الأفكار، 10 نوفمبر 2008
(باراك أوباما ليس "المسيح القادم" ولا حُسَين العرب والمسلمين.. لكنه أفضل من عصابة الموتورين). هكذا نظر بنو جلدتنا للنصر الذي حققه باراك أوباما، خاصة بعدما حذر الكثير من العقلاء أن (أحبب حبيبك هونًا ما؛ عسى أن يكون بغيضك يومًا ما)!
مجلة الأفكار اللبنانية تحدثت عن النصر الديمقراطي من زاوية المصالح اللبنانية، موجهة رسالة للرئيس الأميركي الجديد أن "تعلم من أخطاء من سبقك، ولا تحذو حذوه فتلقى مصيره".
المؤلم في الأمر أن أحلامنا أصبح تحقيقها بيد غيرنا، وآمالنا أضحت معلقة بمصائر الآخرين!
طبيعي جدًا أن تمر الأشهر الأربعة من ولاية أوباما في الدراسة والاستقصاء، ومعاينة الملفات في وزارة الخارجية الأميركية وجهاز الأمن القومي في البيت الأبيض، لكن بإمكان الرئيس الجديد إعطاء (وعد أوباما) لدراسة ملف مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، وإعطاء لبنان حقه الجغرافي والقومي في هذه المناطق المحتلة.
ومن حق اللبنانيين أن يطالبوا أوباما بنمط أميركي جديد في التعامل مع لبنان، فلا يكون المسئول الأميركي مجرد "بائع كلام"، ولا مصدّرًا لتجهيزات الجيش اللبناني بأسلحة تقليدية كالتي أعلنت عنها مؤخرًا السفيرة الأميركية "ميشيل سيسون"، بل أن يتأمل في قمة لقاء الحضارات التي ستنعقد في الأمم المتحدة هذا الشهر، ليعرف أي دور يمكن للبنان أن يضطلع به، بحكم تركيبته، في حوار الحضارات، ويبني معه علاقات على هذا الأساس.
في مطلع العشرينيات من القرن الماضي تعرض الرئيس الأميركي تيودور روزفلت لحملة شعواء؛ لأنه دعا شخصا أسود إلى عشاء في البيت الأبيض، واليوم لم يعد الشخص الأسود مدعوًا إلى العشاء هناك، بل أصبح يمتلك مقاليد البيت الأبيض، أورأيتم كيف يتغير الزمن؟!
No comments:
Post a Comment