المجتمع، 31 يناير 2009
وحدها محاصَرة تقاتل عن الأمة بدمائها وأشلاء أطفالها ودعوات نسائها.. إنها غزة وأبناؤها الذين خاضوا ملحمة بطولية سوف يكتبها التاريخ بمداد من النور.
ولأن غزة هاشم تأبى إلا أن تكون حاضرة، خصصت مجلة المجتمع موضوع غلافها الأخير للحديث عن الملحمة الأسطورية التي سطرتها فصائل المقاومة على ثرى غزة الطاهر، في مواجهة رابع أقوى جيش في العالم.
نفَّذت الطائرات الصهيونية أكثر من 800 غارة جوية على قطاع غزة، ألقت خلالها مئات الأطنان من القنابل والصواريخ.
ورغم هول المحرقة التي اقترفها الهمج الصهاينة ضد الأطفال والنساء والمدنيين جميعًا، إلا أن المقاومة تُسَطِّر ملحمة تاريخية نادرة، سقط خلالها أكثر من مائة قتيل وجريح من الجنود الصهاينة، بينهم أحد قادتهم، وتدمير مركبات ودبابات، وسقوط العديد من الآليات العسكرية في كمائن قاتلة، في الوقت الذي وصلت فيه صواريخ المقاومة إلى مسافات أبعد، واضعة أكثر من مليون صهيوني في دائرة الرعب.وأكدت حركة حماس أنه رغم التحليق المكثف للطائرات الحربية الصهيونية فإن تلك الطائرات فشلت في إصابة أي منصة لإطلاق صواريخ، فيما كان أغلبية الشهداء من المدنيين وأفراد الشرطة والأجهزة الأمنية الذين كانوا على رأس عملهم.ورغم التدمير الممنهج للأخضر واليابس في قطاع غزة فإن قدرة المقاومة على إطلاق الصواريخ لم تتوقف.. بل إن "كتائب القسام" (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس)، زادت من عدد الصواريخ التي تُطلِقها، كما أطلقت صواريخ ذات مدى أطول، وصل إلى نحو 60 كم، في إطار توسيع عملية "بقعة الزيت اللاهب"، وسط إنذارات بمزيد من التوسيع، وهو ما يؤكد فشل الاحتلال في النيل من المقاومة.
حُقَّ للكون أن يفرح؛ فقد انتصر الخير على الشر في معركة الفرقان، ورغم الآلام التي خلفها هذا العدوان، تبقى الآمال في أن تدشن معركة الفرقان بين غزة والصهاينة لمرحلة جديدة، تختلف فيها كل قواعد اللعبة سياسيًا وعسكريًا، وإلى الأبد.
وأضافت المجلة: لم يكن أمام الجنود الصهاينة خيارات في غزة سوى القتل والموت أو الأسْر أو الإعاقة المستديمة، بحسب ما صرح به أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام؛ حيث كان في انتظارهم على ثغور قطاع غزة مجاهدو "كتائب القسّام"، وبقيّة فصائل المقاومة المجاهدة لقوات الاحتلال، ضمن خلايا صغيرة، متسلحين بالعبوات الناسفة والألغام الأرضية والصواريخ المضادة للدروع.
المرابطون هم الآخرون، كانوا يتوجهون إلى الله تعالى بالدعاء أن ينصرهم على قوات العدو الصهيوني، فيما كان الآلاف من المجاهدين يتسابقون لنيل الشهادة في سبيل الله، وما بينهم وبين ذلك سوى أنهم يتحلّون بأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر من تحركات العدو الصهيوني. ويتجلّى هنا الحديث عن سلاح الإشارة الذي أثبت مدى الكفاءة العالية التي يتميز بها مجاهدو "كتائب القسّام" بتعاملهم الجيد مع الأجهزة اللاسلكية المنتشرة بينهم؛ حيث سرعة التواصل ودقة الأداء، ولعل ذلك ساهم بشكل كبير في سرعة التعامل مع إصدار التعليمات والتوجيهات من القيادة العسكرية للقاعدة الموجودة في الميدان، والتي تساهم بالحفاظ على أرواحهم من الاستهداف (من أجل مواصلة المسيرة).
وكانت صواريخ القسام قد دمرت جهاز الإنذار المبكر الذي وضعه الاحتلال الصهيوني في مدينة "المجدل" المحتلة للتنبيه من صواريخ القسّام قبل سقوطها.. وقد اعترف العدو الصهيوني بأن صواريخ القسّام وصلت إلى مناطق لم تتعرض للقصف منذ تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948م.
ومما يزيد من وطأة الرعب لدى ما يُسمَّى "الجبهة الداخلية" الصهيونية أن مسؤولين صهاينة باتوا في مرمى هذه الصواريخ، وقد أظهرت الصور التلفزيونية صور وزير الصناعة الصهيوني وهو يهرب من صواريخ القسام، ويُلقي بنفسه بالقرب من أكياس القمامة، وتحت إطارات السيارة؛ خوفا من القصف القّسامي، الذي استهدف مدينة "أسدود" المحتلة.
No comments:
Post a Comment