الأهرام العربي، 23 مايو 2009
انتهت الجولة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين الماضي في البيت الأبيض (صفر – صفر)، فكل طرف هاجم في ملعب الطرف الآخر، إلا أن أيا منهما لم يُحرز أهدافًا حقيقية، وخرجا معا بعد المباراة وكل منهما متمسك بمواقفه وكأنهما اتفقا على ألا يتفقا.
ملخصٌ مفيد، قدمته مجلة الأهرام العربي بين يدي حديثها عن دلائل وتداعيات زيارة نتانياهو إلى واشنطن منذ أيام.
حاول نتانياهو استخدام طريقة الهجوم فقط بدلا من الدفاع فقط. حيث أشار إلى أن أمن إسرائيل في خطر في ظل السعي الإيراني للحصول على سلاح نووي، وأكد أهمية الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، كما سرب اللاعبون في فريقه أن الدول العربية تخشى إيران النووية وليس إسرائيل، وأن العدو هو التطرف والإرهاب اللذان تمثلهما إيران؛ لأن الصراع المقبل هو بين الاعتدال والتطرف.
كلها كانت محاولات للمراوغة في وجه أوباما الذي رمى بالكرة في الملعب الإسرائيلي مجددًا؛ عندما أكد أن تحقيق السلام يقع في إطار المصلحة القومية الأمريكية، وأنه يقوي مكانة الولايات المتحدة في المجتمع الدولي، وعند التعامل مع التهديد الإيراني المحتمل، مشيرًا إلى أن تحقيق التقدم الدولي نحو دولة فلسطينية وإصلاح الصورة الأمريكية في الخارج مترابطان مع بعضهما البعض، كما تمسك أوباما بحل الدولتين ووقف الاستيطان الإسرائيلي وإرجاء البت في الملف النووي الإيراني لإعطاء الحوار مع طهران فرصة إلى ما بعد انتخاباتها الرئاسية، أي وضع جدول زمني للتعاطي الدبلوماسي مع إيران، مع التأكيد على أهمية التعامل الأمريكي مع هذا الملف، لأنه مؤثر على الأمن القومي الأمريكي، وليس الإسرائيلي فقط.
واستمرت المباراة أو اللقاء بين أوباما ونتانياهو حوالي الساعتين، لم يتفقا خلالها إلا على إمكانية تشكيل آلية لبحث الاستيطان وضرورة إرجاء المستوطنات، وهي فكرة إسرائيلية يمكن احتسابها كمحاولة فاشلة للتسديد بعد احتساب ضربة جزاء، لأن أوباما أكد بوضوح رفضه توسيع المستوطنات في المؤتمر الصحفي المشترك مع نتانياهو.
وطرحت المجلة تساؤلا هامًا: ماذا يمكن للعرب أن يفعلوا (الذين يلعبون حاليًا دور المشاهد لهذه المباراة مع تشجيعهم لفريق أوباما)، لمحاولة تثبيت مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة، وعدم السماح بهزيمة تلك المواقف في المباريات المقبلة مع الجانب الإسرائيلي؟ خصوصًا أن جماعات الضغط الإسرائيلية بدأت في شحذ أدواتها للهجوم على إدارة أوباما في الفترة المقبلة، مما سيعرض الأخيرة لضغوط كبيرة وادعاءات بأنها لا تهتم بأمن إسرائيل بالشكل الكافي، وأن اليهود معرّضون لمحرقة جديدة على يد طهران وأحمدي نجاد لتَكرار لعبة هتلر معهم.
الأمر المؤكد هنا أن الإدارة الأمريكية لا تتخذ المواقف الإيجابية لسواد عيون الفلسطينيين أو العرب؛ بل لأن تجاربها على مدى السنوات الأخيرة أثبتت أنه من المهم حماية الولايات المتحدة والعالم العربي من خطر (ما يُسمى بـ) التطرف، وأن وعد الوصول لحل للقضية الفلسطينية والصراع العربي ـ الإسرائيلي سيؤثر بالإيجاب على أسلوب المواجهة الأمريكية مع (ما يسمى بـ) الإرهاب، وكذلك في زيادة مصداقيتها في مواجهة إيران وإضعاف الكروت العربية التي تلعب بها طهران مباراتها المقبلة مع واشنطن، والتي من المنتظر أن تبدأ قريبًا.
لكن نتانياهو، الذي يدرك أن مستقبله قد يكون في يد أوباما على الأقل في الفترة الحالية، حاول عدم إيصال المباراة إلى درجة الصدام؛ حتى لا ترفع الإدارة الأمريكية الكارت الأحمر في وجهه، لهذا حاول المراوغة بالكرة طوال المباراة والتركيز على ملف إيران النووي، إلا أنه لم يمتلك معلومات مؤكدة حوله. كما حاول التلويح بإمكانية توجيه ضربة عسكرية لقطاع غزة في حالة لم تتحرك ملفات التهدئة والجندي الأسير جلعاد شاليط.
ولأن العرب يجب ألا يكتفوا بدور المشاهدين للمباراة كان لابد من طرح هذا السؤال: ماذا يمكن أن تفعل الدول العربية لارتداء الملابس الرياضية والتسخين ثم النزول إلى أرض الملعب للمشاركة واغتنام الفرصة الحالية التي قد لا تتكرر أبدًا في المستقبل؟ خصوصًا أن الاكتفاء بدور المشاهد فقط قد يؤدي لاستجابة أوباما لضغوط الموالين لإسرائيل.
ملخصٌ مفيد، قدمته مجلة الأهرام العربي بين يدي حديثها عن دلائل وتداعيات زيارة نتانياهو إلى واشنطن منذ أيام.
حاول نتانياهو استخدام طريقة الهجوم فقط بدلا من الدفاع فقط. حيث أشار إلى أن أمن إسرائيل في خطر في ظل السعي الإيراني للحصول على سلاح نووي، وأكد أهمية الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، كما سرب اللاعبون في فريقه أن الدول العربية تخشى إيران النووية وليس إسرائيل، وأن العدو هو التطرف والإرهاب اللذان تمثلهما إيران؛ لأن الصراع المقبل هو بين الاعتدال والتطرف.
كلها كانت محاولات للمراوغة في وجه أوباما الذي رمى بالكرة في الملعب الإسرائيلي مجددًا؛ عندما أكد أن تحقيق السلام يقع في إطار المصلحة القومية الأمريكية، وأنه يقوي مكانة الولايات المتحدة في المجتمع الدولي، وعند التعامل مع التهديد الإيراني المحتمل، مشيرًا إلى أن تحقيق التقدم الدولي نحو دولة فلسطينية وإصلاح الصورة الأمريكية في الخارج مترابطان مع بعضهما البعض، كما تمسك أوباما بحل الدولتين ووقف الاستيطان الإسرائيلي وإرجاء البت في الملف النووي الإيراني لإعطاء الحوار مع طهران فرصة إلى ما بعد انتخاباتها الرئاسية، أي وضع جدول زمني للتعاطي الدبلوماسي مع إيران، مع التأكيد على أهمية التعامل الأمريكي مع هذا الملف، لأنه مؤثر على الأمن القومي الأمريكي، وليس الإسرائيلي فقط.
واستمرت المباراة أو اللقاء بين أوباما ونتانياهو حوالي الساعتين، لم يتفقا خلالها إلا على إمكانية تشكيل آلية لبحث الاستيطان وضرورة إرجاء المستوطنات، وهي فكرة إسرائيلية يمكن احتسابها كمحاولة فاشلة للتسديد بعد احتساب ضربة جزاء، لأن أوباما أكد بوضوح رفضه توسيع المستوطنات في المؤتمر الصحفي المشترك مع نتانياهو.
وطرحت المجلة تساؤلا هامًا: ماذا يمكن للعرب أن يفعلوا (الذين يلعبون حاليًا دور المشاهد لهذه المباراة مع تشجيعهم لفريق أوباما)، لمحاولة تثبيت مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة، وعدم السماح بهزيمة تلك المواقف في المباريات المقبلة مع الجانب الإسرائيلي؟ خصوصًا أن جماعات الضغط الإسرائيلية بدأت في شحذ أدواتها للهجوم على إدارة أوباما في الفترة المقبلة، مما سيعرض الأخيرة لضغوط كبيرة وادعاءات بأنها لا تهتم بأمن إسرائيل بالشكل الكافي، وأن اليهود معرّضون لمحرقة جديدة على يد طهران وأحمدي نجاد لتَكرار لعبة هتلر معهم.
الأمر المؤكد هنا أن الإدارة الأمريكية لا تتخذ المواقف الإيجابية لسواد عيون الفلسطينيين أو العرب؛ بل لأن تجاربها على مدى السنوات الأخيرة أثبتت أنه من المهم حماية الولايات المتحدة والعالم العربي من خطر (ما يُسمى بـ) التطرف، وأن وعد الوصول لحل للقضية الفلسطينية والصراع العربي ـ الإسرائيلي سيؤثر بالإيجاب على أسلوب المواجهة الأمريكية مع (ما يسمى بـ) الإرهاب، وكذلك في زيادة مصداقيتها في مواجهة إيران وإضعاف الكروت العربية التي تلعب بها طهران مباراتها المقبلة مع واشنطن، والتي من المنتظر أن تبدأ قريبًا.
لكن نتانياهو، الذي يدرك أن مستقبله قد يكون في يد أوباما على الأقل في الفترة الحالية، حاول عدم إيصال المباراة إلى درجة الصدام؛ حتى لا ترفع الإدارة الأمريكية الكارت الأحمر في وجهه، لهذا حاول المراوغة بالكرة طوال المباراة والتركيز على ملف إيران النووي، إلا أنه لم يمتلك معلومات مؤكدة حوله. كما حاول التلويح بإمكانية توجيه ضربة عسكرية لقطاع غزة في حالة لم تتحرك ملفات التهدئة والجندي الأسير جلعاد شاليط.
ولأن العرب يجب ألا يكتفوا بدور المشاهدين للمباراة كان لابد من طرح هذا السؤال: ماذا يمكن أن تفعل الدول العربية لارتداء الملابس الرياضية والتسخين ثم النزول إلى أرض الملعب للمشاركة واغتنام الفرصة الحالية التي قد لا تتكرر أبدًا في المستقبل؟ خصوصًا أن الاكتفاء بدور المشاهد فقط قد يؤدي لاستجابة أوباما لضغوط الموالين لإسرائيل.
No comments:
Post a Comment