المشاهد السياسي، 12-18 يوليو 2008
وثيقة إسرائيلية محدودة التداول، يقف وراءها بنيامين نتنياهو، يتمّ عرضها على الحكومات الغربية سرّا تحت عنوان "مبادرة السلام الإسرائيلية" تدعو إلى إلغاء السلطة الفلسطينية، وضمّ الضفّة الغربية إلى إسرائيل، وإقامة شراكة استراتيجية مع الأردن، تمهيداً لتأهيل اللاجئين وتفكيك مخيّماتهم، والتعويض عليهم وتوطينهم، بغد إلغاء منظّمة الأونروا التي تهتمّ بشؤونهم.
مجلة المشاهد السياسي اطّلعت على الوثيقة، وعرضت أهم ما جاء فيها من خلال موضوع غلافها الأخير.
بُعَيد قيام أميركا باحتلال العراق في ربيع العام ٢٠٠٣ خرج يميني عنصري متطرّف في إسرائيل اسمه بيني (بنيامين) أيلون بمقترح في مايو من ذلك العام، يتضمّن مبادرة "سلام" إسرائيلية تهدف إلى إلغاء مبادرة السلام العربية، ومن بعدها اختصار خارطة الطريق التي تبنّتها اللجنة الرباعية الدولية التي تضم أميركا والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، وقد أعلن عن هذه المبادرة في مؤتمر صحافي عقده في أكتوبر ٢٠٠٧.
يُشَار إلى أن أيلون هو عضو في الكنيست الإسرائيلي، ويميني متطرّف من دعاة الترانسفير، وأحد عرّابي الاستعمار الاستيطاني في الضفة وتحديداً في القدس، وهو رئيس حركة "موليدت" اليمينية المتطرّفة.
ويصف أيلون الدولة الفلسطينية التي يتحدّثون عنها بأنها معدومة القيمة، ويضيف أن الحديث يدور عن دولة تابعة، صغيرة ومحاصرة، توفّر قوّة عاملة رخيصة لدولة إسرائيل، وأن مثل هذه الدولة الخيالية لن توفّر لمواطنيها الاعتزاز الوطني والحرّيّة المدنية أو الأمل الاقتصادي، ولن تطرح أي حلّ لقضية اللاجئين. ويتابع الحديث عن حلّ الدولتين بقوله إنه لا مستقبل للسلطة ولا جدوى من إقامة دولة فلسطينية، بالإضافة إلى الدولة القائمة شرقي نهر الأردن.
ولذلك يقول أيلون في مبادرته إنه من الضروري أن يكون حلّ قضية اللاجئين مُكوّنا جوهريا في أي تسوية، وأن على إسرائيل أن تعمل كل ما في وسعها لحل قضية لاجئي ١٩٤٨ نهائيا، وأن تطالب المجتمع الدولي بالمشاركة في ذلك. ويتوجّب أن يبدأ الحل بتفكيك "الأونروا"، التي تخلّد قضية اللاجئين، والمواصلة ببلورة خطّة تعويض سخيّة لكل اللاجئين الفلسطينيين الذين سيتمّ توطينهم في دول مستعدّة لاستيعاب المهاجرين ليبدأوا حياة جديدة.
وينتقل أيلون إلى السؤال: من سيدفع؟ ويجيب أن مليارات الدولارات تدفع سنوياً على الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، وأن هذه المبالغ عبارة عن دولارات أميركية تخصّص لسباق التسلّح الإقليمي، وهي مبالغ طائلة تحوّل من أوروبا للحسابات البنكيّة التابعة للسلطة الفلسطينية. وهي أيضاً مبالغ هائلة من المال الإسرائيلي الذي ينفق على إقامة الجدار وتنفيذ الانفصال و"تقوية" أبي مازن. ولذلك يقول، إن الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل، إلى جانب دول النفط العربية، ستتمكّن من تمويل مباشر لتأهيل كامل وسخي لكل لاجئي العام ١٩٤٨، يمكّنهم من الاستيعاب في دول مختلفة يسرّها استيعاب المهاجرين الذين يصلون إليها مع أموال تمكّنهم من العيش الكريم.