برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Tuesday, December 30, 2008

الحذاء الذي أدخل الصحافي منتظر الزيدي صفحات التاريخ


الأفكار، 22 ديسمبر 2008


(فردة حذاء تساوي صاروخا).. تعليق ساخر استهلت به مجلة الأفكار اللبنانية موضوع غلافها، الذي خصصته لتكريم "منتظر الزيدي"، مالئ الدنيا، وشاغل الناس، والمتساوي في الوهج مع الرئيس بوش. ولكلٍ وجهةٌ هو موليها!
باسم فقراء العالم، وأمهات العراق الثكالى، ويتامى الصواريخ الأمريكية، حمل الصحافي العراقي الشريف منتظر الزيدي فردة حذائه السميك، وقذف بها وجه الرئيس الأميركي "جورج بوش"، وهو يتحدث على منصة المؤتمر الصحفي، من بغداد مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ثم أتبعها بالفردة الثانية.
أمام الأساطيل ذات الرءوس الذرية، والطائرات المقاتلة المعربدة في فضاء العراق، لا يملك الصحافي العراقي إلا فردة حذائه ليعبر بها عن قضية انتهكتها الإدارة الأميركية، وحقوق قومية ووطنية عبثت بها يد الرئيس المنتهية ولايته "جورج دبليو بوش".
وفردة الحذاء من حيث الرجع والصدى كانت أقوى من الطائرات والصواريخ والأساطيل السابحة في بحر العرب، ولقنت رئيس أقوى دولة في العالم درسًا سيحمله معه إلى مزرعته المسماة "كراوفورد"، وسيسجله التاريخ، مع اسم "منتظر الزيدي"، كما سجل من قبل اسم "مالكولم إكس" في نضاله ضد الفرز العنصري الأميركي، وحمل هذه الرسالة إلى بيروت، حيث دخل الجامعة الأميركية زمان الستينات، وأقام فيها صلاة الظهر.
العراق بلد حضاري يختزن تراث الخالدين من خلفاء وفلاسفة وأساطين طب وشعراء وعلماء، وليس من طبع أهله إهانة الناس، أو الاستهزاء بهم، لكن لابد من إبداء الرأي الذي هو قبل شجاعة الشجعان، وقد جاء هذه المرة على متن حذاء سميك تعامل معه الرئيس الأميركي بسخرية حين قال: "إنه حذاء مقاس 10"، لم يُشعرني بأي تهديد. بل أعتبره محاولة للفت الأنظار إلى صاحب الحذاء، وهذا دليل على حرية الرأي".. إنها حقًا مكابرة على أعلى مستوى!
ما قاله الزيدي بصوت هادر للرئيس بوش وهو يقذفه بالحذاء: "هذه هدية العراقيين إليك.. إنها قُبْلَةُ الوداع، أيها الكلب، لم يكن سوى تعبير متواضع عن مدى الألم الذي خلفه الاحتلال الأميركي الذي دخل العراق في ربيع 2003، وخلَّف حتى الآن مئات الآلاف من القتلى العراقيين، وحوَّل شوارع بغداد والموصل والمدن الأخرى إلى حمامات دم.
وهاهو بوش نفسه يعترف على الهواء مباشرة، عبر شاشات التلفاز الأميركية، أن المخابرات ضللته حين أكدت له في تقاريرها أن صدام حسين يمتلك أسلحة تدمير شامل!
لقد عملت القوات الأميركية في العراق على نشر الشقاق ضمن الطائفة الواحدة، وبث بذور الشرور الطائفية، عملا بنظرية (فرِّق تسُد)، وقتل مليون ونصف المليون عراقي. أما في فلسطين فقد كانت وعود بوش كالبخار، وإلا فأين وعوده للرئيس محمود عباس بأن دولة فلسطين ستكون جاهزة قبل نهاية هذا العام؟.
ما كان جاهزًا هو الآتي: حصار إسرائيلي جهنمي لقطاع غزة، وطائرات بدون طيار تقصف القطاع، وجوع وظلام دامس وبنوك بلا مال وأسواق بلا سلع غذائية، وأفران بدون خبز!
ثم يسألونك بعد ذلك عن حذاء الصحافي العراقي منتظر الزيدي. لقد حمل هذا الحذاء كل آلام الأمة العربية، وقذف بها وجه الرئيس بوش، وهو ينعته بـ "الكلب".
لقد كان الحذاء الطائر موجهًا ضد الخطايا الأميركية في العراق وفلسطين، خاصة الاتفاقية الأمنية الملغومة. وقد تجاوز شخص "بوش" إلى هيبة الرئاسة الأميركية. هيبة يتحمل سقوطها الرئيس بوش شخصيًا، لأنه لم يحافظ عليها كسلطة لها احترامها ووزنها العالمي.
والآن هاهو منتظر الزيدي خلف القضبان، بعدما خلف في قاعة المؤتمر الصحفي بقعة دم على الأرض، نتيجة الانقضاض عليه من قبل رجال أمن رئيس الوزراء نوري المالكي.
لقد قال الزيدي كلمته ومشى.. إلى السجن، قالها بالحذاء على فردتين.

لاجئو الصومال.. المواجهة الحرة مع الموت


المجلة، 20 ديسمبر 2008


لم يدر في خلد الصوماليين أنهم سيصبحون الغذاء الرئيس لأسماك القرش المنتشرة بكثرة في خليج عدن، بعد أن أضحت الأخبار التي تتحدث عن غرق أو فقدان العشرات منهم في عرض البحر خبرًا روتينيًا لا يحتل صدر النشرات الإخبارية.
حول قضية اللجوء الصومالي، والفرار من الموت إلى الموت المؤجل، كتبت مجلة "المجلة".
أضحى الفرد الصومالي في ذيل الاهتمامات الدولية بعد أن خيضت على أرض بلادهم حروب منسية استمرت منذ مطلع التسعينات، عندما أطيح بنظام زياد بري، لتتحول أرض الصومال إلى مساحة من الأرض تغيب عنها القوانين، الأمر الذي جعلها بسهولة شديدة لقمة سائغة للقوى الكبرى، وجعلت من سكانها كتلة بشرية فائضة عن حاجة القوى الدولية، بحيث أضحى موت الصومالي خبرًا مألوفًا في كل أذن.
ولأن الصومالي يشعر بأنه مستباح، وعرضة للقتل لأدنى الأسباب، وأحيانًا بلا سبب محدد؛ لم يجد الألوف وربما الآلاف بدًا أمامهم سوى التفكير في الهجرة طلبًا لحياة أخرى أقل عنتًا وخوفًا، لكن حال الصومالي يشبه حال المستجير من الرمضاء بالنار. فإذا كانت الحياة لا تُحتمل في الصومال، فإن رحلة الهرب هي الأخرى لا تقل هولا من البقاء على اليابسة.
وبحسب المصادر السياسية الصومالية فإن أكثر من 45 ألف لاجئ صومالي تمكنوا من الوصول إلى اليمن خلال العام الحالي 2008، في حين أن ما يزيد على 3500 شخص إما توفوا قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى سواحل اليمن، وإما حُسبوا في عداد المفقودين.

الطوفان المنتظر


الأهرام العربي، 20 ديسمبر 2008


أضحت التغييرات المناخية حديث العالم اليوم. في ظل تقارير ودراسات شتى تحذر من دمار شامل ينتظر البشرية، أو على الأقل تتنبأ بمشكلات بالغة الخطورة على صحة ورفاهية الإنسان بنهاية الألفية الثالثة إذا ما استمرت الممارسات الخاطئة تجاه البيئة.
مجلة الأهرام العربي أطلقت صيحة تحذيرية، وصفت فيها التغيرات المناخية بـ (الطوفان المنتظر)، الذي يهدد حاضر البشرية ومستقبلها. مشيرة إلى أن الاحتباس الحراري زاد عن حده، فانقلب إلى كارثة تهدد الزراعة وتُغرق مدنًا بكاملها وتشرد الملايين من البشر وتضرب السياحة في مقتل. ورغم أن المسئولية الكبرى في ذلك تتحملها الدول الغنية، فإن الدول الفقيرة هي التي تدفع الثمن.
تُجمع تقارير الخبراء ونتائج المؤتمرات الدولية والإقليمية والمحلية التي انعقدت على مدى عقدين من الزمان، على أن قضية التغيرات المناخية تعد الآن من أخطر التحديات البيئية التي يواجهها العالم خلال تاريخه المعاصر، كما تعد أيضًا تحديًا أساسيًا لعملية التنمية المستدامة، تلك التنمية التي تهتم بتحقيق الجوانب الاقتصادية والاجتماعية دون إغفال البعد البيئي.
في الزمن البعيد كان هناك توافق بين قوى الطبيعة والبشر، نعم فيه الإنسان بالخير العميم، لكن هذه القاعدة تحطمت على أيدي الإنسان نفسه، بما اقترفه من سلوكيات جائرة تفوق قدرة أي نظام بيولوجي أو إيكولوجي على التحمل، فانفجرت الطبيعة في وجه البشرية بما يعاني منه العالم اليوم من استمرار مسلسل الزلازل والعواصف والأعاصير والفيضانات المدمرة، فضلا عن انتشار الأمراض والأوبئة وانقراض الكائنات وموجات الجفاف وازدياد مساحات التصحر.
ولخطورة الوضع الراهن، ذكر الخبير المصري د. محمد العشري أنه لم يعد أمام العالم من سبيل سوى التوقيع على معاهدات دولية تحافظ على كوكب الأرض من أجل الأجيال المقبلة. وأضاف أنه من الظلم أن يفكر الفقراء في مشكلة بيئية عالمية وأمامهم أولويات ذات أهمية قصوى، تتمثل في توفير رغيف الخبز!

محمود عباس: فشلت


المشاهد السياسي، 14-20 ديسمبر 2008


قبل ثلاثة أسابيع، انعقد المجلس المركزي الفلسطيني لمنظّمة التحرير الفلسطينية في رام الله، واتُّخذت مجموعة قرارات تكرّس الطلاق القائم بين السلطة وقطاع غزّة، وتؤكّد بصورة علنية سقوط الحوار القائم في القاهرة، وفشل المفاوضات بين السلطة وإسرائيل.
قرارات دفعت مجلة المشاهد السياسي إلى التساؤل: ما هي المفاعيل السياسية والأمنيّة الحقيقية لما خرج به المجلس؟ وكيف يبدو المشهد الفلسطيني، قبل ثلاثة أسابيع من موعد انتهاء الولاية الدستورية لمحمود عباس؟
تكفي القراءة في محضر اجتماعات اللجنة المركزية، وهي أعلى سلطة فلسطينية في غياب المجلس الوطني، لتبيّـن حجم الانهيارات التي تشهدها الساحة الفلسطينية، وهي مرشّحة لمزيد من التعقيد بعد انتهاء ولاية عباس في ١٨/١/٢٠٠٩.
فالمقرّرات التي أعلن عنها تكرس الطلاق الفلسطيني - الفلسطيني بصورة قاطعة؛ لأنها لا تأخذ في الاعتبار، من قريب أو بعيد، مطالب حركة "حماس" التي ترفض الاعتراف بشرعية الرئاسة الفلسطينية، وترفض النهج التفاوضي الذي تمارسه السلطة حتى الآن.
بكلام آخر، تنطلق "فتح" في الدعوة إلى الحوار من مبدأ تمديد ولاية الرئيس محمود عباس عبر مؤسّسات المجلس المركزي، من دون أن تأخذ في الاعتبار الشرط الأساسي الذي تضعه "حماس" لاستئناف الحوار، وهو إجراء انتخابات رئاسية جديدة بصورة مستقلّة عن الانتخابات التشريعية.
ورغم اعتراف "فتح" بعقم المفاوضات التي حصلت حتى الآن، لم تقرّر العودة إلى المقاومة لاستنهاض طاقات الشعب الفلسطيني، وإلزام إسرائيل باحترام تعهّداتها، والمجتمع الدولي بمواصلة الضغط لوضع هذه التعهّدات موضع التنفيذ.
وتستطرد المجلة فيما اعتبرته "كشف حساب"، لتسلط الضوء على اعتراف الرئيس الفلسطيني بأنه فشل في كل مراحل التفاوض مع إسرائيل، وأن مؤسّسات السلطة الفلسطينية والوضع الفلسطيني ككل يحتاجان إلى إصلاحات عاجلة.
وقد اعتبرت المجلة رهن الرئيس كل هذه الخطوات بمرحلة ما بعد الانتخابات، أي المرحلة التي لم يتحدّد موعدها بعد، بمثابة (فشل على فشل) لا يثمر إلا مزيدًا من التعقيد!
يقول عباس بالحرف الواحد: إن قوى وفعاليات منظّمة التحرير الفلسطينية مصمّمة على إطلاق عملية شاملة لتجديد بنية مؤسّسات المنظّمة وإنهاء مظاهر الترهّل والتفرّد واحتكار القرار.
وفي اعتراف صريح بأن كل اللقاءات التي عقدها مع رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، لم تسجّل أي تقدّم يذكر على مستوى التفاوض، يقول عباس: بالنسبة لإسرائيل كلنا نعلم، وكذلك العالم كلّه يعلم، وأميركا تعلم، واللجنة الرباعية تعلم، أن إسرائيل لم تتوقّف لحظة واحدة عن الاستيطان وعن بناء جدار الفصل العنصري ولا عن الاجتياحات، ولم تلغ حاجزاً واحداً، ولم تلغ بؤرة من البؤر الاستيطانية التي كانوا يطلقون عليها البؤر غير القانونية بالمرّة، ولم يفتحوا مؤسّسة واحدة من مؤسّسات القدس!

خطة صقور أوباما للتعامل مع إيران


الوطن العربي، 17 ديسمبر 2008


هل حسم باراك أوباما موقفه من إيران، واختار استراتيجيته المقبلة للتعامل مع نظام الملالى؟ سؤال طرحته مجلة الوطن العربي، كان محور تساؤلات وتحليلات المراقبين الذين استمعوا لمقابلة الرئيس الأميركى الجديد الأخيرة مع محطة "إن. بى. سى" الأميركية.. حيث كشف أوباما - للمرة الأولى منذ انتخابه - عن توجهات "مهمة" يبدو أنه قرر اعتمادها مع طهران عندما تحدث عن دبلوماسية متشددة ومباشرة لإقناع الإيرانيين بوقف تطور السلاح النووي، ووقف تمويل ما أسماه "الإرهاب" وتهديد إسرائيل. وذلك مقابل وعد بتقديم حوافز اقتصادية لإيران، ومساعدتها على الاندماج في الاقتصاد العالمي، بعد رفع الفيتو عن انضمامها إلى منظمة التجارة الدولية.وفي حال رفْض إيران تلك الجزرة، فإن أوباما سرعان ما سيُشهِر العصا، بالعمل على تشديد العقوبات، وتوسيع الائتلاف الدولي ضدها.الواقع أن واشنطن كانت تعيش منذ إعلان فوز أوباما بالرئاسة سباقًا حادًا بين "المستشارين" و"المقربين" ومراكز الأبحاث؛ لنيل شرف إقناع الرئيس الجديد بتبني تقاريرها أو توصياتها، وذلك في موازاة سباق حاد بين هؤلاء للحصول على مكافأة للانضمام إلى فريق الإدارة الجديدة.واللافت أن السباق بين هؤلاء لم ينحصر عند "الديمقراطيين" الموزعين بين يسار الحزب ويمينه ووسطه، بل انضم إليهم "جمهوريون" راهنوا على رغبة أوباما الانفتاحية. ولعل المفاجأة كانت في دخول المحافظين الجدد، الذين ورطوا بوش في استراتيجية "تغيير الأنظمة" و"الفوضى الخلاقة"، و"الحرب ضد الإرهاب"، وحرب العراق.وعندما أعلن أوباما عن تركيبة فريق أمنه القومي، وسياسته الخارجية، ازدادت قناعة المراقبين بأن سياسة أوباما الخارجية لن تشكل انقلابًا حقيقيًا على سياسات بوش، بل ستسمح بإعادة اختراق الإدارة الأميركية الجديدة، والرهان مجددًا على فريق صقور يقود الرئيس أوباما في اتجاه مواقف حازمة مع إيران.وكان واضحًا أن هؤلاء يراهنون على وزيرة الخارجية الجديدة، التي سبق أن هددت أثناء حملتها الانتخابية بمحو إيران عن الخريطة إذا ما هاجمت إسرائيل.. وبالتالي فإن العارفين بخفايا ما يدور في الكواليس بدأوا يتطلعون بعد تعيين هيلاري كلينتون إلى سباق صامت يدور في الخارجية حول توزيع المناصب الرئيسية، لمعرفة مدى سيطرة الصقور.مجلة الوطن العربي كشفت عن معلومات وردت إليها تقول: إن الأنظار كانت تتوجه بشكل خاص لمعرفة الدور الذي سيلعبه دنيس روس، والموقع الذي سيحتله في الإدارة الجديدة، لاسيما في ظل المخاوف بأن يقود روس وفريقه من الصقور إدارة أوباما إلى مستنقع الحرب ضد إيران.ورغم فشل روس في الحصول على منصب هام وحساس في إدارة أوباما، تشير آخر التقارير إلى أن مخاوف الاختراق لا زالت قائمة. خاصة وأن ما جاء على لسان أوباما في التصريح الأخير هو في رأي البعض مقتطفات من تقرير روس الموسع، الذي شارك في إعداده، خلال شهر يونيو الماضي، ومن وحي أجوائه، بما يُنذر بتوقع الأسوأ إذا تبين بعد أسابيع أن إدارة أوباما قد تبنت هذا التقرير.اللافت في تقرير "روس"، الذي يتحدث عن (تعزيز علاقات الشراكة والتعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة لمواجهة التحدي النووي الإيراني)، أنه يقدم الكثير من الجزر، لكنه في الوقت نفسه يشهر عصًا أغلظ!؛ فقد كشفت مصادر أوروبية وأميركية مطلعة على تقرير "روس"، وعلى الأجواء الأميركية والدولية المرافقة لإعداد الاستراتيجية الأميركية وأيضًا الدولية للتعامل مع إيران، أن ما جاء في التقرير وتصريحات أوباما الأخيرة، وحتى في التقارير الأخرى الأكثر اعتدالا، يصب في خانة تصور متشائم بات يسود عواصم اتخاذ القرار بالنسبة لمصير الملف النووي الإيراني.ويضيف هؤلاء أن الاستراتيجية التي قرر أوباما انتهاجها بتوافق دولي هي فتح حوار مباشر، واعتماد سياسة جديدة بمفهوم العصا والجزرة؛ بمعنى تقديم جزر أكثر، ولكن مع الاستعداد لاستخدام "عصًا أكبر".وهذه العصا الكبيرة مرشحة للمرور بمراحل تدريجية تصاعدية تقود إلى تكرار الحالة العراقية الإيرانية، ولكن بدون الغزو العسكري، وتهدف إلى بناء ائتلاف دولي شبيه بالتحالف الذي تم تدشينه أثناء الغزو العراقي للكويت، ويشمل دولا تعتبر حاليًا صديقة أو حليفة لإيران، من الهند والصين مرورًا بروسيا.

ليالي مومباي الدامية


المشاهد السياسي، 7-13 ديسمبر 2008

سمعنا عن حجر يضرب عصفورين، لكننا لم نسمع قط عن حجر واحد نجح في اصطياد ثلاثة!
لغزٌ هنديّ فسرته مجلة المشاهد السياسي، فقالت: إن "الحجر" هو هجمات بومباي الأخيرة، و"الطيور الثلاثة" كانوا هم (الهندوس وأوباما والمصالحة مع باكستان)!
وترى المجلة أن تلك الأحداث التي شهدتها الهند على مدى ثلاثة أيام من الأسبوع الفائت، والتي أطلق عليها اسم "حرب مومباي"، يتعدى تأثيرها مجرد عدد الذين سقطوا فيها، وتطرح بقوّة، المشاكل التي يعانيها المسلمون في الهند، وطبيعة العلاقة بين النظام القائم والأقلّيات، بقدر ما تعيد طرح مستقبل العلاقات الهندية ـ الباكستانية، وملف النزاع حول كشمير، فضلاً عن أنها تعيد رسم الخطط الأميركية ـ الأوبامية تحديداً ـ في هذه المنطقة قبل تسلّم مهامّه.
إنها أحداث ١١/٩/٢٠٠١ الأميركية بنسختها الهندية، مع الأخذ في الاعتبار فارقين أساسيين على الأقل: الأول أن مسلمي الهند يشكّلون ١٣ في المائة من سكانها، والثاني أن المسلّحين الذين هاجموا منطقة الفنادق في مومباي - رمز الازدهار الهندي وعاصمة الهند الاقتصادية والمالية - لم يأتوا من الجو. لقد جاءوا من الداخل، إذا لم تثبت التحقيقات أنهم وصلوا بحراً من باكستان.
ومتابعة الأحداث من خلال محطّات التلفزة العالمية تكشف أولاً عن حقيقة لا يمكن تجاهلها، وهي أن المسلّحين العشرة الذين خاضوا معركتهم في منطقة الفنادق قاموا بالعملية انتقاما "للاضطهاد الذي يتعرّض له المسلمون في الهند". أحد المسلّحين الذين سيطروا على فندق أوبيريو استطاع، قبل مصرعه، أن يطلق صرخة أمام إحدى وسائل الإعلام المحلّيّة قال فيها: "نحن نحب بلدنا، لكن أين كان الجميع عندما كانت أخواتنا وأمّهاتنا يتعرّضن للقتل؟"
عن أي قتل يتحدّث هذا المسلّح؟
إنه يعني بالتحديد المظالم التي يمارسها الهندوس، الذين يشكّلون ٨٠ في المائة من سكان الهند، بحق المسلمين الذين يعيشون أوضاعاً اجتماعية صعبة، والذين لم يندمل بعد جرحهم الكبير الذي خلّفته مواجهات مدينة جوغارات في العام ٢٠٠٢، والتي راح ضحّيتها أكثر من ألف شخص، من دون أن يأخذ القضاء مجراه بشكل عادل في معاقبة الجناة!
أما جذور الخلاف الهندوسي ـ الإسلامي فتعود إلى العام ١٨٥٧، عندما وقعت حرب الاستقلال الأولى في الهند، إثر إعدام جندي هندوسي على يد الإنجليز. ورغم أن الجندي لم يكن مسلماً، فقد دفع المسلمون الثمن الأكبر؛ إذ سقطت إمبراطورية المغول في نيودلهي لتنتهي بذلك حقبة سيطر فيها المسلمون على السلطة طوال خمسة قرون. تبع ذلك ضمور عام في وضع الطائفة الإسلامية، خصوصاً بعدما فرض الإنجليز لغتهم كلغة رسمية في البلاد، فتراجعت معدّلات التعليم بين المسلمين من ١٠٠% إلى ٢٠%، وخلال الفترة الواقعة بين ١٨٥٧ و١٨٧٨ لم يتخرّج في جامعة كلكوتا سوى ٧٥ مسلماً من بين ٣١٠٠ خريج، وسط تزايد الاضطهاد من قبل الهندوس والإنجليز على السواء.
وتكمِل المجلة لترصد ردود الفعل الأميركية، باعتبار العم سام هو "شرطي العالم الذي يدس أنفه في كل صغيرة وكبيرة". وتستطرد لتكتشف المستفيد الأول من هذه الهجمات، وتسلط الضوء على الخاسر الأكبر منها، مترددة في ذلك بين محاولة إضعاف الحزب الحاكم، والمصالحة بين الجارتين النوويتين، ووضع العراقيل أمام المرشح الجديد باراك أوباما.
أبرز ردود الفعل الأميركية نقلتها صحيفة "نيويورك تايمز" التي قالت: إن التفجيرات حصلت في لحظة حاسمة تتحرّك فيها الجارتان النوويتان الهند وباكستان نحو تطوير علاقاتهما بتشجيع من الولايات المتحدة، وتحديداً الإدارة الجديدة للرئيس المنتخب باراك أوباما، مما يعني أن هناك متضرّرين من هذا التقارب، وهم الذين يسعون إلى منع حصوله.
وبعضهم يرى في العملية محاولة لإضعاف حزب المؤتمر الحاكم، وهو حزب علماني، لمصلحة حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي المتشدّد، لأن في مصلحة التنظيمات الإسلامية المتطرّفة التعامل مع حركات سياسية معادية. وفي هذه الحال تكون الإنجازات التي حقّقها "المؤتمر" - ومنها إرسال مركبة فضائية إلى القمر، وإبرام اتفاق النووي مع إدارة الرئيس جورج بوش - قد سقطت في ليالي مومباي الدامية إلى جانب مئات القتلى والجرحى، وهناك من يتوقّع أن يكون لهذه الهجمات تأثير حاسم في نتائج الانتخابات المحلّيّة في عدد من الولايات الهندية الرئيسية ومنها نيودلهي، كما في الانتخابات التشريعية في العام المقبل، لأن حزب بهاراتيا جاناتا سوف يستفيد من الأحداث للعودة مجدّداً إلى الواجهة.

