برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Sunday, October 19, 2008

طائرات "الشبح".. وشبح الحرب


"الكفاح العربي"، 6 – 12 أكتوبر 2008


يقول الخبراء إن مهاجمة إيران ليست هي الغرض من المنظومة الجوية الإسرائيلية الجديدة, ومع ذلك لا يمكن استبعاد هذا الاحتمال المفتوح؛ خاصة وأن هذه المنظومة الجوية تضم 75 مقاتلة من طراز اف­35 (أو الشبح)، تبلغ قيمتها 15 مليار دولار, وهي الطائرة التي لا يكتشفها الرادار ولا تمتلكها سوى أمريكا وإسرائيل.
"الكفاح العربي" اعتبرت هذه (الشبح) قفزة في الآداء الجوي الإسرائيلي, تضاف إلى قفزة أخرى هي القذائف الذكية التي تخترق الأهداف المحصنة, وثالثة هي نظام الرادار المتطور (إف بي إكس) الذي يرتبط بقاعدة أميركية في أوروبا، وشبكة إنذار أميركية تعمل بالقمر الصناعي. مما يؤكد في النهاية أن موقع إسرائيل الاستراتيجي لم يتبدل في الأولويات الدفاعية الأميركية، وأن خطرها في المنطقة يتزايد يومًا بعد يوم.
دراسة استراتيجية صدرت قبل أسابيع عن مؤسسة واشنطن لدراسات الشرق الأدنى, طرحت السؤال وحاولت الاجابة عنه. والسؤال هو: هل ثمة رابط ما بين التفوق النوعي العسكري الإسرائيلي على كل دول المنطقة, وبين الاصطفاف الاستراتيجي الجديد في الشرق الأوسط بين إيران وحلفائها، والولايات المتحدة وأصدقائها؟
ولم تكن الإجابة مجرد الإثبات، بل التأكيد على أن هناك علاقة وثيقة جدًا بين الأمرين؛ فمصالح الولايات المتحدة متشابكة بشكل لا رجعة عنه مع مصالح إسرائيل لأسباب تاريخية, وأخلاقية, وسياسية.
ومنذ إن اعترف الرئيس ترومان بدولة إسرائيل الجديدة في 14 مايو 1948, دعمت الولايات المتحدة وضمنت بقاء إسرائيل.
والآن, لا تزال إسرائيل أكبر متلقٍ للمساعدات العسكرية الأميركية في العالم.
هذا الالتزام كأمر واقع بالحفاظ على التفوق النوعي الإسرائيلي جاء أولا على لسان الرئيس رونالد ريغان, ثم تبنته كل الإدارات اللاحقة التي شددت أيضا على أن التكتيكات والتدريبات الإسرائيلية المتفوقة ستعوِّض عن أي ميزة قد يحصل عليها العرب من خلال مبيعات الأسلحة المتطورة. ورغم ذلك لا تزال هذه المبيعات موضع خلاف بين تل أبيب وواشنطن.
هذا وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن موافقتها على صفقة لتطوير النظام الصاروخي المضاد للطائرات «باتريوت» وهو في حوزة الجيش الإسرائيلي, وتزويد إسرائيل بـ28 ألف قاذفة صواريخ مضادة للدروع من نوع «لاو» للقوات البرية.
كما وافقت واشنطن على تزويد إسرائيل بـ25 طائرة «شبح» اف­35 مع ترك الباب مفتوحا أمام شراء 50 طائرة إضافية ضمن صفقة الـ15.2 مليار دولار, في إطار المصالح الاستراتيجية الحيوية المشتركة بين البلدين. ولا يستبعد الخبراء الاستراتيجيون أن تعيد هذه الصفقة إطلاق سباق التسلح في المنطقة على مدى واسع بين إسرائيل وإيران وسوريا بصورة خاصة.
هذا الوضع أدى إلى ما وصفته الوزيرة رايس بـ«الاصطفاف الاستراتيجي الجديد» في الشرق الاوسط, بين الولايات المتحدة وتلك الحكومات الراغبة في تعزيز السلام والاستقرار ضد أولئك الذين يدعمون التطرف العنيف. هذا التجمع يضم تركيا وإسرائيل ومصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي, جنباً إلى جنب مع قادة 14 آذار في لبنان والسلطة الفلسطينية. ورغم أن الفعالية المستقبلية لهذا الائتلاف الاستراتيجي في مواجهة إيران لا تزال موضع شك, إلا أن التهديد الإيراني الكامن للاستقرار الإقليمي ليس كذلك.
وللمساعدة على تعزيز هذا «الاصطفاف الاستراتيجي الجديد», يقترح بعض المحليين وصناع القرار ان تعرض الولايات المتحدة مجموعة من الترتيبات الأمنية الرسمية والبيانات التي تؤكد التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن إسرائيل وشركاء أميركا الخليجيين ضد أي هجوم نووي.
أما السيناريوات المتداولة على المدى القريب فتقول إن تجدد الحرب مع «حزب الله» وارد, وأن المواجهة مع الجيش السوري واردة أيضا, فيما تتهيأ إسرائيل في الوقت نفسه لعملية برية واسعة في قطاع غزة. ويبقى السيناريو الأكبر هو احتمال توجيه ضربة خاطفة لإيران لإعاقة مشروعها النووي.

No comments: