المجتمع، 3 – 26 يناير 2009
الجميع في "غزة" ذرف الدموع.. الكبار والصغار، النساء والرجال، والحالات التي تُدمي القلوب لم تعد تُحصَى. ورغم محاولة وسائل الإعلام المرئية نقل صورة مقربة للمحرقة التي ارتكبها الصهاينة في غزة، لا زال هناك الكثير من القصص والمآسي خلف الدخان والأنقاض لم ترصدها عدسات الفضائيات.
مجلة "المجتمع" حاولت أن تنقل الجزء الآخر من الصورة التي لم تصل إليها الكاميرات
من بين المكلومات كانت امرأة لم تكد تمر دقائق على تعرُّفها على جثة زوجها، حتى جاءها نبأ استشهاد شقيقها؛ لتتنقل من وداع إلى وداع، وأخرى فقدت أربعة من أبنائها، فيما ارتقت عائلة كاملة إلى العلياء!
لحظات صعبة عاشتها عائلة "بعلوشة".. أطقم الإنقاذ أخرجت الطفلة الأولى من تحت قبر صنعته طائرات الاحتلال بعدما قصفت مسجد "عماد عقل" في مخيم "جباليا" ليلا. الطفلة كانت على قيد الحياة، كانت مصدومة، ولكنها سألت عن شقيقاتها وأمها، وعندها تم الكشف عن جثث شقيقاتها بجانبها على السرير نفسه، وهكذا قضت الأربعةُ شقيقات وأمُّهن.
لم تسلم المساجد في "غزة" من القصف، ولكنها واصلت نعي الشهداء، وتلاوة آيات القرآن الكريم، وتشييع جثث الشهداء منها.. وفي كل صلاة كانت الدعوات المرافقة لدموع المصلين المكلومين تخرج إلى الله؛ ترحُّما على الشهداء.
ليل غزة الهادئ تحولت أحلامه إلى كوابيس هزّت المواطنين، وأفقدتهم الرغبة في النوم جرّاء تواصل دوي الانفجارات. ما أن يُسمع صوت انفجار يهزّ أرجاء غزة حتى تُهرَع سيارات الإسعاف والدفاع المدني إلى المكان، وما أن تصل هناك حتى يكون انفجار آخر قد وقع، ممّا أثار حالة من الارتباك وعدم التركيز مع تسارع الأحداث.. ويبدو أن قوات الاحتلال قد اعتمدت في ضرباتها على تكتيك "الصدمة".
No comments:
Post a Comment