برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Friday, September 19, 2008

أولمرت: نهاية الفاشل


مجلة "الكفاح العربي" 4 – 11 أغسطس

اختارت له مجلة الكفاح العربي لقب "الفاشل"، في معرض احتفالها بقرب نهاية عهده السياسي، والانتقال إلى مزبلة التاريخ.
إنه رئيس وزراء الكيان الصهيوني، إيهود أولمرت، الذي أدخل سقوطه إسرائيل في مرحلة ضبابية، وطرح
تساؤلا ملحا، وهو: كيف يمكن قراءة الأشهر الضبابية المقبلة؟

إنها نهاية الفاشل, وهي نهاية كانت متوقعة منذ عامين, ومحتومة بعد عامين, بعدما قضت حرب يوليو 2006 على عمير بيرتس وزير الحرب الإسرائيلي السابق, ورئيس أركانه دان حالوتس، ومجموعة من كبار العسكريين. أما أولمرت فترنح بعد تقرير لجنة فينوغراد، ولم يسقط بالضربة القاضية التي سقط بها بيرتس, لكنه انهار على مراحل تحت وقع الفضائح المتراكمة في قضايا الرشوة والفساد التي اعترف ببعضها جزئيا وتكتم على البعض الآخر. وجاءت صفقة التبادل الأخيرة مع «حزب الله» والخلافات على رئاسة «كاديما»، خصوصا مع تسيبي ليفني وزيرة الخارجية, وشأول موفاز وزير الحرب السابق وغيرهما, لتعجل بهذا الانهيار.
ومع تفجر معركة الخلافة داخل «كاديما»، كما على رأس الحكومة, ينفتح المشهد السياسي الإسرائيلي في الأسابيع المقبلة على جملة من التعقيدات, كما ينفتح المشهد الإقليمي - ولأشهر ربما - على تساؤلات كبرى تتصل بعملية التسوية في المنطقة, سواء على المستوى السوري أو المستوى الفلسطيني؛ لأن الفلسطينيين موعودون بـ«دولة» قبل نهاية العام الحالي.

هناك شبه إجماع في الصحافة الإسرائيلية على أن نهاية الرجل تأخرت عامين، ومثال ذلك قول صحيفة معاريف: أولمرت ودَّعَنا في الحقيقة قبل سنتين, في 12 يوليو، 2006 عندما اندلعت الحرب على لبنان.
أما معظم الصحف العبرية فقد حفلت بالشماتة بالرجل الذي ظل يحاول منذ عامين تأجيل سقوطه الحتمي بشتى الوسائل, بعد ما سبقه العديد من رموز الحرب على لبنان. ولم تستبعد هذه الصحف أن يسعى أولمرت - وهو في نهاية اللعبة التي يمارسها, وفي سقوطه الأخير هذا- إلى فتح المنطقة أمام خيارات الحرب أو السلام.
وهما خياران يعودان بنا - عزيزي المشاهد - إلى السؤال القائل: ما هي تداعيات هذا الانسحاب؟ خاصة على الساحة الفلسطينية.

رجحت أوساط فلسطينية أن تكون نهاية إيهود أولمرت السياسية مؤشرا واضحا على اقتراب نهاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس, الذي يتصرف في المرحلة الأخيرة على أساس أن رهانات السلطة تعتمد في جانب منها على رهانات قيادة «كاديما» الحالية.
لكن أوساطا أخرى ترى أن لا علاقة للتطورات الداخلية في إسرائيل بخطط السلام الفلسطينية، ونهج السلطة الفلسطينية بالذات.
صحيفة «ذا جارديان» البريطانية رجحت, من جهتها, ألا يكترث الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة كثيراً لمغادرة أولمرت منصبه، رغم العلاقات الشخصية التي أقامها مع محمود عباس.
ونسبت الصحيفة إلى متحدث باسم عباس قوله: إن الرئيس الفلسطيني يعتبر قرار أولمرت «شأنا إسرائيليا داخليا»، وأن السلطة الفلسطينية تتعامل مع رئيس وزراء إسرائيل، بغض النظر عما إذا كان هو أولمرت أو أي شخص آخر. وأضافت أن الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في العام 2006 ألحقت ضررا تعذر إصلاحه بسمعة أولمرت عندما انتقدته لجنة تحقيق رسمية على سوء إدارته للأزمة التي نشبت إثر الهجوم الذي شنه «حزب الله» عبر الحدود، وأدى إلى توريط الدولة العبرية في الحرب.

No comments: