برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Wednesday, July 15, 2009

حلّ الدولتين لا يعنينا لأنه مدخل ليهودية الكيان الصهيوني


المشاهد السياسي، 21-27 يونيو 2009


أكّد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، رفض الحركة لحلّ الدولتين، قائلا –في تصريح نقلته مجلة المشاهد السياسي في صدر موضوع غلافها الأخير- إنها مدخل ليهودية الكيان الصهيوني، لكنه عبّر عن قبول "حماس" لدولة على حدود ٥ يونيو ١٩٦٧، كما جاء في وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني. واعتبر مشعل الاعتقالات السياسية في الضفّة الغربية هي العقبة الرئيسية أمام نجاح الحوار، لافتاً إلى أن أوباما تناسى الحرب الإسرائيلية على غزّة ويتعامل مع "حماس" بلغة الشروط، رغم إقرار مشعل أن لغة أوباما أفضل من الإدارة السابقة، مشدّداً على أن تغيير اللغة وحدها لا يكفي.
طرحت عليه المشاهد السياسي مجموعة من الأسئلة كان أبرزها متعلقًا بالعلاقات بين حماس ومصر، وما إذا كان زيارته العاجلة للقاهرة تعني أن هناك شيئا جديدا في العلاقات بين الحركة ومصر؟ فأجاب:
نحن نزور القاهرة بدعوة رسمية من الوزير عمر سليمان الذي اجتمع مع وفد "حماس"، وكانت النقاشات طيّبة للغاية ومفيدة جدّاً، ولمسنا من الوزير عمر سليمان الحرص الكامل على نجاح الحوار الوطني الفلسطيني، وذكر لنا مدى الجدّيّة التي لمسها من الإدارة الأميركية الجديدة، ونحن بالطبع قلنا له إن خطاب الرئيس بارك أوباما من القاهرة كان فيه لهجة ولغة مختلفتين عن اللغة التي كانت تتحدّث بها الإدارة الأميركية السابقة التي لم نعرف عنها سوى لغة التهديد والوعيد، ونقلنا للوزير عمر سليمان أن "حماس" لن تكون عقبة في سبيل قيام دولة فلسطينية على حدود يونيو ١٩٦٧ كما جاء في وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني التي وقّعت عليها جميع الفصائل الفلسطينية في العام ٢٠٠٦، وهي أن تكون دولة ذات سيادة كاملة على كل أراضي الضفّة الغربية وقطاع غزّة والقدس، وأن تكون دولة خالية من المستوطنات الإسرائيلية، مع الاحتفاظ بحق العودة لكل الشعب الفلسطيني، كما نصّت عليه جميع المواثيق الدولية.
(اقتربت المجلة أكثر وسألته):هل انتهت المشكلات بين "حماس" ومصر، خصوصاً تلك التي حدثت أثناء العدوان الإسرائيلي على غزّة؟ (فقال): ليس هناك أي مشكلات بين "حماس" ومصر، لأننا نعتبر مصر الشقيقة الكـبرى، ورغم أنني لم أزر القاهرة كثيراً في الفترة الأخيرة، إلا أن الاتصالات بين القاهرة و"حماس" مستمرّة، ووفود "حماس" من الداخل والخارج تزور مصر باستمرار، ونحن حريصون على التشاور والتنسيق مع مصر، ليس في ملفّات الحوار الفلسطيني فقط، لكن في الشأن السياسي العام في المنطقة، وكان هناك بعض التصريحات أثناء الحرب على غزّة، ربما تكون خرجت بشكل انفعالي نتيجة الحرب التي كانت على شعبنا، لكن في النهاية إن مصر دولة عربية كبيرة، وعلاقاتنا معها جيّدة، ونحن نحترم مصر ونسعى الى أن تساعدنا بكل ما يمكن لتحرير كل شبر من ترابنا الوطني، كما أن مصر تضطلع بملفّات رئيسية منها ملفّات المصالحة الوطنية الفلسطينية والتهدئة، وغيرها من الملفّات المهمّة، بالاضافة الى أن معبر رفح، وهو المعبر الوحيد لشعبنا نحو العالم الخارجي، نشترك فيه مع مصر، كل هذا يجعل علاقاتنا مع مصر قويّة وطيّبة. وأنا أعتقد بأن زيارتي الى القاهرة، والأجواء الايجابية التي صاحبتها واللقاءات المثمرة مع اللواء عمر سليمان، جعلت أي خلافات أو تصريحات خارج السياق في السابق وراء ظهورنا، وما وجدته في مصر من ترحيب يؤكّد أن ليس هناك أي فتور في العلاقات بين "حماس" ومصر، لأننا ندرك تماماً أن مشكلتنا الوحيدة هي مع إسرائيل، وأن جميع الدول العربية هي سند وعمق للشعب الفلسطيني، و"حماس" حريصة للغاية على عدم التدخل في أي شأن عربي أو إسلامي، وما نهتم به هو تحرير أرضنا، ونحترم حدود الآخرين ومواقفهم، لأن إسرائيل هي التي تستهدف الشعب الفلسطيني والأمّة العربية والإسلامية، كما أنها تستهدف دور مصر الإقليمي.
وفي تساؤل أكثر مباشرة استفسرت المجلة: هل الاهتمامات العربية في الشأن الفلسطيني تعتبرونها تدخّلات خارجية؟
فأتى رده أكثر حكمة: بالعكس، نحن نعتبر جميع العرب إخوة لنا وشركاء في القضية الفلسطينية، ونرحّب بتفاعلهم ووقوفهم معنا ودفاعهم عنا في المحافل الإقليمية والدولية، لكن الاشتراطات الأميركية والإسرائيلية هي المرفوضة من جانبنا. لذلك أنا قلت كثيرا إن التعامل الأميركي مع "حماس" يجب أن لا يكون من بوابة الشروط.
(سألته المجلة): ما هي رؤيتكم للتغلّب على العقبات الثلاث التي تعوق التوصّل الى اتفاق مصالحة نهائي؟
(فأجاب): المشكلات التي تتعلّق بالأمن والحكومة والقانون الانتخابي كانت السبب في تأجيل جلسة الحوار التي كان متّفقاً عليها في ٩ ـ ١٠ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، و"حماس" جاهزة لحسم جميع الملفّات، ونجحنا خلال الفترة الماضية وطوال خمس جولات من حسم الكثير من الملفّات، ونحن نعمل على حلّ الملفّات العالقة حتى يمكن التوصّل الى اتفاق نهائي، لكن لا بد من أن أكون واضحاً تماماً، وهو أن ما يجري في الضفّة الغربية من اعتقالات سياسية يعطّل التوصّل الى اتفاق نهائي بين الأطراف الفلسطينية.
ورغم ذلك فنحن جاهزون تماماً للتوقيع على اتفاق المصالحة، نحن فقط نأمل في توقّف عمليات الاعتقال السياسي وتجاوز الخلافات في بعض الملفّات، وعندها سنكون جاهزين للتوقيع الشهر المقبل.
نحن في "حماس" غير معنيين بالآخرين، نحن كشعب فلسطيني نعاني الاحتلال في جزء من الأراضي الفلسطينية، والجزء الثاني محاصر جوّاً وبحراً وبرّاً، والجزء الأخير في الشتات يصارع من أجل الحصول على حق العودة، نحن معنيّون بقيام الدولة الفلسطينية فقط، لكن ليس لنا أي شأن بالآخرين، ونحن غير معنيين تماماً بقضيّة الدولتين، لأنه بصراحة شديدة حلّ الدولتين هو المدخل ليهودية الكيان الصهيوني.

No comments: