الشراع، 6 - 12 أبريل 2009
ما هي مقومات القوة الأمريكية لحوار القوة الإيرانية "خارج الإطار العسكري"؟
تساؤل طرحته أسبوعية الشراع اللبنانية، في معرض تناولها لما أسمته "الحوار العبثي والصدام الحتمي عام 2010".
أمريكا، كالعالم كله، في أزمة اقتصادية ستأخذ على الأقل نحو ثمانية عشر شهراً لتجاوز آثارها المدمرة على حياة عشرات ملايين الأمريكان، الذين وعدهم أوباما بالتغيير. وسيجد نفسه مضطراً للالتزام بهذا الوعد على حساب أي أمر آخر.. وأهمه مواجهة إيران.. لا، بل هو يعتقد أن مهادنة إيران هو مدخل للتفرغ وقتاً وسياسة ومالاً لمعالجة هذه الأزمة الطاحنة. وأمريكا ـ شاءت أم أبت ـ في تماس مباشر مع إيران، لا تستطيع تحت أي ظرف تجاهله. فهي على تماس معها في العراق وفي أفغانستان وفي النفط ودُوَلِه العربية. وفي سوريا وفي لبنان وفي اليمن وفي فنزويلا وفي السودان وفي جمهوريات القوقاز. أما إسرائيل فهي قضية أخرى لوحدها.. مع تشابكها مع بقية خطوط التماس. الانسحاب الأمريكي من العراق تم تسهيله بمبادرات إيرانية، ولم يكن للاتفاق الأمني الأمريكي العراقي أن يُعقد لولا مباركة إيران. تعزيز القوات الأمريكية في أفغانستان يحتاج إلى مباركة إيرانية زرعت وجوداً أمنياً وشعبياً حقيقياً في كل أفغانستان: مع الهازار الشيعة ومع الطاجيك ذوي العرق الفارسي ومع الباشتون ذوي اللغة الفارسية القديمة. ومثلما خلصت أمريكا إيران من خطر طالبان، فإن إيران لن تسمح لأمريكا بالحوار مع طالبان.. حتى تظل هي الباب الوحيد للحل الأمريكي في أفغانستان. وعلى هذا السؤال فإن كل حوار أمريكي مع أي جهة في العالم الإيراني يجب أن يمر من بوابة إيران.
وترى المجلة أن إيران تريد ثالوثها دون أي تنازل: (1) ملف نووي (2) توسع إقليمي (3) أذرع طويلة لحماية الاثنين معا. وأمريكا لا يمكن لها أن توافق على أي ضلع في هذا الثالوث، فما العمل؟ وتتوقع المجلة: أمامنا نحو ثمانية عشر شهراً أو أقل ليتواجه القطاران، الأمريكي والإيراني، في صدام حتمي! ما الذي سيحصل إلى أن نصل لهذا التاريخ؟
الجنرال "وقت" هو الذي سيحكم نوايا الدولتين. إيران تعتقد أن الحرب غير واردة مطلقاً؛ لأنه لا أحد قادر على تحمل نتائجها، خاصة إسرائيل. وأمريكا لن تسمح لها أصلا ببدء أي حرب، حتى إذا قصفت إسرائيل مواقع معينة في إيران، فإنها ستجلب على نفسها دماراً قد يضعها على طريق الزوال. أما إذا أرادت استخدام القنبلة الذرية، فإن أمراً جللاً كهذا يحتاج إلى قرار أمريكي مجنون. والرهان هو على عقلانية أوباما.. وهو الرئيس الذي ورث مجنوناً حاكماً لم يفعلها. وإيران تعتقد أن الحصار سيُفَك عنها عاجلاً أم آجلاً. وهذا هو مغزى كلمة علي خامنئي في رده على دعوة أوباما للحوار: إذا تغيرتم تغيرنا. وننتظر أفعالاً ولا نكتفي بالكلمات. وإيران العاقلة تعرف كيف تلاقي أوباما في منتصف الطريق.. وأيضًا دون تنازل، فرسالة خامنئي العلنية إلى أوباما عبر مهرجان جماهيري هي رد إيجابي قياسا بتجاهل الرسائل الأمريكية السابقة التي كان الرد يجيء عليها عبر وسائل الإعلام أو عبر تجاهلها تماما. إيران تقول لأمريكا: تعالي إليّ، وأنت ضعيفة الآن.. وتقول لإسرائيل: أنت ضعيفة ومشاكلك الداخلية لا حدود لها، وعجزك الأمني ظهر في لبنان وفي غزة.
تملك أمريكا عقد الصفقات في أي مكان في العالم ومع أي كائن. ودون حساب لأحد إلا مصالحها.. إلا مع إسرائيل، فالأمر يختلف.. لأن الكيان الصهيوني الآن مهدد في الصميم، كياناً ووجوداً لأول مرة في تاريخ اغتصاب فلسطين!.. وإسرائيل لم تتوقف لحظة عن أن تكون مصلحة أمريكية أولى. وإسرائيل تحمل هماً واحداً هو منع إيران عن امتلاك سلاح نووي.. هذا هو الظاهر على الأقل.. علماً بأن هناك من يعتقد بأن سلاح إيران النووي يستحيل استخدامه لا ضد إسرائيل ولا ضد غيرها.. بل هو أداة قوية إيرانية ضد الضعفاء..
من تصدق أمريكا: إسرائيل الخائفة من إيران أم العرب الخائفين من التوسع الإيراني؟
تساؤل طرحته أسبوعية الشراع اللبنانية، في معرض تناولها لما أسمته "الحوار العبثي والصدام الحتمي عام 2010".
أمريكا، كالعالم كله، في أزمة اقتصادية ستأخذ على الأقل نحو ثمانية عشر شهراً لتجاوز آثارها المدمرة على حياة عشرات ملايين الأمريكان، الذين وعدهم أوباما بالتغيير. وسيجد نفسه مضطراً للالتزام بهذا الوعد على حساب أي أمر آخر.. وأهمه مواجهة إيران.. لا، بل هو يعتقد أن مهادنة إيران هو مدخل للتفرغ وقتاً وسياسة ومالاً لمعالجة هذه الأزمة الطاحنة. وأمريكا ـ شاءت أم أبت ـ في تماس مباشر مع إيران، لا تستطيع تحت أي ظرف تجاهله. فهي على تماس معها في العراق وفي أفغانستان وفي النفط ودُوَلِه العربية. وفي سوريا وفي لبنان وفي اليمن وفي فنزويلا وفي السودان وفي جمهوريات القوقاز. أما إسرائيل فهي قضية أخرى لوحدها.. مع تشابكها مع بقية خطوط التماس. الانسحاب الأمريكي من العراق تم تسهيله بمبادرات إيرانية، ولم يكن للاتفاق الأمني الأمريكي العراقي أن يُعقد لولا مباركة إيران. تعزيز القوات الأمريكية في أفغانستان يحتاج إلى مباركة إيرانية زرعت وجوداً أمنياً وشعبياً حقيقياً في كل أفغانستان: مع الهازار الشيعة ومع الطاجيك ذوي العرق الفارسي ومع الباشتون ذوي اللغة الفارسية القديمة. ومثلما خلصت أمريكا إيران من خطر طالبان، فإن إيران لن تسمح لأمريكا بالحوار مع طالبان.. حتى تظل هي الباب الوحيد للحل الأمريكي في أفغانستان. وعلى هذا السؤال فإن كل حوار أمريكي مع أي جهة في العالم الإيراني يجب أن يمر من بوابة إيران.
وترى المجلة أن إيران تريد ثالوثها دون أي تنازل: (1) ملف نووي (2) توسع إقليمي (3) أذرع طويلة لحماية الاثنين معا. وأمريكا لا يمكن لها أن توافق على أي ضلع في هذا الثالوث، فما العمل؟ وتتوقع المجلة: أمامنا نحو ثمانية عشر شهراً أو أقل ليتواجه القطاران، الأمريكي والإيراني، في صدام حتمي! ما الذي سيحصل إلى أن نصل لهذا التاريخ؟
الجنرال "وقت" هو الذي سيحكم نوايا الدولتين. إيران تعتقد أن الحرب غير واردة مطلقاً؛ لأنه لا أحد قادر على تحمل نتائجها، خاصة إسرائيل. وأمريكا لن تسمح لها أصلا ببدء أي حرب، حتى إذا قصفت إسرائيل مواقع معينة في إيران، فإنها ستجلب على نفسها دماراً قد يضعها على طريق الزوال. أما إذا أرادت استخدام القنبلة الذرية، فإن أمراً جللاً كهذا يحتاج إلى قرار أمريكي مجنون. والرهان هو على عقلانية أوباما.. وهو الرئيس الذي ورث مجنوناً حاكماً لم يفعلها. وإيران تعتقد أن الحصار سيُفَك عنها عاجلاً أم آجلاً. وهذا هو مغزى كلمة علي خامنئي في رده على دعوة أوباما للحوار: إذا تغيرتم تغيرنا. وننتظر أفعالاً ولا نكتفي بالكلمات. وإيران العاقلة تعرف كيف تلاقي أوباما في منتصف الطريق.. وأيضًا دون تنازل، فرسالة خامنئي العلنية إلى أوباما عبر مهرجان جماهيري هي رد إيجابي قياسا بتجاهل الرسائل الأمريكية السابقة التي كان الرد يجيء عليها عبر وسائل الإعلام أو عبر تجاهلها تماما. إيران تقول لأمريكا: تعالي إليّ، وأنت ضعيفة الآن.. وتقول لإسرائيل: أنت ضعيفة ومشاكلك الداخلية لا حدود لها، وعجزك الأمني ظهر في لبنان وفي غزة.
تملك أمريكا عقد الصفقات في أي مكان في العالم ومع أي كائن. ودون حساب لأحد إلا مصالحها.. إلا مع إسرائيل، فالأمر يختلف.. لأن الكيان الصهيوني الآن مهدد في الصميم، كياناً ووجوداً لأول مرة في تاريخ اغتصاب فلسطين!.. وإسرائيل لم تتوقف لحظة عن أن تكون مصلحة أمريكية أولى. وإسرائيل تحمل هماً واحداً هو منع إيران عن امتلاك سلاح نووي.. هذا هو الظاهر على الأقل.. علماً بأن هناك من يعتقد بأن سلاح إيران النووي يستحيل استخدامه لا ضد إسرائيل ولا ضد غيرها.. بل هو أداة قوية إيرانية ضد الضعفاء..
من تصدق أمريكا: إسرائيل الخائفة من إيران أم العرب الخائفين من التوسع الإيراني؟
No comments:
Post a Comment