الأفكار، 12 يناير 2009
لقد حصرت الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين نارها في قطاع غزة، ولم تمتد إلى الحدود الشمالية مع لبنان. وربما أرادت إسرائيل توسيع هذه الرقعة، وهو ما دفع البعض إلى القول بأن الصواريخ الخمسة من طراز الكاتيوشا التي عثر عليها الجيش اللبناني عند منطقة وادي دير حامول ربما كانت بفعل فاعل إسرائيلي مخابراتي، بهدف جر لبنان إلى هذه الحرب.
حول هذه الزاوية خصصت مجلة الأفكار اللبنانية موضوع غلافها الأخير، والذي استهلته بالحديث عن شيمون بيريز، بطل مجزرة قانا، كما وصفته.
تلفتنا المقابلة التي أُعطيت في قناة الجزيرة للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، بطل مجزرة قانا، عندما كان رئيسًا للحكومة الإسرائيلية عام 1996، وكان ضحل الحجة حين قال: إن إسرائيل لا تقتل الأطفال، وحين تساءل: لماذا تقصفنا حماس بصواريخها وقنابل الهاون؟
إنه منطق أعوج مماثل لقول الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر حين قال: لماذا يكرهنا العرب إلى هذا الحد؟
لن تمتد هذه النيران إلى لبنان، ذلك أن إسرائيل تريد ذلك؛ لتنتقم من قدرها السيئ الذي لاقته في حرب عام 2006، بل وحدت أحداث غزة الفرقاء السياسيين في لبنان، فكان خطابهم حيال هذه الأحداث واحدًا، لأن أي لوم لحركة حماس يعتبر خدمة لإسرائيل.
No comments:
Post a Comment