برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Tuesday, November 11, 2008

انقلاب أميركي لإنقاذ أميركا



الكفاح العربي، 27 كتوبر – 3 نوفمبر 2008

تغيرت الولايات المتحدة بصورة جذرية بين عامي 2000 و 2008, ما شكل مرحلة تغيير أقرب ما تكون إلى "الثورة الداخلية".
مجلة "الكفاح العربي" حاولت أن تستكشف عناوين هذا التغيير, الذي يبدأ بالعالمين العربي والإسلامي في مبادرة أميركية جديدة يفترض أن تشكل خطة عمل لباراك أوباما ­ في حال وصوله لسدة الحكم­ شارك في وضعها أكثر من ثلاثين مسؤولا أميركيا بينهم رجال كونغرس ودبلوماسيون سابقون أبرزهم مادلين أولبرايت ودنيس روس وريتشارد أرميتاج، وخبراء في الشؤون الإسلامية والمسيحية واليهودية, من أجل تقليص رقعة العداء بين الولايات المتحدة والمسلمين.
فما هي الملامح العامة لهذا التقرير؟

قبل أيام, أطلق "مركز البحث عن أرضية مشتركة" في واشنطن بالاشتراك مع معهد "التوصل إلى إجماع" في بوسطن مبادرة "مشروع التواصل الأميركي­ الإسلامي" الذي تضافرت فيه جهود 30 من المسؤولين ورجال الكونغرس والدبلوماسيين السابقين
وخرج المشروع بتقرير وقع في 150 صفحة، تضمنت الخطوط العامة لاستراتيجية هدفها إنقاذ علاقات أميركا مع العالم الاسلامي وتقليص العداء المتنامي بين الطرفين. وقد رفع المؤتمرون توصيات إلى الرئيس الأميركي الجديد، لخّصها ديفيد فيرمان, الذي أشرف على التقرير, في مقابلة مع "سويس إنفو"على النحو الآتي:أولاً, أن يسلط الضـوء في خِـطاب تنصيبه على الأهمية القصوى لتحسين العلاقات الأميركية مع العالم الاسلامي.ثانياً, أن يؤكّـد فوراً إلتِـزام الولايات المتحدة بحظْـر استخدام أشكال التعذيب كافة.ثالثاً, أن يبادر خلال ثلاثة أشهر من تنصيبه إلى طرح مبادرات رئيسة لحل الصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط, وعلى رأسها الصـراع العربي ­ الاسرائيلي والمجابهة مع ايران.رابعاً, أن يدعو بحلول شهر تموز من العام 2009 إلى عقد مؤتمر موسّـع يضُـم وكالات الحكومة ورجال الأعمال, لمناقشة الإصلاح الاقتصادي والتنمية وخلْـق فرص العمل في الشرق الأوسط.خامساً, أن يقود الرئيس الأميركي الجديد مبادرة بالتّـعاون مع الكونغرس وقيادات هيئة التعليم في الولايات المتحدة ورجال الأعمال, لتحسين العلاقات مع العالم الاسلامي, وإطلاق مبادرة للتبادل والتعليم بين المُـواطنين الأميركيين ومواطني الدول الاسلامية".

هذا على المستويات الفكرية­ والثقافية، أما على الصعيد الاستراتيجي, فقط سبق أن بلور الديمقراطيون خلال الأشهر القليلة الماضية ما يمكن أن يكون خريطة طريق جديدة لهم في العالمين العربي والاسلامي, ظهرت في ثلاثة أوجه:الأول: ­ مبادرة مجلس العلاقات الخارجية الأميركي برئاسة مادلين أولبرايت.الثاني: تقرير بيكر­ هاملتون المشترك بين الديمقراطيين والجمهوريين, ومبدأ الاندماج الجديد الذي طرحه ريتشارد هاس الباحث الإستراتيجي البارز والمسؤول الحكومي السابق.الثالث: جدول أعمال السياسة الخارجية الذي نشره باراك أوباما في "فورين أفيرز" في تموز 2008.
أخطر هذه الأطروحات، و أشملها و أوضحها كانت مبادرة أولبرايت المسماة "دعماً للديموقراطية العربية"، التي صدرت العام 2007.

إن التوجهات الجديدة التي يفترض أن يعمل أوباما في حال فوزه على هديها، تبدأ وتنتهي بجملة واحدة: ضرورة إدماج الشرق الأوسط وبقية الدول الصاعدة في العالم؛ من خلال عوامل ثلاثة: الاقتصاد, والتحولات الديمقراطية التدريجية, واستبعاد سياسة الإقصاء والعزل.لكن, ماذا لو فشلت هذه القوة الناعمة في تحقيق أهداف كل من الولايات المتحدة وقوى العولمة الرأسمالية ؟
هنا تطل برأسها القبضة الحديدية التي تتخفى وراء القفازات الحريرية التي سيضعها أوباما: وفي حال فشل الإغراء والإقناع, فلن يكون هناك مفر من الحرب واستخدام القوة. ربما بات جلياً الآن أن المحك الرئيس لسياسة القبضة المخملية الأميركية الجديدة ستكون في إيران. الأشهر الستة الأولى وربما أيضا السنة الأولى وحتى الثانية من ولاية "الرئيس" أوباما -في حال فوزه- ستشهد بدء تطبيق مبدأ القبضة المخملية هذا عبر إطلاق مفاوضات مباشرة بين البلدين.بالطبع, لن تتطرق المحادثات بين الطرفين منذ اللحظة الأولى إلى القضايا الكبرى الشائكة بينهما, وعلى رأسها المسألة النووية وموقف إيران الإسلامية من وجود إسرائيل، إضافة إلى دورها في المشرق العربي الداعم لـ"حزب الله" و"حماس", بل ستحاول أولاً العثور على قواسم مشتركة.

No comments: