الهدف، يوليو 2009
تحت عنوان ("أوباما.. نتنياهو"يفصحان عن رؤيتهما للسلام في الشرق الأوسط).. تسائلت مجلة الهدف، باستهجانٍ: لماذا قامت الدنيا ولم تقعد عند اعتلاء باراك حسين أوباما سدة الحكم في الإدارة الأمريكية؟ أهي سياساته النقدية لسلفه الإرهابي بامتياز والحاضن الأمين للعدوانية الصهيونية وممارساتها الإرهابية ضد الشعب الفلسطيني والأمة العربية؟ أم إعلانه في البيت الأبيض عن مقاربة للحل في العالمين العربي والإسلامي؟ وهل يَصدُق ذلك في ظل استمرار لعب اللوبي الصهيوني دورًا مركزيًا في تحديد اتجاه السياسات الأمريكية في المنطقة؟
المقاربة الأمريكية والتي تبنت في الجوهر الموقف والرؤية الصهيونية لآفاق حل المشكلة الفلسطينية والتي هلَّلَ لها- وللأسف- العالم أجمع باستثناءات قليلة، كانت شكلية ولم تغير قيد أنملة المواقف الأمريكية التقليدية المتنكرة للحقوق العربية والداعمة بلا نقاش للأطماع والمصالح الصهيونية. فحديث أوباما الذي تُوِّج بحرص أمريكي على عدم إدارة الظهر لتطلعات الشعب الفلسطيني نحو الدولة تضمن موقفًا واضحًا من حق العودة وتجاهلا لحقوق اللاجئين والقدس والحدود وموقفا ملتبسا من الاستيطان الذي يقوض أركان الدولة الفلسطينية ورغبة في أن تكون الدولة الفلسطينية جسرًا لعبور إسرائيلي مجاني للعالمين العربي والإسلامي، فكما يقولون كلام جميل ومنمق وغير عادي بالنسبة للخطاب الأمريكي لكنه مليء بالمخاطر والأهوال (كدسِّ السم في العسل). هذا لاحديث قابله يوم الأحد الموافق 14/6/2009 رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو في خطابه في جامعة "بار إيلان" في تل أبيب في قاعة (السادات ـ بيجين) بمقاربة مقززة من حيث المضمون حيث انطلق من تشويه للتاريخ وتجاوز وتجاهل لحقائقه الدامغة ليصل إلى نتيجة مؤداها أنه يتكرم على الشعب الفلسطيني بإعطائه سجنًا منمقًا من خلال القبول والاستسلام للإرادة الصهيونية وما خلفته من دمار وانتهاكات للحقائق والوقائع على الأرض الفلسطينية. فيريدنا أن نعترف بأن دولته المصطنعة والكيان صاحب الدور والمهمة الاستعمارية، الدولة القومية للشعب اليهودي وأن نوفر لها الأمن من خلال دولة منزوعة السلاح وبضمانات دولية وتغييب حقوق شعبنا غير القابلة للتصرف في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها ولسان حاله يدعونا إلى نسيان حقوقنا في العودة إكرامًا لصلفه وصفاقته المعهودة دون أن ينسى بأن القدس عاصمة أبدية لكيانه العنصري الإرهابي. وانطلاقًا من هذه المقاربة الأمريكية الصهيونية والتي عبرت من خلالها إدارة أوباما على أن خطاب نتنياهو خطوة إلى الأمام وخطوة في الاتجاه الصحيح.
No comments:
Post a Comment