مجلة الأفكار اللبنانية، 6 يناير 2009
لمَّا كانت الحرب على غزة، لا تعدو أن تكون ورقة انتخابية، يستخدمها القادة الإسرائيليون في دغدغة مشاعر ناخبيهم، حذرت مجلة الأفكار اللبنانية من أن الفترة القادمة وحتى موعد الانتخابات الإسرائيلية في فبراير المقبل لن تشهد أي انفراجة، أو حتى إشارة إيجابية من القادة في إسرائيل حيال الإعصار الدموي الذي أعلنوه على قطاع غزة.
تسمعون كلمات مهدئة من ألسنة القادة الإسرائيليين، بدءًا من إيهود أولمرت وإيهود باراك وتسيبي ليفني، كالقول بأنهم يريدون رؤوس قادة حماس، ولا يريدون إيذاء المدنيين!!! وأنهم حريصون على مد المعابر الإسرائيلية في غزة بالأدوية والمواد الغذائية، وهي وسيلة لترضية الرأي العام العالمي، ولاسيما الاتحاد الأوروبي، حيث أدان مسئولون أوروبيون بالجملة عمليات إسرائيل العسكرية في غزة، ومن هؤلاء جورودن براون، رئيس وزراء بريطانيا، وديفيد ميليباند وزير خارجيته. بعكس الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي حمَّل حماس تهمة المجازر الجارية في غزة بحق الفلسطينيين، دون أن يدين ولو بكلمة واحدة إسرائيل!
والواقع يقول بأن مليون ونصف مليون إنسان يعيشون تحت الحصار، برغم ما سُمي بـ 6 أشهر تهدئة مع إسرائيل، لا هم يعرفون نعمة الكهرباء، ولا نعمة الدواء، ولا نعمة الغذاء. قدرهم كل يوم أن يشيعوا إخوانًا لهم قصفتهم الطائرات الإسرائيلية بطيار وبدون طيار. قدرهم أن يكونوا كَسمَك علب السردين عند المعابر، وأولها معبر رفح، طلبًا لتمرير جريح، أو تلقفًا لدواء. وهاهم أطباء المستشفيات في غزة يعلنون أن مخزون الأدوية وأمصال المواد الطبية قد نفد، وأنهم مقبلون على حالة من التردي لا يعلم بها إلا الله.
ونحن الآن في ساعة الحقيقة نشجب هذه المجازر التي تغطي الأفق، ونستصرخ الضمير العالمي، لكي يوقف المذبحة المستمرة. ولكننا نسأل: لماذا وصلنا إلى هذا المنعطف التاريخي الرهيب، أو "اللحظات الخطرة" كما قال وزير خارجية بريطانيا، ديفيد ميليباند؟!
ربما أخطأ هذا الطرف أو ذاك، لكن الخطأ الأكبر أن نقف متفرجين على مجازر غزة وكأننا أرامل لا حول لنا ولا طول.
No comments:
Post a Comment