غزة تختنق


الكفاح العربي، 1 ديسمبر 2008


منذ أربعة أسابيع وغزة تختنق بحبال الحصار، وصيصانها يُعدمون قبل أن يكبروا, ومخابزها تُغلق، بعد أن اضطر أهلها لطحن علف الحيوانات كي يصنعوا خبزًا لأطفالهم الذين يتضورون جوعًا، ليس هذا وفقط بل تَقفل مصانعها، وتُشيِّع موتاها، وتَسهر على ضوء الشموع، وعبثا تبحث عن دواء لشيوخها المرضى، وهي تشرب بصمت المياه الملوثة.. وتنتظر. والانتظار في غزة صار مرادفا للموت البطيء، وهو موت يتواصل على نار التهديدات الإسرائيلية والخلافات الفلسطينية ­ الفلسطينية المستعرة، وفي الأفق ما يؤشر إلى أيام أسوأ، إذا لم تتم المصالحة في زمن قياسي.
إنها حقًا مأساة تجعل الحجر يتحرك، لم تجد الكفاح العربي أمامها بدًا من أن تصرخ في وجه العالم المتفرج قائلة: (غزة تختنق)، لتعلِّق بكلامها الموجع ذنب مليون ونصف فلسطيني في رقبة الصامتين.. كل الصامتين! ولم لا؟!! فمأساة غزة أضحت أغرب من الخيال.
آخر السفن التي وصلت إلى مرفأ غزة لكسر الحصار القاتل كانت سفينة ليبية، لكن العدوى لم تصل بعد إلى العرب الآخرين. الأوروبيون وحدهم قاموا بمبادرات رمزية, والعرب لم يسمعوا بقصة غزة حتى الآن!ولكم تمنى القادة الإسرائيليون أن يستفيقوا ذات صباح ليجدوا أن البحر ابتلع غزة ومن فيها, لكن البحر لم يستجب حتى الآن للأمنيات الإسرائيلية, وعش الدبابير لا يزال يعكر على المحتلين صفو عيشهم, والنتيجة كانت أن القطاع يجد نفسه في أتون الحرمان والمرض والفقر, وعبثا يصرخ الغزاويون "وامعتصماه" لأن الأشقاء لا يسمعون, بل إن بعضهم ­- كما تقول الرواية - "يشاركون في تضييق الخناق."وحصار غزة ليس كأي حصار آخر. إنه حصار شامل يستهدف الأجنة في أرحام أمهاتهم، والمرضى والطلبة والشيوخ والعجائز وحجاج بيت الله الحرام. حتى أن المخابز بدأت طحن حبوب الأعلاف لإنتاج الخبز, بعدما تم التبليغ عن الأنفاق وهدم ما تبقى منها وإحكام إغلاق المعابر.وفي تقرير أصدرته اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار حول آثار الخنق المفروض على غزة، نقرأ: إن المعابر التجارية ومنذ الحصار المشدد الذي فُرض منذ 14/6/2007 مغلقة بشكل عام, وما يدخل منها من سلع وبضائع تتراوح نسبته بين 10 إلى 15 % من حاجات قطاع غزة، والتي تقدر بـ600 شاحنة يومية, ومنذ الرابع من الشهر الحالي أغلقت إسرائيل المعابر بشكل تام من دون السماح لأي كميات تذكر حتى كمية الـ15% المسموح بها, مما أثر في القطاعات الصحية والبيئية والاجتماعية بشكل خطير.
وأوضح التقرير أن الأدوية الأساسية ناقصة بنسبة أكثر من 50% من الأصناف, خصوصا لمرضى ارتفاع ضغط الدم والقلب والربو والسكري والأمراض المزمنة الأخرى, إلى جانب نقص الأدوية المكملة، خصوصا لمرضى السرطان والفشل الكلوي والكبدي. وهناك نقص في المستهلكات الطبية كما في لوازم الغيار والعمليات والتعقيم, بما فيها الأدوات الجراحية اللازمة للعمليات الطارئة والعادية, وهناك نقص أكثر من 30% فيها. ويؤدي قطع الكهرباء المتواصل - بسبب أعطال برمجة الأجهزة - إلى إعطاء معايير خاطئة ونتائج تؤثر في سير علاج المرضى.
كل ما سبق ذكره لم يكن إلا غيضًا من فيض معاناة أهل غزة، ورغم أن الكلمات تقف عاجزة عن وصف ما يواجهه القطاع الصامد، زادتنا المجلة من الشعر أبياتا، فقالت: لم يعد هناك مخزون من الغازات الطبية اللازمة لغرف العمليات؛ مما أدى إلى نقص عمل المطابخ وسوء جودة الأغذية وتوقف المغاسل المركزية وأجهزة التعقيم. كما أن هناك نقصا حادا في التطعيمات اللازمة للأطفال، مما ينجم عنه نقص المناعة وانتشار الأمراض, وقد تجاوز عدد ضحايا الحصار 260 ضحية. ولعل أهالي غزة المحاصرين في انتظار كارثة أخرى تتمثل في تلوث مياه الشرب، بسب نقص مادة الكلور، التي ينذر عدم ضخها في آبار المياه بزيادة التلوث البكتيري في مياه الشرب.
قائمة المعاناة لازالت طويلة، تكمل المجلة سردها لعل العرب والمسلمين يتحركون!
هناك 77 مليون لتر من مياه الصرف الصحي تُضخ يوميا في البحر من دون معالجة، مما يسبب كوارث بيئية وتلوثا بحريا خطيرا. ومخازن السلع الغذائية توشك على النفاد، إن لم تكن قد نفدت بالفعل، خصوصا حليب الأطفال والدقيق والأرز والبقوليات والزيوت والمجمدات والألبان واللحوم والمواد الخام للصناعات المعدنية البلاستيكية والكيميائية والإنشائية والورقية, إضافة إلى الأدوات الكهربائية وأدوات الصرف الصحي وقطع غيار السيارات وزيوت السيارات. لذا لم تأت صرخة مسؤول عمليات الأونروا في غزة جون كينغ في وجه المجتمع الدولي (عارٌ عليكم) من فراغ!
لقد خلف الحصار خسائر مباشرة فاقت 750 مليون دولار، و جعل 140 ألف عامل يتعطلون من عملهم جراء إغلاق المعابر والحصار المستمر على غزة منذ عامين، ورمى بـ 80% من سكان القطاع إلى ما دون خط الفقر, ورفع معدل البطالة إلى 65 %، وأدى إلى إصابة 60% من أطفال غزة بأمراض سوء التغذية وفقر الدم.
ومع صدور هذا العدد ستغرق مناطق في شمال وجنوب القطاع ومدينة غزة بمياه الصرف الصحي, علما بأن 40% من الأدوية الأساسية رصيدها صفر, والمستهلكات الطبية 80% من رصيدها صفر أيضا.

تهويد القدس يكتمل في العام ٢٠٢٠


المشاهد السياسي، 29 نوفمبر


في الوقت الذي توظّف فيه السلطات الإسرائيلية كل إمكانياتها من أجل استكمال خططها الرامية إلى تهويد القدس بصورة كاملة في العام ٢٠٢٠، يغط العرب والمسلمون في سبات عميق!
الخطّة الإسرائيلية لتهويد المدينة المقدسة كشفها لـ"المشاهد السياسي" مدير دائرة الخرائط في بيت المشرق، عضو الوفد الفلسطيني إلى مفاوضات الحلّ النهائي خليل التفكجي، منوّها بأن الانتخابات المقبلة تشكّل فرصة ذهبية لتصعيد الخطاب السياسي الإسرائيلي المتعلّق بالقدس.
وأوضح الخبير الفلسطيني أن مؤتمر آنابوليس شكّل انطلاقة مجنونة في مشروع الاستعمار الاستيطاني في الضفّة والقدس، مشيرا إلى أن عدد التجمّعات الفلسطينية من مدن وقرى في الضفة يبلغ ٤٥٠ تجمّعا تضم ٢.٥ مليون نسمة، في حين أن عدد مستعمرات الضفّة يصل إلى ١٤٥ مستعمرة تضم ٢٨٠ ألف مستعمرة، ومساحة مخطّطها الهيكلي يساوي مساحة مخطّط التجمّعات الفلسطينية نفسه، بمعنى أن ٢.٥ مليون فلسطيني شأنهم شأن ٢٨٠ ألف مستعمر يهودي.
ولدى حديثه عن النشاط الاستعماري - الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة، أوضح الخبير الفلسطيني أنه ازداد بشكل ملحوظ بعد توقيع اتفاقيات أوسلو، مشيرا إلى أن عدد سكان المستعمرات في العام ١٩٩٢ كان ١٠٥ آلاف شخص، فيما يصل عددهم اليوم إلى ٢٨٢ ألفا في الضفّة، كما أن عدد المستعمرين في القدس كان ١٥٣ ألف شخص، ووصل عددهم اليوم إلى ١٩٣ ألفا، وأن عدد الوحدات السكنية اليهودية في الضفة في العام ١٩٩٢ كان ٣٢ ألف وحدة فيما يبلغ اليوم ٦٤ ألفا، إضافة إلى ٦٤ ألف وحدة أخرى في القدس.
ووصف التفكجي الصراع الدائر حاليا بأنه ديمغرافي بالدرجة الأولى، موضحا أن أبحاثا إسرائيلية خلصت إلى أن أغلبية فلسطينية ستنشأ بين البحر والنهر، ما أدّى بشارون إلى التخلّص من قطاع غزّة، كما أنهم حاليا يتحدّثون عن خطط ضم تجمّعات لفلسطينيي ٤٨ - وفي مقدّمتها أم الفحم ووادي عارة - إلى السلطة الفلسطينية، مقابل تلك الكتل الاستعمارية في الضفّة، ضمن التبادلية المطروحة، موضحا أن فلسطينيي ٤٨ متخوّفون من نتائج المفاوضات وإعلان إسرائيل دولة يهودية.كما طالب بالعودة إلى قرارات الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين، منوّها إلى أنه وحتى أميركا لم تعترف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، ومع هذا نجد أن المفاوض الفلسطيني يذهب للتفاوض مع الإسرائيليين في تلك المنطقة.