من العنف، وإعداد برامج تدريبية لمديري المدارس وموجهيها ومدرسيها حول حماية الطفل من العنف، وفتح خط ساخن أو صندوق شكاوى وصندوق مقترحات وتعميمه في جميع المدارس للإبلاغ عن قضايا العنف في المدارس، وتفعيل دور الصحة المدرسية. وجميع ما سبق يحتاج لبيئة تشريعية وقانونية مناسبة لذا لا بد من سن تشريعات أو إعداد تشريعات جديدة أو تعديل تشريعات قديمة للحد من ظاهرة العنف ضد الأطفال والتحقيق الفوري في حالات تعرض الأطفال للاعتداء واتخاذ الإجراءات الرادعة بحق المعتدين. وإعادة النظر في البرامج التلفزيونية الموجهة للأطفال بما يضمن حمايتهم من العنف، وإطلاق حملات توعية بشكل مستمر ومكثف عبر وسائل الإعلام وفي المدارس وفي المؤسسات المختلفة من أجل حماية الأطفال من العنف. وفي الختام توجيه القائمين على وسائل الإعلام للتخفيف من المادة الإعلامية الدافعة للعنف أو الجريمة لاسيما المواد الإعلامية الموجهة للأطفال وبالأخص المعروضة على شاشة التلفاز كونه الأكثر انتشارا بين الوسائل الأخرى، وكذلك أشرطة الفيديو والألعاب الإلكترونية التي تقوم في معظمها على مشاهد العنف.

Thursday, October 8, 2009

تغطية فشل إدارة أوباما.. على حساب الفلسطينيين


أبيض وأسود، 27 سبتمبر- 3 أكتوبر 2009


تحت عنوان (تغطية فشل إدارة أوباما.. على حساب الفلسطينيين) نشرت مجلة أبيض وأسود موضوع غلافها الأخير، الذي رأت فيه أن التصريحات المتناقضة التي سبقت وأعقبت القمة الثلاثية بين أوباما ونتنياهو وعباس دعمت الاعتقاد القائل: إن افتقاد الفريق الفلسطيني المفاوض للحدود الدنيا من المصداقية في الخطاب السياسي والإعلامي؛ حقيقة مستقرة منذ مؤتمر مدريد (1991).
للتدليل على ذلك رصدت المجلة تصريحات فريق السلطة قبل القمة وعشيتها وبعدها.

قبل يومين من القمة أعلن رئيس السلطة الفلسطينية أنه (لن يوافق على تجديد المفاوضات ما لم توافق "إسرائيل" على التجميد التام لجميع أشكال التوسع الاستيطاني، ولا حديث عن استئناف المفاوضات، وميتشل سيعيد مواصلة مساعيه لتحقيق هذا الهدف بعد انتهاء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة).
وعشية القمة أشارت مراجع عليا في رئاسة السلطة إلى أن (القمة ستكون شكليةً، لأن الرئيس عباس لم يكن يريد أن يخيّب أمل الإدارة الأمريكية التي طالبت بعقدها).
لكن بعد اختتام القمة أعاد الرئيس عباس التأكيد على شرطين رئيسيين للعودة إلى طاولة المفاوضات، (احترام خطة خارطة الطريق الدولية، ووقف الاستيطان بشكل كامل).

المجلة لم تكتف بهذه الأدلة بل تطرقت لما هو أوضح مشيرة لحديث رئيس الوزراء الإسرائيلي عن اتفاق مع عباس لاستئناف المفاوضات "دون شروط"، وما كشفه ميتشل من تطابق وجهتي النظر الأمريكية والإسرائيلي، حين قال: (يجب استئناف المفاوضات دون شروط مسبقة)، وبذلك يكون قد تعمّد إحراج الرئيس عباس وفريقه.

لقد أظهر عباس ضعفا لم يُفَوِّت أوباما فرصة استغلاله في إعادة تكييف جهود إدارته مع الشروط الإسرائيلية، التي أفشلت الجولات المكوكية لميتشل على مدار سبعة شهور، حيث تراجع أوباما في القمة الثلاثية عن دعوته لوقف الاستيطان، واكتفى بالطلب من الحكومة الإسرائيلية (النظر في تسهيل حركة المدنيين في الضفة الغربية، وخطوات لتقييد الاستيطان)، وربط هذا بخطوات تطبيعية مجانية من العرب دعما للمفاوضات، ناسفا بذلك ربطه السابق بين وقف الاستيطان والتطبيع، الذي دارت حوله مقترحات ميتشل في جولاته الست. وبهذا التغيير الدراماتيكي تكون إدارة أوباما قد أسدلت الستار مبكرا على الوعود الكبيرة التي أطلقتها للفلسطينيين والعرب، وعادت بسياستها الشرق أوسطية لثوابت السياسات الأمريكية التي اتبعت منذ (مؤتمر مدريد)، وبدل التصدي لهذا المنزلق الخطر، غطى فريق رئاسة السلطة الفلسطينية على تراجعه أمام الضغوط الأمريكية، بوابل من تصريحات إعلامية، تُبهِت من أهمية القمة وما نتج عنها، من تغطية لفشل إدارة أوباما على حساب الفلسطينيين، إلا أن مجال المناورة المحدود زمنيا هذه المرة، سيجبر فريق رئاسة السلطة الفلسطينية على تحديد مواقفه في الأسابيع القليلة القادمة، دون لبس أو تأويل، إما تَحمُّل عواقب التماشي مع ضغوط إدارة أوباما وحكومة نتنياهو، أو العودة إلى خيار الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة هذه الضغوط.

قصّة الحرب المفتوحة بين الخامنئية والخمينية


المشاهد السياسي، 27 سبتمبر- 3 أكتوبر، 2009


بعد ثلاثة أشهر على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا للجمهورية الإسلامية في إيران، سلطت مجلة المشاهد السياسي الضوء على ماتراه "تبلور صورة جديدة للصراع القائم بين المرشد الأعلى علي خامنئي ومعارضيه"، بعدما اصطفت عائلة الخميني كلّها إلى جانب الاصلاحيين، مطالبة بإلغاء نتائج هذه الانتخابات.

في العام ١٩٨٥، عندما أعيد انتخاب علي خامنئي رئيسا لولاية ثانية، أمره آية الله الخميني بالابقاء على مير حسين موسوي رئيسا للوزراء في عهده. وفي خطاب تنصيبه ألمح خامنئي يومذاك إلى أنه أُجبِر على إعادة تعيين موسوي خلافا لإرادته. بعد هذا التلميح، كشف نجل الخميني أحمد عن انزعاج جدّه من هذا الموقف. حتى أن علي أكبر هاشمي رفسنجاني الشاهد على تلك الفترة كتب في مذكّراته: ما زلت أشعر بمرارة هذه المرحلة.
ما الذي يحصل اليوم؟
موسوي لا يزال يناضل كي يكون أحد ورثة الخميني، وأفراد بيت الإمام وأبرزهم حسن أحمد الخميني، الذين يعتبرون أنفسهم الأوصياء على فكر الإمام والمفسّرين الحقيقيين لهذا الفكر يدعمون موسوي في مسعاه؛ بدليل أن حسن أحمد الخميني التقى زعماء المعارضة في الفترة الأخيرة وأيّد مطالبتهم بإلغاء نتائج الانتخابات، كما تغيّب عن مصادقة خامنئي على انتخاب أحمدي نجاد. فضلا عن ذلك، فإن ياسر وعلي الشقيقين الأصغر لحسن مؤيّدان صريحان للحركة الإصلاحية في إيران، وسبق لعلي الترشّح للبرلمان في العام ٢٠٠٨، بصفته جزءا من الائتلاف الإصلاحي، غير أن الحرس الثوري الخاضع لخامنئي رفض ترشّحه، فاعتبر ذلك إهانة لأسرة الخميني، وهذا كلّه يعني أنه بعد عشرين سنة على تسلّم خامنئي منصب القائد الأعلى، فهو لا يزال يختبر حدود نفوذ الخميني، وهو اختبار صعب لأنه لا يملك خيارات كثيرة في ضوء تراجع الدعم الذي يحظى به في صفوف الخمينيين، ثم إن ابتعاده عن "بيت الإمام" يمنح المعارضة دعما إضافيا ضدّه، ويضع الإيرانيين جميعا أمام خيارين: خامنئي أو خميني.

واستشهدت المجلة على واقعية ماذهبت إليه بدراسة نشرها موقع "سويس إنفو" قبل يوم واحد من عيد الفطر، حملت عنوان "التغيير مقابل التغيير" خَلُصت إلى أن ما يجري الآن في إيران، هو في نهاية المطاف صراع بين نهج الولي الفقيه آية الله علي خامنئي وخطّ الإمام الخميني مؤسّس الجمهورية الإسلامية ومُفَجّر ثورتها التاريخية؛ والدليل هو تصفية تلاميذ الإمام الراحل بطريقة تحمل على التصوّر أن في إيران من لا يريد لخط الإمام أن ينتصر، خصوصا في أسلوب الحكم وتفاصيله. الدليل الآخر هو اصطفاف قادة الثورة ورموزها الكبار، الذين كانوا إلى جانب الإمام حتى وفاته في يونيو ١٩٨٩، وراء من صاروا يُعرَفون بزعماء الاصلاح، على أساس وجود "تيار مشبوه" كان مجهولا خلال فترة حكم الخميني (١٩٧٩ـ١٩٨٩) تسلّق جدار الثورة وهو اليوم يضطهد قادتها الحقيقيين.

يبقى سؤال: هل الأزمة التي تعيشها إيران منذ أربعة عشر أسبوعا هي أزمة بنيوية تهدّد النظام من الداخل، أم مجرّد أزمة عابرة في تاريخ الثورة؟ واستطرادًا.. لماذا وصلت الأزمة إلى هذه المرحلة بعدما كانت كل المؤشّرات توحي بأنها حُسِمت بإعادة تولية محمود أحمدي نجاد للمرّة الثانية؟
الأسباب معقّدة سياسيا واقتصاديا وحتى أيديولوجيّا. وأهمّ هذه الأسباب، ربما، الطبيعة الازدواجية للنظام الإيراني، بين سلطة تستمدّ شرعيّتها من ولاية الفقيه وأخرى تعتمد على فقه الولاية السياسية. ومعروفٌ أن الرئيس في إيران يمثّل كل الإيرانيين، لكنه يملك ولا يحكم، لأن أجهزة الأمن والجيش والدوائر الحكومية هي التي تُملِي القرارات السياسية الاستراتيجية الداخلية والخارجية، وهي كلّها في تصرّف الولي الفقيه، الأمر الذي ولّد شعورا بالعجز لدى القادة السياسيين المنتخبين الذين يتساءلون باستمرار عن دورهم الحقيقي في آليّة النظام. والانتخابات الأخيرة تحمل الدليل على هذا التساؤل، بعدما فضّل خامنئي نجاد على موسوي. وكان يُفترَض، كما العادة، أن يتم قبول نتائج الانتخابات كما هي، طالما أن الولي الفقيه مَهرها بختمه، لكن هذا لم يحدث هذه المرّة، لأنه يبدو أن أزمة اللاتوازن بين السلطة غير المنتخبة وبين السلطة المنتخبة، قد وصلت إلى ذروتها، بل يعتقد العديد من المحلّلين أن الأزمة كانت ستنفجر، حتى ولو فاز موسوي بالرئاسة، لأن هذا الأخير كان ينوي المطالبة بانتزاع العديد من صلاحيات ولي الفقيه لمصلحة الرئيس، وهنا يجب أن نتذكّر أن موسوي كان على خلاف دائم مع خامنئي، حين كان الأول رئيسا للوزراء والثاني رئيسا للجمهورية في حقبة الثمانينيات.