مجلة "الأهرام العربي"، 12 يونيو، 2008
(العولمة والكاثوليكية والتبشير والمخابرات وواشنطن)، خمس كلمات تبدوا للوهلة الأولى متنافرة، لكن في الواقع ما يربط بينهم ربما يكون أقوى من روابط الدم.
مجلة الأهرام العربي فسرت هذا اللغز، بتسليطها الضوء على الوثائق السنوية التي يتم توثيقها سنويًا في تقرير الخارجية الأمريكية عن الحريات الدينية في العالم، وهو تقرير يستند إلى فكر المحافظين الجدد فيما ينبغي أن يكون عليه (الدين) في هذا الكوكب.. ليس بوصفه صلة بين العبد وربه، بل بين العبد ودولارات الغرب.
يظهر ذلك جليًا في الإلحاح الروتيني الممل لهذا التقرير سنويًا على ضرورة تسامح كل بلدان منطقة الشرق الأوسط- باستثناء إسرائيل- مع الذين يتحولون إلى المسيحية، وتعطيل أية نصوص في الشريعة الإسلامية تميز بين الرجل والمرأة في الميراث أو الشهادة أمام القضاء، والتغاضي عن اعتناق المواطنين للشذوذ الجنسي والبهائية.
كل ذلك في سياق عولمة غريبة ترى أن العالم لا بد وأن ينصاع للقيم الغربية، مسيحية الجذور، كاثوليكية المذهب.
هذه الخلطة الجهنمية بين العولمة والدين والسياسة كانت تنضج عبر سنوات طوال على نار تسري تحت جلد العالم، فهي ليست وليدة فكرة صامويل هنتنجتون عن صراع الحضارات، وإنما ترجع حقوق الملكية الفكرية فيها إلى الثلاثي: جيمي كارتر، ورونالد ريجان، ومدير مخابراته المركزية ويليام كايسى؛ فقد كان الأول يضخ الأسلحة والدولارات لأكثر أجنحة الحرب الأهلية في أفغانستان تطرفًا بعد أن استولى الشيوعيون عن السلطة.
أما ريجان فكان يغدق بغزارة على طالبان بعد الغزو السوفييتي، وقد كان كايسي وقتها هو المسئول عن خلق وتدريب وتجنيد عناصر تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن.
ونحن هنا في الصورة ذاتها.. عولمة القيم كمقدمة للهيمنة والتوسع دون غزو. وأهم هذه القيم بالطبع هو الدين الذي يحكم الأخلاق.
والمعنى، أن العولمة الجديدة تنزع لتكرار أخطاء الماضي، وهي هنا تعيد سيناريو الحقبة الصليبية التي كانت أوروبا القوية لا ترى فيها أي حقيقة سوى تخليص بيت المقدس ممن كانت تعتبرهم (الكفار العرب المسلمين)، وقد فعلت ذلك تحت وطأة غطرسة القوة التي تتشح بالدين.
فهل يختلف الوضع في عام 2008 وأكبر قوة في العالم رازحة بعقلها وقوتها العسكرية تحت وطأة المسيحية الصهيونية والسياسات التوراتية، وجشع المستثمرين؟.
(العولمة والكاثوليكية والتبشير والمخابرات وواشنطن)، خمس كلمات تبدوا للوهلة الأولى متنافرة، لكن في الواقع ما يربط بينهم ربما يكون أقوى من روابط الدم.
مجلة الأهرام العربي فسرت هذا اللغز، بتسليطها الضوء على الوثائق السنوية التي يتم توثيقها سنويًا في تقرير الخارجية الأمريكية عن الحريات الدينية في العالم، وهو تقرير يستند إلى فكر المحافظين الجدد فيما ينبغي أن يكون عليه (الدين) في هذا الكوكب.. ليس بوصفه صلة بين العبد وربه، بل بين العبد ودولارات الغرب.
يظهر ذلك جليًا في الإلحاح الروتيني الممل لهذا التقرير سنويًا على ضرورة تسامح كل بلدان منطقة الشرق الأوسط- باستثناء إسرائيل- مع الذين يتحولون إلى المسيحية، وتعطيل أية نصوص في الشريعة الإسلامية تميز بين الرجل والمرأة في الميراث أو الشهادة أمام القضاء، والتغاضي عن اعتناق المواطنين للشذوذ الجنسي والبهائية.
كل ذلك في سياق عولمة غريبة ترى أن العالم لا بد وأن ينصاع للقيم الغربية، مسيحية الجذور، كاثوليكية المذهب.
هذه الخلطة الجهنمية بين العولمة والدين والسياسة كانت تنضج عبر سنوات طوال على نار تسري تحت جلد العالم، فهي ليست وليدة فكرة صامويل هنتنجتون عن صراع الحضارات، وإنما ترجع حقوق الملكية الفكرية فيها إلى الثلاثي: جيمي كارتر، ورونالد ريجان، ومدير مخابراته المركزية ويليام كايسى؛ فقد كان الأول يضخ الأسلحة والدولارات لأكثر أجنحة الحرب الأهلية في أفغانستان تطرفًا بعد أن استولى الشيوعيون عن السلطة.
أما ريجان فكان يغدق بغزارة على طالبان بعد الغزو السوفييتي، وقد كان كايسي وقتها هو المسئول عن خلق وتدريب وتجنيد عناصر تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن.
ونحن هنا في الصورة ذاتها.. عولمة القيم كمقدمة للهيمنة والتوسع دون غزو. وأهم هذه القيم بالطبع هو الدين الذي يحكم الأخلاق.
والمعنى، أن العولمة الجديدة تنزع لتكرار أخطاء الماضي، وهي هنا تعيد سيناريو الحقبة الصليبية التي كانت أوروبا القوية لا ترى فيها أي حقيقة سوى تخليص بيت المقدس ممن كانت تعتبرهم (الكفار العرب المسلمين)، وقد فعلت ذلك تحت وطأة غطرسة القوة التي تتشح بالدين.
فهل يختلف الوضع في عام 2008 وأكبر قوة في العالم رازحة بعقلها وقوتها العسكرية تحت وطأة المسيحية الصهيونية والسياسات التوراتية، وجشع المستثمرين؟.
1 comment:
نحن نريد لماذا نقول أمريكا.. هل أمريكا من تربي أبناءنا..هذا ابسط مثل.. هل هي من طلبت منا أن نجمد عقولنا.. نحن أطعنا كبراءنا المتخلفين.. نعم هي أمدت.. لكن الحقيقة أنه معدننا الحقيقة ظهر عندما وضعنا على المحك.. عموماً الموقع أعجبني جداً جداً
Post a Comment