برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Tuesday, December 30, 2008

الطوفان المنتظر


الأهرام العربي، 20 ديسمبر 2008


أضحت التغييرات المناخية حديث العالم اليوم. في ظل تقارير ودراسات شتى تحذر من دمار شامل ينتظر البشرية، أو على الأقل تتنبأ بمشكلات بالغة الخطورة على صحة ورفاهية الإنسان بنهاية الألفية الثالثة إذا ما استمرت الممارسات الخاطئة تجاه البيئة.
مجلة الأهرام العربي أطلقت صيحة تحذيرية، وصفت فيها التغيرات المناخية بـ (الطوفان المنتظر)، الذي يهدد حاضر البشرية ومستقبلها. مشيرة إلى أن الاحتباس الحراري زاد عن حده، فانقلب إلى كارثة تهدد الزراعة وتُغرق مدنًا بكاملها وتشرد الملايين من البشر وتضرب السياحة في مقتل. ورغم أن المسئولية الكبرى في ذلك تتحملها الدول الغنية، فإن الدول الفقيرة هي التي تدفع الثمن.
تُجمع تقارير الخبراء ونتائج المؤتمرات الدولية والإقليمية والمحلية التي انعقدت على مدى عقدين من الزمان، على أن قضية التغيرات المناخية تعد الآن من أخطر التحديات البيئية التي يواجهها العالم خلال تاريخه المعاصر، كما تعد أيضًا تحديًا أساسيًا لعملية التنمية المستدامة، تلك التنمية التي تهتم بتحقيق الجوانب الاقتصادية والاجتماعية دون إغفال البعد البيئي.
في الزمن البعيد كان هناك توافق بين قوى الطبيعة والبشر، نعم فيه الإنسان بالخير العميم، لكن هذه القاعدة تحطمت على أيدي الإنسان نفسه، بما اقترفه من سلوكيات جائرة تفوق قدرة أي نظام بيولوجي أو إيكولوجي على التحمل، فانفجرت الطبيعة في وجه البشرية بما يعاني منه العالم اليوم من استمرار مسلسل الزلازل والعواصف والأعاصير والفيضانات المدمرة، فضلا عن انتشار الأمراض والأوبئة وانقراض الكائنات وموجات الجفاف وازدياد مساحات التصحر.
ولخطورة الوضع الراهن، ذكر الخبير المصري د. محمد العشري أنه لم يعد أمام العالم من سبيل سوى التوقيع على معاهدات دولية تحافظ على كوكب الأرض من أجل الأجيال المقبلة. وأضاف أنه من الظلم أن يفكر الفقراء في مشكلة بيئية عالمية وأمامهم أولويات ذات أهمية قصوى، تتمثل في توفير رغيف الخبز!

No comments: