الهدف، 25 يناير - ... 2009
(نكاد نجزم.. ليس هناك على وجه الأرض في وقتنا الحاضر قضية تشبه قضية فلسطين وآلامها. وما يعانيه الفلسطينيون، جرّاء الاحتلال الاستيطاني الصهيوني، لا يوازيه – ربما – إلا قضية الهنود الحمر الذين تعرضوا للإبادة المنهجية). حقيقة استهلت بها مجلة الهدف موضوع غلافها الأخير، والذي جاء تحت عنوان (غزة.. بوحدتنا تنتصر)، لتؤكد على أن "الوحدة" هي سلاح المرحلة المقبلة الذي لاغنى عنه.
لم يوفّر الفلسطينيون، على مدار أكثر من قرن في صراعهم مع الصهيونية، وسيلةً إلا وجرّبوها؛ جرّبوا المقاومة بكل أشكالها، وجرّبوا الانتفاضات، والعصيان، وجرّبوا الحوار والمفاوضات، ورفعوا قضيتهم أمام المؤسسات والمحاكم الدولية، وناشدوا الضمير العالمي، وطالبوا الشعوب العربية والإسلامية وأنظمتها بالتضامن مع قضيتهم. تحدثوا عن حقوق الإنسان.. وظروف الحصار والمذابح والقتل وإرهاب الدولة المنظّم، والجدار والفصل العنصري.. لم يبقَ شيء لم يجرِّبه الفلسطينيون، أو يعملوا لأجله.. لوّحوا بالبندقية وغصن الزيتون. طرحوا قضيتهم عبر الفنون في المسرح والسينما والإعلام.. صارعوا العدو على الرموز الدينية والتاريخية والفلكلورية.. وعلى الرغم من كل هذا لم يتغيّر شيء.
إن ما يثير الحنق والغضب الشديد هو هذا اللامعقول الذي يحيط بهذه القضية. هذا اللامعقول الذي يدحض كل ما يتوافق عليه البشر، من منطق وأخلاق وقوانين وشرائع دولية. فما هي قوة هذا اللامعقول الذي ينافي أي عقل ومنطق؟!
هل من باب المثالية أن نقول: ليس أمامنا كفلسطينيين إلاّ أن نتوحّد حول الأساليب والأهداف الوطنية، بغض النظر عن خلافاتنا وتناقضاتنا الداخلية، التي يجب أن تؤجَّل بالضرورة؟!
No comments:
Post a Comment