مجلة الوطن العربي، 28 مايو 2008
"الأميركيون زعران" عبارة قالها العماد ميشال عون في مقابلة أجرتها معه "الوطن العربي" بعد أسابع من نفيه إلى فرنسا إثر إخراجه من قصر بعبدا في أكتوبر عام 1990، يومها كان عون يعبر عن سخطه لخيانة الأمريكيين له، وعقدهم صفقة على رأسه مع السوريين الذين أرسلوا طائراتهم لقصف القصر الجمهوري مقابل موافقة دمشق على دخول التحالف الدولي لإخراج صدام حسين من الكويت.
العبارة نفسها هي اليوم لسان حال زعماء قوى 14 آذار، وقد بدت على وجوههم، وفي ممارساتهم على الأقل في فندق شيراتون في الدوحة، وقد يكون في مقدمة هؤلاء رئيس الحكومة فؤاد السنيورة.
صحيح أن الطائرات السورية لم تقصف السراي الحكومي، لإخراج السنيورة منه، لكن خيانة بوش لصديقه رغم إفراطه في الدعم الكلامي جاءت واضحة كالشمس في بنود ما سمي باتفاق الدوحة، والشيء نفسه يمكن أن يقال عن وليد جنلاط وآخرين ممن عرفوا بأصدقاء واشنطن وراهنوا على وعود بوش.
لقد أعاد ما حدث طرح تساؤلات مثيرة للريبة، كانت تدور في أوساط العديد من المراقبين في لبنان وعواصم القرار العربي والدولي عن حقيقة ما جرى في لبنان وخلفياته وخفاياه. وتراوحت هذه التساءلات بين الحديث عن مؤامرات وخيانات وعملية توريط، وصفقات إقليمية ودولية ذهبت ضحيتها الغالبية وحكومتها المدعومة من العالم كله!
جهاز غربي ناشط في لبنان أعد قبل عدة أيام تقريرا كشف فيه أن الحكومة اللبنانية كانت قد تلقت وعودا، حملها مساعد وزير الخارجية الأمريكية ديفيد وولش، بمساعدتها ودعمها حتى النهاية.
وأكثر من ذلك كشفت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية عن جزء من "رهان التدخل الدولي" بإشارتها إلى وصول طلب مساعدة بالبريد الإلكتروني للمسئولين الأمريكيين من جانب "مسئول درزي". وقالت الصحيفة إن أحد الطلبات تضمن "600 بندقية كلاشينكوف، ومائة بندقية قنص، وقنابل يدوية وأسلحة أخرى"، على أن تقوم طائرة برميها ليلا فوق قرية نبرخ الشوفية.. لكن أي مساعدة لم تصل لجنبلاط ولا للسنيورة الذي اكتفى بالحديث عن "نكث الوعود في بيروت".
No comments:
Post a Comment