الأسبوعية، 20 سبتمبر 2009
الإصابات المسجلة في العراق 172 إصابة حتى الآن، وحالة وفاة واحدة في النجف، ووزارة الصحة تبدو مطمئنة إلى قدرتها على احتواء الوباء. لكن اقتراب موعد العام الدراسي، وخشية الأهالي من اختلاط أبنائهم بمصابين محتملين، وتحذيرات منظمة الصحة العالمية المتكررة من موجة جديدة واسعة الانتشار، كلها عوامل مقلقة في هذه المرحلة. كيف «يتعايش» العراق مع أنفلونزا الخنازير، وكيف يستعد لمواجهة هجمة الوباء المحتملة؟ هذا ما تعرضه مجلة الأسبوعية في موضوع غلافها الأخير.
آخر بيان لوزارة الصحة حول حالات الإصابة بفيروس (H1N1) المسبب لمرض أنفلونزا الخنازير في العراق أحصى 172 حالة منذ انتشار المرض حتى لحظة إعداد هذا التقرير. وتقارير الصحة العراقية توضح أيضا أن الحصيلة الأخيرة هي إصابة 30 شخصا، بينهم 24 عراقيا وست إصابات لوافدين أجانب إلى العراق، مع حالة وفاة واحدة في محافظة النجف حتى الآن، فضلا عما هو مثبت لعدد الإصابات في صفوف القوات المتعددة الجنسيات والبالغة 142 حالة.
ورغم حالة الاستنفار الشديدة التي تجتاح العالم، وتصاعد عدد المصابين بين العراقيين، إلا أن وزارة الصحة تبدو مطمئنة إلى الإجراءات التي اتخذتها. ويقول مدير عام دائرة الصحة العامة رئيس اللجنة الفنية للإنفلونزا الوبائية الدكتور إحسان جعفر في حديث إلى «الأسبوعية»: إن مرض أنفلونزا الخنازير لم يزل تحت السيطرة حتى الآن في العراق، وعدد الإصابات في مساره الطبيعي العالمي وسجلنا حالة وفاة واحدة بسبب المرض في محافظة النجف. ويلفت جعفر إلى أن موسمي الخريف والشتاء يعدان من الفصول الخطرة التي تساعد على انتشار فيروس « أتش1 أن1» المسبب لمرض انفلونزا الخنازير بشكل كبير» مشيرا إلى أن المضادات المتوفرة حاليا تكفي لعلاج 240 ألف حالة فقط، إلا أن وزارة الصحة تعاقدت مع شركات عالمية لشراء علاجات قبل موسم الشتاء تكفي لعلاج أكثر من سبعة ملايين إصابة.
ويشدد جعفر على أن حالة الخوف التي يعيشها العراق من المرض هي جزء من حالة توجس وخوف عالمية بسبب قدوم فصل الشتاء وعدم وجود لقاحات للمرض حتى اليوم ، لافتا إلى أن وزارة الصحة العراقية على اتصال دائم بمنظمة الصحة العالمية لمتابعة المرض وآخر وسائل الوقاية والعلاج.
ويزداد توجس العائلات العراقية من انتشار مرض «انفلونزا الخنازير» سيما مع اقتراب موعد بدء العام الدراسي؛ إذ يطالب بعض العائلات بتأجيله حتى انحسار المرض على غرار إجراءات اعتمدت في دول مجاورة، فيما تؤكد وزارة التربية أنها تعمل مع وزارة الصحة لاتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية في كل المدارس العراقية.
وزارة التربية من جهتها تقلل من خطورة انتشار المرض، ويقول الناطق باسم الوزارة وليد حسين في حديث إلى «الأسبوعية»: إن مرض انفلونزا الخنازير لا يشكل قلقاً في الوزارة لأن الإصابات به محدودة جداً في العراق، وغالبيتها في صفوف القوات الأميركية. موضحًا أن وزارته تنسق مع وزارة الصحة من أجل اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة من المرض مع بداية العام الدراسي.
ورغم هذه التطمينات أشارت المجلة إلى سلسلة من الإجراءات اتخذها مجلس الوزراء للحد من الإصابة بالمرض بينها تأجيل مناسك العمرة وتقليص عدد الحجاج العراقيين الذين ينوون أداء المناسك للموسم الحالي، وعدم السماح لفئات كبار السن ممن تتجاوز أعمارهم 65 عاما والأطفال والحوامل والمصابين بالأمراض المزمنة، فضلا عن المصابين بالسمنة المفرطة من المشاركة في موسم الحج المقبل.
يبقى أن النجف وكربلاء من أكثر المدن العراقية المرشحة للتعرض لأنفلونزا الخنازير بالنظر إلى إمكانية انتشار المرض بسرعة، فالمدينتان تستقبلان يوميا العديد من الزوار من داخل العراق وخارجه، وبشكل يصعب معه إخضاع الجميع لفحوص طبية، مع ملاحظة أنه لا إمكانات تقنية لإجراء الفحوصات المخبرية، في المدينتين اللتين تحتضنان ملايين الزوار في المناسبات الدينية من مختلف أنحاء دول العالم سيما المجاورة.
ورغم الإجراءات التي اتخذت إلا أن لجنة الصحة البرلمانية لا تبدو راضية حتى الآن. عضو لجنة الصحة في البرلمان لقاء آل ياسين تحمّل وزارة الصحة والحكومة مسؤولية تفشي الوباء وتقول: إن الجهات المعنية في وزارة الصحة والحكومة تتحمل الجانب الأكبر لتفشي مرض أنفلونزا الخنازير في بعض المدن، نتيجة تقصيرها في وضع معالجات وقائية واحترازية للحيلولة دون انتشار الوباء، إضافة إلى التعتيم الإعلامي بشأن الإصابات والمناطق التي حدثت فيها بحجة عدم نشر الهلع بين المواطنين. ونحن نطالب الحكومة ومنظمات المجتمع المدني بنشر الوعي الصحي بين المواطنين من خلال عقد الندوات والمحاضرات لتوضيح معالم المرض وأخطاره.
آل ياسين تعزو أسباب انتشار أنفلونزا الخنازير إلى وجود القوات المتعددة الجنسية وقضاء أفرادها أجازاتهم الدورية في الولايات المتحدة ونقلهم المرض أثناء عودتهم إلى البلاد، إلى جانب فتح المنافذ الحدودية أمام الزائرين من شتى الدول وسفر العراقيين إلى العديد من البلدان، وتدعو الجهات المختصة إلى تشديد إجراءات فحص الزائرين والحصول على شهادة السلامة الصحية من بلدانهم قبل دخولهم الأراضي العراقية.
الإصابات المسجلة في العراق 172 إصابة حتى الآن، وحالة وفاة واحدة في النجف، ووزارة الصحة تبدو مطمئنة إلى قدرتها على احتواء الوباء. لكن اقتراب موعد العام الدراسي، وخشية الأهالي من اختلاط أبنائهم بمصابين محتملين، وتحذيرات منظمة الصحة العالمية المتكررة من موجة جديدة واسعة الانتشار، كلها عوامل مقلقة في هذه المرحلة. كيف «يتعايش» العراق مع أنفلونزا الخنازير، وكيف يستعد لمواجهة هجمة الوباء المحتملة؟ هذا ما تعرضه مجلة الأسبوعية في موضوع غلافها الأخير.
آخر بيان لوزارة الصحة حول حالات الإصابة بفيروس (H1N1) المسبب لمرض أنفلونزا الخنازير في العراق أحصى 172 حالة منذ انتشار المرض حتى لحظة إعداد هذا التقرير. وتقارير الصحة العراقية توضح أيضا أن الحصيلة الأخيرة هي إصابة 30 شخصا، بينهم 24 عراقيا وست إصابات لوافدين أجانب إلى العراق، مع حالة وفاة واحدة في محافظة النجف حتى الآن، فضلا عما هو مثبت لعدد الإصابات في صفوف القوات المتعددة الجنسيات والبالغة 142 حالة.
ورغم حالة الاستنفار الشديدة التي تجتاح العالم، وتصاعد عدد المصابين بين العراقيين، إلا أن وزارة الصحة تبدو مطمئنة إلى الإجراءات التي اتخذتها. ويقول مدير عام دائرة الصحة العامة رئيس اللجنة الفنية للإنفلونزا الوبائية الدكتور إحسان جعفر في حديث إلى «الأسبوعية»: إن مرض أنفلونزا الخنازير لم يزل تحت السيطرة حتى الآن في العراق، وعدد الإصابات في مساره الطبيعي العالمي وسجلنا حالة وفاة واحدة بسبب المرض في محافظة النجف. ويلفت جعفر إلى أن موسمي الخريف والشتاء يعدان من الفصول الخطرة التي تساعد على انتشار فيروس « أتش1 أن1» المسبب لمرض انفلونزا الخنازير بشكل كبير» مشيرا إلى أن المضادات المتوفرة حاليا تكفي لعلاج 240 ألف حالة فقط، إلا أن وزارة الصحة تعاقدت مع شركات عالمية لشراء علاجات قبل موسم الشتاء تكفي لعلاج أكثر من سبعة ملايين إصابة.
ويشدد جعفر على أن حالة الخوف التي يعيشها العراق من المرض هي جزء من حالة توجس وخوف عالمية بسبب قدوم فصل الشتاء وعدم وجود لقاحات للمرض حتى اليوم ، لافتا إلى أن وزارة الصحة العراقية على اتصال دائم بمنظمة الصحة العالمية لمتابعة المرض وآخر وسائل الوقاية والعلاج.
ويزداد توجس العائلات العراقية من انتشار مرض «انفلونزا الخنازير» سيما مع اقتراب موعد بدء العام الدراسي؛ إذ يطالب بعض العائلات بتأجيله حتى انحسار المرض على غرار إجراءات اعتمدت في دول مجاورة، فيما تؤكد وزارة التربية أنها تعمل مع وزارة الصحة لاتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية في كل المدارس العراقية.
وزارة التربية من جهتها تقلل من خطورة انتشار المرض، ويقول الناطق باسم الوزارة وليد حسين في حديث إلى «الأسبوعية»: إن مرض انفلونزا الخنازير لا يشكل قلقاً في الوزارة لأن الإصابات به محدودة جداً في العراق، وغالبيتها في صفوف القوات الأميركية. موضحًا أن وزارته تنسق مع وزارة الصحة من أجل اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة من المرض مع بداية العام الدراسي.
ورغم هذه التطمينات أشارت المجلة إلى سلسلة من الإجراءات اتخذها مجلس الوزراء للحد من الإصابة بالمرض بينها تأجيل مناسك العمرة وتقليص عدد الحجاج العراقيين الذين ينوون أداء المناسك للموسم الحالي، وعدم السماح لفئات كبار السن ممن تتجاوز أعمارهم 65 عاما والأطفال والحوامل والمصابين بالأمراض المزمنة، فضلا عن المصابين بالسمنة المفرطة من المشاركة في موسم الحج المقبل.
يبقى أن النجف وكربلاء من أكثر المدن العراقية المرشحة للتعرض لأنفلونزا الخنازير بالنظر إلى إمكانية انتشار المرض بسرعة، فالمدينتان تستقبلان يوميا العديد من الزوار من داخل العراق وخارجه، وبشكل يصعب معه إخضاع الجميع لفحوص طبية، مع ملاحظة أنه لا إمكانات تقنية لإجراء الفحوصات المخبرية، في المدينتين اللتين تحتضنان ملايين الزوار في المناسبات الدينية من مختلف أنحاء دول العالم سيما المجاورة.
ورغم الإجراءات التي اتخذت إلا أن لجنة الصحة البرلمانية لا تبدو راضية حتى الآن. عضو لجنة الصحة في البرلمان لقاء آل ياسين تحمّل وزارة الصحة والحكومة مسؤولية تفشي الوباء وتقول: إن الجهات المعنية في وزارة الصحة والحكومة تتحمل الجانب الأكبر لتفشي مرض أنفلونزا الخنازير في بعض المدن، نتيجة تقصيرها في وضع معالجات وقائية واحترازية للحيلولة دون انتشار الوباء، إضافة إلى التعتيم الإعلامي بشأن الإصابات والمناطق التي حدثت فيها بحجة عدم نشر الهلع بين المواطنين. ونحن نطالب الحكومة ومنظمات المجتمع المدني بنشر الوعي الصحي بين المواطنين من خلال عقد الندوات والمحاضرات لتوضيح معالم المرض وأخطاره.
آل ياسين تعزو أسباب انتشار أنفلونزا الخنازير إلى وجود القوات المتعددة الجنسية وقضاء أفرادها أجازاتهم الدورية في الولايات المتحدة ونقلهم المرض أثناء عودتهم إلى البلاد، إلى جانب فتح المنافذ الحدودية أمام الزائرين من شتى الدول وسفر العراقيين إلى العديد من البلدان، وتدعو الجهات المختصة إلى تشديد إجراءات فحص الزائرين والحصول على شهادة السلامة الصحية من بلدانهم قبل دخولهم الأراضي العراقية.
No comments:
Post a Comment