برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Tuesday, October 28, 2008

من هو الرئيس القادم لأميركا ماكين أم أوباما؟


البيادر السياسي، 25 أكتوبر 2008

يوم الثلاثاء القادم الموافق 4 نوفمبر، يتوجه الناخب الأميركي إلى صناديق الاقتراع لينتخب الرئيس الأميركي الجديد ونصف أعضاء الكونغرس الأميركي، وبالتالي تنتهي حملة الانتخابات الرئاسية المتواصلة منذ حوالي العام، ويعرف الأميركيون، وكذلك العالم كله، من هو الرئيس الجديد لأميركا: جون ماكين (المرشح الجمهوري) أم باراك أوباما (المرشح الديمقراطي)، وليبدأ الانتظار لما ستفعله الإدارة الجديدة برئاسة الرئيس الجديد.
صحيح أن استطلاعات الرأي الأميركي ترجّح وباما، إلا أن الكلمة الأولى والأخيرة تبقى في ذلك للناخب أمام صندوق الاقتراع.

الحملة الانتخابية الرئاسية مكلفة مادياً ومرهقة جسدياً ونفسياً؛ إذ أنها تمر بمراحل عديدة ينتخب خلالها الحزبان الجمهوري والديمقراطي مرشحيهما لخوض هذه الانتخابات، وقبل ذلك تجري عمليات انتخابات داخلية في كل حزب، وبعدها تبدأ عملية المناظرات التلفزيونية بينهما، وعادة هي ثلاث مناظرات وجها لوجه، وقد استطاع خلالها أوباما أن يفوز على ماكين بسبب مواقفه الأكثر وضوحاً، وهمته الأكثر اندفاعاً لخدمة أميركا، ومعايشته الأكثر فهما لما تعاني منه السياسة الأميركية الخارجية.
ورغم ذلك لايزال الفارق بين موقف المرشحين تجاه القضايا الحساسة في العالم، متواضعًا للغاية، فالمرشحان متفقان على عدة أمور، هي:
* ضرورة دعم إسرائيل والحفاظ على أمنها.
* وجوب العمل على مكافحة ما يُسمى بـ "الإرهاب الدولي".
* عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي.
* وضع خطة لإنقاذ الاقتصاد الأميركي من الانهيار بعد الأزمة الحالية، ودعم خطة بوش الحالية الطارئة لإنقاذ الاقتصاد الأميركي.
* العمل على الخروج بصورة مشرفة من المستنقعين الأفغاني والعراقي، مع الخلاف الكبير في أسلوب التعاطي مع هذا الوضع أو هذه "الورطة"؟!
أما الخلاف بينهما فيتركز على الأسلوب في التعاطي مع كل بند من بنود الاتفاق.

يقول كثيرون: إن لأوباما حظا كبيرا في الفوز برئاسة الولايات المتحدة؛ لأن الشعب الأميركي يفضل التغيير، ويريد أن يعاقب الإدارة الجمهورية السابقة لما ارتكبت من أخطاء، كما أنه يبحث عن زعيم شاب، مندفع ومتحمس. كذلك يلعب الوضع الاقتصادي دورًا كبيرًا في ترجيح كفة أوباما، فالشعب الأمريكي قد يفعل أي شيء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه اقتصاديا.
لكن ذلك لا يعني وجود سلبيات لأوباما تقف حجر عثرة أمام عبوره إلى البيت الأبيض، فهناك جذوره الأفريقية، واللوبي الصهيوني الفعال واليمين المتطرف اللذان يفضلان فوز ماكين. مما يطرح استفهامًا حول دور إسرائيل داخل هذه المعركة الانتخابية، ويبرز غياب التأثير العربي على مجرياتها.
وسواء أتى أوباما أم ماكين، يبقى التساؤل الأكثر أهمية في هذا السياق هو: ما المتوقع من الرئيس الجديد؟!

يجب أن يكون المرء واقعياً، ومدركاً للظروف التي يتولى فيها الرئيس الأميركي منصبه ويديره. ولذلك على المرء ألا يتوقع تغييرا جوهريا وأساسيا وكبيرا في السياسة الأميركية الخارجية، وخاصة أن اللوبي الصهيوني ما زال قويا، وله نفوذه على الساحة الأميركية. وإذا أراد الرئيس الجديد التغيير في أسلوب تعامله، فإنه قد يصطدم بعرقلة قوية، وقد يكون التغيير طفيفا، لأن التحالف الاستراتيجي الأميركي الإسرائيلي قوي، ولا يستطيع أي رئيس جديد أن يمس هذا التحالف.
كما أن العالم العربي ضعيف وليس له أي تأثير يذكر على سياسة الرئيس الأميركي الجديد.
ورغم أن التغيير الكبير غير متوقع، إلا أن الإدارة الجديدة لن تكون أسوأ من الادارة الأميركية الحالية التي تعتبر أسوأ إدارة عبر التاريخ الأميركي؛ لأنها أضاعت الهيبة الأميركية على الساحة الدولية، وورطت الشعب الأميركي في مستنقعات صعبة، من المستحيل الخروج منها بسلام ومن دون دفع ثمن باهظ.
يجب علينا عدم استباق الأحداث.. فلننتظر لنعرف أولاً من هو الرئيس القادم لأميركا: ماكين أو أوباما، وبعدها فقط يمكننا الانطلاق في التحليلات كما نشاء، اعتماداً على شخصية ومواقف الرئيس الجديد المنتخب.

No comments: