المجلة، 17 يناير 2009
ليس كما قالت إسرائيل أنها قامت بعدوانها على غزة في إطار حربها على ما يسمى بـ "الإرهاب"... ما يجري يؤكد كذبة آلة الدعاية الصهيونية والأمريكية، فهي حرب على الأطفال والنساء والشيوخ، إنها حرب التدمير الشامل التي تذكرنا بالنازية، وكم هي مقارنة أن يكون ضحايا النازية بالأمس هم نازيو هذا العصر بكل تفوق..
كلمات سطرتها مجلة المجلة السعودية في عددها الصادر من لندن في السابع عشر من يناير الجاري، في موضوع غلافها الذي عنونته بـ (النازيون الجدد: الحرب على الأطفال)، وكشفت فيه عن أعتى أنواع الأسلحة التي شهرتها إسرائيل في وجه المدنيين العزل!
استعملت إسرائيل في حربها سلاح الجو من طائرات F-16 الأميركية وطائرات الأباتشي والهليكوبتر، والأسلحة المحرمة دوليًا، والصواريخ الأمريكية التي حصلت عليها بموافقة الكونجرس. وكما كشف الباحث الفرنسي جاك فيليب فإن إسرائيل كانت تريد استخدام أسلحة محظورة دوليًا في عملية ممر فيلادلفيا الواقع على الحدود المصرية – الفلسطينية بطول 11 كم لتدمير الأنفاق التي يبلغ عددها 300 نفق، كلفة الواحد منها 60 ألف دولار، وهي المتنفس الاقتصادي الفلسطيني في ظل الحصار المضروب على القطاع.
وتوصف الأسلحة التي استعملتها إسرائيل بأنها قنابل ماصة للهواء، استخدمتها القوات الأميركية في كهوف أفغانستان، وصواريخ ذكية، وقنابل من اليورانيوم المنضب مصنوعة من نفايات مفاعلاتها النووية، زنة الواحدة منها 5 كيلوجرامات تستطيع تدمير كتلة خرسانية وزنها 200 طن. وفي دراسة أجراها علماء بريطانيون مؤخرًا على عينات من حفر أحدثتها قنابل إسرائيلية خلال حرب يوليو عام 2006 على لبنان، أثبتت وجود نشاط إشعاعي بنسبة مرتفعة، مما يشير إلى استخدام أسلحة تحوي مادة اليورانيوم.
هذه هي الترسانة العسكرية الضخمة التي واجهت بها إسرائيل الطفل الفلسطيني، وأمه وجدَّه. صحيح أنها استطاعت سحق أجسادهم تحت ركام بيوتهم، لكنها في الوقت ذاته لم تستطع تحقيق أي نصر عسكري يُذكر على الأرض.
يؤكد ذلك تقرير أمريكي استراتيجي صدر مؤخرًا حول قدرة الردع الإسرائيلية، أكد أن إسرائيل دخلت حرب غزة بهزيمة واحدة، وستخرج بهزيمتين.
فشلت إسرائيل في استعادة قوة ردعها وهيبتها، رغم استخدامها مئات الطائرات في قصفها للقطاع، واجتياحها لغزة، ودعوتها لجنود الاحتياط.
ويقول تقرير أمريكي استراتيجي عن قوة الردع الإسرائيلية: لن تستطيع تل أبيب تحقيق نصر مؤزر يساعدها في تجاوز العقدة النفسية التي صدمت بها في حرب 2006، وأنها في حاجة إلى 10 سنوات من الآن كي تستعيد قوتها، وبالتالي ينصح التقرير الأميركي بأن تنجر إسرائيل اتفاقيات سلام مع القوى التي تتصارع معها في المنطقة.
وكشفت بعض المصادر أن التقرير الاستراتيجي الأميركي الذي سيكون بعد أيام قليلة على طاولة باراك أوباما يدعو الإدارة الأميركية الجديدة إلى إجراء اتصالات مباشرة مع إيران وسوريا لحل المشاكل العالقة.
وبحسب التقرير الاستخباري الأميركي، فإن امتصاص حماس الضربة الأولى كان مفاجئًا لإسرائيل، التي تعهدت أمام واشنطن بالإجهاز على حركة حماس في غضون ثلاثة أيام فقط.
No comments:
Post a Comment