برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Tuesday, December 30, 2008

محمود عباس: فشلت


المشاهد السياسي، 14-20 ديسمبر 2008


قبل ثلاثة أسابيع، انعقد المجلس المركزي الفلسطيني لمنظّمة التحرير الفلسطينية في رام الله، واتُّخذت مجموعة قرارات تكرّس الطلاق القائم بين السلطة وقطاع غزّة، وتؤكّد بصورة علنية سقوط الحوار القائم في القاهرة، وفشل المفاوضات بين السلطة وإسرائيل.
قرارات دفعت مجلة المشاهد السياسي إلى التساؤل: ما هي المفاعيل السياسية والأمنيّة الحقيقية لما خرج به المجلس؟ وكيف يبدو المشهد الفلسطيني، قبل ثلاثة أسابيع من موعد انتهاء الولاية الدستورية لمحمود عباس؟
تكفي القراءة في محضر اجتماعات اللجنة المركزية، وهي أعلى سلطة فلسطينية في غياب المجلس الوطني، لتبيّـن حجم الانهيارات التي تشهدها الساحة الفلسطينية، وهي مرشّحة لمزيد من التعقيد بعد انتهاء ولاية عباس في ١٨/١/٢٠٠٩.
فالمقرّرات التي أعلن عنها تكرس الطلاق الفلسطيني - الفلسطيني بصورة قاطعة؛ لأنها لا تأخذ في الاعتبار، من قريب أو بعيد، مطالب حركة "حماس" التي ترفض الاعتراف بشرعية الرئاسة الفلسطينية، وترفض النهج التفاوضي الذي تمارسه السلطة حتى الآن.
بكلام آخر، تنطلق "فتح" في الدعوة إلى الحوار من مبدأ تمديد ولاية الرئيس محمود عباس عبر مؤسّسات المجلس المركزي، من دون أن تأخذ في الاعتبار الشرط الأساسي الذي تضعه "حماس" لاستئناف الحوار، وهو إجراء انتخابات رئاسية جديدة بصورة مستقلّة عن الانتخابات التشريعية.
ورغم اعتراف "فتح" بعقم المفاوضات التي حصلت حتى الآن، لم تقرّر العودة إلى المقاومة لاستنهاض طاقات الشعب الفلسطيني، وإلزام إسرائيل باحترام تعهّداتها، والمجتمع الدولي بمواصلة الضغط لوضع هذه التعهّدات موضع التنفيذ.
وتستطرد المجلة فيما اعتبرته "كشف حساب"، لتسلط الضوء على اعتراف الرئيس الفلسطيني بأنه فشل في كل مراحل التفاوض مع إسرائيل، وأن مؤسّسات السلطة الفلسطينية والوضع الفلسطيني ككل يحتاجان إلى إصلاحات عاجلة.
وقد اعتبرت المجلة رهن الرئيس كل هذه الخطوات بمرحلة ما بعد الانتخابات، أي المرحلة التي لم يتحدّد موعدها بعد، بمثابة (فشل على فشل) لا يثمر إلا مزيدًا من التعقيد!
يقول عباس بالحرف الواحد: إن قوى وفعاليات منظّمة التحرير الفلسطينية مصمّمة على إطلاق عملية شاملة لتجديد بنية مؤسّسات المنظّمة وإنهاء مظاهر الترهّل والتفرّد واحتكار القرار.
وفي اعتراف صريح بأن كل اللقاءات التي عقدها مع رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، لم تسجّل أي تقدّم يذكر على مستوى التفاوض، يقول عباس: بالنسبة لإسرائيل كلنا نعلم، وكذلك العالم كلّه يعلم، وأميركا تعلم، واللجنة الرباعية تعلم، أن إسرائيل لم تتوقّف لحظة واحدة عن الاستيطان وعن بناء جدار الفصل العنصري ولا عن الاجتياحات، ولم تلغ حاجزاً واحداً، ولم تلغ بؤرة من البؤر الاستيطانية التي كانوا يطلقون عليها البؤر غير القانونية بالمرّة، ولم يفتحوا مؤسّسة واحدة من مؤسّسات القدس!

No comments: