الكفاح العربي، 13- 19 أكتوبر 2008
كان الأسبوع الماضي الأسوأ في تاريخ البورصات العربية منذ إنشائها, عقب التراجعات الحادة التي سجلتها الأسواق المالية الأميركية والآسيوية والأوروبية.
مجلة "الكفاح العربي" سلطت الضوء على الثمن الباهظ الذي يدفعه العرب الآن نتيجة ربط اقتصاداتهم بالدورة المالية الأميركية, لدرجة أن خسروا في أيام ما حصَّلوه طيلة عقود؛ ففي الرياض وأبو ظبي ودبي ومسقط والكويت تجاوزت نسبة الخسائر عشرات المليارات من الدولارات خلال أيام, رغم محاولات الطمأنة. فيما ذهبت بعض التقديرات إلى أن خسارة بلدان النفط الخليجية لن تقل عن 170 مليار دولار في التقديرات الأكثر تفاؤلاً، ولا يدري أحد.. فربما كان القادم أسوأ!
تباينت ردات فعل الأسواق في المنطقة العربية حيال الأزمة المالية العالمية بتباين الإجراءات التي اتخذتها الحكومات والمؤسسات الاستثمارية الرسمية من جهة، وتباين الروابط بين المؤسسات المالية والمصرفية والاستثمارية لهذه الدول والسوق الأميركية من جهة أخرى. وبالإجمال تفيد أحدث التقارير المالية، والتي تصدرها المؤسسات البحثية، أن قيمة الاستثمارات في البورصات الخليجية تراجعت بمقدار 120 مليار دولار، فيما وصلت خسائر مؤسسات مالية عريقة إلى عشرات المليارات من الدولارات.
وعلى مستوى دول الخليج العربي كانت ردة فعل الأسواق "عنيفة"؛ فمعظم الأسواق شهدت تراجعا حادا وقياسيا أعاد إلى الأذهان هزات كبيرة في تاريخ هذه الأسواق.
ومن أجل تخفيف آثار الأزمة اتخذت حكومات في المنطقة إجراءات تمثلت في الإيعاز لمؤسسات استثمارية ضخ أموال كبيرة في السوق المالية لضمان عدم الانهيار مثلما فعلت الحكومة الكويتية, فيما عملت الإمارات العربية المتحدة على خفض أسعار الفائدة على الدرهم نصف نقطة مئوية لخفض كلفة الاقتراض وجعل نافذة الاستثمار بالأسهم أكثر جدوى من الاستثمار في الودائع المصرفية.
وفي الأردن... ورغم تأكيد مسؤولين رفيعي المستوى أن الأردن بعيد عن تأثير الأزمة المالية العالمية, إلا أن السوق المالية تجاوبت بشكل عكسي مع هذه التصريحات وتراجعت خلال 4 أيام نحو 16 بالمئة وفقدت نحو5,3 مليار ات دينار أي حوالى 5 مليارات دولار.
ومع استمرار مسلسل التراجعات والخسائر الفادحة في الأسواق المالية العالمية نقلت المجلة عن خبراء ماليين واقتصاديين خليجيين قولهم: إن الأزمة الراهنة تمثل فرصة ذهبية للقطاع المالي الإسلامي وأدواته, وقد كشفت مصادر مطلعة أن هذه الأدوات غدت قبلة أنظار المستثمرين؛ باعتبار أنها كانت الأقل ضررا مقارنة بالمنتجات الأخرى.
كما تشهد الصيرفة الإسلامية نموا متسارعا في الوقت الحاضر؛ ليس بسبب تنامي السيولة المالية في دول المنطقة فحسب, بل بسبب توسع رقعة الحلول والمنتوجات المالية الإسلامية التي تواكب حاجات قطاعات واسعة من المستثمرين، سواء الحكومات أو الشركات أو المؤسسات المالية الإسلامية نفسها.
لقد أظهرت الصكوك الإسلامية بأنواعها نجاحا متميزا خلال السنوات الماضية من انتشار واسع, والذي يظهر جليا من خلال نمو القطاع حجما وتطورا, حيث لم يبدأ المستثمرون في شراء المنتجات المطابقة لأحكام الشريعة الإسلامية فقط، بل بدأت أيضا الشركات والمؤسسات غير الإسلامية بالتفكير في جمع الأموال عن طريق استخدام الوسائل الإسلامية.
من جانب آخر, قالت"سواتي تانيجا"، مديرة مؤتمر منتدى التمويل الإسلامي الذي عُقد في اسطنبول بين 1317 أكتوبر الحالي: إن هذه الفرصة الذهبية تتمثل في بروز قطاع التمويل الإسلامي كبديل اقتصادي ناجح بطبيعته, وهو النموذج الذي يحتاج إليه العالم الآن. مضيفة: إن الفرصة لم تكن مواتية للمستثمر الحذر الذي اكتوى بنار الأزمة الائتمانية العالمية أكثر من الآن حتى يبدأ باستكشاف ما الذي يمكن للأسواق الإسلامية أن تقدمه، خصوصا وأن المنتجات المالية الإسلامية تتجنب تماما أساليب المضاربات, وهو بالضبط ما يهدف إليه المشرعون في الحقبة الجديدة التي بدأنا بدخولها.
كان الأسبوع الماضي الأسوأ في تاريخ البورصات العربية منذ إنشائها, عقب التراجعات الحادة التي سجلتها الأسواق المالية الأميركية والآسيوية والأوروبية.
مجلة "الكفاح العربي" سلطت الضوء على الثمن الباهظ الذي يدفعه العرب الآن نتيجة ربط اقتصاداتهم بالدورة المالية الأميركية, لدرجة أن خسروا في أيام ما حصَّلوه طيلة عقود؛ ففي الرياض وأبو ظبي ودبي ومسقط والكويت تجاوزت نسبة الخسائر عشرات المليارات من الدولارات خلال أيام, رغم محاولات الطمأنة. فيما ذهبت بعض التقديرات إلى أن خسارة بلدان النفط الخليجية لن تقل عن 170 مليار دولار في التقديرات الأكثر تفاؤلاً، ولا يدري أحد.. فربما كان القادم أسوأ!
تباينت ردات فعل الأسواق في المنطقة العربية حيال الأزمة المالية العالمية بتباين الإجراءات التي اتخذتها الحكومات والمؤسسات الاستثمارية الرسمية من جهة، وتباين الروابط بين المؤسسات المالية والمصرفية والاستثمارية لهذه الدول والسوق الأميركية من جهة أخرى. وبالإجمال تفيد أحدث التقارير المالية، والتي تصدرها المؤسسات البحثية، أن قيمة الاستثمارات في البورصات الخليجية تراجعت بمقدار 120 مليار دولار، فيما وصلت خسائر مؤسسات مالية عريقة إلى عشرات المليارات من الدولارات.
وعلى مستوى دول الخليج العربي كانت ردة فعل الأسواق "عنيفة"؛ فمعظم الأسواق شهدت تراجعا حادا وقياسيا أعاد إلى الأذهان هزات كبيرة في تاريخ هذه الأسواق.
ومن أجل تخفيف آثار الأزمة اتخذت حكومات في المنطقة إجراءات تمثلت في الإيعاز لمؤسسات استثمارية ضخ أموال كبيرة في السوق المالية لضمان عدم الانهيار مثلما فعلت الحكومة الكويتية, فيما عملت الإمارات العربية المتحدة على خفض أسعار الفائدة على الدرهم نصف نقطة مئوية لخفض كلفة الاقتراض وجعل نافذة الاستثمار بالأسهم أكثر جدوى من الاستثمار في الودائع المصرفية.
وفي الأردن... ورغم تأكيد مسؤولين رفيعي المستوى أن الأردن بعيد عن تأثير الأزمة المالية العالمية, إلا أن السوق المالية تجاوبت بشكل عكسي مع هذه التصريحات وتراجعت خلال 4 أيام نحو 16 بالمئة وفقدت نحو5,3 مليار ات دينار أي حوالى 5 مليارات دولار.
ومع استمرار مسلسل التراجعات والخسائر الفادحة في الأسواق المالية العالمية نقلت المجلة عن خبراء ماليين واقتصاديين خليجيين قولهم: إن الأزمة الراهنة تمثل فرصة ذهبية للقطاع المالي الإسلامي وأدواته, وقد كشفت مصادر مطلعة أن هذه الأدوات غدت قبلة أنظار المستثمرين؛ باعتبار أنها كانت الأقل ضررا مقارنة بالمنتجات الأخرى.
كما تشهد الصيرفة الإسلامية نموا متسارعا في الوقت الحاضر؛ ليس بسبب تنامي السيولة المالية في دول المنطقة فحسب, بل بسبب توسع رقعة الحلول والمنتوجات المالية الإسلامية التي تواكب حاجات قطاعات واسعة من المستثمرين، سواء الحكومات أو الشركات أو المؤسسات المالية الإسلامية نفسها.
لقد أظهرت الصكوك الإسلامية بأنواعها نجاحا متميزا خلال السنوات الماضية من انتشار واسع, والذي يظهر جليا من خلال نمو القطاع حجما وتطورا, حيث لم يبدأ المستثمرون في شراء المنتجات المطابقة لأحكام الشريعة الإسلامية فقط، بل بدأت أيضا الشركات والمؤسسات غير الإسلامية بالتفكير في جمع الأموال عن طريق استخدام الوسائل الإسلامية.
من جانب آخر, قالت"سواتي تانيجا"، مديرة مؤتمر منتدى التمويل الإسلامي الذي عُقد في اسطنبول بين 1317 أكتوبر الحالي: إن هذه الفرصة الذهبية تتمثل في بروز قطاع التمويل الإسلامي كبديل اقتصادي ناجح بطبيعته, وهو النموذج الذي يحتاج إليه العالم الآن. مضيفة: إن الفرصة لم تكن مواتية للمستثمر الحذر الذي اكتوى بنار الأزمة الائتمانية العالمية أكثر من الآن حتى يبدأ باستكشاف ما الذي يمكن للأسواق الإسلامية أن تقدمه، خصوصا وأن المنتجات المالية الإسلامية تتجنب تماما أساليب المضاربات, وهو بالضبط ما يهدف إليه المشرعون في الحقبة الجديدة التي بدأنا بدخولها.
No comments:
Post a Comment