مجلة "الكفاح العربي"، 28 يوليو – 4 أغسطس
في مقر لجنة الشؤون العامة الأمريكية - الإسرائيلية "إيباك" أعلن المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية، باراك أوباما، أن "القدس عاصمة إسرائيل التي يجب ألا تقسم أبدًا", وأنه يلتزم بشن الحرب على إيران "إذا ما تعرض أمن الدولة العبرية لأي خطر". وفي فلسطين المحتلة وصف إسرائيل بـ"المعجزة"، قبل أن يضع قلنسوة يهودية على رأسه وإكليلاً من الزهر على نصب "ياد فاشيم" التذكاري، تكريمًا لضحايا محارق النازية.
مجلة "الكفاح العربي" خصصت موضوع غلافها الأخير لتسليط الضوء على هذا التغير في المواقف، كدليل على النفاق الذي يستشري في عالم السياسة.
وتتساءل المجلة: هل ما يحدث "أسرلة" انتخابية تنتهي بانتهاء المعركة؟ أم بداية نهج سياسي يتساوى فيه المرشح الديمقراطي -الذي يريد "تغيير وجه أمريكا"- مع المحافظين الجدد والقدامى, على أساس أن العالم كله يتغير، وحظ العرب مع أمريكا لا يتغير!.
قبل أن يحط باراك أوباما الرحال الأسبوع الماضي في "الشرق الأوسط الكبير", حيث مهد الإسلام الذي ترعرع في جنباته والده الكيني الأصل حسين, وعرين "القوميين الصهاينة" اليهود في فلسطين, كانت تهمة "الخيانة" قد التصقت به كظله في أمريكا.
إنها خيانة نفسه في الدرجة الأولى, والآمال التي علقت عليه في الدرجة الثانية، ليس فقط بين المسلمين والفلسطينيين والعرب في الولايات المتحدة وخارجها, بل حتى أيضًا بين الأقليات السوداء والصفراء والحمراء التي كانت تعلق كبار الرهانات على أن يتمكن هذا الشاب الأسمر من تحقيق تحول تاريخي كبير في بنية الهُوية الوطنية الأمريكية: من التمحور العنصري حول الذات الأنغلو ساكسونية البيضاء "الشكسبيرية" - وفق وصف صموئيل هانتينغتون في "صدام الحضارات"- إلى الانفتاح على هوية متعددة الثقافات, هوية ديمقراطية حقة.
بكلمات أوضح. كان أوباما قد أحيا لدى السود وبقية الأقليات, وأيضًا لدى العرب, هذه الآمال في الهُوية الجديدة, حين ألقى خلال ذروة الحملة الانتخابية خطابه الشجاع في المركز الدستوري في فيلادلفيا, الذي فتح فيه ملف التمييز العنصري على مصراعيه, داعيًا إلى تجازوه لبناء صرح قومي وديمقراطي أمريكي جديد.
بعد أن وثق فيه كثيرون، وعلقوا آمالهم عليه، بدأ هذا الشاب الأسمر يحطم هذه الآمال، الواحد تلو الآخر، مدشنًا هذا التحول برفض التقاط صورة مع أمريكيتين مسلمتين محجبتين؛ بحجة أن الحملة الانتخابية "دقيقة للغاية". ثم أتبع ذلك برفض عرض من كينيث أليسون, أول رجل كونجرس مسلم, بإلقاء خطبة دعم له في أحد المساجد الأمريكية.
أصبح أوباما يتخلى عن مواقفه في كل يوم كان يحقق فيه الانتصارات الانتخابية. وقد توج كل ذلك بالذهاب إلى معقل اليهود الأمريكيين المتطرفين في منظمة "إيباك؛ ليعلن من هناك تأييده لإسرائيل، والتزامه بشن الحرب على إيران "إذا ما تعرض أمن الدولة العبرية لأي خطر".
وهكذا اكتملت فصول "الخيانة"، وتوقف الحديث عن طبيعتها، ليبدأ البحث عن أسبابها، وهنا طرح تبريران رئيسيان قيد التداول؛ الأول: خوف أوباما من تحدي المؤسسة الرسمية الأمريكية، مما قد يعرّضه بالتالي إلى خطر الاغتيال، ومواجهة مصير مارتن لوثر كينغ، الذي قتل على يد قناص مجهول منذ أربعين عامًا، وبالتحديد في الرابع من أبريل عام 1968. والثاني: أنه مضطر للقيام بكل هذه "الخيانات" إذا ما أراد الوصول حقا إلى البيت الأبيض.
هنا, سيكون على أوباما أن يتذكر كثيرًا مارتن كينغ, إذا ما أراد الاحتفاظ برأسه بين كتفيه, وإذا ما أحب أن يتجنب رصاصة أخرى في الصدغ. في مستطاع الرجل أن يعمل على تغيير أمريكا كما يشاء, في مجال الحقوق والواجبات والشعارات والنداءات, لكن عليه أن يحرص ألا يكرر خطأ كينغ في تجاوز الخطوط الحمراء التي ترسمها مؤسسة النظام الرأسمالي الأمريكي، الفائقة القوة.
حظ العرب مع أمريكا عاثر, وسيبقى عاثرًا, طالما أن حظوظ إسرائيل هي العملة الوحيدة المسموح بتداولها في السياسات الأمريكية.
مجلة "الكفاح العربي" خصصت موضوع غلافها الأخير لتسليط الضوء على هذا التغير في المواقف، كدليل على النفاق الذي يستشري في عالم السياسة.
وتتساءل المجلة: هل ما يحدث "أسرلة" انتخابية تنتهي بانتهاء المعركة؟ أم بداية نهج سياسي يتساوى فيه المرشح الديمقراطي -الذي يريد "تغيير وجه أمريكا"- مع المحافظين الجدد والقدامى, على أساس أن العالم كله يتغير، وحظ العرب مع أمريكا لا يتغير!.
قبل أن يحط باراك أوباما الرحال الأسبوع الماضي في "الشرق الأوسط الكبير", حيث مهد الإسلام الذي ترعرع في جنباته والده الكيني الأصل حسين, وعرين "القوميين الصهاينة" اليهود في فلسطين, كانت تهمة "الخيانة" قد التصقت به كظله في أمريكا.
إنها خيانة نفسه في الدرجة الأولى, والآمال التي علقت عليه في الدرجة الثانية، ليس فقط بين المسلمين والفلسطينيين والعرب في الولايات المتحدة وخارجها, بل حتى أيضًا بين الأقليات السوداء والصفراء والحمراء التي كانت تعلق كبار الرهانات على أن يتمكن هذا الشاب الأسمر من تحقيق تحول تاريخي كبير في بنية الهُوية الوطنية الأمريكية: من التمحور العنصري حول الذات الأنغلو ساكسونية البيضاء "الشكسبيرية" - وفق وصف صموئيل هانتينغتون في "صدام الحضارات"- إلى الانفتاح على هوية متعددة الثقافات, هوية ديمقراطية حقة.
بكلمات أوضح. كان أوباما قد أحيا لدى السود وبقية الأقليات, وأيضًا لدى العرب, هذه الآمال في الهُوية الجديدة, حين ألقى خلال ذروة الحملة الانتخابية خطابه الشجاع في المركز الدستوري في فيلادلفيا, الذي فتح فيه ملف التمييز العنصري على مصراعيه, داعيًا إلى تجازوه لبناء صرح قومي وديمقراطي أمريكي جديد.
بعد أن وثق فيه كثيرون، وعلقوا آمالهم عليه، بدأ هذا الشاب الأسمر يحطم هذه الآمال، الواحد تلو الآخر، مدشنًا هذا التحول برفض التقاط صورة مع أمريكيتين مسلمتين محجبتين؛ بحجة أن الحملة الانتخابية "دقيقة للغاية". ثم أتبع ذلك برفض عرض من كينيث أليسون, أول رجل كونجرس مسلم, بإلقاء خطبة دعم له في أحد المساجد الأمريكية.
أصبح أوباما يتخلى عن مواقفه في كل يوم كان يحقق فيه الانتصارات الانتخابية. وقد توج كل ذلك بالذهاب إلى معقل اليهود الأمريكيين المتطرفين في منظمة "إيباك؛ ليعلن من هناك تأييده لإسرائيل، والتزامه بشن الحرب على إيران "إذا ما تعرض أمن الدولة العبرية لأي خطر".
وهكذا اكتملت فصول "الخيانة"، وتوقف الحديث عن طبيعتها، ليبدأ البحث عن أسبابها، وهنا طرح تبريران رئيسيان قيد التداول؛ الأول: خوف أوباما من تحدي المؤسسة الرسمية الأمريكية، مما قد يعرّضه بالتالي إلى خطر الاغتيال، ومواجهة مصير مارتن لوثر كينغ، الذي قتل على يد قناص مجهول منذ أربعين عامًا، وبالتحديد في الرابع من أبريل عام 1968. والثاني: أنه مضطر للقيام بكل هذه "الخيانات" إذا ما أراد الوصول حقا إلى البيت الأبيض.
هنا, سيكون على أوباما أن يتذكر كثيرًا مارتن كينغ, إذا ما أراد الاحتفاظ برأسه بين كتفيه, وإذا ما أحب أن يتجنب رصاصة أخرى في الصدغ. في مستطاع الرجل أن يعمل على تغيير أمريكا كما يشاء, في مجال الحقوق والواجبات والشعارات والنداءات, لكن عليه أن يحرص ألا يكرر خطأ كينغ في تجاوز الخطوط الحمراء التي ترسمها مؤسسة النظام الرأسمالي الأمريكي، الفائقة القوة.
حظ العرب مع أمريكا عاثر, وسيبقى عاثرًا, طالما أن حظوظ إسرائيل هي العملة الوحيدة المسموح بتداولها في السياسات الأمريكية.
No comments:
Post a Comment