الانتقاد، 2 مايو 2009
تنوي إسرائيل، في 31 من الشهر الحالي، تنفيذ مناورتها الكبرى الثالثة للعام الثالث على التوالي، فيما يخص فحص جهوزية جبهتها الداخلية لمواجهة إمكان اندلاع حرب بشكل فجائي.
مجلة الانتقاد اعتبرت هذه المناورة إحدى العبر والدروس المستقاة من حرب تموز عام 2006، حين وجدت إسرائيل نفسها غير جاهزة وفاقدة لمقومات الصمود في جبهتها الداخلية.
بوشر العمل والتحضير للمناورة المذكورة في نهاية العام الماضي (2008)، وهي أوسع وأشمل من المناورتين السابقتين، وترمي إلى رفع الجهوزية الشاملة في الكيان الاسرائيلي لمواجهة خطر الصواريخ المقدَّر أن تصل وتتساقط في الحرب المقبلة، على كل مستوطنة إسرائيلية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
ويشير ضابط رفيع المستوى في الجبهة الداخلية الاسرائيلية، التابعة للمؤسسة العسكرية، إلى أن الهدف من المناورة هو جهوزية إسرائيل إذا وقعت حرب أو تعرضت إسرائيل لصواريخ دون سابق انذار"، ويضيف إن "الهدف النهائي هو تحويل السكان من الوضع السلبي إلى الوضع الإيجابي، وبأن الحرب يمكن أن تحدث غدًا صباحًا"، وتشمل المناورة التي تستمر خمسة أيام كاملة اختبار سلسلة من السيناريوهات التي تشمل احتمال سقوط صواريخ تقليدية وغير تقليدية تطلقها سوريا أو حماس أو حزب الله.وتشمل المناورة الكيان الإسرائيلي برمته، ويشارك فيها كل الإسرائيليين بجميع فئاتهم العمرية ومراتبهم وقطاعاتهم الانتاجية، أما المؤسسات والجهات المشاركة فيها، فهي سلطة حالات الطوارئ، والحكومة الاسرائيلية والمجلس الوزاري المصغر، المفترض بهما عقد اجتماعات وإصدار قرارات حاسمة في سياق المناورة، كما يشارك فيها أيضا الجيش الإسرائيلي بكل تشكيلاته وأجهزته، والوزارات والإدارات العامة والمجالس المحلية والمؤسسات التعليمية، إضافة إلى قوات الشرطة والدفاع المدني ونجمة داوود الحمراء وأجهزة الإطفاء.. وغيرها.
وتتسائل المجلة: ما الذي تشير إليه هذه المناورة؟
إنه ماء الوجه الذي فقدته إسرائيل وتريد استعادته، عن طريق إثبات أنها جاهزة للرد على أي مبادرة للهجوم عليها. وهذا وإن بدا للوهلة الأولى جيدًا للكيان الصهيوني، إلا أنه في الوقت ذاته يؤكد ضمنًا أن هذا الردع العسكري مفقود لديها، وإلا لما حاولت إرسال مثل هذه الرسالة في هذا التوقيت بالذات.
تريد إسرائيل، من خلال مناورتها الضخمة، أن تشير إلى أنها جاهزة للبدء بحرب وتلقي الردود، وأنها جاهزة في نفس الوقت لأي مبادرة للإضرار بها تشمل إطلاق صواريخ، سواء بدأت حربها بنفسها أو كرد فعل على عمل عدائي تجاهها.أي أن إسرائيل تريد توجيه رسالة ردعية والإشارة إلى قدرتها على امتصاص الهجمات والضربات، وهي رسالة موجهة للداخل الإسرائيلي وتخدم تعزيز الاطمئنان في نفوس الإسرائيليين وتعزز ثقتهم بمؤسستهم العسكرية، ومن جهة ثانية يؤمل منها أن تحول دون تفعيل أعداء الدولة العبرية لقدراتهم حيالها.لكن في نفس الوقت، من المفيد الإشارة إلى أن التأكيد على الجهوزية والاستعداد، باعتباره عاملا رادعا للاعداء ومطمئنا للاسرائيليين، والجهد الكبير الكامن فيه، يحمل في طياته رسالة معاكسة: إذ تشير المناورة إلى عدم وجود الردع المراد تأكيده، أو لعدم فاعليته أساسا، فامتلاك الجيش الإسرائيلي فعلا لقوة عسكرية كبيرة، لا يعني أنه يملك قوة رادعة، وهذا ما أظهرته حرب تموز عام 2006، والعدوان الأخير على قطاع غزة ونتائجه، ويزيد على ذلك أن القوى التي هي هدف الردع، تتمتع باعتراف إسرائيل نفسها بامكانات كبيرة تواصل تعاظمها يوما بعد يوم. والمعنى النهائي للمناورة أنها اعتراف إسرائيلي بفقدان ردعها حيال أعدائها، ما يفرض عليها محاولة إفهامه أنها قادرة على امتصاص ضرباته.. هذا إن لم يكن فيها إشارة إلى نيات عدائية، واسعة أو ضيقة، كاستعداد لما بعد استحقاقات مقبلة تنتظر إسرائيل أنها ستؤول إلى الفشل وبالتالي إلى الانفجار في المنطقة، وفي مقدمتها الموضوع النووي الإيراني، والحوار المرتقب للأميركيين مع طهران.
مجلة الانتقاد اعتبرت هذه المناورة إحدى العبر والدروس المستقاة من حرب تموز عام 2006، حين وجدت إسرائيل نفسها غير جاهزة وفاقدة لمقومات الصمود في جبهتها الداخلية.
بوشر العمل والتحضير للمناورة المذكورة في نهاية العام الماضي (2008)، وهي أوسع وأشمل من المناورتين السابقتين، وترمي إلى رفع الجهوزية الشاملة في الكيان الاسرائيلي لمواجهة خطر الصواريخ المقدَّر أن تصل وتتساقط في الحرب المقبلة، على كل مستوطنة إسرائيلية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
ويشير ضابط رفيع المستوى في الجبهة الداخلية الاسرائيلية، التابعة للمؤسسة العسكرية، إلى أن الهدف من المناورة هو جهوزية إسرائيل إذا وقعت حرب أو تعرضت إسرائيل لصواريخ دون سابق انذار"، ويضيف إن "الهدف النهائي هو تحويل السكان من الوضع السلبي إلى الوضع الإيجابي، وبأن الحرب يمكن أن تحدث غدًا صباحًا"، وتشمل المناورة التي تستمر خمسة أيام كاملة اختبار سلسلة من السيناريوهات التي تشمل احتمال سقوط صواريخ تقليدية وغير تقليدية تطلقها سوريا أو حماس أو حزب الله.وتشمل المناورة الكيان الإسرائيلي برمته، ويشارك فيها كل الإسرائيليين بجميع فئاتهم العمرية ومراتبهم وقطاعاتهم الانتاجية، أما المؤسسات والجهات المشاركة فيها، فهي سلطة حالات الطوارئ، والحكومة الاسرائيلية والمجلس الوزاري المصغر، المفترض بهما عقد اجتماعات وإصدار قرارات حاسمة في سياق المناورة، كما يشارك فيها أيضا الجيش الإسرائيلي بكل تشكيلاته وأجهزته، والوزارات والإدارات العامة والمجالس المحلية والمؤسسات التعليمية، إضافة إلى قوات الشرطة والدفاع المدني ونجمة داوود الحمراء وأجهزة الإطفاء.. وغيرها.
وتتسائل المجلة: ما الذي تشير إليه هذه المناورة؟
إنه ماء الوجه الذي فقدته إسرائيل وتريد استعادته، عن طريق إثبات أنها جاهزة للرد على أي مبادرة للهجوم عليها. وهذا وإن بدا للوهلة الأولى جيدًا للكيان الصهيوني، إلا أنه في الوقت ذاته يؤكد ضمنًا أن هذا الردع العسكري مفقود لديها، وإلا لما حاولت إرسال مثل هذه الرسالة في هذا التوقيت بالذات.
تريد إسرائيل، من خلال مناورتها الضخمة، أن تشير إلى أنها جاهزة للبدء بحرب وتلقي الردود، وأنها جاهزة في نفس الوقت لأي مبادرة للإضرار بها تشمل إطلاق صواريخ، سواء بدأت حربها بنفسها أو كرد فعل على عمل عدائي تجاهها.أي أن إسرائيل تريد توجيه رسالة ردعية والإشارة إلى قدرتها على امتصاص الهجمات والضربات، وهي رسالة موجهة للداخل الإسرائيلي وتخدم تعزيز الاطمئنان في نفوس الإسرائيليين وتعزز ثقتهم بمؤسستهم العسكرية، ومن جهة ثانية يؤمل منها أن تحول دون تفعيل أعداء الدولة العبرية لقدراتهم حيالها.لكن في نفس الوقت، من المفيد الإشارة إلى أن التأكيد على الجهوزية والاستعداد، باعتباره عاملا رادعا للاعداء ومطمئنا للاسرائيليين، والجهد الكبير الكامن فيه، يحمل في طياته رسالة معاكسة: إذ تشير المناورة إلى عدم وجود الردع المراد تأكيده، أو لعدم فاعليته أساسا، فامتلاك الجيش الإسرائيلي فعلا لقوة عسكرية كبيرة، لا يعني أنه يملك قوة رادعة، وهذا ما أظهرته حرب تموز عام 2006، والعدوان الأخير على قطاع غزة ونتائجه، ويزيد على ذلك أن القوى التي هي هدف الردع، تتمتع باعتراف إسرائيل نفسها بامكانات كبيرة تواصل تعاظمها يوما بعد يوم. والمعنى النهائي للمناورة أنها اعتراف إسرائيلي بفقدان ردعها حيال أعدائها، ما يفرض عليها محاولة إفهامه أنها قادرة على امتصاص ضرباته.. هذا إن لم يكن فيها إشارة إلى نيات عدائية، واسعة أو ضيقة، كاستعداد لما بعد استحقاقات مقبلة تنتظر إسرائيل أنها ستؤول إلى الفشل وبالتالي إلى الانفجار في المنطقة، وفي مقدمتها الموضوع النووي الإيراني، والحوار المرتقب للأميركيين مع طهران.
No comments:
Post a Comment