برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Thursday, May 7, 2009

العلاقات الأمريكية الإيرانية.. هل تسير إلى المواجهة أم المقايضة؟


الرائد، أبريل 2009

تحت عنوان (العلاقات الأمريكية الإيرانية.. هل تسير إلى المواجهة أم المقايضة؟)، خصصت مجلة الرائد موضوع غلافها الأخير للحديث عن مستقبل العلاقات بين واشنطن وطهران، في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة التي تتبنى نهج الدبلوماسية وتجنب الصدام.

لم يكن مفاجئاً تصريح الرئيس الأمريكي الجديد أوباما حول وجود حزمة من الملفات يمكن المقايضة بشأنها في حال قيام حوار أمريكي إيراني. فقد سبقت مؤشرات على توجه السياسة الأمريكية الجديدة بهذا الصدد، تتمثل بتصريحين؛ الأول للرئيس أوباما، والثاني لوزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر في الأيام الماضية.
الأول عندما رسم أوباما الخطوط الرئيسية للسياسة الخارجية الأمريكية في المرحلة القادمة، حيث قال: "لقد واجهنا النازية والشيوعية، ليس بالقوة العسكرية المجردة، وإنما بالتحالفات التي من خلالها قمنا بمحاصرة كل من النازية والشيوعية".
والثاني حين قال كيسنجر: "على الولايات المتحدة أن تحلّ خلافاتها مع القوى الرئيسية على الساحة الدولية في المرحلة القادمة"، ويقصد بذلك بالطبع روسيا والصين والهند، فضلًا عن أوروبا.
أما المقصود من كلام أوباما بمحاصرة النازية والشيوعية؛ فهو ـ بلا شك ـ إيران، وما تمثله للإسرائيليين من خطر وجودي يتمثل بامتلاك السلاح النووي.
إنّ إطلاق الإدارة الأمريكية الجديدة بعض إشارات الغزَل السياسي للحوار مع طهران يندرج في إطار التدرج التكتيكي في التصعيد مع إيران، ريثما تتمكن الإدارة الأمريكية من محاصرة طهران عبر نسج أكبر قدر من التحالفات الدولية مع من أوروبا وروسيا والصين والهند، وستشهد العلاقات الأمريكية الإيرانية المزيد من السخونة والتوتر مع كلّ تقدّم في تسوية الخلافات الأمريكية الروسية والأمريكية الصينية، وهكذا في قابلات الشهور، وربما السنين القليلة القادمة.
ولكن في نهاية المطاف تأتي اللحظة الحقيقة، ويحين وقت السؤال الاستراتيجي والمحوري، ألا وهو : هل تستطيع إسرائيل والولايات المتحدة، مجتمعتيْن أو متفرقتين، نزعَ السلاح النووي الإيراني عبر مواجهة عسكرية مسلحة؟ وهل هما مستعدتان في ظلّ الأزمات الاقتصادية التي يمر بها الاقتصاد الأمريكي وربما الإسرائيلي قريبًا، تحمُّل النفقة الماديّة لهكذا مواجهة؟

No comments: