برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Friday, September 19, 2008

تهجير فلسطينيي الداخل بعد شطب حق العودة


"مجلة "البيادر السياسي


(القبول بمبدأ تبادل الأرض قد يؤدي إلى تبادل للسكان مستقبلا).. تحذير أطلقته مجلة البيادر السياسي، حول ما يجري الآن من مفاوضات بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية.
وترى المجلة أن تهجير فلسطينيي الداخل بات قريبًا، بعد شطب حق العودة، وهو الأمر الذي اتضح أنه ليس مجرد بالونات اختبار، بل هي مقترحات إسرائيلية جادة.

بعيدا عن التسريبات الإعلامية، والتصريحات المتبادلة والمتنافرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لا بد من العودة إلى واقع الحال في إسرائيل، وهو أن هناك إجماعا بين مختلف القوى اليمينية واليسارية، على شطب مبدأ حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وهو الأمر الذي تؤيده الإدارة الأميركية الحالية.
ومن هنا يمكن القول بأن إسرائيل ترفض ممارسة حق العودة للاجئين الفلسطينيين، ولن تقبل ببحثه أيضا، رغم أن أولمرت قد يوافق على ما جاء في "وثيقة جنيف"، وهو السماح بعودة بضعة آلاف من اللاجئين الذين ولدوا ما قبل عام 1948، والذين قد لا يشكلون خطرا على أمن الدولة.

موضوع القدس أيضا لا يُبحث على طاولة التفاوض؛ لأن الحكومة الإسرائيلية وعدت حزب شاس، المشارك في الائتلاف الحكومي، بذلك.
أما بخصوص مستوطنات الضفة فإن إسرائيل متمسكة ببقائها، وهذا ما تم في مداولات ومفاوضات كامب ديفيد الثانية عام 2000، إذ قبل الجانب الفلسطيني بمبدأ تبادل الأراضي مقابل بقاء تجمعات كبيرة من المستوطنات تصل إلى حوالي 3 بالمائة من مساحة الضفة الغربية.

تهدف إسرائيل من طرح فكرة تبادل الأراضي إلى جر السلطة نحو تبادل آخر اسمه (تبادل السكان).
هذا التبادل يأتي تحت ذريعة أن على الدولة العبرية إيجاد أماكن إقامة وسكن للمستوطنين الذين يُخلون مناطق الضفة، ويمكن لمن يقبل بالعرض الإسرائيلي أن يسلم بيته للجانب الإسرائيلي مقابل حصوله على بيت كبير في مناطق السلطة.
مخطط إسرائيل واضح للعيان؛ ألا وهو التخلص من أكبر عدد ممكن من العرب القاطنين في "الدولة"؛ وذلك من أجل حل ما يُسمى بالمشكلة الديمُغرافية. والتمسك بالاستيطان يهدف إلى استثماره مستقبلا لتبادل السكان، وليس لتبادل الأرض فقط.ولابد من الاعتراف بصعوبة المرحلة القادمة، التي تحتاج إلى رص الصفوف الفلسطينية، وإلى الحصول على دعم عربي لإفشال هذه المؤامرة. لكن أكثر ما تحتاجه المرحلة المقبلة ربما يكون المزيد من الوعي؛ حتى لا يُرتكب خطأ استراتيجي كبير، يدفع ثمنه شعبنا في المستقبل.

سبع تقنيات جديدة من شأنها أن تؤثر على حياتك

"مجلة "بي سي ماجازين

عرضت مجلة "بي سي ماجازين" في عددها الأخير مجموعة من التقنيات التي من شأنها أن تؤثر على حياتك.
أولى هذه التقنيات، الذراع الأوتوماتيكي، الذي يعمل عن طريق التحكم العصبي المباشر بالأطراف الصناعية.
هذا الذراع الالكتروني يوفر بديلا للجنود الجرحى وغيرهم ممن فقدوا أذرعهم. ومن المتوقع أن تصل هذه الأطراف الصناعية الأوتوماتيكية مرحلة التجارب السريرية مع حلول عام 2009، ومرحلة التصنيع بحلول عام 2010.
أما التقنية الثانية فهي الأنف الالكتروني، الذي يمكنه كشف الفاسد من الطعام، والخطير من الروائح.
ورغم أننا قد ننتظر هذا الاختراع 5 سنوات، إلا أن فوائده تستحق الانتظار.
والتقنية الثالثة هي اللمس الشفاف، وعن طريقه يتم تحويل المساحات الفارغة في الجهة الخلفية للأجهزة المحمولة، إلى واجهات لإدخال البيانات.
ومن المتوقع الوصول لهذا الاختراع بحلول عام 2009.
أما التقنية الرابعة، فعبارة عن جهاز يعمل كهاتف وكاميرا ومساعد رقمي ومشغل للألعاب، وكل ذلك يتحدد عبر الطريقة التي يتم إمساكه بها. وبهذا سيتكيف الجهاز مع حاجات المستخدم، عوضا عن أن يكيف المستخدم نفسه مع الجهاز.
ومع اهتمام الشركات المصنعة، فقد نجد هذا الجهاز متوافرا في الأسواق خلال السنة أو السنتين المقبلتين.

التقنية الخامسة هي نظام رؤية الحاسوب، الذي يقدم عرضا واقعيا للأهداف المبهمة، ويمكنه مساعدة سائق السيارة وربان الطائرة على الرؤية في الضباب. كما يمكنه أن يوفر مميزات أمن لأنظمة التنقل الذكية المستقبلية.
ومن المتوقع أن ترى هذه التقنية النور خلال عام أو اثنين تحت الماء، وخلال خمسة أعوام بالنسبة للقطار والطائرة، أما شركات السيارات فقد تنتظر مدة أطول.
أما التقنية الأخيرة، من معهد جورجيا التقني، فهي حاسة سمع الأجهزة، والتي تخدم في المقام الأول تطبيقات الأمن وإدراك الصوت.ومن المتوقع الوصول لهذا الإدراك الصوتي للحاسوب الذي نراه في أفلام الخيال العلمي خلال خمس أو ثماني سنوات.

قمة دمشق.. العودة بالدبلوماسية


" مجلة "الكفاح العربي


(القمة السورية ­ اللبنانية, قمة تاريخية بكل ما تعنيه الكلمة)، كان هذا تحليل مجلة الكفاح العربي، التي اعتبرت هذا اللقاء محطة مفصلية في العلاقات بين البلدين, ليس لأنها وضعت نهاية لأكثر من ثلاث سنوات من التوتر, وصلت إلى القطيعة والعداء أكثر من مرة, بل لأنها وضعت أساسا لصفحة جديدة من العلاقات بينهما, اتخذت فيها قرارات غير مسبوقة في تاريخهما, بإعلان قرار التبادل الدبلوماسي, وترسيم الحدود وضبطها, ومعالجة ملف المفقودين, ومراجعة الاتفاقيات الثنائية, لتصح تسميتها "التأسيس لعلاقات جديدة".

وصل جديد على أسس قديمة, وعودة إلى ما قبل 2005، لكن عن طريق الدبلوماسية. هذا ما تلاقى عليه المراقبون عقب انعقاد القمة اللبنانية ­ السورية التي أسست للخروج من مرحلة الأخطاء الثقيلة والدخول في مرحلة الوعي المتبادل لهذه الأخطاء، والعمل على تجاوزها في المستقبل.
وقد وضعت قمة «التأسيس لعلاقات جديدة» حدا لحقبة من التجاذب فيما يخص العلاقة مع سوريا, منذ آخر قمة عقدها في دمشق الرئيسان بشار الأسد وإميل لحود في 7 مارس 2005.

الحفاوة البالغة التي استُقبل بها الرئيس ميشال سليمان في دمشق, أكدت جدية دمشق في فتح الصفحة الجديدة، بالإضافة لكونها احتفاء بإحدى ثمار اتفاق الدوحة, الذي دعمته سوريا وشجعته، إن لم نقل: كان لها دور أساسي في إنجازه.
يمكن القول: إن القمة كانت مثمرة، وشكلت «أساسا لعلاقات مميزة بين البلدين»، هذه العلاقات لا تتطلب فقط حل الملفات الشائكة, وإنما بناء الثقة على قاعدة ألا يشكل لبنان تهديدا لسوريا مع الاعتراف بمصالحها فيه, وعلى أن تعترف سوريا بلبنان بلدا مستقلا لا تتدخل في شؤونه. وهذه معادلة بالغة الصعوبة؛ لما فيها من تناقض لا يمكن تجاوزه بيسر في ظل وجود أطراف دولية وإقليمية تتعارض مصالحها مع إرادة البلدين في بدء علاقات جديدة ومميزة, مما يعني أن زيارة سليمان، وإن كانت محطة مفصلية وتاريخية في تحديد شكل العلاقات بين البلدين, إلا أنها لا تعني نهاية سعيدة قريبة للملفات المطروحة كافة, فثمة قضايا ستبقى مفتوحة على احتمالات متعددة النهايات.

موريتانيا: كواليس انقلاب


"مجلة "المشاهد السياسي


إنه الانقلاب الخامس عشر في تاريخ موريتانيا المعاصر، وهو انقلاب رأت مجلة "المشاهد السياسي" التي تصدر من لندن، أنه لم يفاجئ أحدا؛ لأن الذين أطاحوا بمحمد ولد الشيخ عبد الله يوم ٧ أغسطس الجاري، كانوا يحكمون من وراء حجاب، وكل ما فعلوه هو أنهم أزاحوا الستار.

تعتبر موريتانيا دولة انقلابية بامتياز، وما حصل في نواكشوط قبل ثلاث سنوات كان مجرد إطاحة برأس السلطة (معاوية بن طايع يومذاك)، وما حدث قبل أيام هو تكرار للسيناريو نفسه، أي إطاحة برأس السلطة، لكن السلطة في نهاية المطاف لم تتغير. وبقي النظام العسكري على حاله.
ويؤكد المحللون السياسيون أن هناك جانبا خفيا فيما جرى، وأنه ليس إلا نتيجة صراع بين رئيس الدولة وجنرالات الجيش، وعلى رأسهم الجنرال محمد ولد عبد العزيز، قائد الحرس الرئاسي، والجنرال محمد ولد الشيخ محمد أحمد الغزواني، قائد أركان الجيش، واللذين اتخذ الرئيس الموريتاني قرارا بإقالتهما.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن هذين الرجلين لعبا دورا محوريا في إطاحة بولد الطايع وصُنِّفا بعد ذلك على أنهما دعما بقوة ترشيح الرئيس الحالي في موريتانيا.
ولكي نستوعب ما يجرى اليوم في موريتانيا، لا بد من أن نعود إلى الوراء عندما قاد الجيش انقلابا، في أغسطس ٢٠٠٥، أطاح فيه بمعاوية ولد الطايع فقط، دون المساس بكيان النظام ورموزه.
وقد لعب قادة الجيش بعد ذلك نفس الدور، حينما استغلوا الانتخابات الرئاسية الموريتانية، لتغيير رأس النظام، مع الإبقاء على النظام نفسه. وبهذا ضمنوا
المجيء بالرئيس ولد عبد الله، والذي اعترف قبل أيام أنه تلقّى دعما من قادة الجيش الموريتاني في الانتخابات الرئاسية.

تواصلت العلاقة بين الطرفين بشكل هادئ، فكل طرف يعرف دوره، ويحرص على عدم تجاوزه، حتى أقدم الرئيس الموريتاني على ضم المعارضة إلى الحكومة، وهو أمر اعتبره الجيش تجاوزا للخطوط الحمراء، خصوصا وأن من انضموا إلى الحكومة كان بينهم إسلاميون وآخرون من المقربين لحكومة معاوية ولد الطايع، الأمر الذي يجعل الرئيس محاطا بعدد من المحنكين وذوي التجارب السياسية، وهو ما يقلل فرص النفوذ التي حظي بها قادة الجيش.
ومع تعيين الحكومة الجديدة، كان على نواب البرلمان البحث عن تصعيد جديد يكفل لهم تنازلا من الرئيس، من دون أن تكون تلك هي الورقة الأخيرة.
وبالفعل حدث الانقلاب، الذي كانت أولى خطواته إعلان نواب البرلمان الانسحاب من الحزب الحاكم.

الأميركيون يعسكرون أفريقيا


مجلة / المشاهد السياسي


تتواتر التحذيرات يومًا بعد يوم من التدخل الأميركي المخيف في شئون القارة السمراء، فيما انتقدت الرابطة الدولية للاجئين "ريفيوجيز إنترناشونال" زيادة الطابع العسكري للمساعدات الأميركية الخارجية في أفريقيا.
ومع اقتراب القوّات الأميركية المخصّصة لأفريقيا (أفريكوم) من بدء مهامّها انطلاقاً من جيبوتي مطلع سبتمبر المقبل، أوصت الرابطة، في تقرير لها، قيادة "أفريكوم" بالمحافظة على تركيزها في مهامها الأمنية ومهام حفظ السلام، بدلا من الاهتمام بتعقب المشتبه بهم في تهم مزعومة، بدعوى ما يسمى الإرهاب، تحت عباءة مساعدة الأفارقة إنسانيا.
مجلة "المشاهد السياسي"، سلطت الضوء على العسكرة الأميركية في القارة الأفريقية، ربما لاعتبارات، لعل أبرزها اكتشاف النفط في المنطقة.

تقول التوقّعات: إن واردات النفط الأميركي من جنوب الصحراء سوف تصل إلى ٢٥ % من مجموع الواردات بحلول العام ٢٠١٥. لذلك وجهت شركات النفط الأميركية أنظارها صوب السودان، ولا تزال تتحيّن الفرص - السياسية والأمنية - لإيجاد موطئ قدم لها في دارفور، ومواجهة التمدد الصيني في المنطقة.
وحتى الآن لم تساعد الأوضاع الأمنية في السودان على تسهيل مهمة الأميركيين؛ فقد تم تفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي بكينيا، ودار السلام بتانزانيا، في السابع من أغسطس ١٩٩٨، وفي أعقاب هذه التفجيرات قامت الطائرات الأميركية بضرب «مصنع الشفاء» للأدوية في السودان، بدعوى أنه يستخدم في تصنيع أسلحة كيميائية لمصلحة أسامة بن لادن والنظام السوداني، وثبت بعد ذلك خطأ هذه المزاعم.
وفي أعقاب أحداث ١١ من سبتمبر ٢٠٠١ شنت الولايات المتحدة حربا مفتوحة على الإرهاب، وأعلن مسئولون أميركيون أن الصومال والسودان واليمن تقع ضمن أهداف هذه الحرب في مرحلتها الثانية، بدعوى أنها وفرت الملجأ لفلول ابن لادن الفارين من أفغانستان. وفي إطار هذا التوجه أنشأت واشنطن قاعدة عسكرية جديدة في جيبوتي تضم ١٨٠٠ جندي.
في وقت لاحق، وبالتحديد في حزيران (يونيو) ٢٠٠٣، طرحت الولايات المتحدة مبادرة لـ«مكافحة الإرهاب» في شرق أفريقيا أكدت مركزية القرن الأفريقي فيما سمي «أفريكوم»، ومن المقرر أن تبدأ مهامها بحلول أيلول (سبتمبر) المقبل.

لكن الولايات المتحدة ليست وحدها في الساحة السودانية، وليست بالتأكيد الطرف الوحيد في الساحة الأفريقية؛ فالصين تخطط للحصول على ٢٥ % من حاجاتها النفطية من أفريقيا، كما أن التعاون الصيني ـ السوداني لم يقتصر على قطاع النفط، بل شمل مجالات أخرى، أهمها محطات توليد الكهرباء، وإقامة السدود (مثل سد كاجبار)، وإنشاء خطوط أنابيب لنقل المياه من النيل إلى بورسودان.
ومما يزيد الاهتمام الأميركي أن الصين توسّع نفوذها بهدوء، بعيدا عن الضجيج الإعلامي، في أكثر من بلد أفريقي، وبعيدا عن فرض الإرادات، معتمدة على نشر فلسفة اقتصادية تقوم على التبادل الحر.
أوروبا هي الأخرى، لها حضورها القوي على الساحة الأفريقية، لكن المشهد لا يكتمل إلا بالتوقف عند وتيرة الاهتمام الإسرائيلي المتزايد بأفريقيا، خصوصا في العامين الأخيرين.

استنادا إلى التقرير الاستراتيجي الأفريقي، الذي يصدره معهد البحوث والدراسات الأفريقية التابع لجامعة القاهرة، يمكن اعتبار التغلغل الإسرائيلي في القارة السوداء - بدءا بالسودان - جزءا من التوجه الامبراطوري للولايات المتحدة الذي ظهرت ملامحه الأولى عقب وصول اليمين المحافظ الجديد، المعروف باسم «اليمين المسيحي» إلى أعلى مؤسسات الحكم في الولايات المتحدة، بسبب التجانس في النظرة الأيديولوجية إلى العالم بين الأميركيين الجدد والإسرائيليين.
ويكشف التقرير أن إسرائيل، ومنذ العام ٢٠٠٢ ـ ٢٠٠٣، تبنت مداخل جديدة في علاقاتها مع الدول الأفريقية، تختلف عن المقاربات القديمة، أو تشكل إعادة صياغة لهذه المقاربات تحت مجموعة عناوين، أهمها: المدخل الجغرافي والثقافي، والمدخل البحثي، والمدخل الإقليمي للتعاون، بالإضافة إلى المدخل العقائدي المسيحي ـ اليهودي في إطار النظام الدولي الجديد.
وتقضي الخطة الإسرائيلية بانتزاع استقلال الجنوب السوداني ولو بقوة السلاح. كما أن إسرائيل، وبمجرد أن علمت باحتمالية ظهور النفط في جنوب السودان، فقد أرسلت خبراءها إلى المنطقة لاستكشاف حجم الاحتياطي الجنوبي الذي يتراوح حتى الآن بين ٥ و٧ مليارات برميل.
يبقى القول: إن إنشاء القيادة العسكرية الجديدة لأفريقيا (أفريكوم) ينطوي على دلالات عميقة بشأن مضمون السياسات الأميركية والغربية بشكل عام للقارة السوداء، لاسيما لجهة ما تعنيه الخطوة من اتجاه الإدارة الأميركية الحالية إلى «عسكرة» أفريقيا بصورة غير مسبوقة، الأمر الذي سوف يؤدي على الأرجح، إلى تأجيج الصراعات القائمة.

الوقود الحيوي.. لمكافحة التلوث أم لمحاربة النفط؟


مجلة "البيئة والتنمية، عدد يوليو- أغسطس 2008


مجلة "البيئة والتنمية" رصدت آخر مستجدات الصراع بين أرباب الوقود الحيوي ومناهضيه، في ظل تحذيرات من أن العالم يتجه نحو فترة اضطرابات طويلة جدًا، ونزاعات متعلقة بارتفاع أسعار ونقص المواد الغذائية.

هلل كثيرون للوقود الحيوي؛ باعتباره بديلا أخضر للبترول. لكن بعد إنشاء الولايات المتحدة مصانع عملاقة لتحويل الذرة إلى إيثانول، اقتداءً بالبرازيل التي تصنعه من قصب السكر، وترويج هذه الصناعة في أنحاء العالم لإنتاج وقود من الحبوب والبذور الزيتية، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل حاد بعدما دخل الوقود حلبة المنافسة على محاصيل الحبوب.
لقد دخل الوقود الحيوي مؤخرا، مرحلة التشكيك والتدقيق، بعد أن كيل له المديح كمصدر بديل للوقود الأحفوري. إذ بينت دراسات عدة أنه أكثر ضررا للبيئة وللبشرية، مما كان يعتقد أصلا. فهو يزيد الطلب على المحاصيل الغذائية، ويرفع أسعارها، ويوجه الإنتاج إلى الغابات والأراضي العشبية، ويدمر الحياة الفطرية، ويطلق الكربون المخزن إلى الغلاف الجوي.
لذلك يجري التركيز حاليا على "الجيل الثاني" من الوقود الحيوي، الذي يمكن صنعه من الأعشاب وفضلات الزراعة والخشب والطحالب وروث الحيوانات ومياه المجاري ومصادر عضوية أخرى، لكن الخبراء يقولون: إن طرق ومصادر التصنيع هذه لن تصبح جدية تجاريا قبل خمس إلى عشر سنوات.

يتعرض الوقود الحيوي لانتقادات متزايدة؛ إذ تبين أن له بصمة بيئية أكبر مما كان يعتقد في البداية. فزراعة المحاصيل التي تنتجه يمكن أن يؤدي إلى زيادة نسبة الكربون في الغلاف الجوي. ثم إن ارتفاع شهية العالم لاستعماله يعني حوافز اقتصادية لتدمير البراري والغابات المطيرة أو حرقها لتوفير المزيد من الأراضي الزراعية، فتنطلق مقادير كبيرة من الغازات الدفيئة نتيجة التعرية والحرائق، وهذا ما يعتبره بعض العلماء كافيا لإبطال أي مفعول إيجابي.

ويتطلب الإنتاج المكثف للوقود الحيوي - الموجه للتصدير - زراعات أحادية كبرى للأشجار وقصب السكر والذرة ونخيل الزيت والصويا وغيرها، وهذا يزيد التنافس على الأراضي، ويهمش الصناعات الصغيرة، ويؤدي لنزوح سكان الأرياف.
وقد حذر تقرير الفاو في أبريل الماضي من أن إبدال المحاصيل المحلية بمزارع لمحاصيل أحادية لإنتاج الطاقة يهدد التنوع الحيوي الزراعي، والمعارف التقليدية الواسعة، ومهارات صغار المزارعين في إدارة المحاصيل المحلية.
لذلك تعلو دعوات لتجميد كل الأهداف الحكومية والحوافز الداعمة لتجارة الوقود الحيوي، ريثما يصبح الجيل الثاني متوافرا بشكل تجاري.

أولمرت: نهاية الفاشل


مجلة "الكفاح العربي" 4 – 11 أغسطس

اختارت له مجلة الكفاح العربي لقب "الفاشل"، في معرض احتفالها بقرب نهاية عهده السياسي، والانتقال إلى مزبلة التاريخ.
إنه رئيس وزراء الكيان الصهيوني، إيهود أولمرت، الذي أدخل سقوطه إسرائيل في مرحلة ضبابية، وطرح
تساؤلا ملحا، وهو: كيف يمكن قراءة الأشهر الضبابية المقبلة؟

إنها نهاية الفاشل, وهي نهاية كانت متوقعة منذ عامين, ومحتومة بعد عامين, بعدما قضت حرب يوليو 2006 على عمير بيرتس وزير الحرب الإسرائيلي السابق, ورئيس أركانه دان حالوتس، ومجموعة من كبار العسكريين. أما أولمرت فترنح بعد تقرير لجنة فينوغراد، ولم يسقط بالضربة القاضية التي سقط بها بيرتس, لكنه انهار على مراحل تحت وقع الفضائح المتراكمة في قضايا الرشوة والفساد التي اعترف ببعضها جزئيا وتكتم على البعض الآخر. وجاءت صفقة التبادل الأخيرة مع «حزب الله» والخلافات على رئاسة «كاديما»، خصوصا مع تسيبي ليفني وزيرة الخارجية, وشأول موفاز وزير الحرب السابق وغيرهما, لتعجل بهذا الانهيار.
ومع تفجر معركة الخلافة داخل «كاديما»، كما على رأس الحكومة, ينفتح المشهد السياسي الإسرائيلي في الأسابيع المقبلة على جملة من التعقيدات, كما ينفتح المشهد الإقليمي - ولأشهر ربما - على تساؤلات كبرى تتصل بعملية التسوية في المنطقة, سواء على المستوى السوري أو المستوى الفلسطيني؛ لأن الفلسطينيين موعودون بـ«دولة» قبل نهاية العام الحالي.

هناك شبه إجماع في الصحافة الإسرائيلية على أن نهاية الرجل تأخرت عامين، ومثال ذلك قول صحيفة معاريف: أولمرت ودَّعَنا في الحقيقة قبل سنتين, في 12 يوليو، 2006 عندما اندلعت الحرب على لبنان.
أما معظم الصحف العبرية فقد حفلت بالشماتة بالرجل الذي ظل يحاول منذ عامين تأجيل سقوطه الحتمي بشتى الوسائل, بعد ما سبقه العديد من رموز الحرب على لبنان. ولم تستبعد هذه الصحف أن يسعى أولمرت - وهو في نهاية اللعبة التي يمارسها, وفي سقوطه الأخير هذا- إلى فتح المنطقة أمام خيارات الحرب أو السلام.
وهما خياران يعودان بنا - عزيزي المشاهد - إلى السؤال القائل: ما هي تداعيات هذا الانسحاب؟ خاصة على الساحة الفلسطينية.

رجحت أوساط فلسطينية أن تكون نهاية إيهود أولمرت السياسية مؤشرا واضحا على اقتراب نهاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس, الذي يتصرف في المرحلة الأخيرة على أساس أن رهانات السلطة تعتمد في جانب منها على رهانات قيادة «كاديما» الحالية.
لكن أوساطا أخرى ترى أن لا علاقة للتطورات الداخلية في إسرائيل بخطط السلام الفلسطينية، ونهج السلطة الفلسطينية بالذات.
صحيفة «ذا جارديان» البريطانية رجحت, من جهتها, ألا يكترث الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة كثيراً لمغادرة أولمرت منصبه، رغم العلاقات الشخصية التي أقامها مع محمود عباس.
ونسبت الصحيفة إلى متحدث باسم عباس قوله: إن الرئيس الفلسطيني يعتبر قرار أولمرت «شأنا إسرائيليا داخليا»، وأن السلطة الفلسطينية تتعامل مع رئيس وزراء إسرائيل، بغض النظر عما إذا كان هو أولمرت أو أي شخص آخر. وأضافت أن الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في العام 2006 ألحقت ضررا تعذر إصلاحه بسمعة أولمرت عندما انتقدته لجنة تحقيق رسمية على سوء إدارته للأزمة التي نشبت إثر الهجوم الذي شنه «حزب الله» عبر الحدود، وأدى إلى توريط الدولة العبرية في الحرب.

الخيانة الأوبامية

مجلة "الكفاح العربي"، 28 يوليو – 4 أغسطس
في مقر لجنة الشؤون العامة الأمريكية - الإسرائيلية "إيباك" أعلن المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية، باراك أوباما، أن "القدس عاصمة إسرائيل التي يجب ألا تقسم أبدًا", وأنه يلتزم بشن الحرب على إيران "إذا ما تعرض أمن الدولة العبرية لأي خطر". وفي فلسطين المحتلة وصف إسرائيل بـ"المعجزة"، قبل أن يضع قلنسوة يهودية على رأسه وإكليلاً من الزهر على نصب "ياد فاشيم" التذكاري، تكريمًا لضحايا محارق النازية.
مجلة "الكفاح العربي" خصصت موضوع غلافها الأخير لتسليط الضوء على هذا التغير في المواقف، كدليل على النفاق الذي يستشري في عالم السياسة.
وتتساءل المجلة: هل ما يحدث "أسرلة" انتخابية تنتهي بانتهاء المعركة؟ أم بداية نهج سياسي يتساوى فيه المرشح الديمقراطي -الذي يريد "تغيير وجه أمريكا"- مع المحافظين الجدد والقدامى, على أساس أن العالم كله يتغير، وحظ العرب مع أمريكا لا يتغير!.
قبل أن يحط باراك أوباما الرحال الأسبوع الماضي في "الشرق الأوسط الكبير", حيث مهد الإسلام الذي ترعرع في جنباته والده الكيني الأصل حسين, وعرين "القوميين الصهاينة" اليهود في فلسطين, كانت تهمة "الخيانة" قد التصقت به كظله في أمريكا.
إنها خيانة نفسه في الدرجة الأولى, والآمال التي علقت عليه في الدرجة الثانية، ليس فقط بين المسلمين والفلسطينيين والعرب في الولايات المتحدة وخارجها, بل حتى أيضًا بين الأقليات السوداء والصفراء والحمراء التي كانت تعلق كبار الرهانات على أن يتمكن هذا الشاب الأسمر من تحقيق تحول تاريخي كبير في بنية الهُوية الوطنية الأمريكية: من التمحور العنصري حول الذات الأنغلو­ ساكسونية البيضاء "الشكسبيرية" - وفق وصف صموئيل هانتينغتون في "صدام الحضارات"- إلى الانفتاح على هوية متعددة الثقافات, هوية ديمقراطية حقة.
بكلمات أوضح. كان أوباما قد أحيا لدى السود وبقية الأقليات, وأيضًا لدى العرب, هذه الآمال في الهُوية الجديدة, حين ألقى خلال ذروة الحملة الانتخابية خطابه الشجاع في المركز الدستوري في فيلادلفيا, الذي فتح فيه ملف التمييز العنصري على مصراعيه, داعيًا إلى تجازوه لبناء صرح قومي وديمقراطي أمريكي جديد.
بعد أن وثق فيه كثيرون، وعلقوا آمالهم عليه، بدأ هذا الشاب الأسمر يحطم هذه الآمال، الواحد تلو الآخر، مدشنًا هذا التحول برفض التقاط صورة مع أمريكيتين مسلمتين محجبتين؛ بحجة أن الحملة الانتخابية "دقيقة للغاية". ثم أتبع ذلك برفض عرض من كينيث أليسون, أول رجل كونجرس مسلم, بإلقاء خطبة دعم له في أحد المساجد الأمريكية.
أصبح أوباما يتخلى عن مواقفه في كل يوم كان يحقق فيه الانتصارات الانتخابية. وقد توج كل ذلك بالذهاب إلى معقل اليهود الأمريكيين المتطرفين في منظمة "إيباك؛ ليعلن من هناك تأييده لإسرائيل، والتزامه بشن الحرب على إيران "إذا ما تعرض أمن الدولة العبرية لأي خطر".
وهكذا اكتملت فصول "الخيانة"، وتوقف الحديث عن طبيعتها، ليبدأ البحث عن أسبابها، وهنا طرح تبريران رئيسيان قيد التداول؛ الأول: خوف أوباما من تحدي المؤسسة الرسمية الأمريكية، مما قد يعرّضه بالتالي إلى خطر الاغتيال، ومواجهة مصير مارتن لوثر كينغ، الذي قتل على يد قناص مجهول منذ أربعين عامًا، وبالتحديد في الرابع من أبريل عام 1968. والثاني: أنه مضطر للقيام بكل هذه "الخيانات" إذا ما أراد الوصول حقا إلى البيت الأبيض.
هنا, سيكون على أوباما أن يتذكر كثيرًا مارتن كينغ, إذا ما أراد الاحتفاظ برأسه بين كتفيه, وإذا ما أحب أن يتجنب رصاصة أخرى في الصدغ. في مستطاع الرجل أن يعمل على تغيير أمريكا كما يشاء, في مجال الحقوق والواجبات والشعارات والنداءات, لكن عليه أن يحرص ألا يكرر خطأ كينغ في تجاوز الخطوط الحمراء التي ترسمها مؤسسة النظام الرأسمالي الأمريكي، الفائقة القوة.
حظ العرب مع أمريكا عاثر, وسيبقى عاثرًا, طالما أن حظوظ إسرائيل هي العملة الوحيدة المسموح بتداولها في السياسات الأمريكية.

إيران- أمريكا - إسرائيل).. سباق الدبلوماسية والحرب)

مجلة "الوطن العربي"، 30 يوليو 2008

هل تقود اللقاءات الأمريكية – الإيرانية إلى صفقة كبرى، أم إلى حرب كبرى؟ سؤال حاول الإجابة عنه أربعة من الخبراء الأمريكيين في حديث خاص لمجلة الوطن العربي.
الخبراء الأربعة هم: عميل السي آي إيه السابق "روبرت بير"، و"باتريك كلوسون"، الخبير في معهد واشنطن للشرق الأوسط، و"تريتا باسي"، الخبير في الشؤون الإيرانية، ومؤلف كتاب (العلاقات الخيانية بين أمريكا وإسرائيل وإيران)، و"علي رضا جعفر زاده"، الخبير الإيراني في واشنطن.
اللقاء الأول كان مع روبرت بير، الذي يرى أن أمريكا وإسرائيل ما زال لديهما رغبة في شن حرب ضد إيران، وإن كان من الصعب تحديد وقت هذه الحرب، فإنه من المؤكد أن الحرب ما زالت قائمة ولم يزل شبحها.
يقول بير: كل شيء يشير إلى أنه يجب ضرب إيران الآن، وإلا لن تتاح الفرصة لضربها إلى الأبد. فإذا لم تضرب إيران من الآن وحتى يناير 2009 فعلى أمريكا وإسرائيل التعايش مع إيران كما هي.
سألته المجلة: ماذا يريد الإيرانيون؟ وماذا يعرض الأمريكيون؟ فأجاب: تريد إيران دورًا رئيسيًّا في العراق، وتطالب بوقف الدعم الأمريكي للبلوش والأكراد وحزب البي جاك، كما يطمحون إلى دور أساسي في الخليج، ويرغبون في استعادة البحرين وإعادة السيطرة على الكويت، وأخيرًا رفع الحظر، وإسقاط قرارات مجلس الأمن الدولي ضدها.
وأمام كل هذا، لا يعرض الأمريكيون شيئًا يُذكر. أما وكيل الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية بيل بيرنز، الذي يتفاوض مع إيران، فغير قادر إلا على إحضار الآيس كريم.
ويؤكد باتريك كلوسون -الخبير في معهد واشنطن للشرق الأوسط- أن احتمالات الحرب ستكون أكبر إذا لم تتعاون طهران، متوقعًا في الوقت ذاته صيفًا حارًا لتجنب خريف ساخن.
أما علي رضا جعفر زاده -الخبير الإيراني في واشنطن- فيقول: إن إيران تماطل لكسب الوقت حتى الانتهاء من برنامجها النووي، مقترحًا تقديم الدعم للمعارضة الإيرانية، باعتباره الحل الأمثل للقيام من الداخل بالدور الذي لم تستطع القوى الكبرى في العالم القيام به من الخارج.
ويأتي في النهاية تريتا باسي ليقلب الطاولة، ويؤكد أن الحرب مستبعدة؛ طالما أن الاتصالات جارية.
لقد تراجع الهجوم ضد إيران في الولايات المتحدة، ومن الواضح أن الحرب مستبعدة؛ طالما أن هناك اتصالات دبلوماسية حقيقية جارية، وربما يكون ما نراه الآن بداية هذه العملية الدبلوماسية.
من المقنع جدًا إقناع إيران بلعب دور إيجابي في المنطقة، لكن هذا لا يعني أنه من السهل تحقيق الهدف بعيدًا عن الدول الإقليمية.
ورغم انطلاق الاتصالات الدبلوماسية، ما زالت العملية برمتها عرضة للانهيار؛ نظرًا لأرضيتها الهشة.