أبيض أسود، 3-10 مايو 2009
اعتبره البعض "لعبة أدوار تاريخية، بكل ما في الكلمة من معنى"، فيما رآه آخرون "إيذانًا بفتح صفحة جديدة في مناخ العلاقات السياسية اللبنانية"، لكن مجلة "أبيض وأسود" نظرت إليه باعتباره "فاتحة تطورات دراماتيكية ستعصف ببقايا تحالف 14 شباط"!إنه قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري بإطلاق سراح الضباط الأربعة، وهم: المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد، والقائد السابق للحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان، والمدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء علي الحاج، والمدير السابق لمخابرات الجيش العميد ريمون عازار.بعد أربعة وأربعين شهرًا قضوْها في السجن أمر قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال فرانسين مساء الأربعاء (29/4/2009) بالإفراج الفوري عن الضباط الأربعة دون قيد أو شرط، خلال جلسة علنية عقدت في لاهاي، وطلب من السلطات اللبنانية تنفيذ هذا الأمر، واتخاذ كل الإجراءات التي تضمن سلامتهم، وذلك بناءً على طلب معلَّل من المدعي العام في المحكمة الدولية دانيال بلمار، أنه لا يجوز احتجاز الموقوفين أكثر من تسعين يومًا احتياطيًا، وأن المعلومات التي في حوزته حاليًا لا تتيح له اتهام هؤلاء الأشخاص الموقوفين، بعدما أثبتت دراسته المعمقة لكل المواد والمعلومات ذات الصلة، والتناقضات في إفادات الشهود وفي الأدلة، عدم قانونية اعتبار الضباط الأربعة مشتبهًا بهم، أو متهمين، بحسب نظام الإجراءات المعتمد في المحكمة الخاصة بلبنان؛ لأنهم لا يستوفون الشروط الأساسية التي تبرِّر احتجازهم المؤقت، ولا الإفراج المشروط عنهم.وبخروج الضباط الأربعة من بوابة سجن رومية المركزي شرق بيروت، دخل لبنان مرحلة جديدة تحرَّرَ فيها من أكذوبة أدوات إليوت أبرامز، الجاسوس الإسرائيلي الذي عينه بوش الابن في العام 2002 مسؤولاً عن ملف الشرق الأدنى وإفريقيا الشمالية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، وجيفري فيلتمان السفير الأمريكي السابق في لبنان، والمساعد الحالي لوزيرة الخارجية الأمريكية. وهو ما يدشن لتطورات دراماتيكية ستعصف ببقايا تحالف 14 شباط
No comments:
Post a Comment