برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Tuesday, August 4, 2009

من محركات البحث إلى محركات المعرفة


لغة العصر، يوليو 2009


ما هو الهدف الأصلي لاستخدام الانترنت؟ وما مصير كنوز المعرفة المخزنة في المليارات من صفحات الويب؟ كيف يمكن الاستفادة منها واستخراج ما في بطونها من لآلئ وجواهر؟ وما هي محركات المعرفة وقدراتها ومستوى النجاح الذي حققته حتى الآن والتغيير المتوقع أن تحدثه عبر الشبكة، والوجه الجديد الذي تعدنا به؟ وهل تتنافس مع محركات البحث الحالية وعلى رأسها جوجل، أم تتكامل معها؟ ماهي محركات المعرفة أصلا، وكيف تعمل وما الجديد الذي تحمله؟
للإجابة عن هذه الأسئلة وأكثر سبرت مجلة لغة العصر أغوار محركات المعرفة التي توفر المعلومة بدلا من أن تدلك عليها.
الطريقة الحالية للوصول إلى هذه المعارف هي استخدام محركات البحث التي تكتب فيها كلمة فتقودك إلى النصوص الموزعة على الآلاف من الصفحات والمواقع التي تذكر فيها هذه الكلمة، ومن ثم تجعلنا هذه المحركات قادرين على البحث بكفاءة عن مصطلحات وعبارات معينة في هذه النصوص، وتمكننا من الكشف عن هذه الحقائق الموجودة بها، لكن حتى الآن لم تمكننا هذه المحركات من استنباط معلومة جديدة من النصوص القائمة ولهذا ظهرت الحاجة الماسة إلى وجود نوع جديد من المحركات يلبي أشواق المستخدمين والعلماء الذين يبحثون عن معلومات في العلوم والفلك والرياضيات وغيرها من المجالات، ويرغبون في استنباط وعرض معلومات محددة من نصوص متاحة. من هنا بدأ الاتجاه إلى تطوير محركات تكتب فيها سؤالا محددًا فتحصل على معلومات ومعارف محددة عن سؤالك المحدد مباشرة بدلا من الإحالة إلى المواقع تحتوي إلى نصوص أو صور تناسب ما تبحث عنه، ولذلك أُطلِق عليها "محركات المعرفة".
وقد تشكل الاتجاه نحو هذه المحركات بقوة من خلال موقعين تم إطلاقهما مؤخرًا، وهما موقع ترو نوليدج، و موقع وولفرام، وقد صاحبت الأخير ضجة كبيرة حتى أن البعض وصفه بأنه فاتحة عصر جديد على الانترنت، وأيًا ما كان الأمر فنحن أمام تطور يمكن أن يصبح نقطة تحول كبرى في تاريخ الانترنت، وقد يصنع لها وجهًا جديدًا.
غني عن الذكر أن هذا النوع من البحث المتطور ما زال أمامه سنوات طويلة لكي يصل
إلى مرحلة النضج والدقة. وفي عام 2002 حدد مجموعة من الباحثين أبرز العقبات والتحديات التي تواجه الإجابة عن الأسئلة، ومنها: فئات الأسئلة ومعالجتها واستخراج الإجابات وصياغتها، وإجابات الأسئلة الفورية والإجابة عن السؤال بعدة لغات، والاستدلال المتقدم لإجابة الأسئلة، واستنباط المعلومات عن المستخدم من أسئلته.
وتكمل المجلة بالإشارة إلى أن محركات المعرفة –كما سبق القول- تَوُجُّهٌ جديد في عالم الانترنت واستخدامها مختلِف والاستفادة منها تتطلب الإلمام ببعض المهارات المختلفة اختلافا كليًا عن مهارات استخدام محركات البحث العادية؛ ولذلك فإن الفهم الصحيح لكيفية التعامل مع محركات المعرفة يعد خطوة أساسية للاستفادة القصوى منها والحصول على نتائج مرضية.
ثم قدمت المجلة أمثلة سريعة لاستعلامات البحث التي يكن إدخالها في محرك "وولفرام ألفا" كنموذج يوضح كيفية الاستفادة من محركات المعرفة عمومًا باعتبار هذا المحرك هو الأحدث والأكثر شهرة بين محركات المعرفة.
يرى بعض الخبراء أن "وولفرام ألفا" يُعَدّ مناسبًا جدا لطلاب العلوم في الثانوية العامة، وطلاب كليات وأقسام العلوم بالمرحلة الجامعية، وممتازًا بالنسبة لكل المتخصصين والمهتمين بالمجالات العلمية والحسابية والتطبيقية والجغرافية، حيث يتألق "وولفرام" مع أي استفسار في الرياضيات أو الفيزياء أو الإحصاء أو الكيمياء أو الهندسة أو الفلك أو علوم الأرض أو عالم التكنولوجيا أو العلوم الحوسبية وأنظمة الكمبيوتر والويب والوحدات والقياسات وتحويل العملات والنقود والتمويل والأماكن والجغرافيا والصحة والطب والتغذية واللغويات والتاريخ والألعاب الرياضية الموسيقى والألوان.
وهناك نقاط مهمة تتعلق بالمحرك وطريقة تفاعله مع مستخدميه، يجب على من يستخدم "وولفرام ألفا" أن يتعرف عليها ويعيها، ومنها ما يلي: يكوِّن وولفرام إجابات الأسئلة من خلال العمليات الحسابية التي ستمدها من قاعدته المعرفية الداخلية بدلا من البحث في الويب وعرض الروابط والنتائج. إذا لم يتمكن المستخدم من العثور على إجابته في وولفرام ألفا فيمكنه تجربة تكرار السؤال بصيغ مختلفة أو ربما لم يُغَطّ وولفرام ألفا مجال السؤال. ويمكن في هذا الصدد تخفيض عدد كلمات الاستعلام المطلوبة وتجربة كلمات وتعليقات مختلفة، ويفضل استخدام أقل عدد ممكن من الكلمات مع ضرورة الحرص على استخدام كلمات غير غامضة.
يناسب وولفرام ألفا جميع الأعمار بدءًا من الحضانة حتى مستويات التخرج والعمل ويقدم المعلومات التي يحتاجها المستخدم المبتدئ والعالم الخبير، وبيمكن استخدام وولفرام ألفا في الأبحاث الأكاديمية والعلمية وكمصدر علمي موثوق للإحصائيات والأرقام.

No comments: