المشاهد السياسي، 5 – 11 أبريل 2009
كانت قمة الدوحة.. قمّـة "الحلقة المفقـودة" في المصالحات العربية، وتكمن أهميتها الأكبر في أنها تمكنت من توجيه ٣ رسائل إلى نتنياهو وأوكامبو ومجلس الأمن.
كانت هذه رؤية مجلة المشاهد السياسي للوضع العربي والإقليمي والدولي على خلفية ما تم التوصل إليه في القمة العربية العادية التي انعقدت في الدوحة منذ قرابة الأسبوعين.
"الحلقة المفقودة" في المصالحات العربية ـ العربية تحقّقت في الدوحة؛ باللقاء الذي جمع الملك عبد الله بن عبد العزيز والزعيم معمّر القذّافي، لكن هذا الإنجاز التاريخي على أهميّته، ليس "بيت القصيد"؛ فالمحصلة الأهمّ كانت أن "إعلان الدوحة" سجّل التزامين كبيرين: الأول توجيه إنذار لإسرائيل مفاده أن عليها أن تحدّد سقفًا زمنيًا للوفاء بالتزاماتها تجاه عملية السلام، والثاني أن الزعماء المجتمعين وقّعوا وثيقة خطيّة لفضّ الخلافات.
وباختصار، يمكن القول: إن قمّة الدوحة تجاوزت نمط القمم العربية التقليدية، التي لم يقدّم فيها الزعماء العرب سوى التصريحات والبيان الختامي، إلى رسم خارطة طريق جديدة لتفعيل التضامن العربي، وجدّدت الدعوة إلى التجاوب مع مبادرة السلام العربية التي أقرّتها قمّة بيروت قبل سبع سنوات، من دون أن تُغفِل التحذير من أن هذه المبادرة ليست مفتوحة، ولا بدّ من وضع جدول زمني للانسحابات الإسرائيلية، وإلا فإن سحبها من التداول يصبح وارداً. وخلافاً للتوقّعات الأميركية والإسرائيلية، فإن القادة العرب تلاقوا في الدوحة على الاعتراض الواضح على النظام الدولي القائم، وطالبوا بإصلاحه عن طريق إدانتهم الصريحة لاستخدام مفاهيم ووسائل العدالة الدولية في التغطية على جرائم إسرائيل، وتلفيق التهم للمحاور العربية التي ترفض المخطّطات الأميركية ـ الإسرائيلية في المنطقة. وكل هذا يعني أن القمّة الحادية والعشرين نجحت في التصدّي لمحاولات إفشالها، وأعادت وضع القطار العربي على سكّته الصحيحة، رغم كل المحاولات التي بذلت لإجهاضها قبل انعقادها.
No comments:
Post a Comment