" مجلة "الكفاح العربي
(القمة السورية اللبنانية, قمة تاريخية بكل ما تعنيه الكلمة)، كان هذا تحليل مجلة الكفاح العربي، التي اعتبرت هذا اللقاء محطة مفصلية في العلاقات بين البلدين, ليس لأنها وضعت نهاية لأكثر من ثلاث سنوات من التوتر, وصلت إلى القطيعة والعداء أكثر من مرة, بل لأنها وضعت أساسا لصفحة جديدة من العلاقات بينهما, اتخذت فيها قرارات غير مسبوقة في تاريخهما, بإعلان قرار التبادل الدبلوماسي, وترسيم الحدود وضبطها, ومعالجة ملف المفقودين, ومراجعة الاتفاقيات الثنائية, لتصح تسميتها "التأسيس لعلاقات جديدة".
وصل جديد على أسس قديمة, وعودة إلى ما قبل 2005، لكن عن طريق الدبلوماسية. هذا ما تلاقى عليه المراقبون عقب انعقاد القمة اللبنانية السورية التي أسست للخروج من مرحلة الأخطاء الثقيلة والدخول في مرحلة الوعي المتبادل لهذه الأخطاء، والعمل على تجاوزها في المستقبل.
وقد وضعت قمة «التأسيس لعلاقات جديدة» حدا لحقبة من التجاذب فيما يخص العلاقة مع سوريا, منذ آخر قمة عقدها في دمشق الرئيسان بشار الأسد وإميل لحود في 7 مارس 2005.
الحفاوة البالغة التي استُقبل بها الرئيس ميشال سليمان في دمشق, أكدت جدية دمشق في فتح الصفحة الجديدة، بالإضافة لكونها احتفاء بإحدى ثمار اتفاق الدوحة, الذي دعمته سوريا وشجعته، إن لم نقل: كان لها دور أساسي في إنجازه.
يمكن القول: إن القمة كانت مثمرة، وشكلت «أساسا لعلاقات مميزة بين البلدين»، هذه العلاقات لا تتطلب فقط حل الملفات الشائكة, وإنما بناء الثقة على قاعدة ألا يشكل لبنان تهديدا لسوريا مع الاعتراف بمصالحها فيه, وعلى أن تعترف سوريا بلبنان بلدا مستقلا لا تتدخل في شؤونه. وهذه معادلة بالغة الصعوبة؛ لما فيها من تناقض لا يمكن تجاوزه بيسر في ظل وجود أطراف دولية وإقليمية تتعارض مصالحها مع إرادة البلدين في بدء علاقات جديدة ومميزة, مما يعني أن زيارة سليمان، وإن كانت محطة مفصلية وتاريخية في تحديد شكل العلاقات بين البلدين, إلا أنها لا تعني نهاية سعيدة قريبة للملفات المطروحة كافة, فثمة قضايا ستبقى مفتوحة على احتمالات متعددة النهايات.
No comments:
Post a Comment