المجلة، 20 ديسمبر 2008
لم يدر في خلد الصوماليين أنهم سيصبحون الغذاء الرئيس لأسماك القرش المنتشرة بكثرة في خليج عدن، بعد أن أضحت الأخبار التي تتحدث عن غرق أو فقدان العشرات منهم في عرض البحر خبرًا روتينيًا لا يحتل صدر النشرات الإخبارية.
حول قضية اللجوء الصومالي، والفرار من الموت إلى الموت المؤجل، كتبت مجلة "المجلة".
أضحى الفرد الصومالي في ذيل الاهتمامات الدولية بعد أن خيضت على أرض بلادهم حروب منسية استمرت منذ مطلع التسعينات، عندما أطيح بنظام زياد بري، لتتحول أرض الصومال إلى مساحة من الأرض تغيب عنها القوانين، الأمر الذي جعلها بسهولة شديدة لقمة سائغة للقوى الكبرى، وجعلت من سكانها كتلة بشرية فائضة عن حاجة القوى الدولية، بحيث أضحى موت الصومالي خبرًا مألوفًا في كل أذن.
ولأن الصومالي يشعر بأنه مستباح، وعرضة للقتل لأدنى الأسباب، وأحيانًا بلا سبب محدد؛ لم يجد الألوف وربما الآلاف بدًا أمامهم سوى التفكير في الهجرة طلبًا لحياة أخرى أقل عنتًا وخوفًا، لكن حال الصومالي يشبه حال المستجير من الرمضاء بالنار. فإذا كانت الحياة لا تُحتمل في الصومال، فإن رحلة الهرب هي الأخرى لا تقل هولا من البقاء على اليابسة.
وبحسب المصادر السياسية الصومالية فإن أكثر من 45 ألف لاجئ صومالي تمكنوا من الوصول إلى اليمن خلال العام الحالي 2008، في حين أن ما يزيد على 3500 شخص إما توفوا قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى سواحل اليمن، وإما حُسبوا في عداد المفقودين.
No comments:
Post a Comment