أبيض وأسود، 6 – 13 أبريل 2009
تحت عنوان (المعادلة السورية بعيداً عن المصالحة)، طرحت مجلة "أبيض وأسود" السورية رؤية مغايرة لما طرحته المشاهد السياسي حول عملية المصالحة العربية، وما تمخضت عنه، وهي رؤية ربما تكون أكثر واقعية، والأهم أنها جاءت دونما تجريح أو مداهنة..
بقي شأن التصالح العربي صورة أشبه بتدوير الأزمات، بدل من مواجهتها، فالواقع العربي بصورته القائمة يقدم ثلاثة مؤشرات أساسية:
- الأول، هو أن المصالحة كعنوان سياسي لا تعني الدخول في مرحلة جديدة، بل على العكس إغلاق الباب أمام أي تحول يمكن أن يهز النظام العربي الرسمي، أو يعيد صياغة التوازنات الإقليمية، وعلى الأخص في شرقي العالم العربي بشكل جديد.
- الثاني، أن النظام العربي سيبقى متفقا على تثبيت صورته الحالية ككتل جغرافية تتفاوت استراتيجيتها رغم تشابه أزماتها.
- الثالث، تعاملات الدول العربية على مستوى مصالح شعوبها تشتت باتجاهات مختلفة، فرغم كل المعاهدات الاقتصادية فإن مصالح المجتمعات سارت خارج إطار الهدف الأساسي لأي اتفاقات عربية اقتصادية على الأقل، فتعامل النظام العربي بعيداً عن السياسة كان في النهاية يعبر عن إدارة اقتصاد نظم سياسية أكثر من كونه مجالاً مفتوحاً لتطوير تكامل اقتصادي على مستوى القاعدة الاجتماعية.
المصالحة العربية في النهاية تسير باتجاهات مختلفة، وهي تملك إرثا سياسيا ربما من الصعب تجاوزه بمبادرات سريعة أو مبتسرة، وتفسير أي اتجاهات إقليمية جديدة داخل المعادلة السورية لا يبدو ضرورياً بقدر أهمية دعم توازن إقليمي في زمن لم تتضح ملامحه العامة، فسوريا عندما تتجه شرقاً لا تخرج عن (النظام العربي الرسمي) لكنها تحقق على مستوى الصراع مع (إسرائيل) عمقا جديدا ونوعيًّا وبعيدا عن تقلبات السياسات العربية.
No comments:
Post a Comment