"البيادر السياسي"، 11 أكتوبر 2008
هل سينجح الحوار بين الفرقاء الفلسطينيين؟ وهل سيختلف عن جلسات الحوار السابقة؛ فيعيد اللحمة إلى هذا الشعب الصامد؟ أم هو مجرد حوار لرفع العتب؟
هل سينتهي الانقسام الفلسطيني؟ أم أن كل ما يُبذل من جهد هو لتهدئة المواطن وتخديره فقط ؟!
تساؤلات عديدة تدور في عقول كل المسلمين والعرب، وهم يراقبون عن كثب الاتصالات المصرية الحثيثة من أجل استئناف الحوار الفلسطيني - الفلسطيني في القاهرة سواء تحت رعاية مصرية أم تحت رعاية الجامعة العربية.
عدة جهات معادية لشعبنا الفلسطيني لا ترغب في نجاح هذا الحوار، حتى أنها لا تريد أن تعقد ولو جلسة واحدة له، ولذلك نراها تحاول بث شائعات ودس السموم في فبركاتها العديدة للإيقاع بين الأخوة أبناء الشعب الواحد.
لكن بعد فترة من التشاور والاستفسار وإجراء لقاءات مع قادة الفصائل، ذكرت مصادر عديدة أن مصر استطاعت وضع الخطوط العريضة للحوار الفلسطيني من أجل التوصل إلى اتفاق شامل ونهائي.. ومن هذه الخطوط العريضة:
* وقف جميع أعمال الاتهامات والتصريحات التي تصب الزيت على النار، وأهمها وقف الحملات الاعلامية المتبادلة.
* تشكيل حكومة انتقالية أو مرحلية أو مؤقتة تضم وزراء من المستقلين المحسوبين على مختلف الفصائل تكون مهمتها الإعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية على حد سواء.
* إجراء الانتخابات الفلسطينية الشاملة للرئاسة والمجلس التشريعي في موعد أقصاه الصيف القادم.
* تفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية، والعمل على ضم حماس والجهاد الاسلامي والأحزاب الأخرى إلى هذه المنظمة كي تمثل كافة فصائل وشرائح المجتمع الفلسطيني.
* تأكيد الالتزام باتفاق الوفاق الفلسطيني وكذلك باتفاق القاهرة لعام 2005، وتأكيد إيجاد حل لأي خلاف أو سوء فهم عبر التحاور والتشاور، ومنع استخدام القوة العسكرية لحسم أي خلاف.
هذه الخطوط العريضة لاقت استحسان جميع الفصائل الفلسطينية، لكن الخلاف الأكبر يبقى حول آلية التنفيذ لهذه المبادىء أو الخطوط العريضة.
على كل حال سيكون الحوار مركزاً على آلية تنفيذ الافكار والآراء والخطوط العريضة، ويبقى التساؤل: هل يمكن التوصل إلى صيغة تفاهم حول هذه الآلية أمام هواجس وتحفظات واجواء عدم الثقة القائمة حالياً بين طرفي النزاع الأساسيين حماس وفتح!؟
تطالب فتح بضرورة تراجع حماس عما تسميه "انقلابها" العسكري وتسليم كل ما سيطرت عليه للسلطة، في حين أن حركة حماس ترفض ذلك.
وترى الفصائل الأخرى أن آلية تنفيذ الاتفاق يمكن أن تكون أو تمثلها الحكومة الانتقالية أو المرحلية التي تتسلم كل الأمور والمؤسسات، وتعمل على تفعيل نشاطات هذه المؤسسات وإعادة بناء هيكلها العام وخاصة المؤسسات الأمنية التي يجب أن تكون بعيدة كل البعد عن الصراع الداخلي الفلسطيني، وبعيدة عن التحزبات أو الانتماءات الفصائلية، وعليها أن تكون الدرع الواقي للوطن من الأعداء في الداخل و الخارج... ولا تتدخل في أي سوء فهم حزبي أو فصائلي.
لكن حماس تصر على معرفة آلية التنفيذ والتطبيق، وتصر على عدم مصادرة ما حققته من إنجاز سياسي نتيجة ما قامت به من إجراء استباقي في القطاع قبل حوالي العام والنصف تقريبا.
رغم هذه الصعاب الموضوعة أمام استئناف هذا الحوار، إلا أن الجانب المصري مصمم على مواصلة الجهود لاستئناف الحوار الفلسطيني، ومصمم على إنجاحه لأن الوفاق الفلسطيني يصب في مصلحة مصر. ولأنه لا مفر من إجراء الحوار، ولا مفر من الوفاق، فالمطلوب هو توفير الوقت والجهد، والتوصل إلى اتفاق يحيي الحوار الجاد الذي يؤدي إلى النتائج والقرارات المرجوة.
No comments:
Post a Comment