برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Saturday, July 4, 2009

أمريكا ومصر.. تصحيح المسار


الأهرام العربي، 30 مايو 2009


من القاهرة يخاطب الرئيس أوباما العالم الإسلامي عما قريب داعيًا إلى حوار حضارات لا صدام حضارات، مكفرًا عن خطيئة المحافظين الجدد وإدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش
هذه الزيارة المرتقبة اعتبرتها مجلة الأهرام العربي بمثابة تصحيح للمسار، وتدشين لمرحلة جديدة من العلاقات الاستراتيجية بين البلدين
بالأمس البعيد أعلن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن (من ليس معنا فهو ضدنا)، وبالغد القريب سيحاول الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما نفيها، أو الالتفاف حولها، وربما الاعتذار بالنيابة عن قائلها، إلا أن جميع الخبراء قد أجمعوا على أن إعلان "حسن النيات" الذي سوف يطلقه أوباما من قلب القاهرة لا يكفي لمحو آثارها، فالعالم الإسلامي الذي يقدر تلك المبادرة الطيبة لا يمكن مداواة جرحه الممتدة بطول فترة بوش الابن، بكلمات تحذير على طريقة نابليون بونابرت الذي أعلن احترامه للإسلام، لكنه يحتاج إلى تغيير جذري في السياسات الأمريكية تجاهه سواء في الداخل الأمريكي أو عبر الحدود
لن يكون الخطاب وحده كافيًا، لأن هناك مشاكل كثيرة تعاني منها الولايات المتحدة في علاقاتها بالعالم الإسلامي أهمها ما يجري في أفغانستان وباكستان فضلا عن التطورات الأخيرة فيما يخص النووي الإيراني الذي بدأ يتحرك في أكثر من اتجاه، هذه الاتجاهات بينها رابط واحد هو الدخول في حوار مع العالم الإسلامي، والخطاب في حد ذاته يعطي مؤشرًا قويًا في هذا الاتجاه لكنه لا يكفي
ونقلت المجلة عن الدكتور حسين أمين، الأستاذ بقسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية، قوله: إن اختيار أوباما للقاهرة ليطل من خلالها على العالم الإسلامي يمثل رد اعتبار للدور المصري الرائد في منطقة الشرق الأوسط بعد حملة التشكيك التي تعرضت لها إبان محرقة غزة، فكان لابد أن يحدث في لحظة ما نوعًا من التوازن وإعادة الأمور إلى نصابها. وهو اختيار كان مرجحًا بنسبة 80%، كما يتبين في الأوراق التي قدمتها المراكز البحثية الأمريكية لأوباما، وفي مقدمتها الدراسة التي أعدها جون ألترمان –رئيس برنامج الشرق الأوسط-حول محورية الدور المصري في عملية السلام. وإن كنتُ أرى أن الزيارة كان يجب أن تمتد لأكثر من يومين، فيوم واحد فقط لا يكفي
وعزفًا على ذات النغمة ترى ميشال دان –الخبيرة في معهد كارنيجي للسلام الدولي-أن الزيارتين تعكسان رغبة الإدارة الأمريكية في تحسين العلاقة مع مصر، بعد أن مرت العلاقة بينهما بمراحل متشنجة بسبب حرب العراق والسياسات الأمريكية المتشددة ضد العالم الإسلامي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وكانت أبرز محظات هذا الخلاف خطاب وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس في الجامعة اللأمريكية بالقاهرة في يونيو 2005 حول نشر الديمقراطية، أما الإدارة الأمريكية الحالية فلم تضع بعد آلية واضحة للدفع بقضايا حقوق الإنسان أو نشر الديمقراطية في السياسة الخارجي. رغم ما حفلت به الصحافة الأمريكية من المقالات التي تدعوا أوباما لاقتناص تلك الفرصة للتبشير بالديمقراطية الأمريكية المزعومة على غرار سلفه بوش

No comments: