برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Tuesday, August 18, 2009

الوعي.. إداركنا لأنفسنا والواقع المحيط بنا


آفاق العلم، يوليو - أغسطس 2009

إنه شيء يحدد فهمنا للواقع ويخبرنا بأننا موجودون... نحن نعرف أننا نملكه؛ إلا أن علماء الجهاز العصبي والفلاسفة وخبراء الكمبيوتر لا يزالون مستمرين في مجهوداتهم الهادفة إلى تحديد ماهيته وفك شيفرة الدماغ الخاصة بكيفية عمله
إنه (الوعي) الذي أوقفت مجلة آفاق العلم موضوع غلافها الأخير للحديث عنه

تحديد المعنى الفعلي والدقيق للوعي كان صعباً على مر التاريخ ... في القرن الخامس الميلادي، حدد أوغسطين إدراك الذات كأحد العوامل الرئيسية للوعي؛ وذلك بقوله "أنا أفهم أنني أفهم" وقد استغرق الأمر اثني عشر قرنا، قبل أن يقدم الفيلسوف الإنجليزي جون لوك تعريفاًً جديداً للوعي؛ على أنه "إدراك الإنسان لما يدور في عقله
أنواع الوعي كثيرة؛ فهناك – إضافة للأنواع المذكورة أعلاه –الوعي الأخلاقي؛ أي نظام المثل والقيم الذي يمكننا من تمييز الأعمال الحسنة من السيئة... وهذا النظام يختلف من ثقافة إلى أخرى، ومن دين إلى آخر. وبقدوم فيلهلم فوندت في ستينيات القرن التاسع عشر، عرفنا أن الوعي هو المحصلة النهائية لنشاطات الدماغ؛ ما يعني أنه من الممكن دراسته... ولهذا يؤكد سيرل أن الوعي عبارة عن ظاهرة بيولوجية طبيعية، كعملية الهضم... وهي ظاهرة سنتمكن من فهمها بصورة كلية عندما نفهم الكيفية التي يعمل وفقها الدماغ
اليوم، وبفضل دراسة نشاطات الدماغ، فقد توصلنا إلى معرفة بعض وظائف هذه الخاصية التي لا يزال الجزء الأكبر منها غامضاً. ومع أن الإجابات حول الوعي البشري لم تكتمل بعد؛ إلا أن هناك قدراً كبيراً من التفاؤل فيما يتعلق بفهم الآلية التي يعمل وفقها دماغ مكون من أنسجة رخوة يبلغ وزنه نحو1400 غرام قادر على إعطائنا إمكانية التعرف على ذاتنا كأفراد منفصلين ، ثم إدراك مدى اتصالنا ببعضنا البعض ومعرفة مكاننا على هذا الكوكب وفي هذا الكون

No comments: