الوطن العربي، 8 يوليو 2009
بين محرمات السياسة وأعباء التاريخ وفخاخ الأجندات المتقاطعة.. هـل يـجـد الـعـراقـيـون " الـحـل الـوسـط الـتـاريـخـي " بعدما انسحب الأميركيون من المدن العراقية؟ تساؤل حاولت مجلة الوطن العربي البحث عن إجابة له، في إطار رؤية ترى التفاؤل الشديد بأن مجرد الانسحاب الأميركي يعنى انبعاث العراق الجديد، ينطوى على قدر كبير من المجازفة والقفز إلى المجهول، كذلك فإن التشاؤم المبالغ فيه إزاء إمكان نضوج رؤية متوازنة لعلاقات العراق بمحيطه الجغرافي والعالم يعكس استهانة غير مقبولة بالإنسان العراقي والثقافة العراقية.
هذا البلد لا ينقصه الموارد الطبيعية ولا الموارد البشرية ولا الحضارة ولا الإرادة ولا الوقع الاستثنائي المشرف على مفترق طرق حضاري كبير بين أمم عريقة، فالعراق بوابة العرب الشرقية التي ساهم في حراستها الكرد ومنها تواصلت الأمة العربية عبر التاريخ مع الأتراك والفرس.
وأول اختبار يواجهه العراق مع الجغرافيا أن يتحول هذا الموقع –عبر سياسة خارجية عراقية جديدة- من محرك للصراع إلى ساحة للتلاقي والحوار والتقارب والتعارف.
والبحث عن حدود الدور العراقي في محيطه وفي العالم: محدداته وواجباته ومحرماته وممكناته وأولوياته وآفاقه، لا يمكن إلا أن يتأسس على الوعي الواضح، الذي تترجمه الوقائع بالصورة الجديدة للعراق، وعلى قاعدة ثقافية صلبة قوامها الاحترام العميق لوحدة العراق.
وكما أن الجغرافيا تفرض محددات لا سبيل إلى الفكاك من قيودها، فإن التاريخ أيضًا يفرض إكراهات لا يمكن – إلا بضريبة باهظة- القفز عليها. العراق تاريخيا كان حصنا للعروبة بمعناها الواسع، وفيه كتبت أهم صفحات التاريخ العربي قديما وحديثا. والحفاظ على ذلك يتطلب دبلوماسية ثقافية عربية نشطة ومتواصلة.
أما السنة فقد حققوا نقلة نوعية بالتحول الكبير في موقفهم من العملية السياسية ودورهم في مواجهة الإرهاب، وهم مؤهلون في المرحلة القادمة لأن يلعبوا دور رمانة الميزان بين شيعةٍ تراودهم أحلام ربط العراق بإيران، وأكرادٍ ما زلوا يركضون خلف حلمٍ لإقامة الوطن القومي الكردستاني على أنقاض العراق وجيرانه.
وعند صياغة العلاقات الخارجية للعراق الجديد فإن العلاقات مع القاهرة والرياض يجب أن تكون أقوى من العلاقات مع طهران، فالعالم العربي يشكل الامتداد الطبيعي للخارطة العراقية المحاطة شرقا وشمالا باثنين من أكثر النظم اعتدادًا بهويتها القومية (الفارسية والتركية)، فضلا عن أن إعادة بناء العراق اقتصاديًا يناسبه يناسب الرهان على قوى لا مطامع لها في أرض العراق ولا ثارات بينه وبين الشعب العراقي.
فلتكن حدود العراق كما تفرضها الجغرافيا جسورا للتعايش، وليكن التاريخ العربي لهذا البلد الكبير فضاء لمستقبله.
بين محرمات السياسة وأعباء التاريخ وفخاخ الأجندات المتقاطعة.. هـل يـجـد الـعـراقـيـون " الـحـل الـوسـط الـتـاريـخـي " بعدما انسحب الأميركيون من المدن العراقية؟ تساؤل حاولت مجلة الوطن العربي البحث عن إجابة له، في إطار رؤية ترى التفاؤل الشديد بأن مجرد الانسحاب الأميركي يعنى انبعاث العراق الجديد، ينطوى على قدر كبير من المجازفة والقفز إلى المجهول، كذلك فإن التشاؤم المبالغ فيه إزاء إمكان نضوج رؤية متوازنة لعلاقات العراق بمحيطه الجغرافي والعالم يعكس استهانة غير مقبولة بالإنسان العراقي والثقافة العراقية.
هذا البلد لا ينقصه الموارد الطبيعية ولا الموارد البشرية ولا الحضارة ولا الإرادة ولا الوقع الاستثنائي المشرف على مفترق طرق حضاري كبير بين أمم عريقة، فالعراق بوابة العرب الشرقية التي ساهم في حراستها الكرد ومنها تواصلت الأمة العربية عبر التاريخ مع الأتراك والفرس.
وأول اختبار يواجهه العراق مع الجغرافيا أن يتحول هذا الموقع –عبر سياسة خارجية عراقية جديدة- من محرك للصراع إلى ساحة للتلاقي والحوار والتقارب والتعارف.
والبحث عن حدود الدور العراقي في محيطه وفي العالم: محدداته وواجباته ومحرماته وممكناته وأولوياته وآفاقه، لا يمكن إلا أن يتأسس على الوعي الواضح، الذي تترجمه الوقائع بالصورة الجديدة للعراق، وعلى قاعدة ثقافية صلبة قوامها الاحترام العميق لوحدة العراق.
وكما أن الجغرافيا تفرض محددات لا سبيل إلى الفكاك من قيودها، فإن التاريخ أيضًا يفرض إكراهات لا يمكن – إلا بضريبة باهظة- القفز عليها. العراق تاريخيا كان حصنا للعروبة بمعناها الواسع، وفيه كتبت أهم صفحات التاريخ العربي قديما وحديثا. والحفاظ على ذلك يتطلب دبلوماسية ثقافية عربية نشطة ومتواصلة.
أما السنة فقد حققوا نقلة نوعية بالتحول الكبير في موقفهم من العملية السياسية ودورهم في مواجهة الإرهاب، وهم مؤهلون في المرحلة القادمة لأن يلعبوا دور رمانة الميزان بين شيعةٍ تراودهم أحلام ربط العراق بإيران، وأكرادٍ ما زلوا يركضون خلف حلمٍ لإقامة الوطن القومي الكردستاني على أنقاض العراق وجيرانه.
وعند صياغة العلاقات الخارجية للعراق الجديد فإن العلاقات مع القاهرة والرياض يجب أن تكون أقوى من العلاقات مع طهران، فالعالم العربي يشكل الامتداد الطبيعي للخارطة العراقية المحاطة شرقا وشمالا باثنين من أكثر النظم اعتدادًا بهويتها القومية (الفارسية والتركية)، فضلا عن أن إعادة بناء العراق اقتصاديًا يناسبه يناسب الرهان على قوى لا مطامع لها في أرض العراق ولا ثارات بينه وبين الشعب العراقي.
فلتكن حدود العراق كما تفرضها الجغرافيا جسورا للتعايش، وليكن التاريخ العربي لهذا البلد الكبير فضاء لمستقبله.
No comments:
Post a Comment