برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Sunday, January 4, 2009

حذاء أحد الشرفاء أجبر بوش على الانحناء


البيادر السياسي، 27 يسمبر 2008


حادث هزّ العالم، ولاقى ترحيبا عارما، ودخل التاريخ حاضرا ومستقبلا؛ ثأرا للشعب العراقي وكل المظلومين على الأرض.. إنه "حذاء أحد الوطنيين الشرفاء الذي أجبر الرئيس الأميركي على الانحناء".
ويبدو أن الأيام لن تستطيع طيّ هذه الصفحة من وجدان الملايين، بل سترفع من لهيب المقاومة ضد الاحتلال الأميركي، وتحيي روح وحدة الشعب العراقي، بحسب ما أوردته مجلة البيادر السياسي.
إلقاء الحذاء على بوش، رئيس أكبر دولة في العالم، له دلالاته وأبعاده وتداعياته، رغم أن بوش نفسه حاول ظاهريا عدم الاكتراث به. طبعاً لم يصب بوش بأي أذى جسدي، ولكن أصيب بأذى معنوي كبير؛ إذ أن المؤتمر الصحفي كان يبث بصورة حيّة، وعشرات الملايين إن لم نقل مئات الملايين، راقبوا وشاهدوا هذا الحادث.
السؤال الذي تبادر للأذهان وأخذ طابع النقاش والجدال والسجال: هل مثلُ هذا التصرف مسموح به لصحفي كان يحضر لنقل وقائع مؤتمر صحفي!
هناك من رحّب بهذا العمل الذي وصفه كثيرون بأنه شجاع، ولربما انتحاري بامتياز، في حين لم يرحب به الصحفيون المرتمون في الأحضان الأميركية، بل وعبّروا عن امتعاضهم منه؛ تضامنا مع رئيسهم بوش الذي تعرّض لأكبر إهانة ومذلّة في حياته، وخاصة في أواخر أيام ولايته الثانية والأخيرة في البيت الأبيض الأميركي.
لقد تغلبت مشاعر الزيدي الوطنية على كل القيود والخطوط والقوانين لمهنة الصحافة تماما، كما تجاوز بوش الرئيس كل القوانين والمواثيق الدولية وكذب وخدع العالم واحتل العراق، ولكن الفرق هنا كبير؛ إذ أن هذا الفرد لم يؤذِ أحداً، بل ألقى بنعليه على رئيس "عربد" كثيراً، وأساء للشعب العراقي ومزّقه وبث بذور الفتنة فيه.
الصحفي الزيدي لم يضحِّ بقوانين المهنة، بل ضحى بحياته، لأنه كان يعرف أن قيامه بهذا العمل قد يعرّضه للقتل فوراً من قبل الحراس. ولذلك سمح لعواطفه ولانتماءاته الوطنية أن تتخطى كل الحدود ليوجّه "صفعة" شديدة لشخص الرئيس جورج بوش وشتمه، معبّرا بذلك عن مشاعر الملايين من أبناء الشعب العراقي ومئات الملايين من أبناء الوطن العربي والعالم الإسلامي الذين كفروا بسياسة بوش العدائية لهم وللعالم كله.
لقد حاول الرئيس الأميركي بوش التقليل من أهمية هذا الحادث، لكن تأثيره النفسي عليه لا يخفى على ذي لب، بعد أن أخذ العالم كله "يضحك" عليه، وبدأت وسائل الإعلام المختلفة باختصار ولايتيه الرئاسيتين في هذه الحادثة، وبالقول بأن بوش ترك الحكم بعد أن ضُرب بالحذاء.
وفي النهاية يبقى السؤال الأهم الذي طرحته المجلة، وتواتر على الألسنة: هل جنى الزيدي شيئًا من وراء ذلك؟ أم أنه ببساطة جنى على نفسه؟!
قد يقول قائل: إن الزيدي أهان جورج بوش، ولكن ماذا جنى من وراء ذلك؟
لقد أهان بالفعل بوش، وأعطاه "قبلة" على الطريقة العراقية، تقديرا لما اقترفته يداه الملطختان بدماء أبناء العراق الشقيق، وأعطى رسالة واضحة لهذا الطاغية بأن حكمه المناوئ لكل قوانين الإنسانية انتهى بإلقاء الحذاء عليه.
وجاء هذا الحادث رسالة واضحة إلى كل الظالمين في العالم، مفادها أن القوة قد تحميهم، ولكن كرامتهم لن تحميها هذه القوة من حذاء طفل بريء يقتل بسبب الظلم والطغيان.
أما من الناحية الواقعية على أرض العراق، فقد أثار من جديد المشاعر الوطنية التي خفت مظاهرها مؤخراً ضد الاحتلال الأميركي، وأكد أن الشعب العراقي يضمر الكراهية لأعدائه والمعتدين على وطنه والسالبين لخيراته وموارده وثرواته الطبيعية. كما وحّد جميع العراقيين بكافة قومياتهم ومذاهبهم ضد احتلال بلدهم.
كما عرّى هذا الحدث حكومة الاحتلال، وحرَّض على مقاومتها. وشجَّع المواطن على التصويت بالرفض في الاستفتاء المقرر حول الاتفاقية الموقعة بين حكومة المالكي والإدارة الأميركية. وربما تلحق هذا الحادث وقائع فريدة مستقبلاً.
هذا الفيلم الوطني الحقيقي الذي قام ببطولته الصحفي منتظر الزيدي دخل التاريخ، ولن ينساه أحد، لا حاضراً ولا مستقبلاً. ويمثل بطولة حقيقية عطرة ومشرقة لأحد أبطال العروبة الشرفاء والميامين، والذي عبّر بحق عما يجيش في صدر كل مناضل وشريف ووطني عربي من إرادة قوية ضد أعداء أمتنا، وضد المعتدين على أوطاننا وسيادة أراضينا.

No comments: