مجلة "الوطن العربي"، 30 يوليو 2008
هل تقود اللقاءات الأمريكية – الإيرانية إلى صفقة كبرى، أم إلى حرب كبرى؟ سؤال حاول الإجابة عنه أربعة من الخبراء الأمريكيين في حديث خاص لمجلة الوطن العربي.
الخبراء الأربعة هم: عميل السي آي إيه السابق "روبرت بير"، و"باتريك كلوسون"، الخبير في معهد واشنطن للشرق الأوسط، و"تريتا باسي"، الخبير في الشؤون الإيرانية، ومؤلف كتاب (العلاقات الخيانية بين أمريكا وإسرائيل وإيران)، و"علي رضا جعفر زاده"، الخبير الإيراني في واشنطن.
اللقاء الأول كان مع روبرت بير، الذي يرى أن أمريكا وإسرائيل ما زال لديهما رغبة في شن حرب ضد إيران، وإن كان من الصعب تحديد وقت هذه الحرب، فإنه من المؤكد أن الحرب ما زالت قائمة ولم يزل شبحها.
يقول بير: كل شيء يشير إلى أنه يجب ضرب إيران الآن، وإلا لن تتاح الفرصة لضربها إلى الأبد. فإذا لم تضرب إيران من الآن وحتى يناير 2009 فعلى أمريكا وإسرائيل التعايش مع إيران كما هي.
سألته المجلة: ماذا يريد الإيرانيون؟ وماذا يعرض الأمريكيون؟ فأجاب: تريد إيران دورًا رئيسيًّا في العراق، وتطالب بوقف الدعم الأمريكي للبلوش والأكراد وحزب البي جاك، كما يطمحون إلى دور أساسي في الخليج، ويرغبون في استعادة البحرين وإعادة السيطرة على الكويت، وأخيرًا رفع الحظر، وإسقاط قرارات مجلس الأمن الدولي ضدها.
وأمام كل هذا، لا يعرض الأمريكيون شيئًا يُذكر. أما وكيل الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية بيل بيرنز، الذي يتفاوض مع إيران، فغير قادر إلا على إحضار الآيس كريم.
ويؤكد باتريك كلوسون -الخبير في معهد واشنطن للشرق الأوسط- أن احتمالات الحرب ستكون أكبر إذا لم تتعاون طهران، متوقعًا في الوقت ذاته صيفًا حارًا لتجنب خريف ساخن.
أما علي رضا جعفر زاده -الخبير الإيراني في واشنطن- فيقول: إن إيران تماطل لكسب الوقت حتى الانتهاء من برنامجها النووي، مقترحًا تقديم الدعم للمعارضة الإيرانية، باعتباره الحل الأمثل للقيام من الداخل بالدور الذي لم تستطع القوى الكبرى في العالم القيام به من الخارج.
ويأتي في النهاية تريتا باسي ليقلب الطاولة، ويؤكد أن الحرب مستبعدة؛ طالما أن الاتصالات جارية.
لقد تراجع الهجوم ضد إيران في الولايات المتحدة، ومن الواضح أن الحرب مستبعدة؛ طالما أن هناك اتصالات دبلوماسية حقيقية جارية، وربما يكون ما نراه الآن بداية هذه العملية الدبلوماسية.
من المقنع جدًا إقناع إيران بلعب دور إيجابي في المنطقة، لكن هذا لا يعني أنه من السهل تحقيق الهدف بعيدًا عن الدول الإقليمية.
ورغم انطلاق الاتصالات الدبلوماسية، ما زالت العملية برمتها عرضة للانهيار؛ نظرًا لأرضيتها الهشة.
No comments:
Post a Comment