برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Sunday, January 11, 2009

! غزة تتعرض لأسوأ مجزرة في التاريخ.. والأمة تتفرج


مجلة الفرقان الكويتية، 29 ديسمبر 2008 – 5 يناير 2009


ماذا سنقول لأبنائنا وأحفادنا عن حصار ابتدأه الصهاينة المجرمون وشارك فيه العرب والمسلمون؟ سؤال مؤلم طرحته مجلة الفرقان الكويتية على كل من ينظُر صامتًا إلى وضع مليون ونصف مليون إنسان على بقعة أرض محتلة، اسمها غزة.
ورغم أن القاصي والداني يعرف خلفيات هذا العدوان الغاشم، وأسبابه، استطردت المجلة في شرح ذلك، موضحة أن أهل غزة حُرِموا من الماء والكهرباء، والغذاء والدواء، والكساء، وأُغلقت دونهم المعابر والحدود البحرية والجوية والبرية، ومُنِعوا من التجول في الليل، والعمل وطلب العلم في النهار، ثم تطور الأمر، فصمتت كل الألسنة وصارت الطائرات والبوارج الحربية والدبابات هي وحدها التي تخطب على منابر الرقاب؛ لا لشيء إلا لأن القوم اختاروا "حماس"، ورفضوا تسليم الجندي الصهيوني، وإيقاف الصواريخ.
إن هذا الحصار الجائر الظالم الكلُّ محاسبٌ أمام الله تبارك وتعالى عنه، فقد قتل الاحتلال خلال 17 شهرا الماضية من الحصار 130 فلسطينيًا خلال الغارات الجوية، وهدم أكثر من 50 منزلا، ورفع عدد العاطلين إلى مليون وأربعمائة ألف، وقذف بـ1700 مريض قلب وفشل كلوي إلى حافة بالموت، وتسبب في مقتل350 مريضا قضوا تحت وطأة الحصار.90، بينما لا يزال 900 آخرون يسعون للحصول على إذن سفر.
لقد أصدرت المنظمة الدولية قرارات عدة لم يُنفَّذ منها شيء من عهد كامب ديفيد مرورًا بأوسلو إلى أنابولس وغيرها. إن المجتمع الدولي يعيش في تناقض غريب، ففي الوقت الذي ينادي فيه بحقوق الإنسان في دارفور، ويطالب بالعدل والمساواة، نجده يصمت بل ويشجع ما يفعله الصهاينة في فلسطين.
من يصدق أنه في القرن الحادي والعشرين مع التقدم التكنولوجي والتشريعات المتعددة ودعوات حقوق الإنسان، بل وحقوق الحيوان، من يصدق أن شعبا كاملا، يزيد عدد سكانه عن مليون ونصف، يتم إغلاق حدوده عن العالم الخارجي ومحاصرته كما يُحاصَر الحيوان في قفصه. ولكن الفرق هو أن حصار غزة لا يقتصر على سجن الشعب الفلسطيني فقط، ولكن بتجويعه ومنعه من استيراد المواد الغذائية من الخارج، ناهيك عن قمع المدنيين الأبرياء يوميا، وقتل أطفالهم ونسائهم، وهدم بيوتهم ومزارعهم!
وتُردِف المجلة: السؤال الذي نوجهه إلى دول العالم المتحضر ومنظمات حقوق الإنسان، الذين ملئوا الدنيا صراخا حول انتهاكات حقوق الإنسان في دارفور وزيمبابوي وأفغانستان، كيف سكتوا وصمتوا صمت القبور على انتهاكات حقوق الإنسان في قطاع غزة، وكأنما هؤلاء الفلسطينيون ليسوا من البشر؟! ألا يدلنا ذلك على أن هذا العالم هو عالم منافق لا يملك أي قدر من المصداقية، ويقتصر على رفع الشعارات البراقة، لكي يحقق أهدافه المنحرفة من خلالها؟!
ويبدو أن المجلة قد نفضت أيديها من الغرب، فتوجهت بالخطاب إلى العرب والمسلمين، الذين من المفترض أن يكونوا نعم العون لإخوانهم في فلسطين.
لئن كان الغرب قد تخلى عن أهدافه المعلنة تجاه العالم؛ تحقيقا لمصالحه، فكيف نُفسِّر الصمت العربي والإسلامي تجاه ما يحدث في قطاع غزة، وكأنما الأمر لا يعنيهم؟! وأين ذهبت شعارات: "أمة عربية واحدة"، و "تحرير كامل التراب الفلسطيني"، وغيرها من الشعارات؟!
ولماذا نجد بعض الشخصيات الغربية تخاطر بنفسها لتتحدى حصار غزة، وتقوم بتجهيز بواخر محملة بالغذاء والدواء لسكان القطاع، بينما يتم منع العرب حتى من محاولة الاتصال بإخوانهم أو إرسال الحوالات المالية لهم؟!
لكن بالرغم من مأساوية الوضع في قطاع غزة، إلا أننا يجب ألا نيأس من إمكانية كسر الحصار ومساعدة إخواننا هناك، وأول خطوة يجب علينا سلوكها هي تكثيف الحملة الإعلامية ضد الأوضاع المتدهورة، وولوج جميع وسائل الإعلام لبيان حقيقة الظلم القائم على أهل غزة وطرق التصدي له، حتى الإعلام الغربي الذي يهيمن عليه الصهاينة وأعداء الإسلام يجب طرقه والإعلان عن طريقه؛ ليسمعنا العالم كله.
كذلك لابد من تحريك الشعوب العربية والمسلمة لبحث طرق التصدي للحصار عن طريق تكثيف الحوالات المالية وكفالة الفقراء والأيتام، وتسيير السفن والقوافل لتوصيل المساعدات إلى الشعب المحاصر بالتعاون مع منظمات حقوق الإنسان التي يهمها كسر الحصار.
ولابد من رفع القضايا على الكيان الصهيوني، والتحرك الجاد لمحاكمة قادته بوصفهم مجرمي حرب، أما الدول العربية فيقع على كاهلها دور كبير في تحويل الكلام الكثير إلى فعل، والكف عن الإدانة دون تحريك ساكن، وإلا فإن الدور سيأتي عليها ولابد!

No comments: