برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Friday, May 30, 2008

سباق "البيزنس" والسياسة


مجلة الأهرام العربي، 24 مايو 2008

عرض/ علاء البشبيشي

أيهما سيروض الآخر في الشرق الأوسط، البيزنس أم السياسة؟ سؤال طرحته مجلة "الأهرام العربي"، ويبدوا أن إجابته ستظل حائرة خلال السنوات القليلة المقبلة، وفقا لما كشفت عنه مناقشات المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، التي عقدت بين 18 و 20 مايو الحالي في مدينة شرم الشيخ.
500 شخصية من القادة وصانعي القرار جاءوا من نحو 55 دولة، وتبادلوا الأفكار والرؤى حول انعكاسات
التطورات الاقتصادية العالمية الراهنة على مستقبل الشرق الأوسط من الآن وحتى عام 2025 وفقا لثلاثة سيناريوهات: هي كيفية العمل في ظل الثورة الهائلة في الاتصالات، وما تؤدي إليه من تقارب كبير بين الشعوب، وعلاقة الإنسان بالبيئة والمسئولية المشتركة على الجميع في الكثير من القضايا والموارد الحياتية، وأبرزها ندرة المياه. والتغير في مركز القوة الاقتصادية في العالم بالانتقال إلى الشرق، أي الهند والصين واليابان.
وبينما اشتد الحديث حول ضرورة دمج اقتصاد الشرق الأوسط في الاقتصاد العالمي بشكل أعمق وأسرع، تصاعدت في نفس الوقت وبوتيرة مماثلة الهواجس السياسية من تأثير الملفات الساخنة في المنطقة، والثمن السياسي الذي يتعين على أبناء المنطقة أن يدفعوه لتحقيق ذلك الاندماج الذي أصبح قدرا لا مفر منه.
وما بين ضرورات البيزنس والسياسة اختلطت الأوراق، وتباعدت المسافات في الرؤى والمواقف أحيانا، وتقاربت لحد التطابق في أحيان أخرى، حتى أصبح من الصعوبة بمكان فصل ما هو سياسي عما هو اقتصادي.
لم يكن تشديد الرئيس مبارك على رفض أي اتفاق لا يقبله الفلسطينيون هو الانتكاسة أو الهزيمة الوحيدة التي تلقتها السياسة الأمريكية في المنتدى هذه المرة، بل ظهرت هذه الهزيمة في قضايا أخرى، منها تحميل الولايات المتحدة المسئولية الأكبر في الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة.
كما ظهرت هزيمة أمريكا سياسيا في المنتدى عندما جرت مناقشة مستفيضة حول الاستقرار في الشرق الأوسط، وتطرق الحديث للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والوضع في العراق، بالإضافة إلى تجاهل القدرات النووية الإسرائيلية، في الوقت الذي تسلط فيه الأضواء على البرنامج النووي الإيراني.

أنا وجنبلاط متفقان على أمن الجبل و سلاح حزب الله باق ما بقي خطر إسرائيل على لبنان!


مجلة الأفكار 26 مايو 2008

عرض/ علاء البشبيشي

ما حدث في لبنان رأته المعارضة عملية جراحية بسيطة لإنقاذ البلاد، أما الحكومة فاعتبرته انقلابا مسلحا، وتحولا خطيرا ينذر بحرب أهلية.
مجلة الأفكار أجرت حوارًا مع الأمير طلال أرسلان، وضع العديد من النقاط على الحروف.
رأيت نفسي أمام مأزقين: مأزق عدم النزول إلى الشارع، مما يعني تمادي الحكومة، ومأزق التحرك على الأرض مما أسفر عن تداعيات لم نكن نتمناها، وأمام خيارين أحلاهما مر كان لا بد من القيام بعملية جراحية لإنسان مشرف على الموت بهدف إنقاذه.
الأمير أرسلان كان يعتبر المعركة سياسية وبالتالي كان ينظر للأشخاص على أنهم أدوات قرار سياسي، عقابهم حرام، وتحميلهم أكثر مما يستطيعون تحمله أمر غير جائز. محملا المسئولية عما حدث للقرار السياسي، ومترحما على كل من سقط، ومعبرا عن أمله في خلاص قريب.
مؤكدا في الوقت ذاته عدم وجود نية عند أحد من المعارضة لاستعمال السلاح في الداخل، إلا في حالة وحيدة وهي التآمر مع إسرائيل.
الخطر لا يأتي من السلاح الفردي بل من القرار السياسي الذي يحرك هذا السلاح. والمشكلة الحقيقية في لبنان هي طائفية ومذهبية الدولة؛ فالجيش مثلا إذا دخل البيوت لمطاردة السلاح الفردي قد ينعكس عليه ذلك بالانقسام، لأن الدولة اللبنانية بنيت على خطأ عبر التوازن الطائفي والمذهبي، حيث تأتي الكفاءة في آخر قائمة الأولويات، وبالتالي فالمدخل هو بناء الدولة أولا ليشعر معها المواطن بالأمن والأمان وآنذاك لا توجد مشكلة في مصادرة السلاح الفردي من كل الناس.

نحو مجتمعات المعرفة


مجلة علم وعالم

عرض/ علاء البشبيشي

العلاقة بين التعليم والاقتصاد جد وطيدة، فإذا ارتفع مستوى أحدهما ارتفع معه الآخر.
ولأهمية العملية التعليمية المدرسية في زيادة الرأسمال البشري "رأسمال المعرفة"، قامت مجلة علم وعالم بتقديم مشروعها "شبكة مدارس علم وعالم.. نحو مجتمعات المعرفة" آملة أن يساهم في قيام اقتصاد معرفي عربي قادر على التعامل بكفاءة مع تحديات القرن الحادي والعشرين.
لقد أجمعت مؤسسات وهيئات عالمية على أهمية العملية التعليمية في بناء اقتصاديات حديثة تدفعها المعرفة، فيما تشيرالإحصائيات إلى أن 70% من القوة العاملة في دول العالم المتقدم تتكون من "عمال المعرفة"، الذين يتوزعون على كافة قطاعات الإنتاج والاقتصاد.
إلا أن تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2003 كان له وقع مخيف من حيث الأرقام والإحصائيات التي أوردها، والتي تشير إلى تخلف العرب في كافة القطاعات الإنتاجية التي تميز المجتمعات المعاصرة. ليس هذا وفقط بل أشار تقرير منظمة اليونسكو للعام 2005 إلى أن الشرخ المعرفي بين البلدان المتقدمة والنامية قد يتفاقم في السنوات القليلة المقبلة.
وفي هذا الإطار شدد تقرير اليونسكو على دور الإعلام في نشر العلم وبالتالي النفاذ إلى المعارف المتجددة حول العالم.
لقد أكدت التجربة ما ذهبت إليه تقارير البنك الدولي واليونسكو حول اعتبار التعليم المدرسي حجر الأساس لقيام مجتمعات واقتصاديات المعرفة. لذلك كان مشروع المجلة الذي يهدف إلى "إنتاج طالب عربي قادر على اختيار اختصاص جديد لعالم جديد". كما يوفر المشروع الفرص للأساتذة والطلاب للوصول إلى مصادر المعرفة التي ينتجها أكثر من 400 مركز للأبحاث على مستوى العالم في مختلف العلوم، مثل: الطاقة والوقود، وتغير المناخ، والاحتباس الحراري، والدماغ البشري، والإنسان الآلي، وتكنولوجيا النانو، وعلوم الجينات، وخفايا أعماق البحار، والطاقة النووية، وعلوم الفلك والكونيات، والبيولوجيا الفضائية، وأبحاث السرطان، والأجناس المهددة بالانقراض، والمعلوماتية الحيوية، والبيولوجيا الصناعية، والاستشعار عن بعد، والحوسبة الفائقة.
هذه العلوم وغيرها، مما لا يتسع المجال هنا لذكرها، ستشكل الأركان الأساسية لاقتصاديات المعرفة المستقبيلة، وستقوم المجلة بتوفير إمكانية النفاذ إلى هذه العلوم على صفحات الإنترنت من خلال: المقالات العلمية المبسطة، والمدونات العلمية، والتحقيقات الشخصية مع أكثر من 120 عالم عربي يعملون في مراكز الأبحاث العالمية.
إن توفير البيئة التفاعلية بين علماء العرب في المهجر والطلاب والأساتذة في الدول العربية، يعتبر نقلة نوعية للمدرسة العربية بالبقاء على تماس مباشر مع التطور العلمي المتسارع في العالم.
إن من يمتلك المعرفة يمتلك بحق مفاتيح المستقبل، والأجيال العربية تستحق أن يتوفر لها مشروع ممتاز، يفتح الآفاق، ويشرع الأبواب على عالم تتغير معه المعرفة بسرعة قياسية.

!اتفاق رديف لاتفاق الطائف يجمع الموالاة والمعارضة في قطر




مجلة الأفكار


عرض/ علاء البشبيشي


"إذا لم نتسامح فلن نجد من نتعاطى معه من البشر" بهذه المقولة بدأت مجلة الأفكار تغطيتها للتطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة اللبنانية، في إشارة إلى أن جرح لبنان وإن كان عميقا، إلا أن الحكمة الآن لا بد وأن تسبق شجاعة الشجعان.
ولم يفت المجلة أن تعرج على القرارين اللذين وقع عليهما الرئيس السنيورة، وأثارا ردة فعل أقسى مما كان يتصوره مجلس الوزراء؛ فقد اجتيحت بيروت بالسلاح، وروع سكانها الآمنون، ودب الرعب في البيوت، وسالت دماء ودمرت أرزاق العباد، وامتلأت المستشفيات بالجرحى، واستبيحت بعض المؤسسات. إلا أن المجلة عادت لتؤكد أن العلامة الفارقة في هذا الاجتياح كان تسليم كل مركز يتم اقتحامه إلى عهدة الجيش اللبناني؛ حتى لا يكون الوضع أشبه بالاحتلال.
وهنا تسائل المخلصون داخل بيوتهم وهم يشاهدون بيروت على شاشات التلفاز تسقط بين أنياب النار والدخان: أين القوى والمراجع العربية والدولية التي كانت تمطر حكومة فؤاد السنيورة بالكلام المعسول؟ أين تأييد الولايات المتحدة وفرنسا وأكثر دول الاتحاد الأوروبي؟ أين ذهبت الكلمات الحماسية لـ"كوندوليزا رايس"؟ بل أين تلويح الرئيس الأمريكي جورج دابليو بوش بتقديم كل الإمكانات إلى حكومة السنيورة؟. مجرد دخان في الهواء.
فالكلام من الجو شيء، وعلى الأرض شيء آخر، فأمريكا وفرنسا كانتا تعملان وسط السحاب، أما سورية وإيران فكانتا تعملان على الأرض، عبر حلفائهما في حزب الله، وحركة أمل، والحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة الأمير طلال أرسلان، والحزب القومي السوري الاجتماعي. كان كل منهم شيخ الأرض، فيما كان مناصرو الحكومة شيوخ السحاب. وكان الأمير طلال أرسلان كبيرا، مثل والده الراحل الأمير مجيد أرسلان، حين اتصل بخصمه السياسي وليد جنبلاط ليطمئنه على سلامة بيته في شارع كليمنصو، وليؤكد له أن أي أذى يمسه إنما يمسه هو شخصيا، بل وأبدى استعداده للقدوم إليه والوقوف إلى جانبه. وكانت تلك أعلى درجات الفروسية التي اشتهر بها بنو معروف. ولأن الأمير طلال كان بهذه المنزلة الرفيعة من الفروسية، فقد فوضه وليد جنبلاط، كما فوضه السيد حسن نصرالله، بأن يكون وسيطا في الجبل، ويتعهد تسليم مراكز الحزب التقدمي الاشتراكي وأسلحته فيها إلى الجيش.
وهنا وجهت المجلة خطابها للعقلاء في قوى 14 من آذار، مطالبة إياهم أن يسألوا أنفسهم: أين يمكن صرف هذا التأييد الأمريكي للبنانيين أو لحكومتهم؟ وما الذي يفيده تأييد أشبه ما يكون بقصائد الشعر أمام أرض ملتهبة بضجيج السلاح؟ وأين هي الحماية في هذا الظرف الكئيب؟ وماذا في استطاعة القائمة بأعمال السفارة الأمريكية "ميشيل سيسون" أن تفعل؟ لكنها لم تلبث إلا وأجابت، قائلة: إن هذا التأييد ما هو إلا دخان في الهواء، ورسم على الماء، مؤكدة أن باب النجاة الوحيد في مثل هذه الظروف التاريخية الصعبة هو التفاهم اللبناني- اللبناني، ومائدة الحوار، وأن أي توجيه آخر للبوصلة لا يتعدى كونه حركة عبثية قد تضر أكثر ما تنفع.
ومن حسنات القدر أن هذه العاصفة أحدثت شرخا سياسيا، لا شرخا مذهبيا؛ فالشيعي مازال جار السني، وحبيبه وقريبه ونسيبه. فيما توجد عائلات بأكملها مقسمة بين أب شيعي وأم سنية، أو العكس، كانت دائما، ولا زالت، فوق كل هوى مذهبي، وكان المقام الأول عندها أمن بيروت.
وبهذه الصورة الحضارية المغايرة تماما لما يحدث في بغداد، تطل بيروت على اللجنة الرباعية التي يرأسها وزير خارجية قطر، ورئيس وزرائها، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثان، فذلك مما يسهل مهمتها، ولا يدخلها في منزلق. والمهم الآن أن تهدأ النفوس، كمقدمة لتوصيف الحلول، وآخر الحلول في هذه الحالة هو الحوار.
وكل ما ينشب من خلافات، وتجاذبات في الآراء، يمكن وضعها على الطاولة التي كان الرئيس نبيه بري، ولا يزال، يدعو إليها، سواء انعقدت داخل مجلس النواب في بيروت، أو في العاصمة القطرية الدوحة، بعيدا عن الضغوط المحلية، وأجواء التشنج. ولكن ما هي خارطة الطريق التي تعلن بدء الحوار؟! ربما يحتاج الحل لاتفاق رديف لاتفاق الطائف يسمى: اتفاق الدوحة.

الـ "فيس بوك": بعبع سياسي..لكنه فاضح للأسرار..ومصيدة للتجسس الإسرائيلي


مجلة "المجتمع" 3 مايو 2008

عرض/ علاء البشبيشي

الـ"فيس بوك".. هل أضحى بالفعل "بعبع" الأنظمة الدكتاتورية؟! هذا السؤال حاولت مجلة المجتمع الإجابة عنه، من خلال موضوع غلاف عددها الثمانمائة بعد الألف، عن طريق لفتها الأنظار إلى أن هذا السلاح الالكتروني الجديد "يسمح لك بالصراخ والتمرد، أيا كانت اهتماماتك؛ فإن كانت ميولك سياسية، يمكنك أن تكتب فيه بحرية، وتطالب بإسقاط حكومة بلدك، أو محاكمة أي وزير أو مسئول فيها، وربما تدعوا إلى مظاهرة أو إضراب، وستجد بالفعل من يؤيدونك وينضمون إليك.
وإن كانت ميولك اجتماعية فيمكنك أن تنشئ أيضا مجموعة تدعو فيها لأي شيء؛ بداية من مجموعة لمحبي القطط والكلاب، إلى أخرى تعمل على إطعام الأطفال الجياع.
كل هذا في موقع "فيس بوك" Facebook الذي أُنشئ عام 2004، كموقع أمريكي اجتماعي يهدف لتجميع الطلبة، والتعارف فيما بينهم كزملاء دراسة، لكنه انتقل إلى العالم العربي بصورة مختلفة؛ حيث حوله البعض إلى حزب سياسي يمارس من خلاله هوايته، ويطرح آراءه، ويدعو لإضراب أو مظاهرة، وينتقد أي مسؤول بحرية طالما أنه محروم من ذلك في وسائل إعلام بلاده.
يضم الـ"فيس بوك" العديد من المزايا، لكن ما لا يدركه مرتادوه أنه يكشف كل أسرارهم، ويجعلها مباحة لأي شخص على شبكة الإنترنت، بداية من المعلومات الشخصية وأرقام الهواتف والعناوين وحتى صور الشاب أو الفتاة، بحيث يجد أي شخص معلوماته الخاصة وصوره وأرقام هواتفه مباحة للجميع بضغطة زر!
وللتنويه على خطر واحد من هذه الأخطار نشير إلى أحدث تقرير نشرته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، والذي كشفت فيه عن أن "إسرائيل" تستخدم الـ"فيس بوك" لجمع معلومات عن مصر وغيرها من الدول العربية عن طريق ما يتداوله شباب وبنات العرب على هذا الموقع من معلومات وصور وأفلام فيديو.
ورغم أن الـ"فيس بوك" لا يتعدى كونه نموذجا من "المدونات"، إلا أن ما جذب الأنظار إليه مؤخرا هو استخدامه كمنبر للدعوة للإضراب في مصر، وحشد المظاهرات في الميادين العامة، فضلا عن استغلال العديد من الشباب العربي له في الهجوم على أنظمة سياسية محلية أو دولية، وطلب محاكمات لوزراء أو قادة.
بعبارة أخرى: تحول التدوين الإلكتروني على موقع "فيس بوك" من مجرد ظاهرة محلية في صورة مدونات لأشخاص مجهولين، لا يقرؤها سوى العشرات أو المئات، إلى ظاهرة عامة منشورة على موقع يقرؤه ملايين البشر، ما جعل دعوة صغيرة على الموقع من نشطاء سياسيين في دولة ما مثل مصر في إضراب (6 أبريل) الأخير تنتقل وتتحول إلى مظاهرات أمام سفارات مصرية في دول أجنبية، تضامنا مع هذه الدعوة التي أطلقها شباب مصري.
هنا بدأت أخطار هذا النوع من التدوين الإلكتروني، ليس لأنه أصبح ذا تأثير واسع ومصدر قلق للحكومات، أو لأنه تحول لوكالة أنباء بالصوت والصورة بعد انتشار"كليبات" التعذيب في أقسام الشرطة وقضايا أخرى من الصعب نشرها في وسائل الإعلام التقليدية، ولكن لأنه تحول لمنبر للدعوة لإضرابات ومظاهرات يؤيدها الآلاف.
والخطورة أيضا ليست في أن مرتادي هذا الموقع يستخدمون فقط الكلمة، وإنما الصورة، والفيديو، واللقطات الحية والمسجلة، بحيث باتت المدونات ومجموعات الـ"فيس بوك" أشبه بأحزاب سياسية تنشر بلاغات، وبيانات، ومواعيد الإضراب، وكيفية التحرك، بل وفضح القمع الأمني بالصوت والصورة والفيديو كي يراه العالم، وشن الحملات للمطالبة بإطلاق سراح أنصارهم المعتقلين في هذه المظاهرات أو الإضرابات.
ويشرح "باتريك باتلر" نائب رئيس البرامج في المركز الدولي للصحفيين أهمية هذا التدوين الإلكتروني بقوله: "إن أدوات الإعلام الرقمي كالإنترنت، وخدمة الرسائل القصيرة (SMS) شجعت المواطنين الذين كانوا يشعرون في السابق بالعجز، وبأنه لا حول لهم ولا قوة، على القيام بدور لإحداث تغييرات في مجتمعاتهم، ما جعله أداة لإسقاط حكومات".

التبـــرع بالأعضـــاء: حسمه الطب والشرع ولم يحسمه المجتمع


مجلة الصحة، مجلة طبية تصدر عن وزارة الصحة في قطر

عرض/ علاء البشبيشي

مازالت قضية التبرع بالأعضاء البشرية تمثل إشكالية كبرى، رغم فتاوى عديدة أباحت الأمر باعتباره حسبة لله تعالى ومساعدة للآخرين من المرضى على استمرارية حياتهم والتخفيف من معاناتهم دون تأثير على المتبرع. وهو الأمر الذي ساعد ذلك على إصدار التشريعات الخاصة بتنظيم نقل وزراعة الأعضاء البشرية.
الأزمة تكمن في أن عشرات الآلاف من البشر يحتاجون إلى زرع أعضاء صحيحة في أجسامهم للحفاظ على حياتهم، لكن الذين يقبلون على التبرع بأعضائهم بعد وفاتهم أقل بكثير من احتياجات المرضى.
مجلة الصحة القطرية، لم تجد مثل الأرقام معبرًا عن حجم هذه المشكلة:
ويتحدث رئيس قسم زراعة الكلى ورئيس لجنة تشجيع التبرع بالأعضاء بالأرقام، عن حجم مشكلة زراعة الأعضاء، والتي تعود أسبابها الرئيسية لعدم توافر الأعضاء البشرية اللازمة لزراعتها في أجساد المرضى، ويقول رئيس اللجنة: لدينا 300 شخص حالياً على أجهزة غسيل الكلى بينهم 60 مريضاً تصلح حالاتهم الصحية العامة لزراعة الكلى، وفي كل أسبوع يضاف إلى قائمة المرضى اثنان جديدان حيث يبلغ العدد بنهاية كل عام حوالي 450 مريضا، ويحتاج مريض الفشل الكلوي إلى 3 جلسات غسيل أسبوعيا تستغرق كل منها 4 ساعات مما يتسبب عنه إرهاق شديد للمريض، ويؤثر سلبياً على بقية أجهزة جسده، والنسبة العالمية للإصابة بقصور وظائف الكلى تتراوح بين 100-120 إصابة لكل مليون شخص سنوياً، وهناك قوائم من المرضى الذين يحتاجون لزرع أعضاء أخرى كالكبد والقرنية والقلب
ربما تكون "أزمة ثقة"، أو ربما لا يترك الحزن على فراق المتوفي مساحة لذويه للتفكير في مثل هذا، فقد أظهرت دراسة أُجريت في العام الماضي أن قرابة نصف أقرباء المتوفين رفضوا التبرع بأعضاء ذويهم المتوفى، مقارنة بنسبة لاتتعدى 20-25% في اسبانيا.
هذا الواقع المؤلم دفع بعض الأطباء والباحثين، في الآونة الأخيرة، إلى المطالبة بتغيير نظام التبرع بالأعضاء المتبع حاليًا في الكثير من البلدان بحيث تصبح أعضاء المتوفين متاحة تلقائيا، لكن البعض الآخر مازال يرفض هذه الفكرة. وفي إطار البحث عن حلول لهذه المعضلة الكبرى، أضافت المجلة:
ويطرح الأطباء والجهات المهتمة بمسألة زراعة الأعضاء حلًا مناسبًا لإشكالية ندرة الأعضاء البشرية المزروعة، وذلك بالعمل على توفيرها من أجساد المرضى الذين يثبت التشخيص الطبي الدقيق لحالاتهم أنهم متوفون دماغيًا.
ويذكر الدكتور يوسف المسلماني أن قطر لم تشهد في تاريخها الطبي سوى 3 حالات فقط، وافق فيها أهالي المتوفين دماغيا على التبرع بأعضاء ذويهم لصالح المرضى المنتظرين في قوائم غسيل الكلى وعلاج القرنية، وكانت هذه الحالات الثلاث لشاب بريطاني واثنين من أبناء الجنسيات الآسيوية، وذلك منذ عام 1988.
ويضيف الدكتور المسلماني: إن نسبة المتبرعين بالأعضاء من حالات الوفاة الدماغية في الولايات المتحدة يتساوى مع عدد المتبرعين بالأعضاء من الأحياء، كما أن إسبانيا تعد الدولة الرائدة عالميًا في توفير الأعضاء البشرية من المتوفين دماغيا، ورغم ذلك فإن مدة انتظار مريض غسيل الكلى حتى إجراء الزراعة تتراوح في أمريكا بين 2-3 سنوات مع وجود كل هذا الحجم من المتبرعين بالأعضاء، وفي منطقة الشرق الأوسط تعتبر إيران دولة رائدة في مجال نقل وزراعة الأعضاء بل والتبرع بها أيضًا، ويوجد هناك 22 مركزًا لزراعة الكلى، ومدة انتظار المريض حتى الزراعة تصل إلى 6 شهور فقط.

أم المعارك على المدرج رقم 17


مجلة الأفكار اللبنانية، مايو 2008
عرض/ علاء البشبيشي

الوضع الجاري الآن في لبنان لا يسر حبيبًا، لكنه قد يسرُّ الأعداء؛ فقد انتقلت المواجهات من الحرب الكلامية إلى الشارع، وأضحت نيران الأزمة تطول كل شئ.
ومع قرار الحكومة الانتقال إلى المواجهة المباشرة مع حزب الله، بعد إعفائها العميد شقير من رئاسة المطار، واعتبار شبكة الاتصالات التابعة للحزب اعتداءً على أمن لبنان.
مجلة الأفكار اللبنانية تحكي بداية الأزمة فتقول:
كان من المفترض باللقاء الشعبي الذي جمع رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط مساء الأول من أيار (مايو)، أن يتناول مواضيع سياسية واقتصادية واجتماعية من وحي المناسبة، في حضور النائب السابق فارس سعيد، عضو الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من أذار، إلا أن ظرفًا سُلِّم للنائب وليد جنبلاط، حوَّل اللقاء من حديثٍ عن القضايا الاجتماعية والإنمائية إلى كشف مضمون الظرف؛ وهي مراسلات بين وزير الدفاع إلياس المر، ومدير المخابرات في الجيش وجهاز أمن المطار، حول ما وصفه جنبلاط بـ"فضيحة" التجسس على حركة المدرج 17 في مطار رفيق الحريري الدولي بواسطة كاميرا قال إن حزب الله وضعها داخل "كونتينر" لمراقبة حركة الهبوط والإقلاع للطائرات التي تحط أو تطير من المطار، لاسيما الطائرات التي يستعملها خصوصًا أركان 14 أذار، ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة والوزراء بمن فيهم الوزير إلياس المر الذي يسافر غالبًا في طائرته الخاصة لمتابعة علاجه الدوري في الخارج.
وعلى رغم أن الأول من أيار عطلة رسمية وصحفية أيضًا، فإن الإعلان عن الوثائق التي كانت في حوزة النائب وليد جنبلاط سرعان ماانتشر كالنار في الهشيم، واحتل الخبر الأول على الشاشات الصغيرة في النشرات الأخيرة، ليتفاعل في اليوم الثاني مع نشر الزميلة "النهار" صورًا للمراسلات التي يُفترض أن تكون سرية في صور صفحتها الأولى، مرفقة بالنصوص كاملة.
ولم تلبث الحرب المفتوحة أن نشبت بين جنبلاط والأكثرية من جهة، وحزب الله والمعارضة من جهة أخرى، تطايرت فيها الاتهامات المتبادلة من كل حدب وصوب، حاملة بين جنباتها قصصًا أشبه ما تكون بـ "القصص البوليسية".
ومع تشعب الاتهامات، وارتفاع سقفها، أحال وزير الدفاع، ومن بعده وزير الداخلية والبلديات حسن السبع، كل الوثائق المتعلقة بالموضوع إلى القضاء العسكري الذي باشر تحقيقاته.
هذه الأزمة طرحت أسئلة في غاية الأهمية، من بينها طبيعة العلاقة بين الأجهزة الأمنية والسلطة السياسية التابعة لها، وكذلك طبيعة العلاقة بين بعض المسئولين الأمنيين من جهات حزبية، لا سيما حزب الله. كما تشير المجلة إلى أن الأخطر في المواجهة المتجددة بين الأكثرية وحزب الله والمعارضة حول واقع مطار بيروت، هو:
ربط المقاومة الحملة على القيمين على المطار بالسعي السابق، بإقامة إشراف دولي على المدخل الجوي للبنان بحجة حماية حركة الطيران المدني من جهة، وتنقل القوات الدولية والشخصيات الأجنبية التي تزور لبنان، وكذلك الشخصيات اللبنانية ضمن إطار ضبط المرافق الجوية والبرية والبحرية. علمًا أن الحدود البحرية تضبطها القوات الدولية بواسطة أسطول بحري يتعاون مع سلاح البحرية في الجيش اللبناني، والحدود البرية الشمالية تضبطها القوة الأمنية المشتركة بالتعاون التقني واللوجستي مع دول المجموعة الأوربية، فيما تبقى الحدود البحرية الشرقية مع سوريا مراقبة جزئيًا على المعبر الرسمي في المصنع، ومفتوحة من دون مراقبة على المعابر والطرقات غير الشرعية.
وقد شكل دخول العماد ميشيل عون على خط المواجهة، حول الاتصالات الهاتفية الخاصة بالمقاومة، بعدًا إضافيًا وفَّر غطاءً سياسيًا مسيحيًا للتوسع في مدّ الشبكة حتى ولو وصلت إلى المناطق ذات النفوذ المسيحي، لا سيما عندما قال بعد اجتماع تكتله النيابي إن شبكة الاتصالات استُعملت للدفاع عن حدود لبنان، مستغربًا إثارتها الآن، معتبرًا أن ذلك يعود لتغطية الحكومة، التي قال إنها تتنصت عبر شبكة حديثة للتنصت.