"الأفكار"، 7- 13 أكتوبر 2008
على الساحة اللبنانية.. أصبح ساركوزي في الواجهة بدل بوش، معتقدًا أن سورية لن تُخلف معه الوعد في لبنان، وثمة من يقول إن بوش لا يريد أن يتورط في مساعدة لبنان أكثر من ذلك.
لكن مالفارق بين أن يكون الذي يتدخل هو بوش أو ساركوزي؟ أوليس هذا الأخير هو الذي قال غير مرة عن نفسه: إنه يشعر في فرنسا وكأنه مواطن أمريكي.
مجلة الأفكار استنبطت من هذا التحول أن الأسرار أصبحت تُستقى من فرنسا لا من واشنطن؛ فسلطت الضوء على زيارة قام بها وفد من قوى الرابع عشر من آذار إلى باريس نهاية الشهر الماضي.
رغم أن المثل يقول: (خذوا أسرارهم من صغارهم)، فإنه في الموضوع الأمريكي - السوري يُحتَّم أخذ الأسرار من فرنسا أفضل حليف للولايات المتحدة في هذه المرحلة.
وجاء أخذ الأسرار بقرار من قوى الرابع عشر من آذار، حيث توجه كلا من النائبان مروان حمادة، وسمير فرنجية، والنائب السابق فارس سعيد، ورئيس تجمع الوطنيين الأحرار المهندس دوري شمعون إلى باريس نهاية الشهر الماضي لمعرفة ما إذا كان هناك تحولا في الموقف الفرنسي، أو استطرادًا في الموقف الأمريكي من سورية، خصوصا بعدما نشرت الأخيرة قواتها العسكرية على الحدود الشمالية مع لبنان.
هذا الانتشار اعتبره وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، «لا يهدد أحدا»، في محاولة منه لتطمين "أصدقائه اللبنانيين".
كما أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الانتشار يهدف إلى قطع دابر تهريب المخدرات والسلاح.
ورغم هذه التطمينات تملكت قوىالرابع عشر من آذار الهواجس من أن يكون هذا الانتشار العسكري مقدمة لدخول عكاروالوصول إلى طرابلس، عندما تدق الساعة المناسبة على الطريقة التركية في شمال العراق! وأن هذا الدخول إذا حصل سيكون -كما ذكرت وكالات الأنباء- بغطاء فرنسي أوروبي، كما كان الدخول السوري العسكري إلى لبنان عام 1976 بغطاء أمريكي.
ماذا سمع رباعي قوى الرابع عشر من آذار، وهو يحمل هذه الهواجس إلى دوائر (قصر الإليزيه)، ودوائر قصر (الكي دورسيه)، مقر وزارة الخارجية الفرنسية عند جادة (كليبر)، حيث تقع السفارة اللبنانية في أحد منعطفاته المسمى شارع (كوبرنيك)؟!
ماسمعوه هو الأتي:
* أولا: الرئيس ساركوزي هو الآن رئيس الاتحاد الأوروبي حتى أول يناير عام 2009، وكلمته هي كلمة أوروبا.
* ثانيًا: الرئيس ساركوزي – وخصوصا بهذه الصفة- لن يكون غطاء لأي تدخل عسكري سوري في لبنان.
* أي انفتاح فرنسي-أوروبي على سوريا لن يكون على حساب لبنان.
* يجب وضع النقاط فوق حروفها فيما يتعلق بالعلاقات الأوروبية-الفرنسية-السورية.
ورغم ذلك عاد رباعي 14 آذار ولم يطمئن قلبه للانتشار العسطري السوري على الحدود الشمالية.
No comments:
Post a Comment