برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Friday, May 30, 2008

الـ "فيس بوك": بعبع سياسي..لكنه فاضح للأسرار..ومصيدة للتجسس الإسرائيلي


مجلة "المجتمع" 3 مايو 2008

عرض/ علاء البشبيشي

الـ"فيس بوك".. هل أضحى بالفعل "بعبع" الأنظمة الدكتاتورية؟! هذا السؤال حاولت مجلة المجتمع الإجابة عنه، من خلال موضوع غلاف عددها الثمانمائة بعد الألف، عن طريق لفتها الأنظار إلى أن هذا السلاح الالكتروني الجديد "يسمح لك بالصراخ والتمرد، أيا كانت اهتماماتك؛ فإن كانت ميولك سياسية، يمكنك أن تكتب فيه بحرية، وتطالب بإسقاط حكومة بلدك، أو محاكمة أي وزير أو مسئول فيها، وربما تدعوا إلى مظاهرة أو إضراب، وستجد بالفعل من يؤيدونك وينضمون إليك.
وإن كانت ميولك اجتماعية فيمكنك أن تنشئ أيضا مجموعة تدعو فيها لأي شيء؛ بداية من مجموعة لمحبي القطط والكلاب، إلى أخرى تعمل على إطعام الأطفال الجياع.
كل هذا في موقع "فيس بوك" Facebook الذي أُنشئ عام 2004، كموقع أمريكي اجتماعي يهدف لتجميع الطلبة، والتعارف فيما بينهم كزملاء دراسة، لكنه انتقل إلى العالم العربي بصورة مختلفة؛ حيث حوله البعض إلى حزب سياسي يمارس من خلاله هوايته، ويطرح آراءه، ويدعو لإضراب أو مظاهرة، وينتقد أي مسؤول بحرية طالما أنه محروم من ذلك في وسائل إعلام بلاده.
يضم الـ"فيس بوك" العديد من المزايا، لكن ما لا يدركه مرتادوه أنه يكشف كل أسرارهم، ويجعلها مباحة لأي شخص على شبكة الإنترنت، بداية من المعلومات الشخصية وأرقام الهواتف والعناوين وحتى صور الشاب أو الفتاة، بحيث يجد أي شخص معلوماته الخاصة وصوره وأرقام هواتفه مباحة للجميع بضغطة زر!
وللتنويه على خطر واحد من هذه الأخطار نشير إلى أحدث تقرير نشرته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، والذي كشفت فيه عن أن "إسرائيل" تستخدم الـ"فيس بوك" لجمع معلومات عن مصر وغيرها من الدول العربية عن طريق ما يتداوله شباب وبنات العرب على هذا الموقع من معلومات وصور وأفلام فيديو.
ورغم أن الـ"فيس بوك" لا يتعدى كونه نموذجا من "المدونات"، إلا أن ما جذب الأنظار إليه مؤخرا هو استخدامه كمنبر للدعوة للإضراب في مصر، وحشد المظاهرات في الميادين العامة، فضلا عن استغلال العديد من الشباب العربي له في الهجوم على أنظمة سياسية محلية أو دولية، وطلب محاكمات لوزراء أو قادة.
بعبارة أخرى: تحول التدوين الإلكتروني على موقع "فيس بوك" من مجرد ظاهرة محلية في صورة مدونات لأشخاص مجهولين، لا يقرؤها سوى العشرات أو المئات، إلى ظاهرة عامة منشورة على موقع يقرؤه ملايين البشر، ما جعل دعوة صغيرة على الموقع من نشطاء سياسيين في دولة ما مثل مصر في إضراب (6 أبريل) الأخير تنتقل وتتحول إلى مظاهرات أمام سفارات مصرية في دول أجنبية، تضامنا مع هذه الدعوة التي أطلقها شباب مصري.
هنا بدأت أخطار هذا النوع من التدوين الإلكتروني، ليس لأنه أصبح ذا تأثير واسع ومصدر قلق للحكومات، أو لأنه تحول لوكالة أنباء بالصوت والصورة بعد انتشار"كليبات" التعذيب في أقسام الشرطة وقضايا أخرى من الصعب نشرها في وسائل الإعلام التقليدية، ولكن لأنه تحول لمنبر للدعوة لإضرابات ومظاهرات يؤيدها الآلاف.
والخطورة أيضا ليست في أن مرتادي هذا الموقع يستخدمون فقط الكلمة، وإنما الصورة، والفيديو، واللقطات الحية والمسجلة، بحيث باتت المدونات ومجموعات الـ"فيس بوك" أشبه بأحزاب سياسية تنشر بلاغات، وبيانات، ومواعيد الإضراب، وكيفية التحرك، بل وفضح القمع الأمني بالصوت والصورة والفيديو كي يراه العالم، وشن الحملات للمطالبة بإطلاق سراح أنصارهم المعتقلين في هذه المظاهرات أو الإضرابات.
ويشرح "باتريك باتلر" نائب رئيس البرامج في المركز الدولي للصحفيين أهمية هذا التدوين الإلكتروني بقوله: "إن أدوات الإعلام الرقمي كالإنترنت، وخدمة الرسائل القصيرة (SMS) شجعت المواطنين الذين كانوا يشعرون في السابق بالعجز، وبأنه لا حول لهم ولا قوة، على القيام بدور لإحداث تغييرات في مجتمعاتهم، ما جعله أداة لإسقاط حكومات".

No comments: