برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Friday, May 30, 2008

أم المعارك على المدرج رقم 17


مجلة الأفكار اللبنانية، مايو 2008
عرض/ علاء البشبيشي

الوضع الجاري الآن في لبنان لا يسر حبيبًا، لكنه قد يسرُّ الأعداء؛ فقد انتقلت المواجهات من الحرب الكلامية إلى الشارع، وأضحت نيران الأزمة تطول كل شئ.
ومع قرار الحكومة الانتقال إلى المواجهة المباشرة مع حزب الله، بعد إعفائها العميد شقير من رئاسة المطار، واعتبار شبكة الاتصالات التابعة للحزب اعتداءً على أمن لبنان.
مجلة الأفكار اللبنانية تحكي بداية الأزمة فتقول:
كان من المفترض باللقاء الشعبي الذي جمع رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط مساء الأول من أيار (مايو)، أن يتناول مواضيع سياسية واقتصادية واجتماعية من وحي المناسبة، في حضور النائب السابق فارس سعيد، عضو الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من أذار، إلا أن ظرفًا سُلِّم للنائب وليد جنبلاط، حوَّل اللقاء من حديثٍ عن القضايا الاجتماعية والإنمائية إلى كشف مضمون الظرف؛ وهي مراسلات بين وزير الدفاع إلياس المر، ومدير المخابرات في الجيش وجهاز أمن المطار، حول ما وصفه جنبلاط بـ"فضيحة" التجسس على حركة المدرج 17 في مطار رفيق الحريري الدولي بواسطة كاميرا قال إن حزب الله وضعها داخل "كونتينر" لمراقبة حركة الهبوط والإقلاع للطائرات التي تحط أو تطير من المطار، لاسيما الطائرات التي يستعملها خصوصًا أركان 14 أذار، ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة والوزراء بمن فيهم الوزير إلياس المر الذي يسافر غالبًا في طائرته الخاصة لمتابعة علاجه الدوري في الخارج.
وعلى رغم أن الأول من أيار عطلة رسمية وصحفية أيضًا، فإن الإعلان عن الوثائق التي كانت في حوزة النائب وليد جنبلاط سرعان ماانتشر كالنار في الهشيم، واحتل الخبر الأول على الشاشات الصغيرة في النشرات الأخيرة، ليتفاعل في اليوم الثاني مع نشر الزميلة "النهار" صورًا للمراسلات التي يُفترض أن تكون سرية في صور صفحتها الأولى، مرفقة بالنصوص كاملة.
ولم تلبث الحرب المفتوحة أن نشبت بين جنبلاط والأكثرية من جهة، وحزب الله والمعارضة من جهة أخرى، تطايرت فيها الاتهامات المتبادلة من كل حدب وصوب، حاملة بين جنباتها قصصًا أشبه ما تكون بـ "القصص البوليسية".
ومع تشعب الاتهامات، وارتفاع سقفها، أحال وزير الدفاع، ومن بعده وزير الداخلية والبلديات حسن السبع، كل الوثائق المتعلقة بالموضوع إلى القضاء العسكري الذي باشر تحقيقاته.
هذه الأزمة طرحت أسئلة في غاية الأهمية، من بينها طبيعة العلاقة بين الأجهزة الأمنية والسلطة السياسية التابعة لها، وكذلك طبيعة العلاقة بين بعض المسئولين الأمنيين من جهات حزبية، لا سيما حزب الله. كما تشير المجلة إلى أن الأخطر في المواجهة المتجددة بين الأكثرية وحزب الله والمعارضة حول واقع مطار بيروت، هو:
ربط المقاومة الحملة على القيمين على المطار بالسعي السابق، بإقامة إشراف دولي على المدخل الجوي للبنان بحجة حماية حركة الطيران المدني من جهة، وتنقل القوات الدولية والشخصيات الأجنبية التي تزور لبنان، وكذلك الشخصيات اللبنانية ضمن إطار ضبط المرافق الجوية والبرية والبحرية. علمًا أن الحدود البحرية تضبطها القوات الدولية بواسطة أسطول بحري يتعاون مع سلاح البحرية في الجيش اللبناني، والحدود البرية الشمالية تضبطها القوة الأمنية المشتركة بالتعاون التقني واللوجستي مع دول المجموعة الأوربية، فيما تبقى الحدود البحرية الشرقية مع سوريا مراقبة جزئيًا على المعبر الرسمي في المصنع، ومفتوحة من دون مراقبة على المعابر والطرقات غير الشرعية.
وقد شكل دخول العماد ميشيل عون على خط المواجهة، حول الاتصالات الهاتفية الخاصة بالمقاومة، بعدًا إضافيًا وفَّر غطاءً سياسيًا مسيحيًا للتوسع في مدّ الشبكة حتى ولو وصلت إلى المناطق ذات النفوذ المسيحي، لا سيما عندما قال بعد اجتماع تكتله النيابي إن شبكة الاتصالات استُعملت للدفاع عن حدود لبنان، مستغربًا إثارتها الآن، معتبرًا أن ذلك يعود لتغطية الحكومة، التي قال إنها تتنصت عبر شبكة حديثة للتنصت.

No comments: