برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Wednesday, January 14, 2009

الجرح النازف في قلب الأمة العربية


البيادر السياسي، 10 يناير 2009


بالرغم من التهديدات الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من عامين بشن هجوم واسع النطاق على قطاع غزة، ورغم تصاعد وتيرة التهديدات الإسرائيلية خلال الأيام الماضية، إلا أن أحدا لم يكن يتوقع أن تفاجئ قوات الاحتلال الفلسطينيين بهذه الجرائم التي تعد الأشرس والأعنف منذ عام 1967.
مجلة البيادر السياسي تساءلت: هل سيستطيع الاحتلال تركيع الشعب الفلسطيني وإنهاء المقاومة بعد سلسلة الجرائم هذه؟ وهل ستكسر هذه المذبحة شوكة المقاومة الفلسطينية ؟
تصدى الفلسطينيون للعدوان بإمكاناتهم البسيطة، وأطلقت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الصواريخ محلية الصنع، والعشرات من صواريخ جراد، على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة. بل وصلت صواريخ المقاومة هذه المرة، إلى عمق أبعد داخل كيان الاحتلال، وأصبحت تهدد أكثر من سبعمائة ألف إسرائيلي يقطنون في المناطق الجنوبية لفلسطين المحتلة، حسب تقديرات الجانب الإسرائيلي والمحللين السياسيين والعسكريين، لكن الفارق كبير بين الصواريخ الفتاكة التي تطلقها طائرات الاحتلال ودباباته وبوارجه البحرية، وبين صواريخ المقاومة التي لا تصل إلى أهدافها في بعض الأحيان، ولا تحدث ما نسبته 1% من الضرر الذي تحدثه صواريخ الاحتلال، لكن الفلسطينيين يجدون في هذه الصواريخ الوسيلة الوحيدة القادرة على الرد والتصدي للعدوان، والتي أرهبت - رغم محدودية تأثيرها- المحتلين، وأدخلتهم الملاجئ، وقضت مضاجعهم، وبالرغم من إدراك العالم ودعاة الإنسانية وحقوق الإنسان للفارق بين صواريخ المقاومة الفلسطينية وصواريخ الاحتلال، إلا أن ما يسمى بالمجتمع الدولي غض بصره وبصيرته كالعادة، وساوى بين الضحية والجلاد، وخرجت التصريحات الخجولة عن دول الاتحاد الأوروبي التي تطالب بوقف إطلاق النار، وكأن هناك جيشين يتقاتلان..!! وبالرغم من هذا الانحياز السافر للاحتلال من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والتواطؤ الكبير من المجتمع الدولي، إلا أن هذا الموقف لم يفاجئ الفلسطينيين كثيرًا؛ من منطلق إدراكهم لحقيقة هذه الدول التي تُسخّر كل إمكاناتها لخدمة ودعم دولة الاحتلال، لكن الأمر المحزن الذي صدم الفلسطينيين هو الموقف العربي الرسمي الهزيل، الذي لم يخرج -كعادته- عن الإدانة والاستنكار في أحسن حالاته، بل إن الأخطر من ذلك هو ورود أنباء عن علم بعض الدول العربية مسبقا بموعد الضربة العسكرية الإسرائيلية لقطاع غزة، وأن هذا العدوان جاء بموافقة ومباركة هذه الدول..!!، مما جعل الفلسطينيين يتساءلون.. متى يستيقظ الضمير العربي من سباته العميق ؟ وهل ينتظرون أن يموت الشعب الفلسطيني بأكمله حتى يتحركوا ؟!.
هذه المعطيات جعلت المجلة تخلص إلى نتيجة مفادها أن شوكة المقاومة لن تنكسر، وهذا ما ستؤكده الأيام القادمة؛ فالوقائع على الأرض تشير إلى تصاعد وتيرة المقاومة من خلال ازدياد عدد الصواريخ التي تطلقها على كيان الاحتلال والتي تصل في كل مرة إلى عمق أبعد من السابق، وهو ما يدلل على مدى قدرة المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي من شأنه تغيير قواعد اللعبة لصالح الشعب الفلسطيني.
والبيادر السياسي إذ تؤكد أن جرح غزة النازف في جسد الأمة الإسلامية لن يلتئم بسهولة، تحذر كل من صمت أو تآمر بأن عاقبته ستكون وخيمة، ذلك أن التاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى.
ما يتعرض له قطاع غزة من عدوان ونزيف دم وهتك للممتلكات وقتل وتصفيات ومداهمات واجتياحات، يمثل جرحا عميقا في قلب الأمة العربية، هذه الأمة التي كان لها وجود على الساحة الدولية، وكانت كلمتها مسموعة، إلا أنها الآن، وبفضل حنكة القادة المعتدلين، أصبح وجودها على الساحة الدولية مغيباً، ومرتهنًا للإدارة الأميركية، توجهه كيف تشاء.
هذا الجرح النازف سيسجل في تاريخ أمتنا العربية هذا الموقف الضعيف، وسيذكر التاريخ أن قادة عربا تنازلوا عن عروبتهم لصالح مصالح فردية، ولتمرير مخططات أعداء الأمة.
جرح غزة يجب أن يتوقف.. ومن يتقاعس لن يرحمه التاريخ، ولن ترحمه شعوبنا العربية، وسيدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً، لأن تداعيات هذا الجرح ستطال كل أمتنا العربية من دون أي استثناء. وسيسقط عدد من الزعماء عن عروشهم.. وهذا ما سنراه قريبا، وهذا ما توقعه عدد كبير من المراقبين السياسيين.
جرح غزة النازف لن يرحم من سمح به، ولم يفعل شيئا لوقفه، بل تآمر لكي يكون!

No comments: