برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Friday, September 19, 2008

تهجير فلسطينيي الداخل بعد شطب حق العودة


"مجلة "البيادر السياسي


(القبول بمبدأ تبادل الأرض قد يؤدي إلى تبادل للسكان مستقبلا).. تحذير أطلقته مجلة البيادر السياسي، حول ما يجري الآن من مفاوضات بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية.
وترى المجلة أن تهجير فلسطينيي الداخل بات قريبًا، بعد شطب حق العودة، وهو الأمر الذي اتضح أنه ليس مجرد بالونات اختبار، بل هي مقترحات إسرائيلية جادة.

بعيدا عن التسريبات الإعلامية، والتصريحات المتبادلة والمتنافرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لا بد من العودة إلى واقع الحال في إسرائيل، وهو أن هناك إجماعا بين مختلف القوى اليمينية واليسارية، على شطب مبدأ حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وهو الأمر الذي تؤيده الإدارة الأميركية الحالية.
ومن هنا يمكن القول بأن إسرائيل ترفض ممارسة حق العودة للاجئين الفلسطينيين، ولن تقبل ببحثه أيضا، رغم أن أولمرت قد يوافق على ما جاء في "وثيقة جنيف"، وهو السماح بعودة بضعة آلاف من اللاجئين الذين ولدوا ما قبل عام 1948، والذين قد لا يشكلون خطرا على أمن الدولة.

موضوع القدس أيضا لا يُبحث على طاولة التفاوض؛ لأن الحكومة الإسرائيلية وعدت حزب شاس، المشارك في الائتلاف الحكومي، بذلك.
أما بخصوص مستوطنات الضفة فإن إسرائيل متمسكة ببقائها، وهذا ما تم في مداولات ومفاوضات كامب ديفيد الثانية عام 2000، إذ قبل الجانب الفلسطيني بمبدأ تبادل الأراضي مقابل بقاء تجمعات كبيرة من المستوطنات تصل إلى حوالي 3 بالمائة من مساحة الضفة الغربية.

تهدف إسرائيل من طرح فكرة تبادل الأراضي إلى جر السلطة نحو تبادل آخر اسمه (تبادل السكان).
هذا التبادل يأتي تحت ذريعة أن على الدولة العبرية إيجاد أماكن إقامة وسكن للمستوطنين الذين يُخلون مناطق الضفة، ويمكن لمن يقبل بالعرض الإسرائيلي أن يسلم بيته للجانب الإسرائيلي مقابل حصوله على بيت كبير في مناطق السلطة.
مخطط إسرائيل واضح للعيان؛ ألا وهو التخلص من أكبر عدد ممكن من العرب القاطنين في "الدولة"؛ وذلك من أجل حل ما يُسمى بالمشكلة الديمُغرافية. والتمسك بالاستيطان يهدف إلى استثماره مستقبلا لتبادل السكان، وليس لتبادل الأرض فقط.ولابد من الاعتراف بصعوبة المرحلة القادمة، التي تحتاج إلى رص الصفوف الفلسطينية، وإلى الحصول على دعم عربي لإفشال هذه المؤامرة. لكن أكثر ما تحتاجه المرحلة المقبلة ربما يكون المزيد من الوعي؛ حتى لا يُرتكب خطأ استراتيجي كبير، يدفع ثمنه شعبنا في المستقبل.

No comments: