برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Friday, May 30, 2008

نحو مجتمعات المعرفة


مجلة علم وعالم

عرض/ علاء البشبيشي

العلاقة بين التعليم والاقتصاد جد وطيدة، فإذا ارتفع مستوى أحدهما ارتفع معه الآخر.
ولأهمية العملية التعليمية المدرسية في زيادة الرأسمال البشري "رأسمال المعرفة"، قامت مجلة علم وعالم بتقديم مشروعها "شبكة مدارس علم وعالم.. نحو مجتمعات المعرفة" آملة أن يساهم في قيام اقتصاد معرفي عربي قادر على التعامل بكفاءة مع تحديات القرن الحادي والعشرين.
لقد أجمعت مؤسسات وهيئات عالمية على أهمية العملية التعليمية في بناء اقتصاديات حديثة تدفعها المعرفة، فيما تشيرالإحصائيات إلى أن 70% من القوة العاملة في دول العالم المتقدم تتكون من "عمال المعرفة"، الذين يتوزعون على كافة قطاعات الإنتاج والاقتصاد.
إلا أن تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2003 كان له وقع مخيف من حيث الأرقام والإحصائيات التي أوردها، والتي تشير إلى تخلف العرب في كافة القطاعات الإنتاجية التي تميز المجتمعات المعاصرة. ليس هذا وفقط بل أشار تقرير منظمة اليونسكو للعام 2005 إلى أن الشرخ المعرفي بين البلدان المتقدمة والنامية قد يتفاقم في السنوات القليلة المقبلة.
وفي هذا الإطار شدد تقرير اليونسكو على دور الإعلام في نشر العلم وبالتالي النفاذ إلى المعارف المتجددة حول العالم.
لقد أكدت التجربة ما ذهبت إليه تقارير البنك الدولي واليونسكو حول اعتبار التعليم المدرسي حجر الأساس لقيام مجتمعات واقتصاديات المعرفة. لذلك كان مشروع المجلة الذي يهدف إلى "إنتاج طالب عربي قادر على اختيار اختصاص جديد لعالم جديد". كما يوفر المشروع الفرص للأساتذة والطلاب للوصول إلى مصادر المعرفة التي ينتجها أكثر من 400 مركز للأبحاث على مستوى العالم في مختلف العلوم، مثل: الطاقة والوقود، وتغير المناخ، والاحتباس الحراري، والدماغ البشري، والإنسان الآلي، وتكنولوجيا النانو، وعلوم الجينات، وخفايا أعماق البحار، والطاقة النووية، وعلوم الفلك والكونيات، والبيولوجيا الفضائية، وأبحاث السرطان، والأجناس المهددة بالانقراض، والمعلوماتية الحيوية، والبيولوجيا الصناعية، والاستشعار عن بعد، والحوسبة الفائقة.
هذه العلوم وغيرها، مما لا يتسع المجال هنا لذكرها، ستشكل الأركان الأساسية لاقتصاديات المعرفة المستقبيلة، وستقوم المجلة بتوفير إمكانية النفاذ إلى هذه العلوم على صفحات الإنترنت من خلال: المقالات العلمية المبسطة، والمدونات العلمية، والتحقيقات الشخصية مع أكثر من 120 عالم عربي يعملون في مراكز الأبحاث العالمية.
إن توفير البيئة التفاعلية بين علماء العرب في المهجر والطلاب والأساتذة في الدول العربية، يعتبر نقلة نوعية للمدرسة العربية بالبقاء على تماس مباشر مع التطور العلمي المتسارع في العالم.
إن من يمتلك المعرفة يمتلك بحق مفاتيح المستقبل، والأجيال العربية تستحق أن يتوفر لها مشروع ممتاز، يفتح الآفاق، ويشرع الأبواب على عالم تتغير معه المعرفة بسرعة قياسية.

No comments: